حفظة بنت سيرين
من عابدات البصرة وتابيعها ، وخى أخت محمد بن سيرين
قال عاصم الأحول : كنا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلت الجلبات هكذا وتنقبت به ، فنقول لها : رحمك الله ، قال الله تعالى ( والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير مترجات بزينة ) سورة النور الآية 60 – فنقول : هو إثبات الجلباب – وقال هشام بن حسان : كانت حفصة تقول لنا : يا معشر الشبابا ، خذوا من أنفسكم وأنتم شباب ، فإنى ما رأيت العمل إلا فى الشباب – وقال : وقرأت القرآن وهى ابنة اثنتى عشرة سنة ، وماتت وهى ابنة تسعين - وقال هشام بن حفصة : كانت تدخل مسجدها فتصلى فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ، ثم لا تزال فيه حتى يرتفع النهار ، وتركع ، ثم تخرج فيكون عند ذلك وضوؤها ونومها حتى إذا حضرت الصلاة عادت إلى مسجدها إلى مثلها – وقال مهدى بن ميمون : مكثت حفصة فى مصلاها ثلاثين سنة لا تخرج إلا لحاجة أو لقائلة - وقال هشام : إن ابن سيرين كان غذا أشكل عليه شىء من القراءة قال : اذهبوا ، فاسألوا حفصة كيف تقرأ
قال هشام : اشترت حفصة جارية أظنها سندية ، فقيل لها : كيف رأيت مولاتك ؟ فذكرت كلاما بالفارسية ؛ تفسيره : إنها امرأة صالحة ، إلا أنها قد أذنبت ذنبا عظيما ؛ فهى الليل كله تبكى وتصلى – وقال عبد الكريم بن معاوية : ذكر لى عن حفصة أنها كانت تقرأ نصف القرآن فى كل ليلة ، وكانت تصوم الدهر ، وتفطر العيدين ، وأيام التشريق - وقال هشام : كان لحفة كفن معد ، فإذا حجت وأحرمت لبسته ، وكانت غذا كان العشر الأواخر من رمضان قامت من الليل فلبسته – وقال : قالت أم سليم : ربما نور لحفصة بنت سيرن بيتها – وفى رواية : قال هشام : كانت حفصة بنت سيرين تسرج سراجها من الليل ، ثم تقوم فى مصلاها ، فربما طفى السراح ، فيضىء لها البيت حتى تصبح
( كبقات ابن سعد – التاريخ الصغير – صفة الصفوة – سير أعلام النبلاء – العبر – شذرات الذهب – المختار – النجوم الزاهرة )