موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 01, 2016 2:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

قال تعالى : {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ ‏يَسۡتَغۡفِرُونَ} [1‏‎].‎

قد اعترض المعترض بأن هذه الآية دليل على منع التوسل بالنبي بعد انتقاله وتثبت التوسل به في حياته , ‏ويؤيد ذلك ما ‏أخرجه الترمذى ‏ في قوله‎ :‎

‎"‎أنزل الله أمانين لأمتي , وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم ‏يستغفرون , فإذا ‏مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة " .[2] أي : لا يتوسل بالنبي بعد وفاته‎ !!!‎
‎ ‎‏
أقول وبالله التوفيق‎ : ‎

إن هذه الشبهة أوهى من بيت العنكبوت , إذا عرفنا سبب نزول هذه الآية واستعرضنا آراء أهل ‏العلم‎ ‎‎. ‎

فقد أخرج ابن جرير الطبري في تفسيره , عن سعيد بن جبير في قوله سبحانه : {وَإِذۡ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن ‏كَانَ هَٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ ‏‏الآية . قال : نزلت في النضر بن الحارث , وروي البخاري عن أنس قال : قال ‏أبو جهل بن هشام : {وَإِذۡ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ مِنۡ عِندِكَ فَأَمۡطِرۡ عَلَيۡنَا ‏حِجَارَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ‎ ‎
أَوِ ٱئۡتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٖ} فأنزلت {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ} ‏‏.. الآية‎ .‎
‎ ‎‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون :غفرانك , فأنزل الله ‏‏{{وَمَا كَانَ ٱللَّهُ} ‏الآية‎ . ‎

وأخرج ابن جرير عن ابن أبزى : كان الرسول بمكة فأنزل الله {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ ‏يَسۡتَغۡفِرُونَ} كان أولئك ‏البقية من المسلمين الذين بقوا فيها يستغفرون فلما خرجوا أنزل الله {وَمَا ‏لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ} الآية فأذن في فتح مكة , ‏فهو العذاب الذي وعدهم‎ .‎
‎ ‎‏
وأخرج ابن جرير من حديث ابن حميد حدثنا يحيى بن واضح عن الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن ‏عكرمة والحسن ‏البصري قالا : قال في الأنفال : {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ} فنسختها ‏الآية التي تليها {{وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ} إلى ‏قوله : {فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُون}.َ‏

قال ابن جرير ‏: وأولي هذه الأقوال عندي في ذلك بالصواب قول من قال : تأويله {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ ‏لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ} ‏يا محمد وبين أظهرهم مقيم حتى أخرجك من بين أظهرهم , لأني لا أهلك ‏قرية وفيها نبيها . اهـ [3‏‎].‎

قال البيضاوي ‏ ‏ : "الآية بيان لما كان الموجب لإمهالهم والتوقف في إجابة دعائهم , واللام لتأكيد النفي , ‏والدلالة على أن ‏تعذيبهم عذاب استئصال لهم والنبي بين أظهرهم خارج عن عادته غير مستقيم في ‏فضائله , والمراد باستغفارهم إما استغفار ‏من بقي فيهم من المؤمنين أو قولهم اللهم غفرانك " . اهـ ‏‏[4‏‎].‎

وبعد هذا العرض تبين لك أخي القارئ انفضاح تلك الشبهة , وإن دلت على شيء فقد دلت على ‏ضعف مستوى قائلها ‏العلمي وسوء طويته في حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم , الذي جعله الله ‏أمانا للبرّ والفاجر جسدا وروحا , وأن مدده صلى الله عليه وسلم لا ينقطع ‏عن المسلمين ما داموا ‏متمسكين بشرعه متبعين لهديه متطبعين بسنته .‏

وقد ذكر البغوي عن مجاهد وعكرمة وغيرهم من أهل العلم ممن فسّر الاستغفار بالإسلام‎ . ‎

ولا حجة للمعترض بالحديث ‏المتقدم الذي أورده الترمذى , حيث إن الحديث ضعيف كما قال الترمذى ‏‏: حديث غريب , وإسماعيل بن مهاجر ‏يضعف في الحديث ) .] اهـ

هامش‎ : ‎

‎[‎‏1‏‎] ‎‏- من سورة الأنفال الآية ( 32 ) .‏
‎[‎‏2‏‎] ‎‏- الترمذى ( 5 / 270 ) .‏
‎[‎‏3‏‎] ‎‏- تفسير ابن جرير الطبري ( ج 9 / 238‏‎ ).‎
‎[‎‏4‏‎] ‎‏- تفسير البيضاوي ( ج 5 / 105 ) .

‏‏‏

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 01, 2016 5:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم أكرمك الله أخي الكريم

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 02, 2016 5:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

أعزكم الله أخي الفاضل (محمد محمود) وبارك الله فيكم وأسعدني مروركم الكريم.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 14 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط