اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6121
|
( هو ) شمس الدين محمد بن إبراهيم بن علىالحميدى السمالوطى من أبوين شريفين عريقين فى المجد سنة 1273هـ بسمالوط ، وجاء إلى القاهرة وعمره نحو السنتين وحفظ القرآن فى صغره ، وانتسب إلى الأزهر ، واشتغل بعلومه تحت إشراف أخيه الشيخ عمر الذى عنى به فى مبدأ حياته العلمية عناية فائقة ، وكان يوصى به أكابر الشيوخ ، ومن شيوخه الذين حضر مجالسهم ولازمهم لتلقىالعلم عنهم العلامة المحدث الشيخ سليم البشرى وكان بينهما نسب وصهر ،والعلامة شمس الدين الغنببى ، وعنه يروى صحيح البخارى ، وزعيم أهل الصلاح والتقوى فى عصره الشيخ محمد عليش ، وعنه أخذ الطريقة الشاذلية بسنده إلى العلامة الأمير ، وبرع فى علوم الأزهر وف الفقه على مذهب إمام الهجرة مالك بن أنس ، وانقطع لدروس الوعظ والتفسير والحديث بالمسجد الزينبى ، ثم نال شهادة العالمية فى أول شياخه الشيخ حسونة النواوى على الأزهر للمرة الأول ، واشتغل بالتدريس فيه ، إلى أن عرف بالفحولة فى العلم ، والبطولة ف فنون الحديث ، فانتخب من هيئة كبار العلماء ، واشتغل فى آخر أمره بتدريس الحديث والتفسير فى المشهد الحسينى ، وكان شديد الذكاء ، حديد الطبع ، ورث الحدة والغيرة على الدين على شيخه الشيخ عليش ، وكان فوق ذلك قوى العارضة حاضر البديهة ، يحب العزلة عن ذوى النفوذ وأرباب المناصب ، وإن كان يخالط الناس ويغشى مجالسهم ، لا يحب إلا فى الله ، ولا يبغض إلا فى الله ، وكان من أحفظ اهل عصره للحديث واضبطهم له واعرفهم بفنونه وطبقات رجاله ، يعرف الوضاع والضعاف ، والمدلسين ، ويبحث عن أصول رواية الحديث فى مظانها ، وله تعاليق وحواش على كثير من الكتب التى قرأها ، وكان كثير السهر فى المطالعة والمراجعة والتحصيل والكتابة ، يسهر الليل إلا قليلا فى مكتبه بين كتبه ، وكثيرا ما كان يغلبه النوم فينام حيث هو دون ان ينتقل إلى مخدعه ، وكان يعانى النظم قليلا ، وله منظومة لطيفة فى ختم صحيح البخارى ، ومن عادة درسه فى ختم الحديث أن يحتفل المشتغلون بالسماع عليه بيوم الختام احتفالا رهيبا ، يكثر فيه الزحام ، ويعبق فيه مسك الختام ، ويحضره القراء والعلماء والخطباء والشعراء ويتبارون فى خطبهم واشعارهم ، وهكذا كان طول حياته – عليه الرحمة – مصدر خير وبركة ، وفيض ومدد ، لم ينتقطع عن الدرس والافادة والاستقامة إلى أن حبسه مرضه الأخير بضعة اشهر احتجب فيها عن طلابه ومريديه ، واصحابه وعارفيه ، وكان يسأل عنه ، ويأمل عودته إلى الدرس إلى أنتوفى بمنزله فى جزيرة الروضة عشاء ليلة السبت الساعة الثامنة فى يوم الخامس من صفر سنة 1353 هـ موافق 18 مايو سنة 1934 م واحتفل بتشييع جنازته من الروضة إلى المسجد الزينبى حيث صلى عليه هناك ، ثم إلى المشهد الحسينى حيث صلى عليه فيه أيضا ، ثم إلى الجامع الأزهر حيث حضر للصلاة عليه وتشييعه إلى مقره الأخير جموع حاشدة ضاقت بها رحبات الأزهر وحنباته ، وبعد ان صلى عليه فى الأزهر كان الناس يتبادلون حمل نعشه على الأعناث وكثر الذين شهدوا الجنازة والمشيعوها وغصت بهم الشوارع التى مرت بها ، إلى أن دفن بمدفنه بالقرافة الصغرى تجاه مدف المرحوم الشيخ محمد أبى الفضل الجيزاوى شيخ الجامع الأزهر بجوار سيدى عمر بن الفارض – وقد استجازه من أهل المغرب جماعة منهم السيد عبد الحفيظ بن محمد الطاهر الفاسى قاضى ( حدكورت ) وقته وقد ترجمه ف معجم شيوخه الموسوم برياض الجنة (ج1 ص94 ) ويعنى النسابة حسن محمد قاسم بوضع تاريخ حافل له
وقد نشره مجلة الاسلام نعى حضرته فقالت : كانت فجيعة مصر فى الاسبوع الماضى بموت عالمها الكبير ، ومحدثها الشهير المغفور له الشيخ محمد إبراهيم السمالوطى من هيئة كبار العلماء بالإزهر الشريف من الفجائع التى انصدعت لها مصر خاصة ،وبلاد العالم الاسلامى عامى ،وقد كتبت هذه المجلة فى يوم وفاته كلمة التعزية التى وجهت بها الى آله وذويه ، وتلامذته ومريديه ، ومن حقها فى هذا العدد من الاسبوع الحالى أن تضم إلى صورته الشميبة ( التى أخذت على غرة ولم يصور غيرها ) والتى تحفظها للأجيال المقبلة كتاريخ لحادث عظيم فى الاسلام بوفاة عالم من أشهر العلماء المحدثين صورة أحرى من مآثره العلمية وتاريخ حياته الحافلة بالدرس والتحصيل ، والبحث والتعليق ، والاشتغال بتدريس العلوم والحديث ف الازهر والمسجد الزينبى والمسجد الحسينى اشتغالا منقظع النظير .
12 صفر سنة 1353هـ - 25/5/1934 م
|
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
