موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيدى عبد الوهاب الشعرانى قدس الله سره
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 16, 2019 1:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


( القطب الشعرانى ) ( ... – 973 )



الإمام العامل ، والهمام الكامل ، إنسان عين ذوى الفضائل ، وعين إنسان الواصلين ، من ذوى الفضائل ، العابد ، الزاهد ، الفقيه ، المحدث ، الصوفى ، المربى المسالك ، قطب دائرة فلك المتقين ، قدوة الأولياء والعارفين ، فريد الأتقياء والواصلين ن ووارث علوم الأنبياء والمرسلين ، المنتظم بسلسلة ( علماء أمتى كأنبياء ) بنى إسرائيل ) مرشد الخلائق إلى سواء السبيل ، المختص بشرائف عواطف الملك التواب ، المفيض عليه من كمال الأسررار والمعارف من لدن العليم الوهاب ، قطب الأنجاب والأبدال والأقطاب ، أستاذ أهل الإرشاد والتسليك الشريف حسا ومعنى ، حسبا ونسبا ، بلا تحقيق ، طاهر النسبتين ، المتمتع بمشاهدة جمال الحضرتين ، تاج الدين ، وغوث المسلمين ، وأستاذ المتصوفين ، وملاذا أهل التمكين ، صاحب المدد الأكبر ، والفضل الذى لا يحصر ، أبو المواهب شرف الدين سيدنا ومولانا عبد الوهاب بن سيدنا أحمد بن سيدنا شهاب الدين على الشعرانى الأنصارى الشافعى ، المحمدى ذاتا وصفاتا ، الشاذلى طريقة وحقيقة ، المجاهد الغازى ، قطب الطريقة الشعرانية الشاذلية ، وعين أعيان أهل الدوائر العيلة .

كان رضى الله عنه من أصحاب الدوائر الكبرى المتمكنين فى الولاية من يوم ( ألست بربكم )

( الأعراف : 172) وكان باطنه وظاهره محمديا ن وإن شئت قلت خضريا نورانيا .

تربى رضى الله عنه يتيما بكفالة نبى الله سيدنا الخضر عليه السلام ، وبنظرات جده سيدى شهاب الدين رضى الله عنه ، فولد ونشأ رضى الله عنه وليا من أولياء الله تعالى ، ولما ترعرع ، وصار فى ريعان شبابه ، ظهرت فيه علامات النجابة ، ومخايل الولاية ، فاجتهد فى طلب العلوم ، وحفظ القرآن ، وبعض المتون ، وحاز العلوم والفنون ، وتستر بالفقه حتى كمل رضده ، وطار ذكره ، اشتغل بالطريق فلاحت عليه بشارات أهل اتحقيق ، وصار ركنا من أركان الطريق يعتمد عليه ، وقد أقامه الله رحمة للعباد ، لما اجتمع بسيد العباد ، وجاهد جهاد الأبطال حتى عد من فحول الرجال ومكث سنين طوالا لا يتضجع على الأرض ليلا ولا نهارا ، بل اتخذ له حبلا فى سقف خلوته ، فجعله فى عنقه ليلا حتى لا يسقط ن وكان يطوى الأيام المتوالية ، ويديم الصوم ، ويفطر على أوقية من الخبز ، ويجمع الخرق من الكيمان ، فيتخذها مرقعة فيستتر بها ، وكانت عمامته من شراميط الكيمان ، وقصاصة الجلود واستمر على ذلك حتى قويت روحانيته فصار يطير من صحن جامع الغمرى إلى سطوحه ، ورأى فى مجلسه الجنة والنار ، والصراط والحشر ، والحوض ، وكشف عنه الحجاب ، فشاهد الأمور العجاب ، ورأى ما حلف جبل قاف ، وتكلم بسائر اللغات ، واستأنست به الوحوش ، وتكلم بما يبهر العقول ، وشهدت بفضله الأئمة الأعلام ، ودانت له رقام الأنام ، وخدمته الأنس والجان ، والوحوش من جميع الآكام ، واطلع على عجائب مخلوقات الله ، وبلغ به الورع والزهد منتهاه ، حتى إذا مشى رحمه الله فى الأسواق ، تندلق عليه الناس أى اندلاق ، واعتقدته جميع الخلائق ، حتى اليهود والنصارى ، وأسلم على يديه الكثير منهم ، وتاب على يديه من العصاه ما لا يحصر عدده ، وصاروا من فقرائه، لما أمدهم بمدده ، وكان يسمع لزوايته دوى كدوى النحل ليلا ونارا من خارج أبواب مصر .

خدمه المشايخ والأولياء ، فخدمته أهل الأرض والسماء ، وسعوا له حبوا على وجوههم ، وأذعنت له الأمراء رغم أنوفهم ، كانت ـاتى إليهم الشفاعات ، فيقبلونها صاغرين ، ويجبرون أصحابها ويردونهم سالمين . وكان رضى الله عنه مجاب الدعوة ، عظيم السمعة ، لين الجانب ، بساما متواضعا متقشفا ، وكان يلبس فى بدايته الملابس الغالية ، ويجالس العلماء ويلاطفهم وكان رضى الله عنه مواظبا على السنة المحمدية ، مراعيا للمذاهب الأربعة لا يفرق بينهم ، وقد أطلعه الله سبحانه وتعالى على مقاماتهم وكان يقول : جزاهم الله عنا خيرا .

وكان رضى الله عنه موزعا أوقاته على العبادة ، ما بين تأليف وتصنيف ، وذكر وتذكير وصلاة على البشير النذير وتربية بالدلال والكمال . أعطى رضى الله عنه ناطقة جميع الأولياء وكانت تنبت الولياء بساحة ، كما تنبت الأرض بماء السما وكان رضى الله عنه متخلقا بأهلاق أهل الله ، مؤثرا على نفسه ، كريما يعطى عطايا الملوك وينفق على الفقراء وذوى الحاجات وكان يجتمع عنده بالزاوية نحو مئة من الفقراء فكان يقوم بهم نفقة وكسوة , وكان عظيم الهيبة وافر الحرمة يأتى إلى بابه أكابر الأمراء ، فتارة يجتمعون به وتارة لا يجتمعون وكان رضى الله عنه ذا همة عالية فكان يأتيه الكتاب الكبير الحجم فيطالعه ويراجعه ، ويضع عليه تقريراته فى ليلة واحجة ، وأرسل له ناصر الدين اللقانى ( مدونة الامام ملك ) رضى الله عنه مع النقيب ، ليراجع فيها مسألة أشكلت عليه فى الظاهر فلما أتى بها النقيب وصل إليه فى الزاوية مساء ، فأعطاها له ، وأراج الانصراف فقال له : حتى تأخذها فى الصبباح وبات عندنا هذه الليلة فبات النقيب وأخذ المدونة ، سيدى عبد الوهاب ، ودخل خلوته وبعد مضى زمن يسير خرج من الخلوة ، وردها إليه فأصبح الرجل ، مضى الى سيددى ناصر الدين ، والمدونة معه ففتحها سيدى ناصر الدين اللقانى فوجدت عليها تقريرات وتصليحات فتعجب غاية العجب فسأل نقيبه عن ذلك فقال : لا أعلم غير أن سيدى عبد الوهاب الشعرانى لما اخذها منى دخل خلوته ، ردها إلى بعد عشرين درجة ، فلم أفتحها ، واحضرها إليك كما هى ولد رأيته يا سيدى والله ما ترك وردا من أوراده ولا تهجداته . وكانت الأمراء وأرباب الجاه يحبونه محبة شديدة ويعتقدونه لصلاحه وورعه وكان السلطان الغورى رحمه الله يحبه محبة شديدة ويعتقده اعتقادا جازما وأهدى له مرة سجادة وشاشا عرضه سبعة أذرع ، وكوله ثلاثون ذراعا أهداه له سلطان الهند فى قشرة الجوزة ، فأعطى رضى الله عنه الشاش لأخيه سيدى مولانا عبد القادر وأبقى السجادة ولم يستعملها مدة حياته ، ولم يردها على السلطان أدبا منه ، وكان هذا ديدنه ، مشربه الدب مع ولاة الأمور ، ومن دوينهم يراعى حرة الفقراء والغنى والكبير والصغير وهذه قطرة من بحر فضائله

وكيف لنا أن نقوم بحصر مناقبه ؟ ! فهو إمام المحققين على الإطلاق ومربى المريدن بأقوى قواعد التمكين وفاتح أقفال غوامض معنويات إشارات المحققين معبر رموز محلات مشكلات العارفين ، واسطة عقد السالكين وريخانة وجود الواصلين ، الذى أقامته القدرة الإلهية ورتبته العناية الربانية واللطائف الرحمانية فسلك الطريقة الإلهية متبعا للكتاب العزيز والسنة المحمدية وتفقه حتى وصل الى الغاية فى مذهب السادة الشافعية وفتح الله عليه بالافتتاحات الربانية * ولم يزل معظما فى صدور الصدور مبجلا فى عيون الأعيان حتى نقله الله تعالى إلى دار كرامته عام تسع مئة وثلاثة وسبعين ودفن بزاويته بين الصورين وحضر جنازته جمع حافل من العلماء والفقهاء والأمراء والفقراء وكان يوما مشهودا فى مصر وصلى عليه بالأزهر الشريف ، وقرىء نسبه الشريف على الدكة وحملوه على الأعناق حيث مدفنه وحضرت جنازته الأولياء الأحياء والأموات ورجال الدوائر من الإنس والجن من سكان البرارى والوديان وما وراء البحار حتى لم تر قط جنازى بمصر مث جنازته ، وعكفت الطيور تحوم حول نعشه وبكت عليه الجمادات وتقطعت القلوب أسفا عليه . وخلف رحمه الله ذكرا باقيا ، وثناء عطرا زاكيا ، وبعد وفاته تناثرت الخيرات على زاويته من كل فج عميق ، فأوقفوا العقارات والأطيان ، وشيدات له مسدا جامعا يليق بمقامه وضريحاه خاصا له ، وبعالية قبة معقودة ومقصورة ورتبوا له المرتبات ، وصار مسجده يعد من أعظم مساجد مصر وضريحه من أجل الأضرحة التى يستجاب عندها الدعاة ومدده فائض بين العباد تقصده ذوو الحاجات والمتعسرين ، فيقفون بين يديه ويتوسلون إلى الله بكشف الكروب وما زاره أحد ‘لا ورد مجبور الخاطر وهو رضى الله عنه نصير الضعفاء حيا وميتا ، تزدحم عليه ، وينذرون له النذور والشموع ، ما من أحد حل ساحته ‘لا وأفاض عليه من مدده رحمه الله ، وتقصده أهالى مصر قاطبة ، من كل ملة ، ويؤملون عنده خيرا كثيرا ، اللهم أمددنا بمدده الفياض ، واحشرنا تحت لوائه ، وأدم علينا بركاته . آمين .






أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 21 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط