موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تابع كتاب سيدى حسن قاسم ( ذكرى أستشهاد الإمام الحسين )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 22, 2019 11:37 am 
متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113



بنو أمية (1) والخطر الحسينى



أخذت قضية الحسين تحرك العزائم وتنبه المشاعر فى الدوائر الأموية وساد القلق بين حلفائهم واوليائهم وهم عالمون أن حسينا يضرب على ايدى الجائرين ولا يولى جائرا أمر المسلمين فغدت رجال الدولة اليزيدية ألسنة وعيونا وأقلاما وسيوفا ضد الحركة الحسينية لاسيما فى مناطق الحجاز والعراق واستفزوا قبل كل شىء حكومة الشام والهيئة المركزية بالتأهب للخطر الهاشمى فكتب عمر بن سعد واضرابه إلى يزيد : أما بعد – فان مسلم بن عقيل قدم الكوفة وبايعته أهلها للحسين قان لم يكن لك فيها حاجة فابعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك ويعمل مثل عملك فان النعمان بن بشير(2) ( والى الكوفة ) رجل ضعيف ثم أفصحوا له عن أخطار الحركة الحسينية لاسيما إذا رسخت أقدام الحسين فى أرض العراق وهى مفتاح الشرق الأدنى وباب الشرق الأوسط وأهلها جميعا شعية على غرو أن أنوار الحسين تشع مبادئها فى ربوع إيران ويكون له هناك أنصار وأى أنصار – فلما وصلت الكتب إلى يزيد استشار(3) سرجون مولى أبيه فأشار عليه باستعمال الطاغية ابن مرجانة ( عبيد الله بن زياد 4) على العراق .

------------------------------------------------------------------------------
(1) بنو أمية : الأمويون أولى السلالات الإسلامية من الخلفاء حكمت ما بين 661 – 750 م وينتسب الأمويون غلى جدهم أمين من أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم – مؤسس سلالة معاوية بن أبى سفيان – كان واليا على الشام من قبل الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه
(2) النعمان بن بشير : هو النعمان بن بشير والى الكوفة بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصارى الخزرجى ويكنى عبد الله فقد كان أول مولود فى الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر وأول مولود ولد بالمدينة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فأتت به أمه إلى النبى صلى الله عليه وسلم فحنكه وبشرها بأنه يعيش حميدا ويقتل شهيدا ويدخل الجنة فقتل سنة 65هـ على يد خالد بن لخى الكلاعى
(3) سرجون : هو سرجون بن منصور من نصارى أهل الشام وقد أتخذخ معاوية مستشارا له فى أمر الكوفة وقد اشار على يزيد بتعين عبيد الله بن زياد والى على الكوفة للقضاء على نهضة مسلمة بن عقيل .
(4) ابن مرجانة : هو بن زياد ابن مرجانة نسبة إلى أمه مرجانة وكانت جارية بغى من المجوس وهو نسبة غير معروف وهو الذى أمر بقتل مسلم بن عقيل سفير الحسين وهو عبيد الله بن زياد أمير العراق ولى البصرة ويسمى بن زياد وبعد مقتل الحسين لما دخلوا عليه سبايا أهل البيت دار الإمارة بالكوفة خاطبته السيد زينب عليها السلام بكلمة يا أبن مرجانة إشارة على نسبه الوضيع وفحا له – قتل عام 60 هـ فى أحدى المعرك وأخذ رأسه على سيدنا محمد بن الحنفية رضى الله عنه بن مولانا الحسين عليه السلام
----------------------------------------------------------------------

آثار البيعة الحسينية



شاعت مبايعة العراق للحسين ففرح أولياؤه وتفاءلوا من ذلك بعود الحق إلى أهله لكن خاصة الحسين عليه السلام أخذوا بحذرونه المسير إلى الكوفة خوفا مما يترقب وقوعه فأبى الحسين عليه السلام إلا المسير فسامر والقلوب ترعاه وتشايعه وبينما موكب الحسين عليه السلام يسر فى بطون الفيافى والمقاوز وحوله أهله كالهالة حول القمر وافاه ناعى ابن عمه مسلم (1) وهو عميد بيته فلم يتحول عن نيته ولا غير خطته ول يبد من مظاهر الحزن سوى الاسترجاع وأخفى كل حزنه فى أعماق قلبه لأن العيون لدى الشدائد شاخصة إلى الزعيم فإن بدت لائحة الحزن عليه أدخلعلى أهله ضروب الوهم والارتباك فمضى فى سبيله لتحقيق آماله .


-------------------------------------------------------------------
(1) كان مقتل مسلم يوم الأربعاء على ما قيل والأصح يوم الأثنين لتسع مضيت من ذى الحجة سنة 60 هـ موافق 11 سبتمبر 680 م وقبله بيوم قتل هانىء بن عروة المرادى وكلاهما مدفون بالمشهد العلوى بالنجف فى الجانب الأيسر من المسجد .
---------------------------------------------------------------------------

الحسين فى الكوفة



حل الحسين الكوف وقد خضعت لدهاء ابن زياد بعد مقتل مسلم وانقادت إليه وموكبه أحياؤها ورؤساؤها هذا (والحر) يساير الإمام فيسلك بركبه وموكبه سبيلا وسطا كى يخرجه عن حدود القوم ( فلما ) عل اين زياد بدخول الحسين عليه السلام الكوفة وعبوره الفرات أرسل كتابه إليه فقرأه الحر عليه ( فلما سمعه الحسين سأل عن أسم تلك الأرض التى هو فيها فقيل كربلاء(1) فقال نعوذ بالله من الكرب والبلاء ، هل لها اسم غير هذا ؟ فقيل له العقر – فقال نعوذ بالله من العقر – ثم أرسل القوم رسلهم لمحاربة الحسين ومن معه فنظر فإذا هو فى بقعة جرداء بعيدة عن الماء وقد صار معسكره مثلث الزاوية يقابله جيش الحر فى الغاضريات وجيش ابن سعد فى نينوى علم الحسين أنه محصور وأنه مقتولا لا محالة فقضى عليه شعور التضحية أن يستميت وإذا كان الموت ضرية لازب لا مهرب منه ولا محيد عنه فليشتر الحسين بهذا العمر القصير نفعا عاما وخيرا خالدا هى والله الصفقة الرابحة والتجارة التى لن تبور فخير الموت الفداء وأفضل الأضاحى من أمات هيكله البائد نفع خالد – كذلك الشهداء فى سبيل إصلاح الأمة وتحريرها من اسر الظالمين .

------------------------------------------------------------------------------------------
1- كربلاء : مدينة تقع وسط العراق وتعتبر أحد المدن المقدسة لدى الشيعة وفيها قتل الحسين وتطلق عليها واقعة ألطف وهى ملحمة وقعت على ثلاثة أيام ختمت فى 10 محرم سنة 61هـ والذى يوافق 12/10/612 حول معسكر الحسين
-------------------------------------------------------------------------------------
بعد أن ايقن الحسين أن أعداءه لا يتناهون عن منكر فى سبيل النكال والنكاية به استعد لدفع الطوارىء عن هله ورحله وانتصار قتله لكنه وجد معسكره فى أجرد البقاع عن مزايا الدفاع فخرج من معسكره يتخير موضعا مناسبا للدفاع وبعد ما سبر غور الوهاد أشرف على سلسلة هضاب اتخذها حرما وكانت عبارة عن روابى وتلال متدانية الأطراف على شاكلة الهلال وهو المكان المسمى بالحير(1) أو الحائر ويعرف الان ( بخيمكاه ) أى المخيم فتحصن به وأمر أصحابه أن يقربوا البيوت بعضها من بعض (ثم) انه لما علم أنه مقتولا لا محالة عز عليه أن يقتل بسببه غيره فإذن لأهله وصحبه بالتفرق عنه حيث أن القوم لا يريدون غيره ليدرء عنهم الموت بحل بيعته عن ذممهم فخطب فيهم قائــلا هم ان ( أثنى على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء اللهم إنى أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا فى الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة فأجعلنا من الشاكرين * أما بعد * فأنى لا أعلم صحابا أوفى ولا خيرا من أصحابى ولا أهل بيت أبر ولا أرحم من أهل بيتى فجزاكم الله عنى خيرا ألا وانى قد أذنت لكم فأنطلقوا جميعا فى حل ليس عليكم من حرج منى ولا ذمام هذا الليل من بيعتى قد غشيكم فاتخذوه جملا .

فقال له إخوانه وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر ، لم نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ، لا أرانا الله ذلك أبدا ، فقال الحسين با بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم قأذهبوا أنتم فقد أذنت لكم ، قالوا سبحان الله ، فما يقولون لنا إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبنى عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ، ولم تطعن معهم برمح ، ولم تضرب معهم بسيف ولا ندرى ماصنعوا ، لا والله لا نفعل ولكن نفديك بأنفسنا واموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك ، ثم قام إليه مسلم بن عوسجة وزهير بن القين وجماعة من أصحابه وتكلم كلهم معبرا عن وفائه للحسين وإخلاصه وتفاديه وشعوره الشريف فجزاهم الحسين خيرا ، فلما توفقوا إلى إرضاء سيده بأن يتقدموا إلى الجهاد فى سبيل نصرة الحق لبسو القلوب على الدروع واقبلوا بتهافتون كالفراش على المصباح لتضحية الأرواح فكان الحسين يودع من يأذن له منهم وداع من لا يعود – وهكذا مضى أصحابه فى سبيل الله أحياء بأرواحهم أحياء بتاريخهم المجيد لهم لسان صدق فى الآخرين وأسوة بالأولين فطوبى لهم وحسن مآب .

-------------------------------------------------------------------------------------------
(1) الحائر ( الحير ) وهى الأراضى المنخفضة من كربلاء التى تضم قبر الحسين عليه السلام إلى رواق بقعة الشريفة ولعل كربلاء أو بعض أجزائها سميت بهذا الأسم منذ القديم لما كان أراضيها من المنخفضات التى تسيل إليها مسيل الماء الأمطار من تحير الماء والحائر عند اللغويين الموضع المكمئن الوسط المرتفع الاطراف وفى ( الصحاح ) الحير الحمى ومنه الحير بكربلاء وقد اتفق الرواة والمحدثون والؤرخين والجعرايون وأهل اللغة على تسمية كربلاء بالحائر والحير هو منخفض الحائر ويقول الطوبجى فى مجمع البحرين : يراد بالحائر حائر الحسين عليه السلام وهو ما حواه سور مشهد الحسين عليه السلام وفى كامل الزيارات ص 112 عن عبد الله بن سنان قال سمعت الامام الصادق عليه اللاسم يقول : قبر الحسين بن على عليه السلام عشرين ذراعا وهو روض من رياض الجنة .
------------------------------------------------------------------------------------------------

اصدق المظاهر الدينيــــــــة



حانت ساعة القيام بأصدق المظاهر الدينية وهى ساعة الصلاة فصف الإمام قدمية فى تلك الساعة الرهيبة ولم يك الحسين ممن ينسى أو يتناسى الصلاة الموقوتة ولو فى أحرج الأوقات ولقد كانت صلاته من صدق مظاهر إخلاصه لله سبحانه وتمسكه بالشريعة ولما لاموه عليها أجاب ( ألسنا نحارب لأقامة الصلاة ) ؟


أهتمام الحسين بالموعظة والتضحية



وكما وكان يأمر بالمعروف ويأتيه كذلك كان ينهى عن المنكر ويجتنبه فقد كان الحسين يعامل أعداؤه معاملة من يحترمون الحق بينما هم غافلون عنه فكان يبذل قصارى جهده فى تنوير أفكارهم فى حين أن خصومه لا يقيمون للحق وزنا فاراد الحسين أن يستنصتهم فأبوا ، فنادى : ايها الناس أسمعوا قولى ولا تعجلوا حتى أعظكم بواحدة ثم أقضوا إلى ولا تنظرون ( إن ولى الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ) فلما ساد الصمت وهذا الضجيج قام فيهم خطيبا فحمد الله سبحانه وتعالى وأثنى عليه وصلى علي نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ( ثم قال ) أما بعد : -

فأنسبونى من أنا ، ثم راجعوا أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يحل لكم قتلى وأنتهاك حرمتى ؟
الست أنا ابن بينت نبيكم ؟ الست أبن أول المؤمنين ؟ أو لم يبلغكم ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لــــى ولأخى ( هذان سيدا شباب أهل الجنة ) فإن صدقتمونى فيما أقول وهو الحق أما فى هذ حاجز لكم عن سفك دمى – إلى أن قال : كنتم فى شك من ذلك أو تشكون فى أنى ابن بنت نبيكم ( فوالله ) لا يوجد بين المشرق والمغرب ابن بنت نبى غيرى فلما سمع القوم خطابه لم يقابلوه إلا بتلك الكلمة الساقطة التى تنم عن كل رذيلة وساخطة ( إنا لا ندرى ما تقول !! انزل على حكم بنى عملك ، وإلا فلسنا تاركيك )




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 16 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط