موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: للمكذبين : بحث مفصل عن كرامات الأولياء وحياة الخضر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 15, 2008 2:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
يقول الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه : [ الفتاوى الحديثية ( صـ 395-404 ) :

وسئل نفع الله به هل كرامات الأولياء حق وهل يجوز أن تبلغ مبلغ المعجزة وما الفرق بينهما وبين السحر ولم كثرت بعد زمن الصحابة وهم أفضل الأمة ؟


[فأجاب بقوله رحمه الله : الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة من الفقهاء والأصوليين والمحدثين وكثيرون من غيرهم خلافا للمعتزلة ومن قلدهم في بهتانهم وضلالهم من غير روية ولا تأمل .

وكان الأستاذ أبو إسحاق يميل إلى قريب من مذهبهم أو يؤول كلامه إليه كما هو الظاهر أن ظهور الكرامة على الأولياء وهم القائمون بحقوق الله وحقوق عباده بجمعهم بين العلم والعمل وسلامتهم من الهفوات والزلل جائزة عقلا كما هو واضح لأنها من جملة الممكنات ولا يمتنع وقوع شيء لقبح عقلي لأنه لا حكم للعقل .

وليس في وقوع الكرامة ما يقدح في المعجزة بوجه فإنها لا تدل لعينها بل لتعلقها بدعوى الرسالة فكما جاز تصديق مدعيها بما يطابق دعواه جاز أن يصدر عنه مثله إكراما لبعض أوليائه وسيأتي لذلك مزيد في تحقيق الفرق بينهما وواقعة نقلا مفيدة ، لليقين من جهة مجيء القرآن به ووقوع التواتر عليه قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل وكتب العلم شرقا وغربا وعجما وعربا ناطقة بوقوعها متواترة تواترا معنويا لا ينكره إلا غبي أو معاند .

فمما في القرآن : مجيء رزق مريم إليها من الجنة وهزها جذع النخلة حتى تساقط عليها منه الرطب الجني من غير أو أن الرطب وعجائب الخضر بناء على المرجوح أنه ولي نبي وقصة ذي القرنين وأصحاب الكهف وكلام كلبهم لهم وقصة الذي عنده علم الكتاب وهو آصف بن برخيا في إحضاره لعرش بلقيس قبل رمش العين من مسيرة أكثر من شهر ومما في السنة من تكليم الطفل لجريج وانفراج الصخرة عن الثلاثة الذين في الغار بدعائهم وتكثير طعام أبي بكر رضي الله عنه في قصعة مع ضيفه حتى صار بعدا لا كل أكثر مما كان قبله بثلاث مرات روى هذه الثلاثة البخاري ومسلم ورويا أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال في حق عمر رضي الله عنه أنه من المحدثين بفتح الدال أي الملهمين وصح أيضا عنه رضي الله عنه أنه بينما هو يخطب على منبر المدينة يوم الجمعة وإذا هو ينادي في حال خطبته يا سارية الجبل فعجب الناس لذلك وأنكروا عليه حتى قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعد ذلك وشدد عليه وأخبر بما قال الناس فيه ثم ظهر لهم قريبا الواقعة وصدقها وما فيها من الكرامات ومنها الكشف له عن حال سارية والمسلمين وعدوهم ومنها بلوغ صوته لسارية حتى سمع واهتدى سارية إلى أن هذا صوت عمر مع بعد الشقة فإنه بنها وندمن أرض العجم ومعه سرية من المسلمين فكمن لهم عدوهم في الجبل ليستأصلوهم فكشف لعمر رضي الله عنه عن حالهم فناداه يحذره الكمين الذي بجنب الجبل فبلغه صوته فسمعه فاستيقظوا للكمين وظفروا بهم .

وروى البخاري في صحيحه مجيء العنقود من العنب في غير أوانه لخبيب لما أريد قتله بمكة وفيه أيضا أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما.

وروى البخاري ومسلم أن كلا من سعد وسعيد من العشرة المبشرين بالجنة دعا على من كذب عليه فاستجيب له بعين ما سأله .

وصح في مسلم رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره قيل لو لم يكن إلا هذا الحديث لكفى في الدلالة لهذا المبحث .

وإذا تقرر جوازها ووقوعها من غير إحصاء ولا حصر فالذي عليه معظم الأئمة أنه يجوز بلوغها مبلغ المعجزة في جنسها وعظمها وإنما يفترقان في أن المعجزة تقترن بدعوى النبوة أي باعتبار الجنس أو ما من شأنه وإلا فأكثر معجزات الأنبياء لا سيما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقعت من غير ادعاء نبوة.

والكرامة تقترن بدعوى الولاية أو تظهر على يد الولي من غير دعوى شيء وهو الأكثر فمن أولئك الأئمة الإمام أبو بكر بن فورك وعبارته المعجزات دلالات الصدق ثم أن ادعى صاحبها النبوة فالمعجزة تدل على صدقه في مقالته فإن أشار صاحبها إلى الولاية دلت المعجزة على صدقه في مقالته فتسمى كرامة ولا تسمى معجزة وإن كانت من جنس المعجزات .

وإمام الحرمين وملخص عبارة (إرشاده) الذي صار إليه أهل الحق ، انخراق العادات في حق الأولياء ثم مجوزوا الكرامات تحزبوا أحزابا فمنهم من شرط أن لا يختارها الولي وبهذا فرقوا بينها وبين المعجزة وهذا غير صحيح ومنهم من منع وقوعها على قضية دعوى الولاية لئلا تشابه المعجزة وهذا غير مرضي عندنا بل قد تقع مع دعوى ذلك ومن بعض أصحابنا من شرط أن لا تكون معجزة لنبي كانفلاق البحر وإحياء الموتى وهذا غير سديد والمرضي عندنا تجويز جملة خوارق العادات في معارض الكرامات ثم ذكر بعد أن الكرامة والمعجزة ليس بينهما فرق إلا وقوع المعجزة على حسب دعوى النبوة والكرامة دون ادعائه النبوة .

والإمام أبو حامد الغزالي فإنه شرط في تسمية الخارق معجزة اقترانه بدعوى النبوة فاقتضى أنه لا فرق بينها وبين الكرامة إلا ذلك ومن ثم قال في كتابه (الاقتصاد في الاعتقاد) لما ذكر خوارق العادات في الكرامات وذلك أي خرق العادة مما لا يستحيل في نفسه لأنه ممكن لا يؤدي إلى بطلان المعجزة لأن الكرامة عبارة عما يظهر من غير اقتران التحدي فإن كان مع التحدي فإنا نسميه معجزة .

والفخر الرازي والبيضاوي فإنهما لم يفرقا بينهما إلا بتحدي النبوة وكذلك حافظ الدين النسفي فإنه قال لا يقال لو جازت الكرامة ولانسد طريق الوصول إلى معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لأن المعجزة تقارن دعوى النبوة ولو ادعاها الولي كفر من ساعته وسبقهم لذلك الإمام أبو القاسم القشيري حيث قال شرائط المعجزات كلها أو أكثرها توجد في الكرامة إلا دعوى النبوة.

[مطلب : إحياء الموتى كرامة ]

قال الإمام اليافعي بعد نحو ذلك عن هؤلاء الأئمة وغيرهم فهؤلاء اتفقوا على أن الفارق بينهما هو تحدي النبوة فقط ولم يشترط أحد منهم كون الكرامة دون المعجزة في جنسها وعظمها فدل ذلك على جواز استوائهما فيما عد التحدي كما صرح به إمام الحرمين فيجوز اجتماعهما فيما عدا التحدي من سائر الخوارق حتى إحياء الموتى.

ففي (رسالة القشيري) بإسناده إلى أبي عبد الله التستري أحد كبار مشايخ الرسالة أنه خرج غازيا في سرية فمات المهر الذي تحته وهو في البرية فقال يا رب أعرناه حتى نرجع إلى تستر يعني قريته فإذا المهر قائم فلما غزا ورجع إلى تستر قال لابنه يا بني خذ السرج عن المهر فقال إنه عرق فيضره الهواء فقال يا بني إنه عارية فأخذ السرج فوقع المهر ميتا .

وفيها أنه انطلق للغزو على حماره فمات فتوضأ وصلى ودعا الله أن يبعث له حماره ولا يجعل عليه منة لأحد فقام الحمار ينفض أذنيه .

وفيها أيضا عن أعرابي أنه سقط جمله ميتا ووقع رحله وقتبه فدعا ربه فقام الجمل وفوقه رحله وقتبه.

وفيها أيضا عن سهل التستري أنه قال الذاكر لله على الحقيقة لو هم أن يحيى الموتى لفعل يعني بإذن الله تعالى ومسح بيده على عليل بين يديه فبرئ وقام.

قال اليافعي وأخبرني بعض صالحي أهل اليمن : أن الشيخ الأهدل بالمهملة شيخ أبي الغيث رحمهم الله كانت عنده هرة يطعمها فضربها الخادم فقتلها ورماها في خربة فسأله الشيخ عنها بعد ليلتين أو ثلاث فقال لا أدري فناداها الشيخ فأتت إليه وأطعمها على عادته .

قال وأخبرني مغربي صالح عالم أعتقده بإسناده أن بعض أصحاب الشيخ أبي يوسف الدهماني مات فحزن عليه أهله فأتى إليه وقال قم بإذن الله تعالى فقام وعاش بعد ذلك ما شاء الله تعالى من الزمان وقال ومن المشهور ما روى مسندا من خمس طرق عن جماعة من الشيوخ الأجلاء أن القطب الشيخ عبد القادر نفع الله به جاءت إليه امرأة بولدها وخرجت عنه لله وله فقبله ثم أمره بالمجاهدة فدخلت أمه عليه يوما فوجدته نحيلا مصفرا يأكل قرص شعير فدخلت على الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظم دجاجة قد أكلها فقالت يا سيدي تأكل لحم الدجاج ويأكل ابني خبز الشعير فوضع يده على ذلك الطعام وقال قومي بالله محيي العظام فقامت الدجاجة سوية وصاحت فقال الشيخ إذا صار ابنك هكذا فليأكل الدجاج وما شاء وقالوا مرت بمجلسه حدأة في يوم شديد الحر وهو يعظ الناس فشوشت على الحاضرين فقال يا ريح خذي رأس هذه الحدأة فوقعت لثاني وقتها بناحية ورأسها في ناحية فنزل الشيخ وأخذها في يده وأمر يده الأخرى عليها وقال بسم الله الرحمن الرحيم قومي بإذن الله فحييت وطارت والناس يشاهدون.

وقد تكلمهم الموتى ففي (رسالة القشيري) عن أبي سعيد الخراز رضي الله عنه أنه كان مجاورا بمكة فمر بباب بني شيبة فرأى شابا حسن الوجه ميتا فنظر في وجهه فتبسم وقال يا أبا سعيد أما علمت أن الأحباء أحياء وإن ماتوا وإنما ينقلون من دار إلى دار.

وجاء مسندا من ثلاث طرق أن الشيخ عبد القادر رضي الله عنه زار ومعه ناس كثيرون قبر الشيخ حماد الدباس فأطال الوقوف عنده ثم انصرف مسرورا فسئل فأخبر أنه مر مع الشيخ حماد وأصحابه على قنطرة ببغداد لصلاة الجمعة فدفعه في النهر امتحانا له بشدة البرد فلم يتأثر فأخبر أصحابه بأنه جبل لا يتحرك وأنه رأى الشيخ حمادا في قبره على أحسن هيئة إلا أن يده اليمنى لا تطيعه قال فقلت له ما هذا قال هذه اليد التي رميتك بها فهل أنت غافر لي ذلك فقلت نعم قال فاسأل الله تعالى أن يردها علي فوقفت أسأل الله تعالى في ذلك وقام معي خمسة آلاف ولي في قبورهم يسألون الله تعالى أن يقبل مسألتي فيه ويتشفعون عندي في تمام المسألة فما زلت أسأل الله تعالى في ذلك حتى رد الله تعالى يده وصافحني بها ثم اجتمع المشايخ وطلبوا برهانا على هذه القصة فقال لهم اختاروا لكم رجلين نبين لكم ذلك على لسانهما فاختاروا شخصين غائبين وقالوا نمهلك فقال لا تقوموا حتى تسمعوا منهما فلم يلبثوا حتى جاء أحدهما يشتد عدوا فقال أشهدني الله الساعة الشيخ حماد وقال لي يا يوسف أسرع إلى مدرسة الشيخ عبد القادر وقل للمشايخ الذين فيها صدق الشيخ عبد القادر فيما أخبر به عني فلم يتم كلامه حتى جاء الآخر وأخبر بمثل ما أخبر به فقاموا واستغفروا .

وكانفلاق البحر وجفافه في (الرسالة) عن بعضهم كنا في مركب فمات رجل منا فأخذنا في جهازه فما أردنا أن نلقيه في البحر جف فحفرنا له قبرا ودفناه فارتفع الماء والمركب وسرنا .

وكانقلاب الأعيان وهو كثير لا يحصى منه انقلاب الخمر سمنا كما وقع للشيخ عيسى الهتار اليمني فإنه مر على بغي فواعدها ليأتيها بعد العشاء ففرحت وتزينت وجاء ودخل بيتها وصلى ركعتين ثم خرج وقال حصل المقصود فتابت وزوجها لبعض الفقراء وأمر بعمل عصيدة وليمة وأن لا يشترى لها إداما ثم حضر هو والفقراء كالمنتظرين الإدام وكان وصل الخبر لأمير خدن لها فأرسل بقارورتي خمر يمتحن الشيخ بهما ليأتدموا بهما فأخذهما الشيخ فصبهما سمنا أطيب ما يوجد فأكل منه الرسول وبلغ الخبر الأمير فحضروا كل ما أدهشه فتاب لوقته .

وكطي الأرض لهم وتعدد صور جسدهم في أمكنة مختلفة وتفجير الماء وكلام الجمادات والحيوانات لهم وطاعة الأشياء لهم حتى الجن وغير ذلك مما اشتهر وتواتر تواترا أدحض حجة المخالفين وأباد شبه الجاهلين.

قال اليافعي: ومما تفارق الكرامة فيه المعجزة أن المعجزة يجب على النبي صلى الله عليه وسلم إظهارها والكرامة يجب على الولي إخفاؤها إلا عند ضرورة أو إذن أو حال غالب لا يكون له فيه اختيار أو تقوية يقين مريد قال وإطلاق المحققين أنه يجوز له إظهارها يحمل على بعض هذه الصور للعلم بأن إظهارها لغير غرض صحيح لا يجوز بخلافه لغرض صحيح وضابطه أن يكون في إظهارها مصلحه كما وقع لكافر ملك أنه قال لشيخ : إن لم تظهر لي كرامة وإلا قتلت الفقراء فأظهر له قلب بعير ذهبا ورمي بكوز فارغ في الهواء فامتلأ ماء فنكس رأسه فلم يخرج منه قطرة فقيل للملك هذا سحر فأمر الشيخ بإيقاد نار عظيمة وبالسماع ثم دخل هو والفقراء فيها وخطف ولد الملك معهم فغاب ساعة وخرج وبإحدى يديه رمانة والأخرى تفاحة فقيل وهذا سحر أيضا فأخرج له الملك قدحا ملآنا سما وقال لا أصدق إلا إن شربته جميعه فأمر بالسماع ثم شربه فتمزقت ثيابه فأبدلت فتمزقت فأبدلت فتمزقت وهكذا حتى بقيت ولم يصبه شيء غير أنه كان يرشح عرقا.

وكما وقع للعارف أبي العباس المرسي أن رجلا أضافه وقدم له طعاما خبيثا امتحانا له فقال إن كان على يد الحرث بن أسد المحاسبي عرق يضرب إذا قدم له الحرام فعلى يدي ستون عرقا كذلك فاستغفر الرجل وتاب .

[ مطلب في الفرق بين الكرامة والسحر]

وأما الفرق بين الكرامة والسحر فهو أن الخارق الغير المقترن بتحدي النبوة فإن ظهر على يد صالح وهو القائم بحقوق الله وحقوق خلقه فهو الكرامة أو على يد من ليس كذلك فهو السحر أو الاستدراج قال إمام الحرمين وليس ذلك مقتضى العقل ولكنه متلقى من إجماع العلماء انتهى.
وتمييز الصالح المذكور عن غيره بين لإخفاء فيه إذ ليست السيما كالسيما ولا الآداب كالآداب وغير الصالح لو ليس ما عسى أن يلبس لا بد أن يرشح من نتن فعله أو قوله ما يميزه عن الصالح.

[مطلب : في تعريف البراهمة]

ومن ثم ناظر صوفي برهميا والبراهمة قوم تظهر لهم خوارق لمزيد الرياضات فطار البرهمي في الجو فارتفعت إليه نعل الشيخ ولم تزل تضرب رأسه وتصفعه حتى وقع على الأرض منكوسا على رأسه بين يدي الشيخ والناس ينظرون .

أقول ووقع نظير هذا لشيخنا العارف ابن أبي الحمائل لما كان بفارس كور بلد قريب من دمياط فدخلها متوسم بوسم الصوفية فأظهر لهم من الخوارق ما أوجب لغالب أهل البلد أنهم تبعوه فظهر منه انحلال كثير عن طريق الاستقامة حتى أغوى كثيرين وكان له مجلس ذكر بالجامع الذي فيه شيخنا وله به أيضا مجلس ذكر ففي ليلة فرغ شيخنا من مجلسه وأولئك لم يفرغوا فأنصت ساعة ثم قال لتاسومته التي يلبسها في الجامع يا هذه التاسومة اذهبي إلى هذا الشيخ فإن كان كاذبا فاصفعيه إلى أن يخرج من هذا الجامع فلم يلبث جماعة شيخنا السامعون لكلامه إلا وهم يسمعون صوت الصفع في رقبة ذلك الشيخ ففر وفرت جماعته حتى خرجوا من الجامع ثم من البلد ولم نعلم أين ذهب

ووقع للإمام العارف البهائي السندي صاحب الإمام السهروردي أن برهميا جاء مجلسه وارتفع في الهواء فارتفع الشيخ حينئذ في الهواء ودار في جانب المجلس فأسلم البرهمي لعجزه عن ذلك فإنهم لا يقدرون على الدوران في الهواء وإنما يرتفع الواحد في الهواء مستويا لا غير وناظر عبد الله بن حنيف برهميا على حقيقة الإسلام ليطوى مع البرهمي أربعين يوما فشرعا فعجز البرهمي عن إكمال المدة وأكملها ابن حنيف على غاية من اللذة والقوة ووقع له مع برهمي أيضا أنه ناظره على المكث تحت الماء مدة فمات البرهمي أثناءها وظهرت جيفته وبقي ابن حنيف حتى أكملها ثم ظهر.

[مطلب : قد يعلم الولي أنه وليّ على الصحيح]

ومما يفترقان فيه أيضا أن دلالة المعجزة على النبوة قطعية وأن النبي يعلم أنه نبي ودلالة الكرامة على الولاية ظنية ولا يعلم مظهرها أو من ظهرت عليه أنه ولي وقد يعلم ذلك وفاقا للأستاذين الكبيرين الإمامين أبي علي الدقاق وأبي القاسم القشيري ورادا على من نازع في ذلك بأنه ينافي الخوف فقالا وما يجدونه في قلوبهم من الهيبة والإجلال للحق سبحانه يزيد على كثير من الخوف انتهى .

على أن التحقيق أن علم الولاية لا ينافي الخوف ألا ترى أن العشرة المبشرين بالجنة عالمون بأنهم من أهلها ومع ذلك كان عندهم من الخوف ما لا يحد كما يعلم من سيرهم في ذلك رضوان الله عليهم وإنما كانت الكرامة بعذر من الصحابة رضي الله عنهم أكثر قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه لأن أولئك كان إيمانهم قويا فلم يحتاجوا إلى زيادة مقو بخلاف من بعدهم فوق وبزيادة الكرامات .

وقال الشهاب السهروردي : وهو كالشرح لما قبله لأنهم ببركة رؤيته صلى الله عليه وسلم ومشاهدته مع نزول الوحي تنورت بواطنهم وتزكت نفوسهم وانصقلت مرآة قلوبهم فاستغنوا بما أعطوا عن رؤية الكرامة واستماع أنوار القدرة ووطأ لهذا بقوله قبله وخرق العادة قد يكاشف به لضعف يقين المكاشف رحمة ناجزة وثوابا معجلا لبعض العباد وفوق هؤلاء قوم ارتفعت الحجب عن قلوبهم وباشرت بواطنهم روح اليقين وصرف المعرفة فلا حاجة لهم إلى رؤية خارق.

وأجاب اليافعي: بأن الكرامة نور وزين والنور إنما يظهر حسن بهائه في الظلمة ، والزين إنما يظهر كمال حسنه بحسب الشين والظلمة والشين إنما وجدا بعد الصحابة رضي الله عنهم ألا ترى أن
الشمس إذا غربت لا تظهر الظلمة ولا الكواكب عقب غروبها إلا بعد مزيد بعدها عن الأفق وبأن الصحابة كانوا أهل حق وسنة وعدل ومن بعدهم بضدهم فبعث الله في سائر البلدان رجالا قلدهم سيوفا ماضية قطعوا بها مواد الفساد والبدع والمخالفات حتى خافهم الناس وأذعنوا لهم أي فمن ثم كثرت فيهم تلك السيوف المكنى بها فلا زالت دائمة مستمرة معجزة له صلى الله عليه وسلم انتهى ملخص جوابيه .

والثاني منهما يؤل حاصله إلى الجوابين الأولين والثاني لا يصلح جوابا لكثرة المسؤل عنها بل لظهور عظيم موقع الكرامة في النفوس بعد زمن الصحابة أكثر منه في زمنهم وهذا مبحث آخر على أنه قد يتوهم من تمثيله بالشمس والكواكب أن الأزمنة المتأخرة فيها من نجوم العارفين وكواكب المهتدين ما ليس في الأزمنة الأول وهذا وإن وجد منه أفراد إلا أنه بالنسبة لغير الصحابة إذ الصواب أن من بعدهم وإن كمل ما كمل لا يصل إلى غايتهم كما قال صلى الله عليه وسلم لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم أي الصحابة ولا نصيفه.

وأما قول ابن عبد البر قد يوجد في الخلق من هو أفضل من الصحابة لحديث أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره وأحاديث أخر قريبة منه فهو مقالة شاذة جدا وليس في الأحاديث دلالة لأن بعض المتأخرين قد يوجد له مزايا لا توجد في بعض الصحابة ومن المقرر أن المفضول قد يتميز بمزاياه .

[مطلب : في قول ابن المبارك والله للغبار الذي دخل أنف فرس معاوية]

ويؤيد ذلك أن ابن المبارك وناهيك به إمامة وعلما ومعرفة سئل أيما فضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز فقال والله للغبار الذي دخل أنف فرس معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من مائة واحد مثل ابن عبد العزيز يريد بذلك أن شرف الصحبة والرؤية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحلول نظره الكريم لا يعادله عمل ولا يوازيه شرف.

[مطلب : في حكم كون الكرامة بعد زمن الصحابة أكثر ]

( تتمات ) منها نقل اليافعي رحمه الله تعالى أن كرامات الأولياء من تتمة معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لأنها تشهد للولي بالصدق المستلزم لكمال دينه المستلزم لحقيته المستلزم لصدق نبيه فيما أخبر به من الرسالة وكانت الكرامة من جملة المعجزة بهذا الاعتبار.

ومنها لا تتعجب من إنكار قوم للمعجزات وإن بلغت من الكثرة والظهور إلى أن صار العلم بها ضروريا بل بديهيا فقد أنكر قوم القرآن الذي هو أعظم المعجزات وأبهر الآيات ووصل العناد بهؤلاء إلى أن قال الله في حقهم ) ولو نزلنا عليك كتاب في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين .

( وليس العجب من إنكار المعتزلة الكرامات فإنهم قد خاضوا فيما هو أقبح من ذلك وأنكروا النصوص المتواترة المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم كسؤال الملكين وعذاب القبر والحوض والميزان وغير ذلك من عظيم كذبهم وافترائهم لتقليدهم لعقولهم الفاسدة وتحكيمهم لها على الله وآياته وأسمائه وصفاته وأفعاله فما رأوه من ذلك موافقا لتلك العقول السقيمة الفاسدة اللئيمة قبلوه وما لا ردوه ولم يبالوا بتكذيب السنة والقرآن والإجماع لأن كلمة الغضب حقت عليهم وقبائح المذام تسابقت إليهم وإنما العجب من قوم تسموا بأهل السنة وزعموا أنهم من حملة تلك المنة ومع ذلك يبالغون في الإنكار لأن كلمة الحرمان حقت عليهم إلى أن ألحقتهم بأهل البوار وأوجبت لهم نوعا من الوبال والخسار وهؤلاء أقسام :

فمنهم من ينكر على مشايخ الصوفية ومتابعيهم .

ومنهم من يعتقدهم إجمالا وإن لهم كرامات ومتى عين له أحد منهم أو رأى كرامة أنكر ذلك لما خيله له الشيطان أنهم انقطعوا وأنه لم يبق إلا متلبس مغرورا احتوى عليه الشيطان ولبس عليه وهؤلاء من العناد والحرمان بمكان أيضا .

وقد قرب ابن الجوزي من الوقوع في خطرهم إلا أن تكون له نية صالحة كقصده قمع مبتدعة في زمانه وذلك أنه صنف كتابا سماه (تلبيس إبليس) تكلم فيه على شيوخ الصوفية وطريقهم وزعم أن إبليس لبس عليهم قال اليافعي ولم يدر أنه هو الذي ليس عليه في كلامه هذا واعتقاده فيهم وهو لا يشعر والعجب كل العجب منه في إنكاره سادات ما بين أوتاد وإبدال وصديقين وعارفين بالله قد ملؤا الوجود كرامات وأنوارا ومعارف أعرضوا في بدايتهم عما سوى الله فحصل لهم في نهايتهم من فضل الله ما لا يعلمه إلا الله فقول الصغير منهم وقفت على باب قلبي عشرين سنة ما جاذبه شيء لغير الله إلا رددته .

هذا وهو يطول كلامه بحكاياتهم وينفق بضاعته بمحاسن صفاتهم فهلا أخلى كتبه من ذكرهم إخلاء عاما ولا يكون ممن يحلونه عاما ويحرمونه عاما أما علم أن علماء أعلام الأئمة من المجتهدين ومن بعدهم من الأئمة لم يزالوا قديما وحديثا يعتقدون الصوفية ويتبركون بهم ويستمدون منهم ولقد وقع للتقي ابن دقيق العيد أنه قال في حق فقير كان يعتقده ويخضع له هو عندي خير من مائة فقيه أو من ألف فقيه وكذلك النووي رضي الله عنه كان يعتقد الشيخ يس المزين ويقبل إشارته حتى أنه أمره بالسفر ورد ما عنده من الكتب المستعارة قبل موته بقليل ففعل وسافر من دمشق راجعا البلدة نوى فتوفى بها بين أهله وكذلك العز بن عبد السلام كان يبالغ في تعظيم الصوفية .

[مطلب : ما يدل على حياة الخضر عليه السلام]

وفي حياة الخضر ما يرد على ابن الجوزي في إنكار حياته على أنه ناقض نفسه فإنه روى بإسناده المتصل أربع روايات تدل على حياته .

منها عن علي كرم الله وجهه أنه رآه متعلقا بأستار الكعبة .

ومنها عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ولا أعلمه إلا مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلتقي الخضر وإلياس في كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه .

ومنها عن علي كرم الله وجهه أنه يجتمع مع إسرافيل وجبريل وميكائيل بعرفات والحجيج بها.

ولقد وقع لمن أنكر على فقير في سماع وبقربهم نساء أنه رأى ذكره فرج امرأة فبهت ساعة طويلة فقام الشيخ وجاءه وقال له : هكذا تكون الفقراء إذا جلس عندهم النساء فتاب فدعا له الشيخ فعاد لحاله الأول .

قلت : ومثل هذا السماع لا يباح إلا لمثل هذا الشيخ وأتباعه المحفوظين به مع أن السماع الخالي عن المحرمات الظاهرة فيه اختلاف وتفصيل .

وجاء غلمان السلطان لأخذ خراج أرض لبعض الفقراء فخرج عليهم منها ثعابين فهربوا ولم يزالوا هاربين حتى انقرض الشيخ وأولاده فعادوا للأخذ من أولاد الأولاد فخرجت إليهم الثعابين وتبعتهم كذلك وأنا ممن رأى تلك الأرض حين خرج منها الثعابين .

وسرق لبعض ذرية هذا الشيخ بقرة فلما أراد السراق حلبها التفت الثعابين بأرجلهم فما خلصوا إلا بالمبادرة بردها انتهى كلام اليافعي قدس سره ملخصا .

ولقد قال الأستاذ العارف أبو الحسن الشاذلي رحمه الله في قوم يكذبون بكرامات أولياء زمانهم فقط والله ما هي إلا إسرائيلية صدقوا موسى وكذبوا محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم أدركوا زمنه.

ومنها أي من جملة الكرامات الخوارق التي وقعت للأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبل النبوة كإظلال الغمام وشق الصدر الواقعين لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فليست معجزات لتقدمها على التحدي بل كرامات وتسمى إرهاصا أي تأسيسا للنبوة ذكر ذلك جمهور أئمة الأصول وغيرهم .

ومنها : التحدي أي طلب المعارضة والمقابلة .قال الجوهري : يقال تحديت فلانا إذا باريته في فعل ونازعته للغلبة ، وفي الأساس : حدا يحدو وهو حادي الإبل واحتدى بها حدوا إذا غنى ، ومن المجاز تحدى أقرانه إذا باراهم ونازعهم للغلبة وأصله الحدو يتبارى فيه الحاديان ويتعارضان فيتحدى كل واحد صاحبه أي يطلب حداه كما يقال توفاه بمعنى استوفاه وأصل ذلك أنه كان عند الحدو يقوم حاد عن يمين القطار وحاد عن يساره يتحدى كل منهما صاحبه بمعنى يستحد به أي يطلب منه حداه ثم اتسع فيه حتى استعمل في كل مباراة .

[ مطلب : لابد في المعجزة من التحدي أي ولو بالقوة ]

ومنها : اختلفوا في السحر هل تنقلب به الأعيان والطبائع فقال قوم نعم كجعل الإنسان حمارا وقال قوم لا فالساحر والصالح لا يقلبان عينا مطلقا قالوا وإلا لاشتبهت المعجزة بالكرامة والكرامة بالسحر ويرده ما مر من امتياز المعجزة باقترانها بالتحدي وأما زعمهم أن أكثر آياته صلى الله عليه وسلم وأعمها وأغلبها كان بلا تحدي كنطق الحصى والجذع ونبع الماء ولعله لم يتحد بغير القرآن وتمنى الموت وأن عدم تسمية ما عدا هاتين آية ولا معجزة أقرب إلى الكفر منه إلى البدعة وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول عند بعضها أشهد أني رسول الله وقد سمى الله معجزات الأنبياء آيات ولم يشرط تحديا انتهى .

فيرد بأن المراد بقولهم في المعجزة لا بد من اقترانه بالتحدي الاقتران بالقوة أو الفعل ولا شك أن كل ما وقع منه صلى الله عليه وسلم بعد النبوة مقرون بالتحدي لأن قرائن أقواله وأحواله ناطقة بدعواه النبوة وتحديه للمخالفين وإظهاره ما يقمعهم ويحديهم فكان كل ما ظهر منه صلى الله عليه وسلم يسمى آيات ومعجزات وقوله صلى الله عليه وسلم عند ظهور بعضها أشهد أني رسول الله شاهد صدق على ما ذكرته فتأمله .

ومنها التمييز بين الكرامة والمعجزة بما مر أن لفظ المعجزة خاص بخوارق الأنبياء ولفظ الكرامة خاص بخوارق الأولياء وإنما هو اصطلاح الخلف وأما السلف فكانوا يسمون كلا من الأمرين معجزة كالإمام أحمد وغيره ويخصون خوارق الأنبياء باسم الآية والبرهان وقد يسمون الكرامة آية لدلالتها على نبوة من اتبعه ذلك الولي كما مر بيانه والله سبحانه وتعالى أعلم.]اهـ

يتبع إن شاء الله [/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
[ تابع ]

[ مطلب : هل أصحاب الكرامات من الأولياء أفضل ممن لا تظهر على يده كرامة ظاهرة ]

وسئل نفع الله به وبعلومه هل أصحاب الكرامات من الأولياء أفضل ممن لا تظهر على يده كرامة ظاهرة ؟


[فأجاب بقوله : ليس ذو الكرامات أفضل من غيرهم على الإطلاق بل قد تنبئ الكرامة عن ضعف يقين أو همة فتعجل لمن أريد به عناية حتى يزول عنه كل من ذينك أو أحدهما بل قد تقع الكرامة لمحب أو زاهد ولا تقع لعارف مع أن المعرفة أفضل من المحبة عند الأكثرين وأفضل من الزهد عند الكل لأن الزهد من أوائل المقامات والمحبة أول الأحوال الناشئة عن مجاوزة المقامات .

ويؤيد ذلك قول أبي يزيد رضي الله عنه العارف طيار والزاهد سيار .

وقال غيره وأنى يلحق السيار الطيار.

وقال ذو النون المصري : الزهاد ملوك الآخرة وهم فقراء العارفين فعلم أنه لا دخل للكرامة في الأفضلية وإنما منشأ الأفضلية قوة اليقين وكمال المعرفة بالله تعالى فكل من كان أقوى يقينا وأكمل معرفة كان أفضل .

ولهذا قال سيد الطائفة أبو القاسم الجنيد قدس الله سره : مشى رجال باليقين على الماء ومات بالعطش من هو أفضل منهم يقينا .وقال أيضا : اليقين ارتفاع الريب في مشهد الغيب .

وقال سهل التستري : حرام على قلب أن يشم رائحة اليقين وفيه سكون إلى غير الله . ولا يشكل عليك ما مر من حكاية الإطلاق في التفضيل بين المحب والعارف مع أن العارف لا بد أن يكون محبا لأن المراد من ذلك إنما هو التفضيل بين غلبة المحبة وغلبة المعرفة لأن بعضهم يغلب عليه سكر المحبة وشدة الهيمان والوله بمحبوبه وبعضهم يغلب عليه المشاهدة وظهور الأسرار والمعارف وكثرة التجليات مع اعتدال حاله في المحبة في غالب الحالات فيكون أكثر معارف والأول أشد ولها وسكرا ومن ثم قال المحققون المحبة استهلاك في لذة والمعرفة شهود في حيرة وفناء في محنة انتهى .

[ مطلب في الفرق بين اليقين وعلم وعين اليقين وحق اليقين ]

واعلم أن اليقين هو نهاية المعرفة ومراتبه ثلاثة :

علم اليقين وهو ما ينشأ عن النظر والاستدلال .

وعين اليقين وهو ما يكون من طريق الكشف والنوال .

وحق اليقين وهو مشاهدة الغيب مشاهدة العيان كما يشاهد الرائي.

فالأول للأولياء.

والثاني لخواصهم .

والثالث للأنبياء ، وحقيقته اختص بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .] اهـ[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط