اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6129
|
جوهر البراثية
من عابدات بغداد ، نزلت براثا مع زوجها أبى عبد الله البراثى ، قال حكيم بن جعفر : كانت جوهر جارية لبعض الملوك ، فتقت وخلعت الدنيا ، ولزمت أبا عبد الله البرائى ، فتزوج بها ، وتعبدت معه ، وقال أبو عبد الله : قالت لى جوهر يوما : يا أبا عبد الله ، النساء يحلين فى الجنة إذا دخلتها ؟ قلت : نعم . فصاحب صيحة غشى عليها ، فلما أفاقت ، قلت : ما هذا الذى أصابك ؟ قالت : ذكرت حالى تلك ، وما كنت قد نلت من الدنيا ، فخشيت – والله حرمان الآخرة
وقال أبو عبد الله البراثى : رأت جوهر فى منامها خياما مضروبة ، فقالت : لمن هذه الخيام ؟ فقيل : للمتهجدين بالقرآن ، فكانت بعد ذلك لا تنام .
وقال : كانت جوهر تنبهنى من الليل وتقول : يا أبا عبد الله ، كاروان برفت ، معناه : قد سارت القافلة – وقال حكيم بن جعفر : كنا نأتى أبا عبد الله الزاهد وكان يسكن براثا وكانت له امرأة متعبدة يقال لها جوهر ، وكان أبو عبد الله يجلس على جلة خوص بحرانية ، وجوهر جالسه حذاءه على جلة أخرى فى بيت واحد ، مستقبل القبلة ، فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض ،
فقلنا : يا ابا عبد الله ، ما فعلت الجلة التى كنت تقعد عليها ؟ قال : إن جوهر أيقظتنى البارحة فقالت : أليس يقال فى الحديث ( إن الأرض تقول لأبن آدم : تجعل بينى وبينك سترا ، وأنت غدا فى بطنى ) ؟ قلت : نعم . قالت : فأخرج هذه الجلال ، لا حاجة لا فيها ، فقمت – والله فأخرجتها .
( تاريخ بغداد – صفوة الصفوة – المختار – معجم البلدان – روض الرياحين )
|
|