اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am مشاركات: 10723
|
[align=center]روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني[/align] [font=Traditional Arabic]
تأليف شهاب الدين السيد محمود أفندي الألوسي البغدادي (ت 1270هـ).
من التفاسير التي كان لها حضور في الثقافة الإسلامية تفسير "روح المعاني" لمؤلِّفه محمود الآلوسي البغدادي، أبو الثناء شهاب الدين، من علماء القرن الثالث عشر الهجري، ويلقب بـ "الآلوسي الكبير" تمييزًا له عن باقي العلماء الآلوسيين الذين انحدروا من هذه الأسرة التي اشتهر أهلها بالعلم .
جمع فيه خلاصة ما سبقه من التفاسير مع النقد والتدقيق والترجيح بينها، عرف تفسيره بالاستطراد في الكلام في الأمور الكونية ، والصناعة النحوية، كما أنه لا يمر بمسألة فقهية إلا إذا استوفى مذاهب الفقهاء وأدلتهم، والآيات ، وأسباب النزول ، ولم يفت الألوسي أن يتكلم عن التفسير الإشاري بعد أن يفرغ من الكلام عن كل ما يتعلق بظاهر الآيات .
وهذا التفسير كتاب جمع بين التفسير بالمأثور والتفسير بالمعقول ، فاشتمل على آراء السلف رواية ودراية ، وأقوال الخلف بأمانة وعناية ، فجمع خلاصة التفاسير السابقة ، وبين فيه أسباب النزول ، والمناسبة بين السور ، والمناسبات بين الآيات , وعرض لذكر القراءات ، ويستشهد بأشعار العرب ، ويعتني بالآيات الكونية ، والإعراب والنحو ، ويبين أقوال الفقهاء وأدلتهم في آيات الأحكام ، ويرجح بينها من دون تعصب لمذهب فقهي معين ، ويفند أدلة المخالفين لأهل السنة ، ويتخذ موقفا صارما من الإسرائيليات والأخبار الكذوبة ، ويسخر منها ، ويعقب على كل ذلك بما تدل عليه الآيات عن طريق الإشارات والمعروف بالتفسير الإشاري .
كان الآلوسي - رحمه الله - شيخ العلماء في العراق في عصره، ونادرة من النوادر التي جادت بها الأيام؛ جمع كثيراً من علوم المنقول والمعقول، وأحكم فهم علمي الفروع والأصول...وكان مع هذا وذاك مفسراً لكتاب الله لا يبارى، ومحدثًا للسنة لا يُجارى...
ومع أنه - رحمه الله - كان شافعي المذهب إلا أنه في كثير من المسائل كان يقلد الإمام أبا حنيفة ، وكان عالماً باختلاف المذاهب، ومطلعاً على الملل والنحل، وكان في آخر حياته يميل إلى الاجتهاد، وقد خلَّف ثروة علمية كبيرة ونافعة، يأتي في مقدمتها تفسيره المسمى ( روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ) وهو محور حديثنا في هذا المقال .
وهذا التفسير - كما يتبين للناظر فيه - قد أفرغ فيه مؤلِّفه وسعه، وبذل جهده، حتى أخرجه للناس تفسيراً جامعاً، لآراء السلف رواية ودراية، ومشتملاً على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية، فهو تفسير - و الحق يقال - جامع لخلاصة ما سبقه من التفاسير .
ثم إن المؤلف - رحمه الله - إذ ينقل من تفاسير من سبقه من المفسرين، لم يكن مجرد ناقل فحسب، بل كان يُنَصِّب من نفسه حكماً عدلاً، على كل ما ينقل، ويجعل من نفسه ناقداً مدققاً وممحصاًَ لكل رأي وقول، ثم هو بعدُ يُبدي رأيه حراً فيما ينقل .
- أما المسائل الفقهية فمنهجه فيها أن يستوفيَ أقوال أهل العلم في المسألة موضوع البحث، ومن ثَمَّ يختار منها ما يؤيده الدليل، من غير تعصب لمذهب معين، بل رائده في ذلك: أن الحق أحق أن يُتَّبع .
- وكانت للمؤلف - رحمه الله - عناية ملحوظة بنقد الروايات الإسرائيلية، وتفنيد الأخبار المكذوبة، التي ساقها بعض المفسرين السابقين له؛ فنحن - مثلاً - نجده يُعَقِّب بعد أن ساق قصة من القصص الإسرائيلي، فيقول: " وليس العجب من جرأة من وضع هذا الحديث، وكذب على الله تعالى، إنما العجب ممن يُدخل هذا الحديث في كتب العلم من التفسير وغيره، ولا يُبيِّن أمره.." وعلى هذا المجرى يجرى في تفنيده لتلك المرويات والأخبار .
- وكغيره من المفسرين السابقين، نجد الآلوسي يعرض للقراءات القرآنية الواردة في الآية الكريمة، بيد أنه لا يتقيد بالمتواتر منها، بل ينقل غير المتواتر لفائدة يراها، ولكن يُنبِّه عليه .
- ويُلاحظ أن لـ الآلوسي عناية ملحوظة بذكر أوجه المناسبات بين الآيات والسور، مع تعرضه لذكر أسباب النزول، لفهم الآيات وفق أسباب نزولها .
تفسير ( روح المعاني ) سيبقى موسوعة تفسيرية قيِّمة، جمعت جُلَّ ما قاله علماء التفسير المتقدمين، وامتازت بالنقد الحر، والترجيح المعتمد على الدليل، والرأي البنَّاء، والاتزان في تناول المسائل التفسيرية وغيرها، مما له ارتباط بموضوع التفسير. فجزى الله مؤلِّفه خير الجزاء، ونفع المسلمين بعلمه[/font] .
ــــــــــــــ
منقووووول بتصرف
_________________ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
|
|