موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أبو الحجاج الأقصرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 22, 2011 1:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6115
هو السيد يوسف بن عبد الرحيم بن عيس الزاهد العابد ينتهى نسبه إلى الأمام الحسين سبط النبى  وهو يكنى بأبى الحجاج ثم يضاف إلى الكنية ( الأقصرى ) نسبة إلى مدينة الأقصر حيث مستقره الأخير .
ولد أبو الحجاج فى أوائل القرن السادس الهجرى فى مدينة بغداد فى عهد الخليفة العباسى المكتفى بأمر الله وهو أبو محمد بن المعتضد بالله بن الموفق بن المتوكل –
وقد نشأ أبو الحجاج وتربى فى مسقط رأسه بغداد فى أسرة ميسورة الحال على قدر كبير من التقوى والورع – فكان والده يشغل منصبا رياسيا فى الدولة – وتوفي ولم يترك له شيئا ، فأحترف صناعة الغزل والحياكة وكان له حانوت مشهور فى بغداد . وله قصة ذكرها الإمام شهاب الدين السهر وردى وهى " دخل على أبى الحجاج قائل قتل رجلا وهرب وقال له أجرني فقال له أنزل الحوزة (( وهى كلمة فارسية والمقصود بها حجرة النول )) ثم دخل أناس على أبى الحجاج وقالوا له أين الرجل الذى دخل عليك فقال لهم فى الحوزة فقالوا أتهزأ بنا وانصرفوا فقال الرجل لأبى الحجاج أتيتك لتجيرني فدللت على فقال أبو الحجاج : لو كنت كذبت لوجودك وقتلوك ولكن الله نجاك لصدقي على أن هذه الحرفة لم تكن تشغل كل وقت أبو الحجاج إذ نراه جاداً فى طلب العلم خاصة وأن مدينة بغداد كانت مليئة بعدد كثير من كبار التصوف وعلماء الدين فمنهم الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ السهر وردى والشيخ أحمد الرفاعي رضوان الله عليهم هذا بالإضافة إلى المدرسة النظامية وهى أول مدرسة مذهبية فى تاريخ الإسلام أنشأت فى بغداد وأنشأها الوزير نظام الملك وزير ملك شاه السلجوقى فى القرن الخامس الهجرى –التحق بها أبو الحجاج حيث زامل الإمام شهاب الدين السهروردى فكان يتردد على حلقات الوعظ والتذكير التى كان يعقدها شيوخ التصوف وكان رحمه الله جادا شغوفا صبورا فى القراءة والبحث حيث جعل حشرة الجعران قدوته فى الصبر فيقول أبو الحجاج ( كنت أسهر أكتب وأحبر فإذا بأبي جعران يجهد أن يرقى منارة السراج (زجاج المصباح ) لكى يقترب من النور ، فلم يزل ينزلق لكونها ملساء ، فعددت عليه تلك الليلة سبعمائة وقعة وهو لا يرجع عن غايته ثم خرجت إلى صلاة الصبح ورجعت فوجدته جالساً فوق المنارة ظافراً منتصراً يرقب النور وعيناه تبرقان بالأمل فكان ذلك من جنود الله على ) .
لقد تزود أبو الحجاج بقدر كافي من العلم والثقافة والدينية ولذا ترك صناعة الغزل والحياكة ليتفرغ للوعظ والتذكير وقد أقبل عليه العراقيون إقبالا شديدا فقد امتاز برقة الأسلوب والسهولة واليسر ثم خرج من بغداد إلى الحجاز قاصدا الحج ويعود ثانية ليودعها إلى غير رجعة فكانت الحياة فى بغداد حياة مؤلمة فى عهد الخليفة الناصر لدين الله إذ تعرضت البلاد للفتن والثورات نتيجة لسوء الإدارة والظلم وكذلك وفاة والدته وزوجته وهى فى ريعان شبابها كان سببا فى ترك العراق وكان لم يبلغ الأربعين من عمره وكان معه أبناؤه الأربعة وهناك توفى واحد منهم ودفن فى مقابر مكة – تعرف الحجاج على مشايخ مكة وسادتها وهو الشيخ عبد المنعم الأشقر ودامت العلاقة بينهم حتى إن الشيخ الأشقر زوج بناته الثلاثة إلى أولاد أبو الحجاج حتى أراد الأشقر أن يزوج الابنة الرابعة إلى أبى الحجاج نفسه ولكنه رفض قائلا أنا لا أتزوج بعد أم الأولاد ولست فى حاجة إلى النساء – رحل أبو الحجاج ومعه بعض أشراف مكة إلى مصر لما تمتاز به من الهدوء والسكينة مما شجع كثير من المتصوفين والعباد فى العالم الإسلامي وخاصة المغاربة . وفى أثناء توجه الحجاج إلى مصر زار قبر المصطفي  ومنها إلى مصر ونزل بشرق الدلتا ومكث بها أياما تعرف فيها على أولاد عمه وأعطوه أطيانا ولكنه قصد إلى الجنوب وجه قبلي حتى وصل إلى أسيوط ومنها إلى جرجا ثم رحل إلى قوص وهى مدينة كبيرة ثم إلى الأقصر فمكث بجانبها القبلى هو وأولاده الثلاثة وبعض أقاربه وكان ذلك فى أواخر حكم صلاح الدين الأيوبي على مصر .
ومدينة الأقصر مدينة مصرية قديمة أسمها المصرى المقدس (أوست) والمدني (طيبة) وأسمها البطلمي (ديوس بوليس مجنا) أى الكبيرة أو العليا وأسمها القبطي (بابه) أو (بابي) كما يقول لها (الأقصرين) وكذلك عرفت باسم (نزياكاسترا) أى الثلاثة قصور المحصنة وجاء فى الخطط التوفيقية أن من أسمائها طيبة وطيوة وأسمها على لسان العامة لقصر .
وقد ذاع أمر أبى الحجاج بين الناس لما امتاز به من التقوى والزهد والورع والصلاح وانتقل خبره إلى السلطان العزيز عماد الدين أبو الفتح عثمان بن صلاح الدين الأيوبي وكان مباركا كثير الخير واسع الكرم محسنا للناس ومعتقدا فى أرباب الصلاح والتقوى فبعث رسولا يستدعى أبوالحجاج فلما حضر بين يدى السلطان أعجب بشخصية وغزارة علمه وتقواه وورعه فأسند إليه مسئولية الديوان ولكن أبا الحجاج لم يستمر طويلا فى هذه الوظيفة واتجه إلى الإسكندرية حيث قابل الشيخ الزاهد أبو محمد بن الرزق الجزولى السكندرى الذى يرجع الفضل إليه فى نشر الطريقة المدينية أول طريقة صوفية عرفتها الإسكندرية قبل الطريقة الرفاعية والشاذلية وقضى أبو الحجاج فى رحاب الشيخ الجزولى فترة حتى أصبح من أخلص وأحب تلاميذه ثم ذهب إلى قوص حتى إلتقى بسيدى عبد الرحيم القناوى ثم إلى الأقصر حيث مثواه الأخير ومن أعماله العلمية الباقية منظومته فى علم التوحيد التى طمنتها تسعه وتسعين بابا وتقع فى 1333 بيتا من الشعر وقد استهلها بالبيت التالى
الحمد لله العلى الصمد الأول والآخر بلا أمد
توفى أبو الحجاج 642 هـ فى عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب بعد أن عمر أكثر من تسعين عاما دفن فى الأقصر بضريحه القائم فوق معبد الأقصر .
ومن أقواله  : كنت فى بدايتي أذكر لا إله إلا الله لا أغفل فقالت لى نفسي مرة من ربك فقلت ربى الله فقالت لى ليس لك رب إلا أنا فإن حقيقة الربوبية امتثالك العبودية فأنا أقول لك أطعمنى تطعمنى ، نم .. تنم ، قم .. تقم ، أمش .. تمشى ، أسمع .. تسمع ، أبطش .. تبطش ، فأنت تمتثل أوامرى كلها فإذن أنا ربك ، وأنت عبدى قال فبقيت متفكرا فى ذلك فظهرت لى عين من الشريعة فقالت لى جادلها بكتاب الله تعالى فإذا قالت لك نم فقل لها ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) وإذا قالت لك كل قل ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا) وإذا قالت لك أمش قل ( ولا تمشى فى الأرض مرحا) وإذا قالت لك ابطش قل ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) فقلت لتلك الحقيقة فمالى إذا فعلت ذلك فقلت أخلع عليك خلع المتقين وأتوجك بتاج العارفين وأمنطقك بمنطقة الصديقين وأقلدك بقلائد المحققين وأنادى عليك فى سوق المحبين ( التائبون – العابدون – الحامدون – السائحون – الراكعون )
هذا هو العابد الزاهد الورع سيدى أبو الحجاج الأقصرى  ورحمه الله رحمة واسعة
.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط