موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: فقيه أهل مصر ( الإمام لليث بن سعد ) رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 13, 2019 1:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

الإمـــــام الليث بن سعد فقيه أهل مصر
(94هـ -)

أولا : مذهب الإمام الليث بن سعد للنسابة حسن قاسم
ثانيا : حياة الفقية الإمام لليث بن سعد
ثالثا : عن سيدنا شعيب
رابعا : ما قاله السخاوى
خامسا: بعض مشاهد الصالحين
سادسا: ما قاله المقريزى
سابعا: ما ذكره على باشا مبارك
ثامنا : رؤية الدكتورة سعاد ماهر
مذهب الليث فقيه أهل مصر
التعريف بامام هذا المذهب



هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن أبو الحارث عالم مصر وإمامها وفقيهها المشهور أنه فهمى ( بفتح الفاء وسكون الهاء) لما يقال من أنه مولى خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمى ، واصله من اصبهان فقد روى عنه أنه قال ( نحن من أهل أصبهان فاستوصوا بهم خيرا )

مولده

أكثر الروايات على أن الليث ولد سنة أربع وتسعين للهجرة ففى تاريخ بغداد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال : أبى : ولد الليث بن سعد سنة أربع وتسعين وقال البخارى : فى تاريخه : قال يحيى بن بكير : ولد الليث لأربع عشر خلت من شعبان سنة أربع وتسعين – وكان مولده بقرقشنده ( قرية مصرية من قرى القليوبية

ذكر من سمع عنهم من العلماء ورحلته فى طلب العلم

لقى تسعة وخمسين تابعيا حدث عنهم فقد سمع بمصر من يزيد بن ابى حبيب 0 الذى تلقى العلم عن بعض الصحابة الذين اقاموا بمصر والذى ولاه عمر بن عبد العزيز فتيا مصر ، وكان الليث من اشهر تلاميذه وسمع كذلك من جعفر بن ربيعة والحارث بن يعقوب وعبيد الله بن أبى جعفر وخالد بن يزيد وغيرهم * ورحل إلى الحجاز فسمع من عطاء بن أبى رباح ونافع مولى عمر وهشام بن عروة ويحي بن سعيد الأنصارى وأبى الزبير محمد بن مسلم المكى وعمرو بن دينا ر وقتادة وكثير غيرهم وسمع فى رحلته إلى العراق وهو كبير من هشيم وكان أصغر من الليث سنا ، وروى الخطيب بسنده قال حدثنا أبو صالخ ( كاتب الليث ) قال قا ل: خرجنا مع الليث بن سعد إلى بغداد سنة غحدى وستين ومائة فى شوال وشهدنا الأضحى ببغداد فقال لى الليث : ونحن ببغداد سل عن قطيعة بنى جدار ، فإذا ارشدت إليها فسل عن منزل هشيم الواسطى فقل له أخوك ليث مصر يقرئك السلام ، ويسألك أن تبعث إليه شيئا من كتبك 0 فلقيت هشيما فدفع إلى شيئا فكتبنا منه وسمعتها من هشيم مع الليث*


نبوغه فى المناظرة وتفوقه فى العلم

قال الحافظ بن حجر – قال عبد العزيز بن محمد الدراوردى رايت الليث بن سعد عند ربيعة يناظرهم فى المسائل وقد فاق اهل الحلقة وروى الخطيب بسنده قال حدثنا شرحبيل بن جميل قال : أدركت الناس بمصر ايام هشام بن عبد الملك وهم متوافرون كثيرون ومن بينهم يزيد بن أبى حبيب وابن هبيرة وعبيد الله بن أبى جعفر وجعفر بن ربيعة والحارث بن يزيد وغي رهم من أهل مصر وممن يقدم إلها من علماء أهل المدينة ومن علماء أهل الشام والليث بومئذ حدث شاب وإنهم جميعا ليعرفون فضله وورعه وحسن إسلامه ويقدمونه على حداثة سنه وعم يحى بن بكير قال سمعت الليث يقول : رآنى يحى بن سعيد الأنصارى وقد فعلت شيئا من المباحات فقال : لا تفعل فانك إمام منظور إليك ، قال الحافظ بن حجر : ويحى ين سعيد تابعى من شيووخ الليث.

وقال شعيب بن الليث قيل لأبى إنا نسمع منك الحديث ليس فى كتبك قال : لوكتبت ما فى صدرى فى كتبى ما وسعه هذا المركب – وقال الحافظ بن حجر قال بحيى بن بكير ما رأيت فيمن رايت مثل الليث وما رأيت أكمل منه ، كان فقيه مصر عربى اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر – حسن المذاكرة غلى أن عد خسم عشرة خصلة لم تجتمع لعالم من أهل عصره

وفى تاريخ بغداد قال ابن وهب ، لولا مالك والليث لضل الناس وفيه ايضا حدثنا عثمان بن صالح قال : كان أهل مصر ينتقصون عثمان – رضى الله عنه حتى نشأ فيهم الليث بن سعد فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا عن ذلك وكان أهل حمص بنتقضون عليا كرم الله وجهه حتى نشأ فيهم اسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائلهم فكفوا عن ذلك

وفى مناقب الليث للحافظ بن حجر العسقلانى الشافعى سمعت الامام الشافعى يقول ( الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به )

وقال النووى فى تهذيب الأسماء واللغات : أجمعوا على جلالته وأمانته وعلو مرتبته فى الفقه والحديث

ذكر من حدثوا عن الليث بن سعد

حدث عن هشيم بن بشير وعطاف بن خالد وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب وابو عبد الرحمن المقرئ وعبد الله بن عبد الحكم وسعد بن أبى مريم وحيى بن بكير وعبد الله بن صالح الجهنى وعمرو بن خالد وعبد الله بن يوسف التنيسى واكثر عنه قتيبة بن سعيد وهو من شيوخ أئمة الحديث الخمس وحدث عنه الامام مالك وقال الحافظ بن حجر إن قول مالك : حدثنى من أرض من أهل العلم يريد به الليث بن سعد وقال الشافعى : ما فاتنى أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث بن سعد وابن أبى ذئب

غناه وجوده

كان الليث بن سعد موسرا محفوظا فى الدنيا مستغنيا بذلك عن الولاية ، عرض غليه أبو جعفر المنصور ولاية مصر – فأبى – قال قتيبة بن سعد : كان الليث بن سعد يستغل عشرين ألف دينار فى كل سنة وقال ما وجبت على زكاة قط

أثر مروى عنه

روى صاحب النجوم الزاهرة باسناده عن ابن عبد الحكم حدثنا عبد الله بن صالح جدثنا الليث سعد وحكى له قصة جبل المقطم ((( وسوف أعيد نشر قصته )))

وفاته

كانت وفاته رحمه الله فى رابع عشر شعبان سنة خمس وسبعين ومائة صلى عليه موسى ابن عيس الذى كان واليا على مصر من قبل الرشيد

قال خالد بن عبد السلام وشهدت جنازته مع أبى فما رايت جنازة بعدها أعظم منها ورأيت الناس كلهم تبدو عليهم علائم الحزن ويعزى بعضهم بعض

وعاش رحمة الله إحدى وثمانين سنة على ما بينت من مولده ووفاته ودفن بمصر فى ضريحة المعروف بضريح الامام الليث بالقرب من ضريح الامام الشافعى والله سبحانه وتعالى أعلم ** وقد قمت بزيارته وصليت فى مسجده تحية لمسجد

الإمام الليث بن سعد رضى الله عنه

إذا رمت المكارم من كريم *************
فيمم من بنى للفضل بيتـــــا

فذاك الليث من يحى حماه **************
ويكرم جاره حيا وميتــــــــا


هو الإمام الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمى وهو أصفهانى الأصل ، مصرى الجنسية حيث ولد ببلدة قلقشندة ( قليوبية ) سنة 92 هـ

والإمام الليث من تابعى التابعين روى عن الكثير وروى عنه الكثير وأجمع العلماء على امانته وعلو كعبه ، وسمو مرتبته فى الفقه والحديث وهو إمام أهل مصر فى زمانه ، وكفاه فخرا أنه شيخ مشايخ البخارى ومسلم وروى البخارى عن قتيبة بن سعيد عن الليث يحيى بن بكير وعبد الله بن وهب ومحمد بن المثنى الصدفى وأحاديثه فى الصحاح الستة وهو ثثقى عدل .

كان الإمام الليث نبيلا سخيا ، حسن العقل ، واسع الثراء ، كثير الأفضال ، وفى ذلك يقول الإمام الشافعى عندما جاء مصر وزار قبر الإمام الليث : لله درك يا إمام ، لقد حزت أربع خصال لم يكملهن عالم ( العلم والعمل والزهد والكرم) كان الإمام الليث ممن من الله عليهم بثراء واسع وبسط لهم من نعمته ، فقد قيل أن دخله بلغ فى السنة الواحدة مائة الف دينار وقد أجتمعت الروايات وتناقلت اللسن والمراجع أنه ما وجبت على الإمام الليث زكاة قط ن لأن الحول كان لا ينقضى عنه حتى ينفقها ويتصدق بها ..

ومما هو ثابت أن الإمامين الليث ومالكا كانا متعاصرين وكان ممن عكفا على الحديث والفقه ، وكانا فى المكانة متقاربين وكان بينهما مكاتبات ومراسلات تدور حول الحديث والفقه والفتوى .
وقد اشتهرت فى التاريخ رسالة فقهية بعث بها مالك إلى الليث ورد عليها الليث بأطول منها ورسالة الإمام الليث تعد نموذجا رائعا فى الحوار العلمى الذى يدور بين قطبين من أقطاب الفقه والعلم فى الأمة الإسلامية ...

والرسالة تكشف لنا عن أن أولئك العلية من الفقهاء كانوا يعتبرون ما كان عليه الناس فى عهد أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم ، إجماعا لا يجوز مخالفته ولا يحل لمن يجيئون بعد ذلك أن يغيروا أو يبدلوا فيما استقر عليه رأى أولئك (فالعلم بفقه الصحابة والتابعين فى اتفاقهم واختلافهم كان أساس نقاشهم )

توفى الإمام الليث سنة 175 هـ أى قبل الإمام مالك بأربع سنوات


وقال السخاوى فى تحفة الأحباب وبغية الطلاب فى الخطط

والمزارات **الليث بن سعد بن عبد الرحمن فقيه مصر وعالمها أثنى عليه الإمام مالك بن أنس قال يونس بن عبد الأعلى كان يدخل لليث فى كل سنة مائة ألف دينار وما وجبت عليها زكاة قط وقال محمد بن عبد الحكم أيضا كان يدخل لليث كل سنة أكثر من ثمانين ألف دينار وما وجبت عليها زكاة قط ، لأن الحول كان لا يتنقضى عنه حتى ينفقها ويتصدق بهما وكانت له قرية بمصر يقال لها ( الفرما 1 ) مهما حمل إليه من خراجها يحمله اصرارا ويجلس على باب داره ويعطى لمن مر به من المحتاجين من ذلك صرة صرة حتى لا يدع إلا اليسير من ذلك وحمل من مصر إلى بغداد لأجل إفتاء الرشيد فى زوجته زبيدة وأمر له بخمسة آلاف دينار فردها عليه وقال له ادفعها لمن أحوج منى إليها .

1 – مدينة الفرما : تقع مدينة الفرما عند المدخل الشمالى الشرقى لمصر وكان يسميها اليونان ( بلوزيوم ) وكانت قديما على ضفاف النيل وترجع أهمية هذه المدينة لأنها المكان الأول الذى استراحت فيه العائلة المقدسة عند قدومها لمصر . وهى تقع بين العريش وبورسعيد على بعد 25 كم شرق بورسعيد ويرجع تاريخها إلى الفراعنة وأنشأها الفراعنة ليسهل لهم القيام بالسفر عن طريق البحر الأحمر وكان بها معبد آمون .

وأزدهرت هذه المدينة فى عهد عمرو بن العاص رضى الله عنه عندما أراد أرسال المعونة الغذائية إلى أهل المدينة فى زمن المجاعة عندما طلب منه عمر بن الخطاب أمير المؤمنين المعونة فأرسلها إليه وقال له أولها عندك وأخرها عندى بمصر فقام بحفر الخليج المعروف تاريخيا بقناة تراجان ،

قال يحيى بن بكير كانوا يزدحمون على باب الليث بن سعد وهو يتصدق عليهم حتى لا يبقى أحد منهم من غير شىء وتصدق وانا معه على سبعين بيتا من الأرامل ثم انصرف فبعث غلاما له بدرهم فاشترى له خبزا وزيتا ثم جئت إلى بابه فرأيت عنده أربعين من ألأضياف فاخرج إليهم اللحم والحلوى فلما أصبح قلت لغلامه بالله عليك لمن الخبز والزيت ؟ قال لسيدى فتعجبت من ذلك كونه يطعم اضيافه اللحم والحلوى ويأكل الخبز والزيت !!!

وحكى من مناقبه أن رجلا من أهل مصر صودر فى ايام الليث بن سعد ونودى على داره فبلغت إربعمائة درهم فاشتراها الإمام فبعث يونس بن عبد الأعلى الصدفى يأخذ المفاتيح فوجد فى الدار أيتاما وعائلة فقالوا بالله عليك اتركنا إلى الليل حتى ننظر خربة نذهب إليها فتركها وجاء إلى الليث بن سعد واخبره بالقصة فبكى وقال له عد إليهم وقد لهم الدار لكم ولكم ما يقوم بكم فى كل يوم .

وقال الحسن بن سعد خرجنا مع الليث بن سعد إلى الاسكندرية ومعه ثلاث سفن ، سفينة فيها مطبخه وسفينة فيها عياله وسفينة فيها هو وأصحابه فقلنا له يا سيدى نسمع منك أحاديث ما هى فى كتبك قال لو كان كل ما فى صدرى موضوعا فى كتبى ما وسعته هذه السفينة .

وروى الفتح بن محمود عن أبيه أنه قال بنى الإمام الليث داره فهدمها ابن رفاعة عنادا له فى الليل ثم بناها ثانيا فهدمها أيضا فلما كان الليلة الثالثة أتاه آت فى منامه وقال اسمع يا أبا الحارث ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض ) فلما اصبح فإذا ابن رفاعة أصابه الفالج ومات . وبجوار قبر الإمام الليث بن سعد الفقيه شعيب بن الليث بن سعد كان من أجلاء

العلماء المعدودين من المحدثين قال ابن أبى الدنيا حج شعيب بن الليث سنة من السنين قتصدق بمال عظيم فمر عليه رجل من العلماء فسأل عنه فقيل له هذا العالم الكريم ابن الكريم . ولما دخل إلى دمشق جاءه رجل و قال له أنا عبد أبيك معى لأبيك تجارة الف دينار وأنا الآن فى الرق فخذ مال أبيك وأعتقنى أن شئت وألا فبمعنى فأعتقه واعطاه المال ، قال الخطابى فلا ادرى أيهما أحسن ، فالعبد فى إقراره بالمال والرق أم السيد حين أعتقه واعطاه المال ؟

وحكى عنه أنه إنسان وقال له يا سيدى كان والدك يعطينى فى كل مرة أو فى كل شهر مائة دينار فأعطاه مائة دينار إلا دينارا إلا دينارا فقال له يا سيدى أعجزت عن الدينار فقال لا ولكن فعلت ذلك تأدبا مع والدى .

ومات رحمة الله تعالى بعد أبيه وقبره بالمشهد وعليه باب يغلق وليس بالمكان سواه .

بعض قبور الصالحين بالمشهد :

