موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيدى عمر بن الفارض ( رضى الله عنه )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 15, 2018 2:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

سيدى عمر بن الفارضى
(576 – 632 )



يقول حسن قاسم فى طبقاته



العارف بالله تعالى سلطان العاشقين ، وملاذا أهل التمكين ، ومربى الفقراء والمريدين ، وموصلهم إلى مقامات الإنزال والتمكين ، الأستاذ شرف الدين أبو حفص عمر السعدى المحمدى الهاشمى المعروف بابن الفارض قدس الله سره ، وأفاض علينا بره

كان رضى الله عنه ونفع به معتدل القامة ، وجهه جميل حسن ، مشرب بحمرة ظاهرة ، وإذا استمع وتواجد وغلب عليه الحال يزاد وجهه جممالا ونورا ، وينحدر الرق من سائر جسده ، حتى يسيل تحت قدميه على الأرض

وكان عليه نور حياء وبهجة ، وجلالة وهيبة

وكان إذا مشى فى المدينة تزدحم الناس عليه ، ويلتمسون منه البركة والدعاء ، ويقصدون تقبيل يده ، فلا يمكن أحدا من ذلك ، بل يصافحه ، وكانت ثيابه حسنة ، ورائحته طيبة

وكان إذا حضر فى مجلس يظهر على ذلك المجلس سكون وهيبة ، وسكينة ووقار ، وكان يحضر مجلسه مشايخ الفقهاء والفقراء ، وأكابر الدولة من الأمراء والوزراء والقضاة ورؤساء الناس ، وهم فى غاية ما يكون من الأدب معه ، والاتضاع له ، وإذا خاطبوه فكأنهم يخاطبون ملكا عظيما

وكان ينفق على من يزوره نفقة متسعة ، ويعطى من يده عطاء جزيلا ، ولم يكن يتسبب فى تحصيل شىء منالدنيا ،و لاي يقبل من أجد شيئا

قال ولده سيدى جمال الدين محمد رحمه الله : سمعت والدى يقول : كنت فى أول تجريدى استأذن أبى ، وأطلع إلى وادى المستضعفين بالجبل الثانى من المقطم ، وآوى فيه ، وأقيم فى هذه السياحة ليلا ونهارا ، ثم أعود إلى والدى لأجل بره ، ومراعاة قلبه ، وكان والدى يومئذ خليفه الحكم للعزيز بالقاهرة ومصر المحروستين ، وكان من أكابر أهل العلم والعمل ، فيجد سرورا برجوعى إليه ، ويلزمنى بالجلوس معه فى مجالس الحكم ومدارس العلم ، ثم أشتاق إلى التجريد ، فأستأذنه ،وأعود إلى السياحة ، ومابرحت أفعل ذلك مرة بعد مرة إلى أن توفى والدى ، وكان قبل وفاته قد اعتزل الحكم ،واعتزل الناس ، وانقطع للعبادة إلى الله تعالى بقاعة الخطابة فى الجامع الأزهر زمانا ، وبعد وفاته عاودت التجريد والسياحة ، وسلوك طريق الحقيقة ، فلم يفتح على بشىء ، فحضرت يوما من السياحة إلى القاهرة ، ودخلت المدرسة السيوفية ، ووجدت رجلا شيخا بقالا على باب المدرسة يتوضأ وضوءا غير مرتب ، غسل يديه ، ثم غسل رجليه ، ثم مسح برأسه ، ثم غسل بوجهه ، فقلت له : يا شيخ ، أنت فى هذا السن على باب المدرسة بين فقهاء المسلمين ، وتتوضأ وضواء خارجا عن الترتيب الشرعى ! فنظر إلى وقال : يا عمر ، أنتما يفتح عليك فى مصر ، وإنما يفتح عليك بالحجاز بأرض مكة شرفها الله تعالى ، فاصدها ، فقد آن لك وقت الفتح ، فعلمت أن الرجل من أولياء الله تعالى ، وإنه يتستر بالمعيشة ، وإظهار الجهل بعدم ترتيب الوضوء ، فجلست بين يديه ، وقلت له : سيدى ، وأين أنا وأين مكة ؟ ولم اجد ركبا ولا رفقه فى غير اشهر الحج ، فنظر إلى واشار بيده ، وقال : هذه مكة أمامك ، فنظرت معه فرأيت مكة شرفها الله تعالى ، فتركته ، وطلبتها فلم تبرح أمامى حتى دخلتها فى ذلك الوقت ، وجاءنى الفتح حين دخلتها ، وإلى هذا الفتح أشار رحمه الله فى قصيدته الدالية بقوله

يا سميرى روح بمكة روحى شاديا إن رغبت فى إسعادى
كان فيها أنسى ومعراج قدسى ومقامى المقام والفتح بادى



قال رحمه الله : ثم شرعت فى السياحة فى اودية مكة وجبالها ، وكنت أستأنس منها بالوحوش ليلا ونهارا ، وأقمت بواد كان بينه وبين مكة عشرة أيام للراكب المجد ، وكنت آتى منه كل يوم وليلة ، وأصلى فى الحرم الشريف الصلوات الخمس ، ومعه سبع عظيم الخلقة يصحبنى فى ذهابى وغيابى ، وينخ لى كما ينخ الجمل ، ويقول : سسيدى ، اركب ، فما ركبته قط ، وتحدث بعض جماعة من مشايخ المجاورين بالحرم فى تجهيز مركوب يكون عندى فى البرية ، فظهر لهم السبع عند باب الحرم ، وسمعوا قوله : يا سيدى ، اركب ،فاستغفروا الله ، وكشفوا رؤوسهم ، واعتذروا إلى

ثم بعد خمس عشرة سنة سمعت الأستاذ البقال ينادينى ، يا عمر ن تعالى إلى القاهرة أحضر وفاتى ، وصل على ، فأتيته مسرعا فوجدته قد احتضر فسلمت عليه وسلم على ، وناولنى دنانير ذهب ، وقال : جهزنى بهذه ، وافعل كذا وكذا ، وأعط حملة نعشى إلى القرافة كل واحد منهم دينارا ، واطرحنى على الأرض فى هذه البقعة ، واشار بيده إليها ، وانتظر يا عمر قدوم رجل يهبط عليك من الجبل ، فصل أنت وهو على ،وانتظر ما يفعل الله فى أمرى ، قال : فجهزته وطرحته فى البقعة كما أشار إلى ، فهبط إلى رجل من الجبل ، كما يهبط الطائر المسرع ، لم اره يمشى على رجليه ، فعرفته بشخصه ، كنت اراه يصفع قفاه فى الأسواق ، فقال : يا عمر ، تقدم فصل بنا على الأستاذ ، فتقدمت وصليت إماما ، ورأيت طيورا بيضاء وطيورا خضراء صفوفا بين السماء والأرض ، يصلون معنا ،ورأيت طائرا أخضر عظيم الخلقة قد هبط عند رجليه ،وابتلعه ، وارتفع إليهم ،وطاروا جيمعا ، ولهم زجل بالتسبيخ بصوت مرتفع عظيم ، يطرب السامع إلى أن غابوا عنا ، فسألت الرجل الذى هبط من الجبل عن ذلك ، فقال : يا عمر ، أما سمعت أن أرواح الشهداء فى أجواف طيور خضر تسرح فى الجنة حيث شاءت ، هم شهداء السيوم ، وأما شهدا المحبة فأجسادهم وأرواحهم فى أجواف طيور بيض ، وهذا الرجل الأستاذ البقال منهم ، وأنا يا عمر كنت منهم ، وإنما حصلت منى هفوة ، فطردت عنهم ، فأن اليومأصفع قفاى فى الأسواق ندما وتأديبا على ذلك

قال سيدى عمر : ثم أرتفع الرجل إلى الجبل كالطائر ، وغاب عنى ، وفى هذه البقعة التى أشار الأستاذ البقال إلى سيدى عمر رضى الله عنه دفن سيدى عمر حسب وصيته ، وهذه البقعة هى القرافة الشاذلية الكبرى تحت المسجد المبارك المعروف بالعارض ، باقرب من مراكع موسى بسفح المقطم ، عند مجرى السيل ،وضريحه بها معروف ظاهر ، ويزار ، وما من قاصد يقصده للزيارة ، إلا وتحفه الأنوار وتقضى له الحوائج ، وتقصده للزيارة سكان أهل مصر ويتبركون به ويدعون الله سبحانه وتعالى عنده ، فيستجاب لهم ببركته ، لكمال استغراقه وشهوده حيا وميتا فى حضرة الله وحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكانت ولادته رضى الله عنه فى الرابع من ذى القعدة سنة ست وسبعين وخمس مئة بالقاهرة ، وتوفى بها يوم الثلاثاء الثانى من جمادى الولى سنة اثنتين وثلاثين وست مئة بقاعة الخطابة بالأزهر الشريف وحمل من ثم حيث مدفنه المذكور

ومن كراماته رحمه الله

ما أخبره به ولده سيدى جمال الدين محمد ، قال : رأيت الأستاذ رحمه الله نائما مستلقيا على ظهره ، وهو يقول : صدمت يا رسول الله ، صدقت يا رسول الله رافعا صوته ، مشيرا بأصبعه اليمنى واليسرى إليه ، واستيقظ من نومه ، وهو يقول كذلك ويشير بأصبعيه كما كان يفعل ن وهو نائم ، فأخبرته بما رأيته وسمعت منه ، وسألته عن سبب ذلك ، فقال : يا ولدى ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام ، وقال لى : يا عمير ، لمن تنتسب ؟ فقلت : يارسول الله ،أنتسب إلى بنى سعد قبيلة حلمية السعدية رضى الله تعالى عنها مرضعتك ، فقال : لا ، بل أنت منى ونسبك ينتهى إلى ، فقلت يا رسول الله إنى أحفظ نسبى عن ابى وجدى إلى بنى سعد ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا – مادا بها صوفته – بل أنت منى ونسبك متصل بى ، فقلت : صدفت يارسول الله ، مكررا لذلك ، مشيرا بإصبعى كما رايت وسمعت
قال ولده رحمه الله : وإلى هذا النسب الشريف أشار الأستاذ رحمه الله فى القصيدة اليائية ، حيث قال

نسب أقرب من شرع الهوى بيننا من نسب أبوى



ولاذى يطالع كلام الأستاذ رحمه الله تعالى يقف على كمال استغراقه وشهوده وتمكنه من مقار القرب الأسنى وهو مقام *( قاب قوسين أو أدنى ) النجم : 9


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيدى عمر بن الفارض ( رضى الله عنه )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 16, 2018 11:06 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7601
ومدد يا سلطان ....
وبوركت يا شريف ..........
ـــــــــــــــــــــ
(من فيض سورة هود سورة هود عليه السلام)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
{ الر }
اللّهُمّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على سيِّدِنا مُحمّدٍ
(ا) ألِفِ الإِحْكام*
(ل) لامِ التّفْصِيلِ والأحْكام*
(ر) راءِ الْبِشْرِ والإِعْلام*
صلاةً تتوالى عليْهِ مدى اللّيالِي والأيّام*
لاعدّ لها ولاحصْر ولاتُحْصِيها الأقْلام*
اللّهُمّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليْهِ صلاةً ترْزُقُنا بِها النّجاة مِنْ طُوفانِ الأوْهامِ إِلى مرْسى السّلام*
وترْزُقُنا بِها التّوْفِيق والإِنابة على الدّوام*
حتّى نكُون لِلْموْعِظةِ والذِّكْرى مِنْ أهْلِ الأفْهام*
اللّهُمّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليْهِ صلاةً تجْعلُنا بِها مِنْ السُّعداءِ الْفائِزِين بِعطاءِ ذِي الْجلالِ والإِكْرام*
مع منْ تاب مع الْحبِيبِ الْمُصْطفى واسْتقام*
وأذْهِبْ سيِّئاتِنا وكُنْ لنا بِالْجُودِ والإِنْعام*
وارْزُقْنا جِوارهُ صلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ وسلّم فِي أعْلى مقام*
وحسِّنْ لنا بِها الْبدْء والْخِتام ))

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 25 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط