موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: زاوية خجا بردى أو جامع الشيخ أونان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 16, 2019 2:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

زاوية خجا بردى أو جامع الشيخ أونان

كثير ما تعترض الباحث عوارض قد تعتد فيه أحيانا لأن يجتاح كل عقبة فى سبيل الوصول إلى ضالته غير مبال بما هنالك من مصاعب ومتاعب وما فى ذلك من جهد مضن وغير ذلك ، وقد تكون النتيجة بعد ذلك على ضوء ما يقولون ( الحقيقة بنت الباحث ) وقد كان بحثنا عن هذا الثر الضائع المذكور وليد إدى هذه العوارض فانا علمنا أن أثرا من آثار القاهرة – من منشآت القرن التاسع الهجرى كان يقوم فى القسم الجنوبى لمدينة القاهرة وقد عرف فى بادىء أمره باسم منشئه ( خجا بردى ) وبعد فترة غير قصيرة عرف باسم آخر هو ( إينال ) وقد احتفظ هذا الأثر بهذه التسمية إلى أن تبدلت معالمه من كل نواخيها وكانت تلك التسمية مما تبدلت ( من جامع إينال إلى جامع الشيخ أو نان ) .

وجاءنا بها على مبارك باشا فى خططه وقد هدانا إلى موضع هذا الأثر من القاهرة – فزرناه بشارع درب الحبالة الكائن بشارع السيدة عائشة ، وقد وصلنا غليه من جهته الغربية المسلوك منها إلى القبر الطويل وإذا بنا لم نجد لهذا الأثر عينا ولا خبرا وكل الذى وجدناه زاوية صغيرة محدودة بحدود أربع .. الحد الشرقىزقاق والغربى الشارع والجنوبى منزل والبحرى شارع ......... وتدعى بزاوية الشيخ عنانى فلم يخطر ببالنا ان عامة هذا العصر لا لم يألفوا مثل هذه الأسماء الأعجمية بدلوه باسم عربى وهو الشيخ عنانى فدخلنا هذه الزاوية فوجدنا عوامل التخريب قد بدات تعمل فيها – وقد تداركتها وزارة الأوقاف فعملت بها أعمال تقوية أو لحقت بها دورة مياه وجدنا فى حائطها الجنوبى منبرا وعلى شماله محرابا يقابله شمالا ضريح الشيخ إينال المدعو بذلك الاسم عليه مقصورة وتابوت مغطى بستر وقد عهدت وزراة الوقاف بهذه الزاوية إلى رجل من أهل المنطقة يدعى بالسيد عثمان الطوبجى – وفى الزاوية الجنوبية منها = دورة المياه المذكورة ولها باب من الزاوية الجنوبية منها – دورة المياه المذكورة ولا باب من الزاوية وباب آخر من عطفة ( سيدى عنانى ) المحاذية لها ولما رأينا هذه الزاوية خالية من ضريح خوجه بردى سألنا عليه فقيل لنا إنه بداخل العطفة فأتيناه فوجدناه بصدر العطفة فى الزاوية الجنوبية منها مسامت لمنزل رقم 5 وعليه سور من البناء له باب رقم 3 ويعلو الضريح ما نخلف من القبة التى كانت عليه فيما مضى ولم يبق منها الآن إلا جزء من قاعدتها مهدد بالأخطار وعلى القبر من الأتربة والقاذورات مالا يقدر بأقل من ثلاثة أمتار أو يزيد وهو عل حالته هذه أصبح منفصلا عن الزاوية وزاده انفصالا دورة المياه المتحدثة وحينما شاهدنا ذلك بدا لنا الملاحظات الأتية :

أولا - الذى يؤخذ من التفاصيل المعمارية لهذه الزاوية انها كانت فيما سلف تشغل مصطحا من الأرض أكبر مساحة من المسطح الحالى لها إذ كان يدخل فيه جزء من المنزل الشرقى الكائن بعطفة الحبالة – وجزء آخر من المنزل رقم 5 المحاذى للقبة وجزء من نفس العطفة التى فى مقابل الباب دون المحيط الموجود الآن ، ولهذا أصبح البئر الذى كان متصلا بدورة مياهها الأولى منفصلا عنها وكان فيما سبق داخلا بها – وأصبح هناك بعد اقاطعا بين ضريحى إينال وخوجه بردى جعلها منفصلين عن بعضهما وكانا فى الزمن السابق بخلاف ذلك وهما وان كان متباعدين حقيقة فيما سلف إلا أن مكان واحدا كان يجمعهما وفى هذه الحالة نلاحظ على وزارة الأوقاف إنها احسنت صنعا فى تجديد دورة المياة وتقوية هذه الزاوية بيد أنها كانت تحسن أيضا لو أعادت حالة ضريح خوجه بردى إلى حالته الأولى كأن تعيده ولو على أى صورة تحفظ معها بقاء ظهوره وفى هذا الفعل تكون الوزارة قد حفظت رفات منشىء هذا الأثر المفقود اسم الأثر نفسه حتى لا يبقى خبرا بعد عين وإن لم يمكن تجديد ضريح خوجه بردى لتمام اتصاله الآن بدورة المياة المحدثة فيمكن نقل رفاته من هذا القبر إلى قبر إينال وقد يكون هذا من المتيسر على الوزارة فعله ، ونحن إذا لاحظنا هذه الملاحظة على الوزارة إنما نسعى ورزاء غاية حميدة هى خدمة التاريخ والعمل على حفظ معالم تلك المدينة الزاهرة .

ثانيا : الزقاق الذى إلى جانب هذه الزاوية وضعت عليه مصلحة التنظيم – اسم ( عطفة سيدى عنان ) مع أن هذا التحريف حديث ذكر – إذ أن الزاوية كانت منذ خمسين سنة تعرف بزاوية أونان لا عنانى كما يحدثنا بذلك على مبارك باشا ومن هذا يتبين انها لو أبدلت اسم هذا الزقاق بعطفة إينال أو بعطفة خوجه بردى أو جمعت بين الاثنين للدلالة على ما بينهما من صلة – لكان ذلك أحري وأجدر – وقد لا يضيرها ذلك التجديد إذ ليس فيه ما يلبل الأفكان فأهل المنطقة كبيرها وصغيرها رجالها ونساؤها لا يعرفون هذا الزقاق إلا باسم خوجه بردى ولقد كان عجبى كثيرا حينما تقدمت إلى عجوز من نساء ذلك الحى تقترح على ذلك بقولها ( لست أعرف يا بنى ما الحالم على هذه التسمية – إن هذه الحارة ليست إلا لخوجه بردى ) وقد صدر منها هذا أثر فضائي هذه الملاحظة لبعض من تجمع على من اهل الحى وقد تبين لنا من مشاهدة هذه الزاوية ومما ذكره على مبارك باشا فى ترجمته لهذا الأثر ج 4 ص 63 حيث يقول ( وبجوار المسجد ضريح خوجه بردى ) إن هذه الزاوية هى بنفسها الأثر الذى نتفقده من منشآت القرن التاسع ال ى لا معروفا فى حينه بهذا الاسم ؛ وقد شعرنا حينذاك باجتياز عقبة أنارت لنا عن شىء من تاريخ هذا الثر لكن بقيت عقبة أخرى قد تكون هى الحرية بالانتباه ، وهى تسمية هذا الأثر بالشيخ عنانى ثم الشيخ أونان وبينهما إينال فرق شاسع وهل العامة تقصد من التحريف الذى نظن انه يأتى لهم على غير قصد حسن كان أوسىء التعمية على الباحثين لدرجة أن الاسم يحرف من إينال إلى أونان ثم إلى عنانى ؟

قد يكون هذا من الغرابة بمكان ! قويت عندنا هذه الفكرة بحيث لم نجد فيها مجالا للشك بأن هذا الاسم الأول حرفا يقينا من إينال إلى أونان ثم إلى عنائى ، لكن بقيت علينا معرفة إينال هذا وقد لا تكفينا معرفته وحسب ، بلا علاقته بخجا بردى منشىء هذا الأثر وكان حتما علينا أن نتعرف إلى إينال هذا على أن يكون من أهل القرن التاسع الهجرى حيث إن الأثر أنشىء فى أواسطه ولا أن يكون غينال ملك مصر فى هذا القرن ، كما يتبادر إلى ذهن بعض علماء هذا القرن * وبدهى ليس أمامنا مصدر يتناول تراجم رجال هنذا القرن أوفى وأغزر مادة من الضوء اللامع فرجعنا إلى الجزء الثانى منه ص 326 وما بعدها فوجدناه ترجم لنحو ستة عشر نفرا تسموا بهذا الاسم ، وبينما ندرس تراجمهم إذ عثرنا على بغيتنا ( إينال ) فى آخر الإيناليين وأول ( الأبويين ) وإنا لنعجب من السخاوى هذا ومن تلك المواهب التى أوتيها ومن تلك الإحاطة التى طالعنا بها فى كتابه هذا فسبحان المنعم على من يشاء بما يشاء .. ونص ما يقوله فى الترجمة ص 330 ( 1087 ) إينال معتقدا لكثيرن تسلك به خجا بردى الآتى وكان حنفيا جركسيا من مماليك نوروز نائب الشام ، فتجرد فى ايامه وجال فى الروم وغيرها بعد اشتغاله بالجامع الأزهر ونزل بزاوية قريبه من مضارب الخيام بالرملة ( صوابه بالرميلة كما سيأتى ) وانتمى اليه جماعة ، وكان يقصد بالمبرات وفى الشفاعات ، واستمر حتى مات عن سن بالطاعون سنة أربع وستين ودفن بزاوية تلميذه المشار اليه عند مضارب الخيام من الرملة ( الرميلة )

وحيث قد ذكر فى هذه الترجمة اسم منشىء الأثر ( خجا بردى ) وأمكننا أن نعرف علاقة هذا بذاك – رجعنا إلى ترجمة خجا بردى هذا فى نفس المصدر ج 3 ص 173 فوجدناه يقول فى الترجمة ما نصه :


670 : ( خجا ) بردى


( معناه الأستاذ بردى ويرسم أحيانا بهذا الرسم ( خوجة ) وهو لفظ شائع معروف بعطى ه1ا المعنى المذكور )

صاحب الزاوية التى بالقرب من مضارب الخام ( صوابه الخيام ) من الرملة ( الرميلة ) شركسى حنفى ممن اختص بالشيخ إينال أحد المعتقدين مع صحبة غيره من الصالحين ، ومات عن نحو الثماين فى سادس عشر ذى القعدة سنة إحدى وثمانين ( وثمانمائة ) قاله لى حفيده يونس بن محمد الآتى :

أما وقد اجتزنا أهم ما فى هذا البحث من عقبات وأمكننا أن نتعرف إلى هذا الثر على ضوء التمحيص والدرس – بقى علينا ما أورده السخاوى عن التعريف هذا الخطة .

فهو يورد فى كلتا الترجمتين – ما يشتم منه أن شارع درب الحبالة كان فى عصر السخاوى يعرف بمضارب الخيام ، ولإيضاح ذلك نقول أن الرميلة أولا التى ورد لفظها فى الترجمة هى خطة من أخطاط القسم الجنوبى من مدينة القاهرة يشغل مكانها الآن الميدان الواقع ببين قلعة صلاج الدين وبين جامع السلطان حسن وما بجنوبيه من الأماكن وآخرها جنوبا ينتهى إلى سجن مصر ( قراميدان – الميدان الأسود ) وإلى أول شارع تحت اسور الذى يمتد فيه الآن القسم الجنوبى من شارع السيدة عائشة المنتهى إلى باب القرافة ، وقد كان فيما سبق يشغل هذا الخط شارعى تحت السور ودار الضيافة – وكان ابتداؤه من شارع المنشأة ( المنشية ) المبتدأ من سوق العطارين وعرضه الغلة ( أى سوقها ) وهو الذى ورد فى الخريطة الفرنساوية باسم ( رفعة القمح ) وقد ظلت الرميلة على تخيطها الأول إلى زمن الخديو اسماعيل فتغيرت خططها فى عهده وسمى ميدان الرميلة بميدان محمد على وتلاشى اسم الرميلة من ذلك الحين ، ثم طراء عليها تغيرات أخرى ، وقد تذكرنا حالتها التى هى عليها الآن بالحالة التى كانت عليها فى عصر السلطان الغورى فانها كانت موضع عنايته إذ أمر وزير أشغاله بغرس البساتين بميدانها وغبعاد سوق الخيل منه إلى مكان آخر بإحدى زواياه الشرقية الجنوبية ، وبنى على مقربة منها مسجدا لازال قائما للآن ، وجدد سبيل أبى بكر المؤمنى الذى بأوله عرضه الغلة وهو المعروف بجامع الغورى بأول شارع السدة عائشة يسارا فى الاتجاه الجنوبى .

وهذا وصف الرميلة قديما وحديثا ، وهنا إشارة خليق ينا ذكرها وهى :

خطأ إخاله أنه مطبعى وقع فى ذكر هذه الخطة من الضوء أهمه ذكر اسمالرميلة بالرملة مما قد يتوهم منه أن المقصود بها مدينة الرملة التى هى من أعمال فلسطين وقد لا يخفى ذلك على باحث – أما مضارب الخيام فهو نفس شارع درب الحبالة الآن . وقد استعمل هذا الشارع فيما سلق مضارب للخيام التى كانت تنصب به حينما استعمل ميدان الرميلة ميدانا للقتال فى عصور مضت * وظل يحتفظ بهذا الاسم زهاء قرون عدة إلى أن تطور اسمه إلى سوق الحبالة لسكنى طائفة الحبالين الذين كانوا يبيعونها به حتى تغيرت معالمه إلى ما هو عليه الآن *

هذا ما أفادنا به الضوء اللامع ونسجد أنفسنا مدينين بالشكر مقرين بالفضل للسخاوى هذا فلقد مكننا بضوئه من التعرف إلى عدة آثار فقدت مسميائها ولازالت تشرف بنيانها الشامخ على تلك المدينة الزاهرة فتبعث فينا روح الأمل ففنحدو بنا إلى مواقف حاسمة سيكون لها شأنها فى الأجيال القادمة

وفى أعداد تاليه إن شاء الله سأتناول على ضوء ذلك السفر الخالد نواحى هامة كانت قد باتت كحلقة مفقودة وقد أنارها لنا سبل البحث فى ذلك المصدر الهام ونذكر منها مدرسة محمد بن برد بك } المعروفة بالمدرسة البردبكية { التى كانت قد ضاعت منا بين جامع إينال وبين جامع أم الغلام وبين وبين الخ مما هو من ضروب الحدس والتخمين ؛ وكان الفضل فى اهتداءنا اليها هو ضوء ذلك الضوء اللامع .





أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 13 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط