خطبة للدكتور السعيد محمد على ( الهجرة )

حسن قاسم · **مرسل:** الثلاثاء أكتوبر 13, 2015 12:58 pm

الهجرة

20/2/2004م - 29/12/1424هـ - 12 أمشير 1720

خطبة الجمعة من مسجد الإمامالرفاعى رضى الله تعالى عنه بحى القلعة

الحمد لله رب العالمين أراد لنبيه النصرة فأحره بالهجرة فأمره جلا وعلا إلا تنصروا فقد نصره الله ( التوبة ) وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له عصم نبيه من الاذى ورد عنه كيد الكافرين ومكر الماكرين فقال جل وعلا وإنما يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك ( ألأنفال ) وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه تلقى بشرى الهجرة مع أول أمر الدعوة يوم تلقى من ربه أقراء بأسم ربك وخرج صلى الله عليه وآله وسلم يملل من شدة الوحى وفاجءه ورقة بن نوفل يقوله أنه الناموس الذى أنزل على موسى وليتنى أكون معك أ يخرجوك قرمك فقال ( النبى ) صلى الله عليه وآله وسلم أومخرجونى وكان العلم وبعد العلم كان العمل فاللهم صلى على وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى آله أما بعد :
أيها المسلمون : مع غروب شمس هذا اليوم تبقى ساعات ويهل علينا هلال عام هجرى جديد نسئل المولى جل وعلى أن يكتب فيه لا متنا الاسلامية فى مشارق الارض ومغاربها عزة ونصر وتأيدا اللهم أنا نسئلك ان تمن علي أمتنا بالعزة والنصر والتأيد فى مشارق الدنيا ومغاربها يهل علينا العام الهجرى الف وربعمائة وخمسة وعشرين من هجرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم ويطالعنا قول مولانا إن عدة الشهور عند الله ( التوبة ) يدور الزمان دورته ويعود الى عام هجرى لا أقول أنه اليوم يوم من الاسبوع أو الشهر الماضى أو العام الماضى لا وإنما يوم جديد وعام جديد وعلى عملنا شهيد وهذا قول الحق تبارك وتعالى قال سبحانه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى .. فكن من خير الناس ولا تكن من شر الناس أستقبل هذا العام بتوبة نصوح ومازلنا على الطريق وفى الطريق الى الله ومن مقضيتات التوبة الصادقة النصوح الهجرة أن تنتقل من مكان إلى مكان أن تنتقل من مكان فيه المعاصى إلى مكان فيه الطاعة وحديث الذى قتل تسعة وتسعين وكمل المائة من أغلق فى وجه باب التوبة النصوح أذا بعدما قتل المائة سئل هل من توبة فقال العالم ومن يحول بينك وبين التوبة ، إن باب التوبة مفتوح لا يخلق ليلا ولا نهارا ثم نصحه ان ينتقل من ارض سوء التى عصا الله فيها فنتقل إلى أرض طيبة لا يعصى الله فيها وأخذ فى طريق الى الارض الطيبة لكنه مات .. أترون بما حسم عمره حسم لصالحة لأنه لقى الله بتوبة نصوح فزحزحته من أرض السوء الى الأرض الطيبة فأستقبله ملائكة الرحمة فدخل فى عفوا الله ودخل فى مغفرة الله ودخل فى رحمة الله وإذن فالهجرة مطلوبة وسيد من هاجر هو سيدنا ومولانا صلى الله عليه وآله وسلم لكنه لم ينتقل من أرض معصية فحسب وإنما من ارض كفر وأعجب معى الارض الذى ولد فيها الاسلام والارض الذى ولد فيها نبى الاسلام والبد التى فيها بيت الله الحرام لم تكن موطن طيبة لنشر الدعوى واقام صرح الاسلام كان بها صنايد الكفر ، ما حمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى أن يخرج إلى أرض المدينة المنورة ، اشتدى الأذى بالنبى فأذن له مولاه أن يهاجر فهاجر من كة مستخفيه ليضرب المثل لأضعف الناص واقل الناس لالا يستكين للظلم والا بالفين إن الذى توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم ( سورة الرعد ) فأقام الله الحجة على الذين يرضون بالظلم ويقضون بأرض المعاصى يذب بها أنفسهم فأقام عليهم الحجة وأمرهم بأن ينهضوا بأعباء رسالتهم ودعوتهم وعلرى راس كل سيدنا ومولانا صلى الله عليه وآله وسلم لقد أخرجوه قومه ثم أذن لربه ... وأريد أن أوكد على أمر أن الايذاء ليس هو الداعى او السبب الاصح الحقيقى فى خروج النبى إلى المدينة فلقد أشتد الايزاء وتنوع البلاد فى شخص رسول الله وفى أصحاب رسول الله حتى عم الغنى والفقير والسيد والعبد لكن لم يأذن الحق بعد واذن فرسول الله كن منتظرا للفرج وقد جاء الفرج ولقد كذبت رسل من قبل فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نباء المرسلين خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة مستخفيا حتى كان فى غورثور فأقام به عدة أيام وليال وبهذا وبهذا يضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اروع الامثلة فى الخطيط فى التنظيم لأمر الاسلام وأمر الدعوة فليست الامور هاكذا تأتى سبهلله كما يقل وإنما تأتى بدقة والله سمى نفسه العزيز الحكيم وختم بها هاتين الصفتين الجليلتين آيات الهجرة فقال وكلمة الله هلى العلى ( التوبة ) ومن حكمة الله التى أعطاها لسيدنا رسول الله انه خطط لأمر الدعوة أى تخطيط دقيق عقبه العزة عقبه النصر خرج من غار ثور حتى كان على مشارق المدينة فأستقبله المهاجرون والانصار بقول طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ....... وهنالك أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقومات المجتمع الاسلامى الذى مازال يضرب بأقناببه فى اعماق الدنيا والى يومنا بل والى أن تقوم الساعة ، ما هى مقومات المجتمع الاسلامى بنى أول مسجد لله ليوطن العلاقة بين العبد وربه ثم أخا بين المسلمين المؤمنين من الانصار والمهاجرين ثم وطن العلاقات بين المسلمين وغيرهم آلا ما أحوجنا إلى هذا الهدى النبوى وعلى دقة وعلى حكمة حتى نصل مع سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم الى ما وصل اليه من عز ونصر
أيها الحباب ومن دروس الهجرة أن علم ان الله ناصر دينه وان الله مظهر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فمنها فعل الاعادى فى شرق الدنيا وغربها فليعلم ان الله بالمرصاد لكل من أراد بالاسلام بسوء فهو القائل سبحانه وهو الذى أرسل رسله بالهدى ودين الحق ( سورة الفتح ) ألا فليطمئن المسلمون الى أن الله من وراء الأعداء يحبط عملهم ويرى كيدهم لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة قال سيدنا زيد لسيدنا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله أترى كيف سنعود إلى مكة ولم يكن يعلم زيد ان الله انزل على نبيه فور خروجه من مكة أية فيها وعد بالعودة فمازال رسول الله يودع مكة بخطوات حتى نزلت عليه قول مولانا وإن الذى فرض عليك القرآن ... ( سورة الشورى ) إن الوعد الذى لا يتخلف وههو على اكمل ما كان من وعد الله لأم موسى إم راده اليكى لكن قمة الجمال ان الوعدين كان فى صورة واحدة الوعد الازل لأم موسى فى صورة القصص والوعد الثانى كان لسيدنا ومولانا فى سورة القصص وكأن الله يقول انى وعدك فأنظر الى وعد الذى يتخلف امامك فى وصورة القصص
أيها المسلمون بمثل هذا فلنعلم ان نصر الله سيوازينا يوم ما واكبر شاهد على ذلك ان الاية الذى نزلت بصدد الحديث عن الهجرة جاءت بعد حدث الهجرة بنحو عشرة سنوات أيه الهجرة الا تنصروا نزلت فى سورة التوبة وسورة التوبة تزلت فى زوة تبوك وغزوة تبوك أخر غزوات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فى العام العاشر من الهجرة وقد اراد المنافقون والكافرون ان يخزلوا النبى ففاجئهم مولانا بقوله الا تنصروا ...وقالها بالوعد المؤكد او بالاسلوب المؤكك الماضى المحقق فقد نصره الله ولم يقل سينصره الله إلا تنصروا الاسلام ، نبى الاسلام فقد نصره المسلمون
ايها المسلمون فنحافظ على وطننا قدرة ما خرج من مكة قال الله أنك لأحب ارض الله الى الله واحب ارض الله الى ولو أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت ومن هذا فلنعلم ان حب الوطن من الايمان والوطن هنا هو الوطن الاسلامى وطنك الذى نشئت فيه وخرجت فيه وتربيت فيه وطنك الاسلامى جزء من دينك جزء من عقيدتك فحب الوطن والدفاع عن الوطن جزء من الايمان وبلغ من حب الوطن ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما أتاه رجل يشكو عيناه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسم الله تربة أرضنا بريقه بعضنا يشفى بها سقيمنا بأذن ربنا أنظر الىالوطن الاسلامى حينما يكون ترابه شفاء حينما يكون كينة شفاء اذا علمنا ذلك فلنعلم ان حب الوطن من الاسلام ومن الايمان ومن العقيدة فلنحب الله ولنحب رسول الله ولنقضى بسيدنا رسول الله الفائل هاجروا ولا تحذورا أى كونوا من المهاجرين وتشبهوا بهم لافى القول فقط وإنما فى الاقوال والاعمال

فراج يعقوب · **مرسل:** الأربعاء أكتوبر 14, 2015 12:17 am

اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

حتى لا أحرم · **مرسل:** الخميس سبتمبر 21, 2017 12:42 am

يرفع للفائدة

موقع د. محمود صبيح

خطبة للدكتور السعيد محمد على ( الهجرة )

الموجودون الآن