- الإمام تقى الدين السبكى :
وهو أحد المشاهير وابنه الامام عبد الوهاب فقد عدهما الجلال السيوطى فى حسن المحاضرة من الأئمة المجتهدين فقال : هو الامام تقى الدين أبوالحسن على بن عبد الكافى بن تمام بن حماد بن يحيى بن عثمان بن على بن سوار بن سليم الانصارى الفقيه المحدث الحافظ المفسر الاوصلى المتكلم بالنحو اللغوى الاديب شيخ الاسلام المجتهدين المجتهد المطلق ولد بسبك من أعمال المنوفية فى صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة وتفقه على ابن الرفعة واخذ الحديث عن الشرف الدمياطى والتفسير على العلم العراقى والقراآت على التقى بن الرفيع والاصول والمعقول على العلاء الباجى والنحو عن أبى حيان وصحب فى التصوف الشيخ تاج الدين بن عطا الله وانتهت اليه رياسة العلم بمصر قال الاسنوى كان أنظر من رأيناه من أهل العلم ومن أجمعهم للعلوم وأحسنهم كلا ما فى الاشياء الدقيقة وأجلدهم على ذلك وقال الصلاح الصفدى الناس يقولون ماجاء بعد الغزالى مثله وعندى انهم يظلمونه بهذا وما هو عندى الا مثل سفيان الثورى وقال ابنه فى الترشيخ قال الشيخ شهبا الدين بن النقيب صاحب مختصر الكفاية وغيرها من المصنفات جلست بمكة بين طائفة من العلماء وقعدنا نقول لو قدر الله تعالى بعد الائمة الاربعة فى هذا الزمان مجتهدا عارفا بمذاهبهم أجمعين يركب لنفسه مذهبا من الابعة بعد اعتبار هذه المذاهب المختلفة كلها لازدان الزمان به وانقاد الناس له فاتفق ررأينا على أن هذه الرتبة لا تعدو الشيخ تقى الدين السبكى ولا ينتهى لها سواه وله مصنفات جليلة فائقة حقها أن تكتب بماء الذهب ، مات بجزيرة الفيل على شاطىء النيل يوم الاثنين رابع جمادى الآخر سنة ست وخمسين وسبعمائة
ورثاه شاعر العصر الاديب جمال الدين بن نباته بقصيدة طويلة مطلها
نعاه للفضل والعليا والنسب * ناعيه للارض والاقلاك والشهب
ندب رأينا وجوب الندب حين مضى * فأى حزن وقلب فيه لم يجب
نعم ال الارض ينعى والسماء على * فقيدكم باسراة المجد والحسب
بالعلم والعمل المبرو رقد ملئت * أرض بكم وسماء عن أب فاب
مقدما ذكر ما ضيكم ووارثه * فى الوقت تقديم بسم الله فى الكتب
ورثاه الصلاح الصفدى بقصيدة مبدؤها
أى طود من الشريعة مالا * زعزعت ركنه المنون فمالا
أى ظل قد قلصته المنايا * حين أعيا على الملوك انتقالا
أى بحر قد فاض بالعلم حتى * كان منه بحر البسيطة آلا
أى حبر مضى وقد كان بحرا * فاض للواردين عذبا زلالا
أى شمس قد كورت فى ضريح * ثم أبقت بدرايضى وهلالا
وحباه الصبر الجميل ووافا * ثوابا يزجى سحابا ثقالا
ليفيد العدا جلادا ويعدو * فيعيد الندى ويبدى الجدالا
- ( وأما ) أبنه قاضى القضاة تاج الدين أبو النصر
عبد الوهاب : ولد بمصر سنة تسع وعشرين وسبعمائة ولازم الاشتغال بالفنون على أبيه وغيره حتى مهر وهو شاب وصنف كتبا نفيسة وانتشرت فى حياته وألف وهو فى حدود العشرين كتب مرة ورقة الى نائب الشان يقول فيها وأنا اليوم مجتهد الدنيا على الاطلاق لا يقدر أحد أن يرد على هذه الكلمة وهو مقبول فيما قال عن نفسه ، ومن نصانيفه جمع الجوامع ومع الموانع وشرخ مختصر ابن الحاجب وشرح منهاج البيضاوى والتواشيح والترشيخ والطبقات ومفيد النعم وغير ذلك ( توفى ) عشية يوم الثلاثاء سابع ذى الحجة سنة احدى وسبعين وسبعمائة رحمهما الله تعالى ومن أبنائه