ومعه فى القبر أخوه لأمه محمد بن هارون الصدفى ** وبالمشهد أيضا قبر الشيخ جمال الدين وهو القبر الخشب الذى على باب المشهد كان مشهورا بالصلاح وكان الناس يتبركون به ويرون منه أحولا شتى وكان الغالب منه الجذب وبالتربة أيضا جماعة من القراء والخدم وعند خروج الزائر من الباب الشرقى يجد قبر حجر تحت السلم الذى يصعد منه إلى السطح قيل إنه قبر سعد بن عبد الرحمن والد الإمام الليث ين سعد ** عده القرشى فى طبقات التابعين من طبقة بشر بن أبى بكر جد القاضى بكار والأصح أنه لا يعرف له قبر ** وإلى جانب المشهد المذكور من الجهة الشرقية تربة بها قبر الشيح أبى بكر الهادى وعز الدين البلقاوى * وإلى جانبهم حوش به قبر الطوسى وإلى جانبه قبر الشيخ عز الدين عاقد الأنكحة وهما تحت جدار الحائط دائرين * وإلى جانبهم الشيخ محمد المصرى المعروف بالحليق وعنده جماعة من الصالحين وعند شباك مشهد الإمام الليث قبر شبل الدولة العسقلانى هكذا مكتوب على عموده على القبر المذكور وأنه توفى سنة تسع وعشرين وستمائة وقريبا منه قبر الشيخ على بن عمر المؤذن بمسجد شمس الدين العلائى هكذا مكتوب على العمود الذى على قبره وبالحومة أيضا قبر ابن طاب لزمان وهو معروف وبالحومة جماعة من خدام الليث وغيرهم


ويقول المقريزى فى المواعظ والاعتبار فى الجزء 2 ص 462

( قبر الامام الليث بن سعد ) رحمه الله قد أشتهر قبره عند المتأخرين وأول ما عرفته من خبر هذا القبر أنه وجدت مصطبة فى آخر قباب الصدف وكانت قباب الصدف أربعمائة قبة فيما يقال عليها مكتوب الامام الفقيه الزاهد العالم الليث بن سعد بن عبد الرحمن أبو الحارث مفتى أهل مصر كما ذكر فى كتاب هادى الراغبين فى زيارة قبور الصالحين لأبى محمد عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الكريم بن على بن محمد ابن على بن طلحة **وفى كتاب مرشد الزوار للموفق ابن عثمان

وذكر الشيخ محمد الأزهرى فى كتابه فى الزيارة إن أول من بنى عليه كبير التجار أبو زيد المصرى بعد سنة أربعين وستمائة ولم يزل البناء يتزايد الى أن جدد الحاج سيف الدين المقد عليه قبته فى ايام الاشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون فبيل سنة ثمانين وسبعمائة ثم حددت فى أيام الناصر فرج بن الظاهر برقوق على يد الشيخ أبى الخير محمد ابن الشيخ سليمان المادح فى محرم سنة احدى عشرة وثمانمائة ثم جددت فى سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة على يد أمرأة قدمت من دمشق فى أيام المؤيد شيخ عرفت بمرحبا بنت ابراهيم بن عبد الرحمن أخت عبد الباسط وكان لها معروف وبر توفيت فى تاسع عشرى ذى القعدة سنة أربعين وثمانمائة ويجتمع بهذه القبة فى ليلة كل سبت جماعة من الفقراء فيتلون القرآن الكريم ثلاوة حسنة حتى يختموا ختمة كاملة عند السحر ويقصد المبيت عندهم للتبرك بقراءة القرآن *

ويقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقة فى جزء 5 ص 96

جامع الامام اللث رضى الله عنه هذا المسجد بنى على مشعد الامام الليث بن سعد رضى الله عنه بالقرافة الصغرى بقرب مشهد الامام الشافعى رضى الله عنه منقوش على بابه فى الحجر هذان البيتان

اذا رمت المكارم من كريم *** فيمن من بنى لله بيتــــا
فذاك الليث من يحمى حماه *** ويكرم جاره حيا وميتا



ومن داخل باب منقوش عليه فى الحجر أمر بأنشأ هذا المكان الشريف من فضل الله تعالى سيدنا ومولانا السلطان المالك الملك الاشرف أبو النصر قانصوه الغورى وكان الفراغ من ذلك فى شهر جمادى الآخر سنة خمس وثمانين وثمانمائة وبأعلاه دائرتين مكتوب فىى كل منهما السلطان الملك الاشرف قانصوه الغورى عز نصره وهو مسجد صغير به منبر خشب بصنعه قديمة وبداخله ضريح الامام الليث رضى الله عنه عليه قبة من البناء الحسن ومنقوش فى الحجر على بابها بسم الله الرحمن الرحيم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه هذا مقام سيدنا ومولانا الامام الليث بن سعد وزاوياها أربعة أعمدة من الرخام عليها كرانيش خشب مكتوب فيها انا فتحنا لك فتحا مبينا وبدائرها واحد وعشرين شباك كصنوعة من الجبس والزجاج الملون وبها ثلاث محاريب وعلى ضريح الامام مقصورة من الخشب المرصع بالصدف والعاج وبجوار محراب المسجد باب فيه ضريح سيدى شعيب منقوش بأعلاه فى الحجر بسم الله الرحمن الرحيم ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون هذا مقام سيدنا ومولانا شعيب ان الامام الليث ين سعد نفعنا الله بهم وعلى ضريح مقصورة وعن يمين الداخل من الجامع خلو بها ضريح يعرف بالشيخ جمال الدين ولهذا الجامع منارة قصيرة ومطهرته وهنااك زاوية للفقراء لهم مرتب من الطعام والقهوة من زمن الامام رضى الله عنه ويصطر على باشا مبارك فى خططه أن بالمشهد أيضا قبر الشيخ جمالى الدين وهو القبر الخشب الذى على باب المشهد كان مشهورا بالصلاح وكان الناس يتبركون به ويرون منه أحوالا وكان الغالب عليه الجذب وبالتربة أيضا جماعة من القراء والخدم وعند الخروج من الباب الشرقى تجد قبرا من حجر تحت عقد السلم الذى يصعد منه الى السطح قيل انه قبر سعد بن عبد الرحمن والد الامام الليث بن سعد رضى الله عنه عده القرشى فى طبقة التابعين والاصح انه لا يعرف لخ قبرا والى جانب المشهد منالجهة الشرقية تربة بها قبر الشيخ أبى بكر الهاوى وعز الدين البلقاوى وعند شباك مشهد الامام قبر شبل الدولة العسقلانى هكذا مكتوب على عمود القبر وأنه توفى سنة تسع وعشرين وستمائة ( انتهى ) وهناك مشاهد كثيرة ويعمل للامام الليث مقرأة كل ليلة سبت كمقرأة الامام الشافعى رضى الله عنه وهى مختصة من عدة أجيال بالطائفة الدلجية من قرية دلجة بالصعيد الاوسط قرب ملوى فمنهم الشيخ والقراء كانها وراثة فلذا أستثناهم الامير عبد الرحمن كتخدا من رواق الصعايدة بأمر الشيخ على الصعيدى والى الآن لا حق لهم فى رواق الصعايدة ولا يكتبون فى دفترهم لاختصاصهم بمرتباته من جراية وخلافها ** ويعمل له مولد فى شهر شعبان بعد مولد الامام الشافعى رضى الله عنه ويزعم بعض أهل العم أن زاوية الامام الليث رضى الله عنه فى محل جامع ابن عبد الظاهر ولا دليل له على ذلك غاية ما فى المقريزى ان هذا الجامع قبلى قبر الامام الليث كان موضعه يعرف بالخندق أنشأه القاضى فتح الدين محمد بن عبد الله بن عبد الظاهر ان سنوانبن عبد الظاهر الجذامى السعدى الروخى من ولد روح بن الجذامى بجوار قبر أبيه وأقيمت فيه الجمعة سنة ثلاث وثمانين وستمائة *** ولد بالقاهرة وسمع من ابن الجميزى وحدث وكتب فى الانشاء وساد فى ندولة المنصور بن قلاوون بعقله ورأيه وهمته ولم يكن مجيدا فى صناعة الانشاء الا أنه دبر الديوان وباشره أحسن مباشرة ومن شعره

ان شئت تنظرنى وتنظر حالتى *** فانظر اذا هب السيم قبولا
فتراه مثلى رقة ولطافة *** ولا جل قلبك لا أقول عليلا
فهو الرسول اليك منى ليتنى *** كنت اتخذت مع السول سبيلا

ولم يزل هذا الجامع عامرا الى أن حدثت المحن سنة ست وثمانمائة واختلت القرافة لخراب ما حوله وهو اليوم ثائم على أصوله * هذا ما ذكره على باشا مبارك وقد قمت بزيارة المسجد والاضرحة ووجد المسجد فى غاية الجمال البديع والمشاهد التى تشح القلب بالنظر لها

أما الدكتورة سعاد ماهر تقول فى موسوعاتها :

أن أبو زيد المصرى وهو احد كبار تجار مصر بنى علي القبر حتى ذا جاء زمن المماليك البنائين العظام جددت فى عصر السلطان الاشرف شعبان بن قلاوون القبة وجددت الضريح فى آخر أيام الناصر فرج بن برقوق وكتب على القبة هذا مقام السيد الامام الليث بن سعد نفعنا الله به آمين ** وتأتى أمرأة دمشقية اسمها مرحبا بنت ابراهيم فى زمن السلكان مؤيد شيخ لتجدد المسجد وتقيم مئذنة للجامع فى زمن السلطان الاشرف قايتباى حتى يكون آخر زمن المماليك فيجدد السلطان الغورى المدخل الرئيسى للمسجد وهو الشىء الذى كثيرا ما كان يحسب على السلطان الغورى فقد كان اعتناؤه بالعمارة اكثر من شئون البلاد وبعيدا عن هذا وذاك فإن الليث الأصفهانى المصرى كان افضل من علم اهل مصر فقد كان امام اهل مصر وفقيههم فكان بيته الاخير فى مكان ليس ببعيد عنهم

رحم الله الإمام الليث بن سعد وأهل بيته الكرام ونقول مثلما قال
لله درك يا إمام لقد حزت أربع خصال فاللهم أجمعنا بهم على خير




وذكر ابن الزيات فى الكواكب السيارة فى ترتيب السيارة قبر الامام الكبير القدر المعظم الشأن فى الدين والعلم والكرم الليث

بن سعد بن عبد الرحمن فقيه مصر وعالمها أثنى عليه مالك بن أنس قال الحافظ عبد الغنى فى كتاب الكمال فى اسماء الرجال قال الشافعى وابن بكير انه أفقه من مالك وقال يونس بن عبد الاعلى كان دخل لاليث فى كل سنة كائة ألف دينار وما وجبت عليه زكاة قط قال محمد بن عبد الحكم أيضا انه كان يدخل الليث فى كل سنة أكثر من ثمانين ألف دينار وما وجبت عليه زكاة قط لان الحول كان لا ينقضى عنه حتى ينفقها ويتصدق بها قال ابن وينس وكان له قرية بمصر يقال لها الفرماء يحمل اليه من خراجها فيجعل ذلك صررا ويجلس على باب جاره ويعطى صرة لهذا وصرة لهذا حتى لا يدع الا البسير من ذلك وحمل من مصر الى بغداد حتى أفتى الرشيد ورد عليه زبيدة وأمر له بخمسة آلاف دينار فردها وقال ادفها لمن هو أحود اليها منى قال يحيى بن بكير رأيت الفقراء يزدحمون على باب الليث بن سعد وهو يتصدق عليهم حتى لم يبق أحد منهم حتى مشى وأنا معه على سبعين بيتا من الارامل ثم انصرف فمشيت معه فبعث غلامه بدرهم فشترى زيتا وخبرزا ثم جئت الى بابه فرأيت أربعين ضيفا جاء اليهم باللحن والحلوى وما رأيته يأكل الا خبزا وزيتا وحكى ابن النحوى من مناقبه قال بلغنى عن يونس بن عبد الأعلى الصدق انه قال صودر رجل من أهل مصر فى زمن الليث بن سعد ونودى على داره فبلغت أربعة آلاف درهم فاشتراها الامام الليث ابن سعد وبعثنى آخذ المفاتيح فوجدت فيها أيتاما وعائلة فقالوا بالله عليك اتركنا الى لليلل حتى تنظر نذهب اليها قال فتركتهم وجئت اليه وأخبرته بالقصة فبكى وقال عد اليهم حتى ننظر خربة تذهب اليها قال فتركتهم اليه وأخبرته بالقصة فبكى وقال لهم عد اليهم وقل لهم الدار لكم ولكم ما يقوم بكم فى كل يوم وقال يحيى بن بكير سمعت أبى يقول ما رأيت ووقال الحسن بن سعيد خرجنا مع الليث بن سعد الى الاسكندرية ومعه ثلاث سفن فيها مطبخه وسفينة فيها عياله وسفينة فيها أضيافه فقلنا يا سيدى انا نسمع منط أحاديث ليست فى كتبك فقال أو كلما فى صدرى فى كتبى لو وضعت ما فى صدرى فى كتبى ما وسعته هذه السفينة وروى الفتح بن محمود قال حدثنى أبى قال بنى الاما الليث دارا فهدمها ابن رفاعة فى الليل عنادا له ثم بناها ثانيا فهدمها أيضا فلما كان فى الثالثة اتاه آت فى منامه وقال اسمع يا أبا الحارث ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الارض فلما أصبح اذا ابن رفاعة قد لحقه الفالج ومات بعد ذلك وقال محمد بن وهب سمعت الامام الليث بن سعد يقول إنى أعرف رجلا لم يات بمحرم قط قال فعلنا أنه يشير بذلك الى نفسه لان هذا لا يعلمه احد من أحدر وروى أيضا قال حالست الليث وشاهدت جنازته مع أبى فما رأيت جنازة أعظم منها ولا اكثر منها ورأيت الناس كلهم عليهم الحزن والكآبة ويعزى بعضهم بعضا فقلت لابى أرى كلا من الناس كأنه صاحب الجنازة فأى رجل كا اللث فقال يا بنى كان علاما كريما حسن العقل كثير الافضال لا يرى مثله أبدا ولما أتى الشافعى مصر أتى قبر الليث وزاره وقال ما فاتنى شىء كان أشد على من ابن أبى ذئب والليث بن سعد ويروى أن الامام الشافعى وقف على قبر الامام الليث وقال لله درك يا امام لقد حزت أربع خصال لم يكملهن عالم العلم والعمل والزهد والكرم وقال يحيى بن بكير عن ابن وهب دخلت على مالك مسألنى عن الليث فقال كيف هو فقلت بخير قال كيف صدقه قلت يا ابا عبد الله إنه لصدوق قال اما إنه ان فعل متعه الله بسمعه وبصرة وقال وقال يحيى بن بكير سمعت الليث كثيرا ما يقول أنا أكبر من ابن لهيعة فالحمد لله الذى متعنا بعقلنا وقال ابن بكير حج الامام الليث بن سعد سنة ثلاثة عشرة ومائة فسمع من ابن شهاب الزهرى ومن ابن مليكة وعطاء بن أبى رباح وابى الزبير ونافع وعقيل وعرمان بن أبى أنس وهشام وجماعة من المشايخ فى هذه السنة وقال عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد قال حججت انا وابن لهيعة فلما صرت بمكة رأيت نافعا فجلست معه فى دكان رجل علاف فمر بنا أبن لهيعة فقال من هذا قلت مولى فلما قدمنا مصر قلت حدثنى نافع قال ابن لهيعة يا سبحان الله قلت ألم تر الأسود معى فى دكان العلاف بمكة قال نعم قلت ذلك والله هو نافع فحج قابلا فوجده قد مات ثم قدم الأعرج الى مصر يريد الاسكندرية فرآه ابن لهيعة فأخذخ الى منزله فما زال عنده يحدثه حتى اكترى له سفينة وأحدره فيها الى الاسكندرية ثم جلس للحديث فقال حدثنا الاعرج عن أبى هريرة قلت متى رأيت الأعرج قال ان أردته فهو بالاسكندرية فخرج الليث الى الاسكندرية فوجده قد مات فذكر أنه صلى عليه وقال شرحبيل ابن جميل بن فريد مولى شرخبيل بن حسنة أدركت الناس فى زمان هشام بن عبد الملك والناس متوافرون وكان بمصر يزيد بن أبى حبيب وعبد الله بن أبى جعفر وجعفر بن ربيعة وأبو هبيرة والحارث بن يزيد وغيرهم من أهل مصر ومن أهل المدينة ومن أهل الشام والليث يومئذ شاب حدث السن فرأيتهم يتعارفون فضله وورعه ويقدمونه ويشيرون اليه وكفاه فخرا أنه شيخ مشايخ البخارى ومسلم وروى البخارى عن يونس بن عبد الأعلى عن الامام الليث بن سعد وروى البخارى عن قتينة بن سيعج عن الليث وروى عن الليث يحيى بن بكير وعبد الله بن وهب ومحمد بن المثنى الصدقى وأحاديثه فى الصحاح الستى وهو ثقة عدل ذكره القضاعى واثنى عليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 22 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط