اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6114
|
منشأ مذهب أبىحنيفة وانتشارة :
نشأ هذا المذهب بالكوفة موطن الامام – رحمه الله – ثم انتشر فى سائر بلاد العراق ،وانتقل منها إلى بلاد بعيدة ، ومدن عديدة ، ونفع الله به العالم الاسلامى أكثر مما نفع بغيره ، فقد احتمع علىاتباعأحكامه ما يقرب من نصف المسلمين ، وقد ذكر أصحاب طبقات الحنفية أن هذا المذهب شاع فى نواح كثيرة . كبغداد . ومصر والروم وبلخ وبخارى وفرغانه وبلاد فارس وأكثر بلاد الهند والسند وبعض بلاد اليمن وغيرها وذكروا أيضا أن أصحاب أبىحنيفة الذين دوهوا مذهبه أربعون رجلا منهم ابن اللؤلؤة المقدم فى السؤال والتفريع ، وزفر بن الهذيل – رحمه الله – بن قيس بن سليم بن قيس بن المقدم فى الفطنة وعلم الاعراب والنحو والحساب وغيرهم وسبب انتشاره أن هارون الرشيد حين تقلد الخلاف ولى القضاء أبا يوسف صاحب أبى حنيفة بعد سنة سبعين ومائة فلما صارت تولية القضاة بيد أبى يوسف رحمه الله كان لا يولى القضاء ببلاد العراق وخراسان على احكام هذا المذهب وفتاواه ، ففشا المذهب الحنفى فى هذه البلاد فشوا عظيما كما فشا المذهب المالكى بالأندلس بسبب تمكن يحيى بن يحيى بن كثير من الحكم المرتضى بن هشام الملقب بالمنتصر ، ولذلك قال ابن حزم ( مذهبان انتشرا فى بداء أمرهما بالرياسة والسلطان ك بالمشرق ، والمالكى بالأندلس ) وأول من أدخل هذا المذهب إلى مصر اسماعيل بن اليسع الكوفى القاضى الحنفى عندما ولى القضاء بها من قبل المهدى سنة 264 هـ ثم فشا فيها بعد ذلك مدة الرشيد ومن بعده من الخلفاء ولما جاء الفاطميون لم تكن لهذا المذهب سوق نافقة بمصر لأنه كان مذهب الدولة العباسية المناولة لهم فى الشرق ! وظل كذلك حتى جاءت الدولة اليوبية فرادت سوقه وكثر الأخذ به وفى عهد الدولتين التركية والشركية عاد أهل هذا المذهب إلى تولية القضاء بعد انقطاعه عنهم واستمر الحال على ذلك حتى استولى العثمانيون على مصر سنة 923 هـ فحصروا القضاء فيمن كانوا على مذهب الامام الاعظم وحملوه مذهب امراء الدولة ، ورغب كثيرون من أهل العلم فيه لتولى مناصب القضاء وهو الان مذهب الدولة المصرية ،والمتبع فى القضاء والافتاء إلا فى بعض مسائل فى الاحوال الشخصية رؤى من مصحلة المتقاضين أخذ اخكامها من المذاهب الثلاثة الآخرى وغيرها
|
|