اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6122
|
[b]
الشيخ بركات الخياط
الشيخ البركة ، صابح العجائب والغرائب والخوارق والمواهب – كان شيخا صالحا ، منجمعا عمن يراه ، طافحا ، له أبهة فى الصدور ، وعلى وجهه مسحة من نور البدور ، هشاشا بساما ، يرتزق من الخياطة ومما يفتح عليه ممن يأتى دكانه أو رباطه – وكان دكانه بالدرب الأحمر ، وكان أستاذا فى تفصيل ثياب الأكابر ، يقصد من سائر جهات البلد – وعليه جبة سماك ، وعلى رأسه شاش مخطط كعمائم النصارى فيقول له من مر به : ظهرك حساك يا نصرانى ، وكان كل كلب أو حمار أو قط وجده يمتا ، حمله ووضعه فى دكانه ، فلا يمكن أحد أن يجلس عنده من نتن رائحته
، وكان فقراء مصر وأولياؤها يحملونه حملاتهم ، حتى الشيخ على المرصفى – قال شيخنا الشعرانى : رأيته حمله حملة ابن كاتب غريب لما أراد ابن عثمان أخذه إلى الروم ، فقال سيدى على : أنا ما لى تصرف ، ثم جاء فوضع حجرا على دكان بركات ، وهو غائب ، فلما رآن عرف الحجر ، ومن وضعه – فقال : الاسم لطوبة ، ( طوبة أسم شهر قبطى يوافق شهر يناير )والفعل لأمشير ، يأكلون هدايا الناس ويجعلونهم مريديهم ، وإذا لحقهم بلاء أتوا إلى بركات ! أيش أكل بركات حتى يحمل ؟ فقال له الشيخ أفضل الدين الأحمدى : هذا رجل عظيم ، إذل نفسه وجاءكم ، فلا تخيب ظن مريده فيه ، فقال : بسم الله ، فنسيه السلطان وجماعته من ذلك الوقت ، ولم يذكروه للسفر مع كونه مكتوبا معهم .
واثنى الشيخ عبد الواحد تابع الجارحى على الشيخ بركات عند الشيخ جمال الدين القبانى ، فقال : نزوره ، وكان يوم جمعة ، ومكث عنده حتى أذن بالجمعة ، فما وجد على باله صلاة ، فقال جمال الدين : يا سيدى ، أما تصلون ؟ قال : ما لى عادة بذلك ؛ لكن لأجلكم أصلى اليوم فقال : أنتم متوضئون ؟ قالوا : نعم . فقال : عمرى ما توضأت ولن لأجلم أتوضأ ، فأتوه بماء ، فصار يعلمه الوضوء ، ثم خرجا لجامع الماردانى للصلاة ، فوجد الشيخ بول حمار فى الطريق فأزاحه بيده ، فقال جمال الدين : اغسلوا يدكم ، فأدخلها فى قعوة الكلاب ، فأنكر عليه ، وتركه فصار
الشيخ بركات يسب عبد الواحد ويقول : تأتى بالمنكرين . ثم قال : ما تركت الجمعة ، وإنما أصليها بالحرم وبول الحمار الذى رآه صورة اعتقاده ، وقعاوى الكلاب مشربه .
قال الشعراوى : وزرته بعد موته فأخرج لى خادمه طعاما فيه أعضاء آدمى ذراعه ورجله ، فنفرت منه ، فصار الخادم يقول : هذا لحم ضانى ، وأنا أرى مسط رجل الطفل وأصابعه ويديه وذراعه ، فقلت ذلك لأخى أفضل الدين ، فقال : كان هذا حاله فى حياته ، تأكل معه مرة حماما فيقلبه سمكا ، ثم دجاجا ونحن ننظر ن ويذبح خروفا فيضعوه فى الدست ، فيصير كلبا فيأكله وحده – وله كلام عال متضمن لجمل الحقائق والتحقيق ولم يزل على حاله إلى أن حل الأجل وحان ، فأدرج فى الأكفان ، وقدم علىالرحمن سنة ثلاث وعشرين وتسع مئة ودفن بزاويته التى عمرها له تلميذه الشيخ رمضان ، ودفن معه عدة مشايخ منهم سيدى الخواص وسيدى ناصر الدين النحاس وعبد القادر الظاهرى وعبد الرحمن المجذوب [/b] --------------------------------------------------- الطبقات الكبرى للشعرانى – الكواكب الدرية للمناوى – الكواكب السائرة – جامع كرمات الأولياء
|
|