موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: - أبوالعباس احمد زروق رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 27, 2019 1:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


- أبوالعباس احمد زروق
899 هـ - 1493 م



أبوالعباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنوسى الفاسى عرف بزروق ، آخر أئمة الصوفية علما وعملا ، ولد بفاس فى 28 محرم سنة 846 هـ - 1442 م وتلقى علومه بها ثم انتقل إلى طرابلس ورحل بعد غلى الشرق ، ولما حل بمصر تصدر بالأزهر للدرس والافادة وتخرج به علماء جلة من الأزهر ، وكان ككل الصوفية جمع بين علمى الشريعة والحقيقة وله فى هذه العلوم باع طويل ونفس عال كما تشهد به مؤلفاته ، ومن كلامه فى سلك الرضا والتسليم للحق سبحانه بحر العلوم والمعارف ، أستاذ كل مجذوب وعراف ، القطب الربانى والهيكل الصمدانى ، له تآليف عديدة لا تكاد تنحصر ؛ منها تفسيره للقرآن الكريم ، وشرحه على رسالة ابن أبى زيد القروانى ، وله ثلاثة شروخ على متن القرطبية ، وستة وثلاثون شرحا على الحكم العطائية ، وشرح على أسماء الله الحسنى ، وشرح على دلائل الخيرات وله كتاب النصائح وكتاب قواعد الصوفية ، والعقائد الخمس ، وله تىليف عديدة فى التصوف ، ورسائل ، وعدة مؤلفات نفيسة
عاش من العمر ثلاثا وستين سنة ، حسبوا له من يوم ولادته إلى يوم وفاته كراسا فى النصف فى كل يوم – ولد رحمه الله يوم الخميس اثنى عشرة محرم عام ثمان مئة وستة وأربعين وتولى تربيته جدته لأمه ، وكانت من الأولياء ومن الصالحات الطاهرات ن فلما تم عمره أربع سنوات حفطته القرآن ، وصارت تربيه بالدلال والكمال ، حتى نشأ محبا للعبادة ن ملازما للأذكار
فأخذ رحمه الله فى تلقى العلوم الظاهرية ، واستمر فى طلبها حتى اشير إليه ، وتكلم ، وجلس للوعظ وتخضير الدروس ، فاشتهر أمره ، وقصدته العلماء ونزلت بساحته ، واقتبست من علومه ومعارفه ، ثم حبب إليه التصوف ، فانتظم فى طريق القوم على يد المسلك مولانا عبد الله المكى ، فأخذ عنه الطريقة ، ولازم خدمته زمانا – واتفق له أنه دهل على شيخه فى خلوته يوما فرأى عنده امرأتين جميلتى الصورة ، إحداهما عن يمينه ، والأخرى عن يساره ، وهو يلتفت إلى هذه تارة وإلى هذه تارة ، فقال مولانا زروق فى نفسه : إن هذا لزنديق ، فقال له الأستاذ : اذهب يا يهودى ، فخرج من عنده فكأنه ألقى عليه سمة اليهود ، فصار يبكى ، ويتضرع إلى الله تعالى ، ومشى إلى بعض أحبابه ، فسأله أن يمشى معه إلة الأستاذ ، ويستعطفه ، فمشى معه إلى الأستاذ ، فاستعطفه ، فعطف عليه وقبله ، وقال له : بشرط أن لا تجلس معنا فى بلاد أنا فيا ، ثم التفت إليه وقال له : يا زروق المرأتان اللتان تشبعتا عليك فهى الدنيا والآخرة ، فالدنيا تريد إقبالى عليها والآخرة تريد إقبالى عليها ،وأنا لا أتفت إلى قولهما

فبعد ذلك خرج زروق من مدينة فاس وقدم إلى مصر ن وتلاقى مع مولانا سيدنا أبى العباس الحضرمى رضى الله عنه ، وأخذ عنه الطريق ، وتلقن الأوراد ، وفتح له على يديه ، وصار شيخه فى التربية ، وانتسب إليه ، ولازمه ،وهو شيخه الذى لا معول له فى الطريق إلا إليه .

ولما سمعت بقدومه العلماء والفضلاء من أهل مصر وفدوا عليه ، وتمثلوا بين يديه وحضروا دورسه ، وصار يدرس فى الجامع الأزهر الشريف ، وكان يحضر درسه زهاء ستة آلاف نفس من مصر والقاهرة وأحوازها

وتولى إمامة الماليكة ، وصار أستاذ رواقهم ، ونصبوا له كرسيا عالى الأركان ، بديع الغتقان ، صار يجلس عليه ويملى الدروس ويفيد ، فانتفعت على يديه الأحرار والعبيد ، وهذا الكرسى موجود إلى وقتنا هذا برواق السادة المغاربة بالأزهر الشريف

وكانت له صولة ودولة عند أمراء المصريين ، وله عندهم القبول التام عند الخاص منهم والعام

تم توجه إلى طرابلس الغرب فأحيا بها معالم الطريق وأوضح بيان التحقيق وأشهر بها الطريقة الشاذلية ، ونشر أعلامها السنية ، فانقادت إليه المريدون ، وهابته ملوك العالمين ، واجتمع بسيد المرسلين ، ونسبت إليه الطريقة لما ظهرت عليه أنوار أهل الحقيقة ، وأمر بلسان الحال أن يقول فى ميدان الرجال ماسكا بلحيته: لا شيخ بعد هذه اللحية .

كان رضى الله عنه صاحب حال ، وبهاء وجمال ودلال ، أطلعه الله على المغيبات ، فنطق بسائر اللغات ، لم يختلف فيه اثنان ، ولا تقول فيه قولان ، فهو صاحب التصريف الأكبر ، وغوث الأنام الأزهر – وله كرامات خارقة ، وأحوال صادقة ، فمن كرامته رضى الله عنه : أن قبيلة من قبائل عرب طرابلس كانوا قطاع طرق ، لا تمر بهم قافلة إلا نهبوها ، فمر عليهم مولانا رضى الله عنه ، فنهبوه هو وتلامذته ، حتى تركوهم مستورى العورة ، فنظر بعض المريدين إلى مولانا ، فوجده لم يتغير ،فقال لبعض العريان الذين نهبوا مولانا : انظروا إلى ذلك الأستاذ عنده ذهب فى سرواله ، فجاء البدوى إلى مولانا وقال :انزع السروال . فقال : سبحان الله ،العورة يحرم علينا كشفها . فقال له مرة ثانية : انزعه ، وإلا قتلتك ، ومولانا يعظه بقوله : العورة حرام علينا كشفها . فتقدم البدوى إلى مولانا ، فقال مولانا للأرض : أبلعيهم يا أرض ، فأخذتهم الأرض جميعا ، فصاروا يتضرعون إلة مولانا ، ويقولون : تبنا غلى الله ، فقال مولانا للأرض : أطلقيهم يا أرض ، فأطلقتهم . فخرجوا منها ، وتابوا جميعا ، وصاروا مع مولانا ، لم يتخلف منهم أحد وصروا خدام الزاوية الزروقية وإلى الآن باقىمن نسلهم يخدمون هذه الزاوية ويقال لهم خدام الزاوية الزروقية – ومن كلامه رضىالله عنه فى تائيته :

فإنى هجرت الخلق طرا باسرها لعلى أرى محبوب قلبى بمقلتى
وملكت أرض الغرب طرا بأسرها وكل بلاد الشرق فى طي قبضتى
أنا لمريدى جامع لشتاته إذاما سطا جور الزمان بسطوتى
فإنى كنت فى كرب وضيق وشدة فنادا أيا زروق آت بسرعة
فكم كربة تجلى إذ ذكر اسمنا وكم كربة تجلى بأفراد صحبتى



توفى رضى الله عنه ونفع به عام ثمان مئة وتسعة وتسعين ، ودفن بسملاطة من طرابلس الغرب ، وله مسجد كبير ، تقام فيه الشعائر ، ومقام وضريح يزار

ترجم له التنبكتى فى ذيل الديباج والسخاوى فى الضوء اللامع وغيره



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 29 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط