موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: لمن الملك اليوم ؟؟
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 29, 2020 11:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 19, 2013 6:15 pm
مشاركات: 288
لمن الملك اليوم ؟؟

(يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) ١٦ غافر

الجزء الاول من هذه الآية يدل على كمال العلم واما الجزء الثاني فيدل على كمال القدرة والتدبير . وانما كمال العلم هو أن يكون محيطأ بكل شي وشاملأ لكل شئ ولا يخفى عليه شئ . فشمول العلم واحاطته بكل شئ هو خاصية لعلم الله لا توجد لسواه ، وكل عالم سواه فهو يعلم امور وتخفى عليه امور ، واما العلم الالهي فقد احاط بالكل احاطة تامة فلم يخرج عن علمه شئ ولم يخفى عليه شئ . فالشمول والاحاطة هي كمالات للعلم لا توجد الا لله وحده .

ولكن ربما يكون العلم شاملأ ومحيطأ بكل شئ ولكن لا بوضوح ، وفرق كبير بين أن تعلم شئ بوضوح وجلاء وبين أن تعلمه بخفاء وغموض . ولذلك فقد بدأ الآية الكريمة بقوله ( يوم هم بارزون ) ، فالشئ البارز يراه الرائي بوضوح وجلاء على عكس الحال مع الشئ الغائر والكامن والمستتر ، فعبر بلفظة ( البروز ) عن لازم من لوازم البروز وهو الوضوح والجلاء امام الرؤية والعلم . فبدأ الآية بذكر اول كمال من كمالات العلم وهو الوضوح والجلاء ، ثم تلاها بذكر الكمال الثاني للعلم وهو الشمول والاحاطة التامة بكل شئ . فالوضوح والشمول هما كمالا العلم ، ولكن لم يبلغ الدرجة القصوى في وضوح العلم وشموله الا الله وحده فقط ، اما من عداه فهم يتفاوتون في النقص ، فبعضهم علمه أشمل من البعض ، وبعضهم علمه اوضح من البعض ، ولكن جميعهم سقطوا في هاوية النقص بالاضافة للعلم الالهي .

واما الجزء الثاني من الآية

فقد ذكر فيها كمالات التدبير ، لأن ( الملك ) هو المدبر والمصرف لأمر مملكته بارادته وقدرته ، ولكن للملك كمالان حتى يكون ملكه اتم وارسخ ، واول كمال للملك هو أن يكون ( واحدأ ) لا ينازعه في الملك سواه ، ولا مدبر ولا مصرف لأمر المملكة غيره . فالتوحد بالملك والسلطان هو من كمالات الملك ، اي أن يكون واحدأ لا شريك له ولا منازع في الملك . واما الكمال الثاني للملك فهو أن يكون ( قهارأ) اي أن ينفذ امره في مملكته وان يكون فعال لما يريد ، فلا يحدث شئ في مملكته الا بارادته ومشيئته ولا تقف قدرة امام قدرته ، فما اراده كائن وما قدره واقع ، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه . ..فكمال الملك هو أن يكون ( واحدا ) وان يكون ( قهارأ) ولذلك فهو لم يقل مثلأ ( لمن الملك اليوم لله القوي العزيز او الرحمن الرحيم ) بل قال ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) فذكر كمالات الملك والتدبير تماما كما ذكر في الجزء الاول من الآية كمالات العلم وهي الوضوح والشمول .

هل الملك لله في ذلك اليوم فقط ؟؟

لعله يخطر على بالك سؤال وهو ( هل معنى ذلك أن الملك لن يكون لله الا في ذلك اليوم فقط اي في الآخرة ؟؟) .. فأقول بل الملك لله في ذلك اليوم وفي كل يوم ، وكذلك هو يعلم كل شئ علمأ واضحأ وشاملأ في ذلك اليوم وفي كل يوم ، فلا يخفى ولا يستتر عنه شئ لا في الدنيا ولا الآخرة ، ولكن الغافلين لن يعرفوا هذه الحقيقة الا في ذلك اليوم فقط اي في الآخرة ، فهو اخبار عما يتجدد للغافلين من احوال ، الذين كانوا يتوهمون أنه لا يراهم ولا يسمعهم ولا يعلمهم ، والذين كانوا يتوهمون أن هناك ارادة مع ارادته وقدرة مع قدرته ... فالملك لله في الدنيا والآخرة ، ولكن لن يعرف الغافلون ذلك الا في الآخرة .. فاللهم اجعلنا ممن عرف ذلك في الدنيا والآخرة .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط