اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6114
|
الأزهر جامعة من أعظم الجامعات الشرقية بل هو أعظم الجامعات التى لا تحاكيها جامعة فى سائر الممالك الإسلامية ، نضجت فيها الأزهان وتحررت العقول ، وتغذت بلبان العلم الصحيح واليقين الخالد فلا غرو إذا كان الأزهر هو المعهد الذى له الفضل فى تخريج السواد الأعظم من قادة الأمة ودعاة الاصلاح وأفذاذ العالم .
ولقد جالت أقلام كثير من المؤرخين قديما وحديثا فى جميع نواحيه فتناول أغلبهم كثيرا من البحوث التى تغنى بوجه خاص مبدأ إنشائه وما آل اليه فى كل عصر من عصوره وما طرأ عليه من الحواث وما إلى ذلك من الحقائق التاريخية التى لها أهميتها – بيد إننا لم نر من بين هؤلاء الكتاب من أفاض البحث فى ناحية تكاد تكون لها أهميتها العظمى فى صفحات مجد ذلك الأثر العظيم ( تلك هى مشيخة الازهر )
فالحق أن غموض مثل هذه الناحية عن كثير من الكتاب ليعد من أشكل المشكلات التى لا يرتاح إليها ضمير باحث وقد كانت عنايتى بالبحث عن استجلاء هذه الناحية موضع انتباهى قديما فلطالما استنزفت فيها أفكارى ( فعلمت ) يقينا أن هذا المعهد الذى كان الغرض الأسمى من إنشائه إنما هو انتشار العلوم والمعارف بين ربوع الشرق كله – لم تهمل عهده رآستة إلى مدير يدير شؤونه والا لسادت الفوضى ، إذا لا يصلح الناس فوضى وهذا بدهى لا يحتاج إلى برهان
غاية الامر ان أن الأنظمة التى وضعت لذاك العهد تتباين مع نظائرها فى عهدها الثانى ، وهذا ما جعل المؤرخين يهابون هــــــذا البحث العريــض ( ولطلاوة ) ذلك الحديث القيم الذى دار بيننا وبين فضيلة سيدى الشيخ الأحمدى الظواهرى شيخ هذا المعهد العلمى الأكبر ومدير شؤونه فى هذا العصر الحالى ( عصر الاصلاح واللتجديد ) فى ( هذه الناحية )
رأيت لزاما على أن أجول جولة فى هذا البحث إحقاقا للحقائق التاريخية ( فإذا وفقت فى بحثى هذا واستنتاجى لتلك الحقائق الى ما يزيح الستار عن تلك الحقيقة المحتجبة فذاك . والا فقد أديت واجبى .
وسأحاول بعد هذا استطلاع آراء نخبة من الكاتبين على شذرات من تواريخ الجامعات الاسلامية فى بلاد المغرب ( أفريقيا الشمالية ) والله الموفق
|
|