موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: للمتمسلفة : إليكم جانب مما تخفونه عن ابن تيمية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 13, 2008 7:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
يقول الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه : [ الفتاوى الحديثية ( صـ156-159 ) :

[مطلب: اعتراض ابن تيمية على متأخري الصوفية وله خوارق إلخ]

69 ـ وسئل نفع الله به بما لفظه: لابن تيمية اعتراض على متأخري الصوفية، وله خوارق في الفقه والأصول فما محصل ذلك؟


فأجاب بقوله: ابن تيمية عبد خذله الله وأضلَّه وأعماه وأصمه وأذلَّه، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم، وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية، ولم يقصر اعتراضه على متأخري الصوفية بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما كما يأتي.

والحاصل أنْ لا يقام لكلامه وزن بل يرمي في كلّ وَعْر وحَزَن، ويعتقد فيه أنه مبتدع ضالّ ومُضِّلّ جاهل غال عامله الله بعدله، وأجازنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله آمين.

وحاصل ما أشير إليه في السؤال أنه قال في بعض كلامه:

(إن في كتب الصوفية ما هو مبني على أصول الفلاسفة المخالفين لدين المسلمين فيتلقى ذلك بالقبول مَنْ يطالع فيها من غير أنْ يعرف حقيقتها، كدعوى أحدهم أنه مُطلَّع على اللوح المحفوظ، فإنه عند الفلاسفة كابن سينا وأتباعه النفس الفلكية، ويزعم أن نفوس البشر تتصل بالنفس الفلكية، أو بالعقل الفعَّال يقظة أو مناماً، وهم يدّعون أن ما يحصل من المكاشفة يقظة أو مناماً هو بسبب اتصالها بالنفس الفلكية عندهم، وهي سبب حدوث الحوادث في العالم فإذا اتصلت بها نفس البشر استنقش فيها ما كان في النفس الفلكية، وهذه الأمور لم يذكرها قدماء الفلاسفة وإنما ذكرها ابن سينا، ومن يتلقى عنه، ويوجد من ذلك في بعض كلام أبي حامد، وكلام ابن عربي، وابن سبعين وأمثال هؤلاء تكلموا في التصوف، والحقيقة على قاعدة الفلاسفة لا على أصول المسلمين، ولقد خرجوا بذلك إلى الإلحاد كإلحاد الشيعة، والإسماعيلية، والقرامطة، والباطنية، بخلاف عُبَّاد أهل السنة والحديث ومتصوفتهم، كالفُضَيلْ وسائر رجال الرسالة، وهؤلاء أعظم الناس إنكاراً لطرق مَنْ هم خيرٌ من الفلاسفة كالمعتزلة والكرامية فكيف بالفلاسفة، وأهل التصوف ثلاثة أصناف:

قوم على مذهب أهل الحديث والسنة كهؤلاء المذكورين، وقوم على طريقة بعض أهل الكلام من الكرامية وغيرهم، وقوم خرجوا إلى طريق الفلسفة مثل مَسْلك من سَلَك رسائل إخوان الصفا، وقطعة توجد في كلام أبي حيان التوحيدي، وأما ابن عربي وابن سبعين ونحوهما فجاءوا بقطع فلسفية غيروا عبارتها وأخرجوها في قالب التصوف، وابن سينا تكلم في آخر الإرشادات على مقام العارفين بحسب ما يليق بحاله، وكذا معظم من لم يعرف الحقائق الإيمانية.

[مطلب: على أن أبا بكر بن العربي من أصحاب الغزالي وفيما جرى من ابن تيمية إلخ]

والغزالي ذكر شيئاً من ذلك في بعض كتبه لا سيما في الكتاب المضْنُون به على غير أهله، ومشكاة الأنوار ونحو ذلك، حتى ادعى صاحبه أبو بكر بن العربي فقال: شيخنا دخل في نظر الفلاسفة، وأراد أن يخرج منهم فما قدر، لكن أبو حامد يكفِّر الفلاسفة في غير موضع وبَيَّن فساد طريقتهم، وأنها لا تحصِّل المقصود واشتغل في آخر عمره بالبخاري ومات على ذلك، وقيل إنه رجع عن تلك الكتب، ومنهم مَنْ يقول إنها مكذوبة عليه، وكثر كلام الناس فيها لأجلها كالمازري والطرطوشي وابن الجوزي وابن عقيل وغيرهم انتهى حاصل كلام ابن تيمية).

وهو يناسب ما كان عليه من سوء الاعتقاد حتى في أكابر الصحابة ومنْ بعدهم إلى أهل عصره وربما أداه اعتقاده ذلك إلى تَبْديع كثير منهم.

ومن جملة مَنْ تتبَّعه الولي القطب العارف أبو الحسن الشاذلي نفعنا الله بعلومه ومعارفه في حزبه الكبير وحزب البحر وقطعة من كلامه، كما تتبَّع ابنَ عربي وابنَ الفارض وابنَ سبعين، وتتبع أيضاً الحلاَّج الحسين بن منصور، ولا زال يتتبع الأكابر حتى تمالأ عليه أهل عصره ففسقوه، وبدّعوة بل كَفَّره كثير منهم.

وقد كتب إليه بعض أجلاء أهل عصره علماً ومعرفة سنة خمس وسبعمائة مِنْ فلان إلى الشيخ الكبير العالم إمام أهل عصره بزعمه، أما بعد فإنا أحببناك في الله زماناً، وأعرضنا عما يقال فيك إعراض الفَضْل إحساناً، إلى أن ظهر لنا خلاف موجبات المحبة بحكم ما يقتضيه العقل والحس، وهل يَشُكُّ في الليل عاقل إذا غربت الشمس، وأنك أظهرتَ أنك قائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله أعلم بقصدك ونيتك، ولكنَّ الإخلاص مع العمل ينتج ظهور القبول، وما رأينا آل أمرك إلا إلى هتك الأستار والأعراض، باتباع من لا يوثق بقوله مِنْ أهل الأهواء والأغراض، فهو سائر زُمانِه يَسُبُّ الأوصاف والذوات، ولم يقنع بِسَبِّ الأحياء، حتى حكم بتكفير الأموات ولم يكْفِه التعرض على من تأخر من صالحي السلف، حتى تعدى إلى الصدر الأول، ومن له أعلى المراتب في الفضل فيا وَيْحَ مَنْ هؤلاء خُصماؤه يوم القيامة، وهيهات أنْ لا يناله غضب، وأنيَّ له بالسلامة،وكنتُ ممن سمعه وهو على منبر جامع الجبل بالصالحية وقد ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:

إن عمر له غلطات وبَليَّات وأيَّ بليات. وأخبر عنه بعض السلف أنه ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مجلس آخر فقال: إن علياً أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان، فيا ليت شعري من أين يحصل لك الصواب؟ إذا أخطأ عليّ بزعمك كرم الله وجهه وعمر بن الخطاب والآن قد بلغ هذا الحال إلى منتهاه والأمر إلى مقتضاه، ولاينفعني إلا القيام في أمرك ودفع شرك، لأنك قد أفْرطْتَ في الغيُّ ووصل أذاك إلى كل ميت وحي، وتلزمني الغيرة شرعاً لله ولرسوله ويلزم ذلك جميع المؤمنين وسائر عباد الله المسلمين بحكم ما يقوله العلماء، وهم أهل الشرع وأرباب السيف الذين بهم الوصْل والقطع، إلى أن يحصل منك الكَّفُ عن أعراض الصالحين رضي الله عنهم أجمعين اهـ.

واعْلم أنه خالف الناس في مسائل نبه عليها التاج السبكي وغيره.

فمما خرق فيه الإجماع قوله في:

عليَّ الطلاق أنَّه لا يقع عليه بل عليه كفارة يمين، ولم يقل بالكفارة أحد من المسلمين قبله، وأن طلاق الحائض لا يقع، وكذا الطلاق في طُهْر جامع فيه، وأن الصلاة إذا تركت عمداً لا يجب قضاؤها، وأن الحائض يباح لها بالطواف بالبيت ولا كفارة عليها، وأن الطلاق الثلاث يُردُّ إلى واحدة، وكان هو قبل ادّعائه ذلك نقل إجماع المسلمين على خلافه، وأن المكوس حلال لمن أقطعها، وأنها إذا أخذت من التجَّار أجزأتهم عن الزكاة وإن لم تكن باسم الزكاة ولا رسمها، وأن المائعات لا تنجس بموت حيوان فيها كالفأرة، وأن الجنب يصلى تطوّعه بالليل ولا يؤخره إلى أن يغتسل قبل الفجر، وإنْ كان بالبلد، وأن شرط الواقف غير مُعْتبَر، بل لو وقف على الشافعية صرف إلى الحنفية وبالعكس، وعلى القضاة صُرِف إلى الصوفية، في أمثال ذلك من مسائل الأصول مسألة الحسن والقُبْح التزم كل ما يرد عليها، وإن مخالف الإجماع لا يكفر ولا يفسق، وأن ربنا سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوّاً كبيراً مَحلُّ الحوادث تعالى الله عن ذلك وتقدس، وأنه مْركَّبٌ تفتقر ذاته افتقار الكل للجزء تعالى الله عن ذلك وتقدس، وأن القرآن محدث في ذات الله تعالى الله عن ذلك، وأن العالم قديم بالنوع، ولم يزل مع الله مخلوقاً دائماً فجعله موجباً بالذات لا فاعلاً بالاختيار تعالى الله عن ذلك، وقوله بالجِسْمِّية والجهة والانتقال، وأنه بقَدَر العرش لا أصْغَرَ ولا أكبر تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح، والكفر البراح الصريح، وخذل مُتَّبِعيه وشتت شَمْل معتقديه، وقال: إن النار تفنى، وأن الأنبياء غير معصومين، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا جاه له ولا يتوسل به، وأنَّ إنشاء السفر إليه بسبب الزيارة معصية لا تُقصر الصلاة فيه، وسيحرم ذلك يوم الحاجة ماسَّة إلى شفاعته، وأن التوراة والإنجيل لم تبدل ألفاظهما وإنما بدلت معانيهما اهـ.

وقال بعضهم: ومن نظر إلى كتبه لم ينسب إليه أكثر هذه المسائل غير أنه قائل بالجهة وله في إثباتها جزء، ويلزم أهل هذا المذهب الجسمية والمحاذاة والاستقرار: أي فلعله في بعض الأحيان كان يصرح بتلك اللوازم فنسبت إليه ذلك من أئمة الإسلام المتفق على جلالته، وإمامته، وديانته، وأنه الثقة العدل المرتضى المحقق المدقق، فلا يقول شيئاً إلا عنْ تثبُّتْ وتحقق ومزيد احتياط وتحرِّ سيما إنْ نَسَبَ إلى مسلم ما يقتضي كُفْره ورِدَّته وضلاله وإهدار دمه، فإن صحَّ عنه مْكفِّر أو مبدع يعامله الله بعدله وإلا يغفر لنا وله.] اهـ[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط