موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: مقامات آل البيت(عمرو بن العاص ومسجده)رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 4:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123
صورة

صورة


صورة


صورة


صورة


صورة


صورة

صورة

صورة

سيدنا عمرو بن العاصى
1- ما ذكره المقريزى فى المواعظ والأعتبار
2- ما ذكره على باشا مبارك ونقله عنه النسابة حسن قاسم
3- ما ذكره السخاوى فى تحفة الأحباب
4- ما ذكره النسابة حسن قاسم فى وصف مصر
5- فى سيرة أعلام النبلاء
6- ما ذكرته الدكتورة سعاد ماهر وما ذكره العقاد
7- صورة لمسجد عمرو بن العاص



قصة سيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه مع المقوقس
وقصة جبل المقطم




صورة

صورة
يقول البكري :
المقطم بضم الميم وفتح القاف وتشديد الطاء المهملة وفتحها وهو جبل يوارى الموتـى .
ويقول المقريزى :
إن مصرايم ملك مصر أراد استخراج معدن الذهب والزبرجد والفيروز وغير ذلك من المعادن الموجودة بطريقة الكيمياء فجعل أمره إلى رجل يقال له مقيطام الحكيم وكان يعمل بالكيمياء في الجبل الشرقي فسمى به .
ويقول ابن الزيات :
إن جبل المقطم كان أكثر الجبال أنهارا وأشجارا ونباتا – فلما كانت الليلة التي كلم الله فيها موسى عليه السلام أوحى الله تعالى إلى الجبال إني مكلم نبيا من أنبيائي على جبل منكم فتطاول كل الجبال وتشامخ إلا جبل طور سيناء فإنه تواضع وتصاغر فأوحى الله إليه لما فعلت ذلك ؟ وهو اعلم … فقال إجلالا لك يارب – فأوحى الله تعالى إلى الجبال أن يجود كل جبل بشيء مما عليه – فجاد كل جبل بشيء مما عليه إلا جبل المقطم فانه جاد بجميع ما عليه من الشجر والنباتات والمياه فصار كما ترون أقرع …. فلما علم الله سبحانه وتعالى ذلك منه أوحى الله تعالى إليه لأعوضنك عما كان على ظهرك ولأ جعلن في سفحك غراس الجنة *
وحكى الإمام الليث ابن سعد
أن المقوقس سأل عمرو بن العاص * أن يبيعه جبل المقطم بسبعين ألف دينار – فكتب ذلك إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب *عنه فرد عليه قائلا : سله لما أعطاك ما أعطاك فيه وهو لا يزرع ولا يستنبط منه ماء – فسأله عمرو بن العاصي * المقوقس فقال: إنا نجد في سفحه في الكتب القديمة انه يدفن فيه غراس الجنة – فكتب بذلك عمرو بن العاصي * إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب * - فرد عليه قائلا : نحن لا نعرف غراس الجنة إلا للمؤمنين فاجعلها مقبرة لمن مات من قبلك من المسلمين

ويقول سفيان بن وهب الخولانى :


صورة



صورة

بينما نحن نسير مع عمرو بن العاصي في سفح جبل المقطم كان معنا المقوقس إذ قال له عمرو : ما بال جبلكم أقرع لا نبات فيه على نحو جبال الشام قال: لا أدرى ولكن سبحانه وتعالى أغنى أهله بهذا النهر (نهر النيل) وإنا لنجد في الكتب القديمة ما هو خير من ذلك ياعمرو – فسأله عمرو وما هو ؟ قال:ليدفن تحته قوم يبعثهم الله يوم القيامة لا حساب عليهم – فقال عمرو : اللهم اجعلني منهم . وفى الروايات التى يذكرها مؤرخو العصور الوسطى فى سبب تقديس مسيحى مصر لجبل المقطم ورغبة المقوقس فى شرائه للاحتفاظ به
الرويا التى ذكرها القضاعى:
===============
وهى أن سيدنا عيسى عليه السلام مر هو وأمه السيدة مريم على هذا الجبل فقالت له أمه : يابنى مررنا بجبال كثيرة ما رأينا أكثر أنوارا من هذا الجبل – فقال : عليه السلام : يا أماه يدفن هنا أمة من أمة أخي أحمد فهذا الجبل غراس الجنة ورياضها .

ويقول المقريزى رحمه الله ( المتوفى عام 845هـ ) :
إن السبب في تسمية وادي مسجد موسى * بجبل المقطم لأن سيدنا موسى كان يناجى ربه بذلك الوادى
. وقال كعب الأحبار :
انه سأل رجلا يريد مصر فقال : اهد لى ترابا من سفح مقطمها …… فاتاه الرجل بجراب – فلما حضرته الوفاة أمر أن يفرش تحته في قبره *

وقال الكندي :
إنه لما أخبر عمرو بن العاصي المقوقس برد أمير المؤمنين بالاحتفاظ بجبل المقطم وعدم بيعه – قال له المقوقس ما على هذا صالحتني – فقطع له عمرو فقطع نحو بركة الحبش جنوب مصر القديمة ليدفن فيها النصارى – ومن هنا عرف الزهاد والمتصوفون جبل المقطم واتخذوا من سفحه مقاما وأوديته مناما بعد أن عرفوا تقديس الديانات السماوية ويوجد به وادي المستضعفين الذي كان يسبح فيه بالشهور والسنين شيخ العارفين وسلطان المحبين شرف الدين عمر بن الفارض - ووادي دجله القرقوبى المطل على كهف السودان الذي بناه أبو الحسن القرقوبى الذي وفد إلى مصر من العراق 415هـ وكان وادي دجله محراب قديم يعرف باسم الفقاعي الرجل الصالج
وذكر المقريزى رحمه الله والمعروف بالشيخ الامام العلامة تقى الدين بن على عبد القادر بن محمد فى الجزء الثانى ص 244 فى كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار يقول : أعلم أن فى أرض مصر لما فتحت فى سنة عشرين من الهجرة واختط الصحابة رضى الله عنهم فسطاط مصر لم يكن بالفسطاط غيرمسجد واحد وهو الجامع الذى يقال له فى مدينة مصر الجامع العتيق ، وجامع عمرو بن العاص وما برح الامر على هذا الى ان قدم عبد الله بن على بن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما من العراق فى طلب مروان بن محمد فى سنة ثلاثة وثلاثين ومائة فنزل عسكره فى شمال الفسطاط وبنوا هناك الابنية فسمى ذلك الموضع بالعسكر واقيمت هناك الجمعة

صورة

صورة

وذكر أيضا المقريزى ص 246 تحت اسم الجامع العتيق
هذا الجامع بمدينة فسطاط مصر ويقال له تاج الجوامع وجامع عمرو بن العاص وهو اول مسجد أسس بديار مصر فى الملة الإسلامية بعد الفتح ( وخرج ) الحافظ أبو القاسم بن عساكر من حديث معاوية بن قرة قال : قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه من صلى صلاة مكتوبة فى مسجد مصر من الامصار كانت له كحجة متقبلة ومن صلى تطوعا كانت له كعمرة مبرورة .
وعن كعب من صلى فى مسجد مصر من الامصار صلاة فريضة عدلت حجة متقبلة ومن صلى صلاة تطوع عدلت عمرة متقبلة
موضوع الرسالة: قائد مصر يصلى ويخطب فى جامع عمرو

صورة

وقد ذكرت هذه الخطبة فى الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك فى الجزء 12 ص47
=============================================

فى مثل هذا اليوم يوم الجمعة ** أقبل قائد مصر العربى وحاكمها الأعلى الأمير عمرو بن العاص فى كوكبة من حاشيته يحوطه كبار رجال الدولة ولفيف من العلماء زالأعيان - فلما دنا الموكب من الجامع العتيق هرول الناس لرؤية أميرهم المحبوب وقد كادت الجماهير المحتسدة ترمى بنفسها على جواده ، ولما كثر الازدحام لجأ رجال الشرطة يفرقون الناس بالقوة حتى وصل الأمير إلى الجامع العتيق فترحل عن جواده ودخل تصحبه حاشيته ثم جلس فى محله فلما أذن المؤذن قام وارتقى المنبر وكانت عليه ثياب موشية كأن بها العقيان وهو يأتلق فيها ثم أخذ يحمد الله ويثنى عليه ويصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قال :
أيها الناس آمركم بالاحسان والصدقة وطاعة الوالدين ، وآمركم بالصبر وأنهاكم عن الافراط والفضول وأحذركم مما يسبب لمن النصب بعد الراحة والضيق بعد السعة وأحذركم من كثرة العيال واخفاض الحال والقيل بعد القال .( يا معشر الناس إنه قد تدلت الحوزاء وذكت الشعرى ، وأقلعت السماء ، وارتفع والوباء ، وقل الندى وطاب المرعى ، ووضعت الحوامل ودرجت السخائل ، وعلى الراعى بحسن رعيته حسن النظر ، فحى لكم على بركة الله إلى ريفكم ، فنالومن خيره ولبنه وخرافه وصيده وأربعوا خيلكمواسمنوها وصونوها واكرمنوها ، فانها جنتكم من عدوكم وبها مغانمكم وانفالكم ، واستوصوا بمن جاورتموه من القبط خيرا ، وإياكم والمومسات والمعسولات فانهن يفسدن الدين ويقصرن الهمم ) . حدثنى عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :- ( إن الله سيفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فان لكم منهم صهرا وذمة ) فكفوا أيديكم وعفوا فرروجكموغضوا أبصاركم - ولا أعلمن ما أتى رجل قد أسمن جسمه وأهزل فرسه - واعلموا أنى معترض الخيل كاعتراض الرجال فمن أهزل فرسه من غير علة حططته من فريضته قدر ذلك - واعلموا أنكم فى رباط إلى يوم القيامة لكثرة الأعداء حولكم وتشوق قلوبكم اليكم وإلى داركم معدن الزرع والمال والخير الواسع والبركة النامية ، وحدثنى عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا فتح الله عليكم مصر فأتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض ) : فقال له أبو بكر - ولم يا رسول الله ؟ قال ( لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة فاحمدوا الله على ما أولاكم فتمتعوا فى ريفكم ما طاب لكم ، فاذا يبس الزرع وسخن العمود وكثر الذباب وحمض اللبن وصوح البقل وانقطع الورد من الشجر فحى إلى فسطاطكم على بركة الله ولا يقدمن أحد منكم ذو عيال على عياله إلا ومعه تحفة لعياله على ما أطاق من سعته أو عسرته . أقول قولى هذا واستخفظ الله عليكم
هذا هو عمرو بن العاص أمير مصر وقائدها العربى يصلى أول جمعة فى جامعه العتيق ويخطب فى الناس خطبة تلين لها القلوب القاسية ثم كانت سنة احتذى به فيها الملوك والأمراء إلى وقتنا هذا - فليت المسلموو تعى خطبته وتعمل بما فيها وحسبهم ما قد جرى عليه وما قد فات ...........يوجد صور لقبر عبد الله بن عمرو بن العاص والمقصورة التى حوله والقبة التى تعلوها والايوان الشرقى ليس ثمة أى اختلاف فى دفن عبد الله بن عمرو بن العاص فى المسجد العتيق - أما قبر والده عمرو بن العاص فنستصوب قول حرملة النجيبى صاحب الشافعى أنه يقبر عقبة بن عامر ( بمسجد النجيبى ) الذى هو معروف لدينا الآن انظر تفصيلا واسعا فى كتاب المزارات المصرية وأدلة ذلك وسوف أقوم بنشره فيما بعد .
أما السخاوى فى تحفة الإحباب فيقول :
قبر عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تربة عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد السهمى صاحب رسول اله صلى الله عليه وسلم والى إمارة مصر حين افتتحها بأمر عمر ابن الخطاب رضى الله عنه ثم عزله عثمان بن عفان رضى الله عنه ثم وليها ثانيا لمعاوية بن أبى سفيان ثم توفى بمصر ودفن بالقرافة وأختلف فى قبره قال بعضهم إنه دفن فى تربة عقبة بن عامر الجهينى وقيل هما فى قبر واحد ( وقال ) بعضهم إنه على طريق الحاج وطريق الحاج من الفج ، وقيل انه القبر الكبير غربى قبر الغمام الششافعى وهو يعرف بمقابر قريش وهو الآن مجاور لقبرمحمد بن نافع الهاشمى .وقيل إنه شرقى مشهد السيدة آمنة بنت موسى الكاظم وقيل إنه القبر المعروف بقبر القاضى قيس السهمى وهذا المكان مبارك ، وحطة إن رجلا جاء إلى هذا المكان للزيارة فوجد إنسانا جالسا هناك فسأله عن قبر عمرو بن العاص فأشار برجله فلم يخرج من المكان حتى أصيب وكانت وفاة عمرو بن العاص ليلة الفطر سنة ثلاث واربعين من الهجرة وترك عمرو لولده عبد الله مائة أردب ذهب وسبع قناطير فضة فتورع عنها عبد الله بن عمرو بن العاص ولم يلمس منها شيئا وكان عبد الله بن عمرو المشار إليه إماما عالما زاهدا ورعا. وقال النسابة حسن قاسم فى مقالاته عن عمرو بن العاص :
بلاغة عمرو بن العاص فى وصفه لمصر ونيلها
***************************________________________________________








صورة لنيل مصر




من مجلة هدى الإسلام عام 1936م للنسابة حسن قاسم ( لصاحب الفضيلة الأستاذ الإمام السيد محمد عبد الحى الكتانى الحسنى كبير علماء المغرب الأقصى .
طلب أمير المؤمنين ( عمر بن الخطاب ) من عمرو أن يبعث له بتقرير عن وصفه لمصر وجغرافيتها ونيلها ، والى ذلك شأن الفاتحين للمماليك ، فأرسل له هذا الكتاب وصفا لمصر- وهذا الوصف آلة دالة على عمرو ويبدو فيها شاعرا معسول القول وحاكما عظيم لكياسة وهو فى نثر مجموع محكم وفيه تتجلى مواهب عمرو فى العلوم الكونية من هندسة وصفية واقليمية وجغرافية وسياسية وزراعية واقتصاد ورى وفلك وطبوغرافيا وجغرافيا أضف غلى ذلك الأدب والبلاغة والبيان وحسن التصوير وقوة الوصف ومتانة التعبير مما جعل أمير المؤمنين عم يستلم هذا الكتاب ويقول فى ملأ مشهو ( لله درك يا ابن العاص لقد وصفت لى خبرا كأنى أشاهده ) فما اصدقك يا أمير المؤمنين وما أبلغك . أعلمك يا ابن العاص - فلله درك ثم درك إن عمرو بن العاص لما فتح مصر أرسل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كتابا يصف له فيه مصر وشرح له السياسة التى سيتخذها فيها ونصه مصر تربة غبراء ( سهلة الأنبات ) وشجرة خضراء ( كثيرة الشجر الأخضر ) طولها شهرا وعرضها عشر ( لعله يريد أن الماشى يقطعها طولا فى شهر وعرضها فى عشرة أيام ) يكتنفها جبل أغبر ( يحيط بها جبل ضارب إلى السواد ) ورمل أعفر ( أبيض مائل إلى الحمرة أو الصفرة ) يخط وسطها نهر ميمون الغدوات مبارك الروحات ( محمود الذهاب والأياب ) يجرى بالزيادة والنقصان كجرى الشمس والقمر له أوان ( يزيد وينقص فى ازمنة معينة ) تظهر به عيون الأرض وينابيعها حتى إذا عج عجيجه ( عظم مائة ) وتعظمت أمواجه ( انقطعت وتسربت فى الأرض ) لم يكن وصول بعض أهل القرى إلى بعض إلا فى خفاف القوارب وصغار المراكب فاذا تكامل فى زيادة نكص ( رجع وذهب ) على عقبه كأول ما بدا فى شدته وطمى فى حدته ( ونقص فى شدة كما زاد بقوة ) فعند ذلك يخرج القوم ليحرثوا بطون أوديته ورواببه ( اعالى الأرض وأسافلها ) يبذرون الحب ويرجون الثمار من الرب حتى إذا أشرق وأشرف ( ظهر وبان ) سقاه من فوقه الندى وغذاء من تحته فعند ذلك يدر حلاله ويغنى ذبابه ( يعظم محصوله ) فينما هى يا أمير المؤمنين درة بيضاء إذا هر عنبرة سوداء ، واذا هر زبرجدة خضراء فتعالى الله الفعال لما يشاء ، الذى يصلح هذه البلاد وينميها ويقر قاطها فيها ، أن لا يقبل قول خسيسها فى رئيسها وأن لا يستأدى خراج ثمرة إلا فى أوانها وأن يصرف ثلث ارتفاعها فى عمل جسورها وترعها هذا يقرر الحال مع العمال فى هذه الأحوال تضاعف ارتفاع المال والله تعالى يوفق فى المبتدا والمآل - قال أبو المحاسن فى النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة - فلما ورد هذا الكتاب على عمر بن الخطاب قال لله درك يا ابن العاص لقد وصفت لى خبرا كأنى اشاهده .
وقد ترجم هذا التقرير ونشره إلى عدة لغات أجنبية الكاتب الفرنسوى الشهير أكتاف أوزان فى جريدة الفيجارو الفرنسية ووصفه بقوله إنه من أكبر آيات البلاغة فى كل لغات العالم وقال عنه إنه من الفوائد فى إيجازه واقترح وجوب تدريسه فى جميع مدارس المعمورة حتى يتعلموا منه مع قوة الوصف ومتانة التعبير وصحة الحكم على الاشياء وكيفية تنظيم المماليك وسياسة الاستعمار . وقد ترجم هذا الوصف من مؤرخى الانجليز المؤرخ جبون والدكتور بطلر
صورة للمسجد


صورة لصحن المسجد


عمرو بن العاص واسمه عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي، كنيته أبو عبد الله, كانت أمه تلقب بالنابغة, تزوجها العاص بن وائل السهمي فولدت له ابنه عمرو. وتزوجت أمه أزواجا آخرين فكان لعمرو بن العاص أخوة من أمه هم عروة بن أثاثة العدوي, وعقبة بن نافع بن عبد القيس الفهري.
كان عمرو بن العاص داهية من دهاة العرب، وصاحب رأي وفكر، وفارساً من الفرسان, أرسلته قريش إلى الحبشة ليطلب من النجاشي تسليمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فرارا من الكفّار وإعادتهم إلى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشي.
إسلامه
دخل الإسلام في السنة الثامنة للهجرة بعد فشل قريش في غزوة الأحزاب، وقدم إلى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين بعد مقاتلة الإسلام..
أوصافه
كان قصير القامه، قوي البنيه، مرن الأعضاء تعود جسمه احتمال المشقه، وقد ساعده ذلك علي أن يبرز في أفانين الفروسيه والضرب بالسيف، وكان عريض الصدر واسع ما بين المنكبين، له عينان ثاقبتان سريعتا التأثر بحالته سواء كان غاضبا أو فرحا، وفوقهما حاجبان غزيران ,وكان أدعج (شديد سواد العين) وأبلج (أبيض ما بين الحاجبين)، ودون ذلك فم واسع، وكان يخضب لحيته بالسواد، وكان وافر الهامه، وجهه ينم عن القوة من غير شده وتلوح عليه لائحة البشر والإنس، وكان خطيبا بليغا محبا للشعر ويطرب له.
المصدر كتاب فتح مصر د. الفرد ميلر
=====================
عمرو قائداً حربيا
كانت أولى المهام التي أسندت له عقب إسلامه، حينما أرسله الرسول "صلى الله عليه وسلم" ليفرق جمعاً لقضاعة يريدون غزو المدينة، فسار عمرو على سرية "ذات السلاسل" في ثلاثمائة مجاهد، ولكن الأعداء كانوا أكثر عدداً، فقام الرسول "صلى الله عليه وسلم" بإمداده بمائتين من المهاجرين والأنصار برئاسة أبي عبيدة بن الجراح وفيهم أبو بكر وعمر، وأصر عمرو أن يبقى رئيساً على الجميع فقبل أبو عبيدة، وكتب الله النصر لجيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وفر الأعداء ورفض عمرو أن يتبعهم المسلمون، كما رفض حين باتوا ليلتهم هناك أن يوقدوا ناراً للتدفئة، وقد برر هذا الموقف بعد ذلك للرسول حين سأله انه قال " كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا ناراً فيرى عدوهم قلتهم " فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره.
بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وفي خلافة أبي بكر "رضي الله عنه"، قام بتوليته أميراً على واحداً من الجيوش الأربعة التي اتجهت إلى بلاد الشام لفتحها، فانطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة ألاف مجاهد، ثم وصله مدد أخر فأصبح عداد جيشه سبعة ألاف، وشارك في معركة اليرموك مع باقي الجيوش الإسلامية وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس، وبناء على اقتراح خالد بن الوليد تم توحيد الجيوش معاً على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوماً من أيام المعركة، وبالفعل تمكنت الجيوش المسلمة من هزيمة جيش الروم في معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم وتم فتح بلاد الشام، انتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه في مدن فلسطين ففتح منها غزة، سبسطية، ونابلس ويبني وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح.
كان عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" إذا ذُكر أمامه حصار "بيت المقدس" وما أبدى فيه عمرو بن العاص من براعة يقول: لقد رمينا "أرطبون الروم" "بأرطبون العرب". صورة لمسجد عمرو بن العاص
ولاية مصر
خلال خلافة عمر بن الخطاب ولاه قيادة جيوش في فلسطين والأردن بعد موت يزيد بن أبي سفيان ثم كلفه قيادة الجيش الذاهب لفتح مصر ففتحها. وأمّره الخليفة عثمان بن عفان عليها لفترة ثم عزله عنها وولّى [[عبد الله بن سعد بن السرح)) ]], وكان ذلك بدء الخلاف بين عمرو بن العاص وعثمان بن عفان.
عاد بعدها عمرو إلى المدينة المنورة.











دوره في معركة صفين
بعد أن قتل عثمان بن عفان سار عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان وشهد معه معركة صفين ولما اشتدت الحرب على معاوية أشار عليه عمرو بن العاص بما عرف عليه من دهاء بطلب التحكيم ورفعت المصاحف طلبا للهدنة. ولما رضي علي بن أبي طالب بالتحكيم، وُكّل عمرو بن العاص حكما عن معاوية بن أبى سفيان كما ووُكّل أبو موسى الأشعري حكما عن علي بن أبي طالب.اتفق الحكمان أن يجتمع من بقي حياً من العشرة المبشرين بالجنة ويقرروا مصير قتلة عثمان، ولم يكن قد بقي منهم إلا سعد بن أبي وقاص وعلي بن أبي طالب واسامة بن زيد. وهذا القرار لم ينفذه علي. ثم إن معاوية أرسله على جيش إلى مصر فأخذها من محمد بن أبي بكرثم ولاه معاوية على مصر.
وفاته
توفي في مصر وله من العمر ثلاث وتسعون سنة ودفن قرب المقطم. ونقل الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء عن وفاته: «لما احتضر عمرو بن العاص قال كيلوا مالي فكالوه فوجدوه اثنين وخمسين مدا فقال من يأخذه بما فيه يا ليته كان بعرا»، «ثم أمر الحرس فأحاطوا بقصره فقال بنوه ما هذا فقال ما ترون هذا يغني عني شيئا»
«قال عمرو بن العاص عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فلما نزل به الموت ذكره ابنه بقوله وقال صفه قال يا بني الموت أجل من أن يوصف ولكني سأصف لك اجدني كأن جبال رضوى على عنقي وكأن في جوفي الشوك وأجدني كأن نفسي يخرج من إبرة» وقال «حين احتضر اللهم إنك أمرت بأمور ونهيت عن أمور تركنا كثيرا مما أمرت ورتعنا في كثير مما نهيت اللهم لا إله إلا أنت ثم أخذ بإبهامه فلم يزل يهلل حتى فاض رضي الله عنه» و«جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا فقال ابنه عبد الله ما هذا الجزع وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيك ويستعملك قال أي بني قد كان ذلك وسأخبرك إي والله ما أدري أحبا كان أم تألفا ولكن أشهد على رجلين أنه فارق الدنيا وهو يحبهما ابن سمية وابن أم عبد فلما جد به وضع يده موضع الأغلال من ذقنه وقال اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا إلا مغفرتك فكانت تلك هجيراه حتى مات»
وذكر أبو العباس المبرد أنه لما حضرت الوفاة عمرو دخل عليه ابن عباس فقال: «دخلت على عمرو بن العاص وقد احتضر، فدخل عليه عبد الله بن عمرو فقال له: يا عبد الله، خذ ذلك الصندوق، فقال: لا حاجة لي فيه، قال إنه مملوء مالاً، قال: لا حاجة لي به، فقال عمرو: ليته مملوء بعراً قال: فقلت: يا أبا عبد الله، إنك كنت تقول: أشتهي أن أرى عاقلاً يموت حتى أسأله كيف يجد فكيف تجدك قال: أجد السماء كأنها مطبقة على الأرض وأنا بينهما، وأراني كأنما أتنفس من خرت إبرةٍ، ثم قال: اللهم خذ مني حتى ترضى. ثم رفع يديه فقال: اللهم أمرت فعصينا، ونهيت فركبنا فلا بريء فأعتذر، ولا قوي فأنتصر، ولكن لا إله إلا الله ثلاثاً، ثم فاظ.»
قصة الإسلام
هو الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل، القرشي السهمي، يكنى أبا عبد الله وأبا محمد. كان في الجاهلية جزارًا، وكان يحترف التجارة أيضًا، فقد كان يسافر بتجارته إلى الشام واليمن ومصر والحبشة. كما كان من فرسان قريش وأبطالهم المعدودين، مذكورًا بذلك فيهم، وكان أيضًا شاعرًا حسن الشعر، حفظ عنه الكثير في مشاهد شتى. كما كان معدودًا أيضًا من دهاة العرب وشجعانهم وذوي آرائهم، ولذلك أرسلته قريش إلى النجاشي ملك الحبشة ليرد عليهم من هاجر من المسلمين إلى بلاده.

وبعد أن رجع من الحبشة، وفي سنة ثمانٍ من الهجرة، وقبل الفتح بنحو ستة أشهر قدم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة المدينة مسلمين، فلما دخلوا على رسول الله - ونظر إليهم قال: "قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها". وكان قد همّ بالإقبال إلى رسول الله - في حين انصرافه من الحبشة، ثم لم يعزم له إلى ذلك الوقت.

ولما أسلم كان النبي يقربه ويدنيه لمعرفته وشجاعته، وقد بعث إليه رسول الله يومًا يقول له: "خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني". قال عمرو: فأتيته وهو يتوضأ فصعّد فيَّ النظر، ثم طأطأه فقال: "إني أريد أن أبعثك على جيش فيُسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة". قال: قلت: يا رسول الله، ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله. فقال: "يا عمرو، نعم المال الصالح للمرء الصالح".

وقد كان من أهم ملامح شخصيته ما يلى
======================

1- يفزع إلى الله ورسوله:
فقد أخرج ابن حبان في صحيحه عنه * أنه قال: فزع الناس بالمدينة مع النبي * فتفرقوا، فرأيت سالمًا مولى أبي حذيفة احتبى بسيفه وجلس في المسجد، فلما رأيت ذلك فعلت مثل الذي فعل، فخرج رسول الله * فرآني وسالمًا، وأتى الناس فقال رسول الله * "يا أيها الناس، ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله! ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان؟".

2- شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيمان
وفي ذلك أخرج الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة * أنه قال: قال رسول الله * "ابنا العاص مؤمنان، هشام وعمرو".

3- أميرٌ عليم بالحرب:
فقد ذكر ابن حجر في الإصابة من طريق الليث قال: نظر عمر إلى عمرو يمشي، فقال: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرًا.
وأخرج الحاكم أيضًا في المستدرك عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله * عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا نارًا، فغضب عمر وهمَّ أن ينال منه، فنهاه أبو بكر * وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله * عليك إلا لعلمه بالحرب، فهدأ عنه عمر *
كما يحكي هو عن نفسه فيما أخرجه الحاكم أيضًا فيقول: "ما عدل بي رسول الله * وبخالد بن الوليد أحدًا من أصحابه في حربه منذ أسلمنا".

4- شديد التواضع:
وهو فوق ذلك متواضع شديد التواضع، وقد أخرج ابن المبارك عن جرير بن حازم قال: سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول: مَرَّ عمرو بن العاص فطاف بالبيت فرأى حلقة من قريش جلوسًا، فلما رأوه قالوا: أهشام (أخو عمرو) كان أفضل في أنفسكم أو عمرو بن العاص؟ فلما فرغ من طوفه جاء فقام عليهم فقال: إني قد علمت أنكم قد قلتم شيئًا حين رأيتموني، فما قلتم؟ قالوا: ذكرناك وهشامًا فقلنا: أيهما أفضل؟ فقال: سأخبركم عن ذلك, إنا شهدنا اليرموك فبات وبِتُّ في سبيل الله وأسأله إياها، فلما أصبحنا رُزِقَهَا وحُرِمْتُهَا، ففي ذلك تبين لكم فضله عليَّ.

وقد ولاه رسول الله r غزاة ذات السلاسل، وأمده بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح، ثم استعمله على عُمان فمات وهو أميرها، ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمن عمر، وهو الذي افتتح قِنَّسْرِين وصالح أهل حلب ومَنْبج وأنطاكية وولاه عمر فلسطين، هذا غير جهاده العظيم في حروب الردة.

جهاده في حرب الردة
مات الرسول r وعمرو بعُمان، فأقبل حتى انتهى إلى البحرين فوجد المنذر بن ساوى في الموت، ثم خرج عنه إلى بلاد بني عامر فنزل بقُرَّة بن هبيرة وهو يقدم رِجلاً إلى الردة ويؤخر أخرى ومعه جيش من بني عامر، فأكرم قُرَّة مثواه، فلما أراد عمرو الرحلة خلا به قرة وقال: يا هذا، إن العرب لا تطيب لكم نفسًا بالإتاوة، فإن أعفيتموها من أخذ أموالها فتسمع لكم وتطيع، وإن أبيتم فلا تجتمع عليكم. فقال عمرو: أكفرت يا قرة؟ أتخوفنا بالعرب؟! فوالله لأُوطِئَنَّ عليك الخيل في حفش أمك. (والحفش: بيت ينفرد فيه النفساء).

ومر بمسيلمة الكذاب فأعطاه الأمان، فقال له عمرو: "اعرض لي ما تقول". فذكر مسيلمة بعض كلامه، فقال عمرو: "والله إنك لتعلم إنك من الكاذبين" فتوعده مسيلمة.

ولما وصل عمرو المدينة وعقد أبو بكر أحد عشر لواء لحرب أهل الردة، عقد لعمرو وأرسله إلى قضاعة، وكان قد حاربهم في حياة النبي في غزوة ذات السلاسل، وكانت قضاعة قد ارتدت بعد وفاة النبيr، فلما أنفذ إليهم أبو بكر جيشًا بقيادة عمرو، سار عمرو بجيشه في الطريق الذي سلكه من قبل حتى وصل بلاد قضاعة، فأعمل السيف في رقابهم وغلبهم على أمرهم، فعادوا إلى الإسلام، وعاد هو إلى المدينة حاملاً لواء النصر.

جهاده في أرض الشام
رد أبو بكر عَمْرًا إلى عمله الذي كان رسول الله ولاه إياه في (عُمان)، فلما أراد إرسال الجيوش لفتح أرض الشام كتب أبو بكر لعمرو: "إني كنت قد رددتك على العمل الذي ولاك رسول الله ووعدك به أخرى؛ إنجازًا لمواعيد رسول الله وقد وليته، وقد أحببت أن أفرغك لما هو خير لك في الدنيا والآخرة، إلا أن يكون الذي أنت فيه أحب إليك". فكتب إليه عمرو: "إني سهم من سهام الإسلام، وأنت بعد الله الرامي والجامع لها، فانظر أشدها وأخشاها وأفضلها فارمِ به شيئًا إن جاءك من ناحية من النواحي".

فعقد أبو بكر لعمرو وأمره أن يسلك طريق (أيلة) عامدًا إلى فلسطين، وكان العقد لكل أمير من أمراء الشام في بدء الأمر ثلاثة آلاف رجل، فلم يزل أبو بكر يتبعهم الإمداد حتى صار مع كل أمير سبعة آلاف وخمسمائة، وكان جيش عمرو مؤلفًا من أهل مكة والطائف وهوازن وبني كلاب، وقال أبو بكر لعمرو: "قد وليتك هذا الجيش، فانصرف إلى أرض فلسطين، وكاتب أبا عبيدة وانجده إذا أرادك ولا تقطع أمرًا إلا بمشورته". فأقبل عمرو على عمر بن الخطاب وقال له: "يا أبا حفص، أنت تعلم شدتي على العدو وصبري على الحرب، فلو كلمت الخليفة أن يجعلني أميرًا على أبي عبيدة، وقد رأيت منزلتي عند رسول الله ، وإني لأرجو أن يفتح الله على يدي البلاد ويهلك الأعداء". فقال عمر بن الخطاب: "ما كنت بالذي أكلمه في ذلك؛ فإنه ليس على أبي عبيدة أمير، ولَأَبو عبيدة أفضل منزلة منك وأقدم سابقة منك، والنبي قال فيه: "أبو عبيدة أمين الأمة". فقال عمرو: "ما ينقص من منزلته إذا كنت واليًا عليه؟!" فقال عمر: "ويلك يا عمرو! إنك ما تطلب بقولك هذا إلا الرياسة والشرف، فاتقِ الله ولا تطلب إلا شرف الآخرة، ووجه الله تعالى". فقال عمرو: "إن الأمر كما ذكرت".

وما كادت جيوش المسلمين تصل أرض الشام، حتى بعث هرقل قادته وجيوشه باتجاه قادة وجيوش المسلمين، فكان "تذارق" شقيق هرقل أمام عمرو على رأس جيش عدده تسعون ألفًا، ولكن قادة المسلمين فوتوا على الروم فرصة ضرب جيوش المسلمين على انفراد؛ إذ كاتبوا عَمْرًا: ما الرأي؟ فأجابهم: "إن الرأي لمثلنا الاجتماع، فإن مثلنا إذا اجتمعنا لا نغلب من قلة، وإذا نحن تفرقنا لا تقوم كل فرقة لمن استقبلها لكثرة عدونا". وكتبوا إلى أبي بكر فأجابهم مثل جواب عمرو، وقال: "إن مثلكم لا يؤتى من قلة وإنما يؤتى العشرة آلاف من الذنوب، فاحترسوا منها، واجتمعوا باليرموك".

واجتمع المسلمون باليرموك، واجتمع الروم بها أيضًا، فنزل الروم (الواقوصة)، وهي على ضفة اليرموك خندقًا لهم، وانتقل المسلمون عن معسكرهم فنزلوا على طريق الروم وليس للروم طريق إلا عليهم، قال عمرو: "أيها الناس أبشروا، حصرت - والله - الروم، وقلما جاء محصور بخير".

وفي معركة اليرموك الحاسمة كان عمرو على الميمنة، فكان له أثر كبير على انتصار المسلمين في هذه المعركة، وفي معركة فتح دمشق نزل عمرو بجيشه من ناحية باب (توما)، وبعد فتحها سار المسلمون نحو (فحل) وعليهم شرحبيل ابن حسنة، وكان عمرو وأبو عبيدة بن الجراح على المجنبتين، فانتصر المسلمون على الروم أيضًا. كما شهد مع شرحبيل فتح (بيسان وطبرية)، وصالحا أهل الأردن.

وعلم عمرو أن الروم حشدوا جيوشهم وعلى رأسها قائد فلسطين أرطبون في أجنادين، فسار عمرو ومعه شرحبيل ابن حسنة واستخلف على الأردن أبا الأعور السلمي، وكان الأرطبون أدهى الروم وأبعدها غورًا، وكان قد وضع بالرملة جندًا عظيمًا، و(بإيلياء) جندًا عظيمًا أيضًا، فلما بلغ عمر بن الخطاب الخبر قال: "رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب (يقصد عَمْرًا)، فانظروا عما تنفرج".

وكان معاوية بن أبي سفيان قد شغل أهل قيسارية عن عمرو، كما جعل عمرو علقمة بن حكيم الفارسي ومسروق العكي وجعل أبا أيوب المالكي بالرملة، فشغل هؤلاء القادة القوات الرومانية عن قوات عمرو الأصلية.

وأقام عمرو على أجنادين لا يقدر على الأرطبون ولا تشفيه الرسل، فسار إليه بنفسه ودخل عليه كأنه رسول، ففطن به الأرطبون، وقال: لا شك أن هذا هو الأمير أو من يأخذ الأمير برأيه. فأمر رجلاً أن يقعد على طريقه ليقتله إذا مرَّ به، وفطن عمرو إلى غدر الأرطبون فقال له: "قد سمعت مني وسمعت منك، وقد وقع قولك مني موقعًا، وأنا واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب مع هذا الوالي لنكاتفه ويشهدنا أموره، فأرجع فآتيك بهم الآن، فإن رأوا في الذي عرضت مثل الذي أرى فقد رآه أهل العسكر والأمير، وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم، وكنت على رأس أمرك". فقال الأرطبون: نعم، ورد الرجل الذي أمره بقتل عمرو. فخرج عمرو من عند الأرطبون، فعلم الرومي بأن عمرًا خدعه، فقال: "خدعني الرجل! هذا أدهى الخلق". وبلغت خديعته عمر بن الخطاب فقال: "لله دَرُّ عمرو!".

وقد عرف عمرو من استطلاعه الشخصي هذا نقاط الضعف في مواضع الروم، فهاجمهم واقتتلوا قتالاً شديدًا كقتال اليرموك حتى كثرت القتلى بينهم، ولكن أرطبون انهزم فأوى إلى (إيلياء) ونزل عمرو أجنادين، وانضم علقمة ومسروق وأبو أيوب إلى عمرو بأجنادين.

ولما دخل أرطبون إيلياء فتح عمرو غزة وسَبَسْطِية ونابُلُس واللُّدّ ويُبْنَى وعَمَواس وبيت جِبْرين ويافا ورفح، وقدم عليه أبو عبيدة بن الجراح t وهو محاصر بإيلياء وهي بيت المقدس، فطلب أهل إيلياء من أبي عبيدة الصلح على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام على أن يكون المتولي للعقد لهم عمر بن الخطاب نفسه، فكتب أبو عبيدة إلى عمر بذلك، فقدم عمر وأنفذ صلح (إيلياء) وكتب لهم به عهدًا.

وحاصر عمرو قيسارية بعد فتح بيت المقدس، ولكنه خرج إلى مصر فتولى فتحها معاوية بن أبي سفيان. لقد شهد عمرو أكثر معارك فتح أرض الشام،ظوكان فتح أكثر فلسطين على يديه.


ولاية عمرو بن العاص على مصر
وَلَّى معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص على مصر عام 41هـ، وهذا من باب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فعمرو فاتح مصر وواليها على عهد عمر وعثمان رضوان الله عليهم، وهو أقرب الناس لتولي هذه الولاية المهمة.

وقد تكاثرت الروايات الموضوعة والضعيفة في العلاقة بين عمرو ومعاوية رضي الله عنهما، واشتمل على مغامز خفية ومعلنة على الرجلين، وتشير بعضها إلى أن معاوية قد أعطى ولاية مصر لعمرو بن العاص مكافأة له نظير وقوفه إلى جانبه أثناء الفتنة التي أعقبت استشهاد عثمان بن عفان t. وفي ذلك يقول الدكتور علي محمد الصلابي: "وهذا الأمر قد بينته في كتابي عن علي بن أبي طالب t بأن وقوف عمرو بن العاص مع معاوية في المطالبة بالتعجيل بتطبيق القصاص على قتلة عثمان لم يكن تضامنًا من عمرو مع شخص معاوية، بل كان نابعًا من اجتهاد عمرو الشخصي في هذه المسألة، حيث رأى t الأخذ بالقوة من قتلة عثمان على الفور، فكان هذا الاجتهاد من عمرو بن العاص متطابقًا مع اجتهاد معاوية بن أبي سفيان في القضية نفسها".

وقد كانت ولاية عمرو بن العاص t على مصر ذات صلاحيات واسعة بسبب ما كان يتمتع به من مقدرة إدارية فائقة، وقابليات سياسية وعسكرية متميزة، فقد واصل فتوحات الشمال الأفريقي ونظم أمر العطاء والإعمار والبناء والزراعة والري بمصر، وقد بقي في ولاية مصر حتى وفاته عام 43هـ.
أما الدكتورة سعاد ماهر فى مساجد مصر وأولياؤها
********************************

فى الجزء الأول ص ص 55 فيقول : لم تزد الدكتورة سعاد ماهر عن ما ذكرناه من قبل إلا أنها ذكرت ما قاله العقاد فيقول : قام عمرو بفتح مصر وقام بتأمين ذلك الفتح وتمكينه على نحو لم يسبقه إليه سابق من فاتحى وادى النيل فى قديم عصوره لأنه أبقى لهذا الفتح أثرا خالدا فى لغة البلد ودينه وفنونه فصنع مالم يصنعه فاتح قديم وقل أن يصنعه فاتح حديث وقد أتصف الخليفة عمرا وأحسن جزاءه بتوليته على مصر بعد فتحها وتنظيم شئونها وكان عمرو من الولاة القليليين الذين طال عهدهم بالولاية فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه قضى عمرو نحو خمس سنوات واليا لمصر فى خلافته وأقره عثمان على ولاية مصر وظل أميرا عليها حتى عزل سنة 27 هـ وتولى عمرو ولاية مصر للمرة الثانية فى عهد معاوية بن أبى سفيان سنة 41هـ وبقى بها حتى وافته المنية سنة 43هـ وقد جاوز الثمانين اوقارب المائة عام فى قول آخر وكانت وفاته ليلة عيد الفطر فدفن بجوار المقطم وكان رحمه الله عليه فى أخريات أيامه يدعو الله قائلا اللهم آتيت عمرا مالا فإن كان أحب إليك أن تسلب عمرا ماله ولا تعذبه بالنار فأسلبه وأنك آتيت عمرا أولادا فإن كان أحب أن تثكل عمرا ولده ولا تعذبه بالنار فأثكله ولده وأنك آتيت عمرا سلطانا فإن كان أحب اليك أن تنزع منه سلطانه ولا تعذبه بالنار فأنزع منه سلطانه * وكان يقول اللهم لا قوى فانتصر ، ولا برىء فأعتذر ولا مستكبر بل مستغفر * لا إله إلا أنت * لا إله إلا أنت * ولم يزل يرددها حتى مات * رحم الله عمرو بن العاص رضى الله عنه



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 29 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط