موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أبوزهرة يحلل نفسية الخوارج ..
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 16, 2018 4:47 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723


أبوزهرة يحلل نفسية الخوارج ..


أيمن الجندي

http://www.almasryalyoum.com/news/details/767302

مقاتلو داعش الذين يستهينون بحياتهم فى ساحة الوغى! كيف نفهمهم؟ يقدم لنا الشيخ العلامة «محمد أبوزهرة» هذا التحليل القيم لشخصياتهم فى كتابه «تاريخ المذاهب الإسلامية»:


«الخوارج هم أشد الفرق دفاعا عن مذهبها، وحماسة لآرائها، وأشدها تهورا واندفاعا. وهم فى تهورهم واندفاعهم يتمسكون بألفاظ قد أخذوا بظواهرها، وظنوا أن هذه الظواهر دينا مقدسا، لا يحيد عنه مؤمن. حتى احتلت أفهامهم واستولت على مداركهم استيلاء تاما. وسدت عليهم كل طريق يتجه بهم للوصول إلى الحق، أو ينفذون منه إلى معانى الكلمات التى يرددونها، بل إلى معانى حقائق الدين فى ذاتها.

وإنهم ليشبهون- فى استحواذ الألفاظ البراقة على عقولهم ومداركهم- اليعقوبيين الذين ارتكبوا أقسى الفظائع فى الثورة الفرنسية. فقد استولت على هؤلاء ألفاظ الحرية والإخاء والمساواة، وباسمها قتلوا الناس وأهرقوا الدماء، وأولئك استولت عليهم ألفاظ الإيمان و«لا حكم إلا لله» والتبرؤ من الظالمين. وباسمها أباحوا دماء المسلمين وخضبوا الأراضى الإسلامية بالدماء وشنوا الغارة فى كل مكان.

ولم تكن الحماسة والتمسك بظواهر الألفاظ وحدهما ما امتاز به الخوارج، بل هناك صفات أخرى منها حب الفداء والرغبة فى الموت والاستهداف للمخاطر من غير داعٍ قوى يدفع إلى ذلك. أو ربما كان منشؤه هوسا عند بعضهم، واضطرابا فى أعصابهم، لا مجرد الشجاعة. وإنهم ليشبهون النصارى الذين كانوا تحت حكم العرب بالأندلس إبّان ازدهارها بالحضارة العربية. فقد أصاب فريق منهم هوس جعلهم يقدمون على أسباب الموت وراء عصبية جامحة. فأراد كل واحد منهم أن يذهب إلى مجلس القضاء ليسب النبى محمد- عليه الصلاة والسلام- فيحكم عليه القاضى بالموت. فتقاطروا فى ذلك أفواجا أفواجا حتى تعب الحُجّاب من ردّهم، وكان القضاة يصمّون آذانهم حتى لا يحكموا بالإعدام، والمسلمون مشفقون على هؤلاء المساكين ويظنونهم من المجانين.

وإنه من الحق أن الإخلاص كان سمة الكثيرين منهم، ولكنه إخلاص يصاحبه انحياز لناحية معينة قد استولت على مداركهم، فهم يذبحون المتقين من المسلمين وفى الوقت نفسه لا يستحلون أن يأخذوا نخلة من رجل نصرانى!

ولماذا كانت هذه الصفات المتناقضة: تقوى وإخلاص وانحراف وهوس وتشدد وخشونة وجفوة وحمل الناس على آرائهم بالعنف والقسوة وبحال لا تتفق مع سماحة الدين ولا ما يبعثه الإخلاص والتقوى من الرحمة فى القلوب. السبب أن الخوارج كان أكثرهم من عرب البادية. وهؤلاء كانوا فى فقر شديد. وأصاب الإسلام شغاف قلوبهم مع سذاجة فى التفكير وضيق فى التصور، فتكون من مجموع ذلك نفوس مؤمنة متعصبة لضيق نطاق العقول. ومتهورة مندفعة لأنها قادمة من البادية، وزاهدة لأنها لم تجد، وقد كانت المعيشة التى يألفونها دافعة لهم على الخشونة والقسوة والعنف، ولو أنهم عاشوا فى رفاهية لخفف ذلك من عنفهم وألان صلابتهم ورطب شدتهم.

والإنسان حين تسيطر عليه فكرة يخيل إليه أن الإخلاص رائده، بينما يدفعه إلى ذلك هوى خفى وحسد ونفور. لقد كان الخلفاء من قريش، وهم كانوا يحسدونها على استيلائهم على الخلافة واستبدادها بها من دون الناس، فاتجهوا فى تفكيرهم تحت ظل هذا النفور من حيث لا يشعرون. وظنوا أن ما يقولونه هو محض الدين، وأنه لا دافع لهم إلا الإخلاص».


آه ما أشبه خوارج اليوم بخوارج الأمس! ولعلنا نستكمل باقى التحليل فى مقال قادم بإذن الله.

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أبوزهرة يحلل نفسية الخوارج ..
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 17, 2018 12:04 am 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23599

أعزكم الله الفاضل الطارق ....


الطارق كتب:


أبوزهرة يحلل نفسية الخوارج ..


أيمن الجندي

http://www.almasryalyoum.com/news/details/767302

مقاتلو داعش الذين يستهينون بحياتهم فى ساحة الوغى! كيف نفهمهم؟ يقدم لنا الشيخ العلامة «محمد أبوزهرة» هذا التحليل القيم لشخصياتهم فى كتابه «تاريخ المذاهب الإسلامية»:


«الخوارج هم أشد الفرق دفاعا عن مذهبها، وحماسة لآرائها، وأشدها تهورا واندفاعا. وهم فى تهورهم واندفاعهم يتمسكون بألفاظ قد أخذوا بظواهرها، وظنوا أن هذه الظواهر دينا مقدسا، لا يحيد عنه مؤمن. حتى احتلت أفهامهم واستولت على مداركهم استيلاء تاما. وسدت عليهم كل طريق يتجه بهم للوصول إلى الحق، أو ينفذون منه إلى معانى الكلمات التى يرددونها، بل إلى معانى حقائق الدين فى ذاتها.

وإنهم ليشبهون- فى استحواذ الألفاظ البراقة على عقولهم ومداركهم- اليعقوبيين الذين ارتكبوا أقسى الفظائع فى الثورة الفرنسية. فقد استولت على هؤلاء ألفاظ الحرية والإخاء والمساواة، وباسمها قتلوا الناس وأهرقوا الدماء، وأولئك استولت عليهم ألفاظ الإيمان و«لا حكم إلا لله» والتبرؤ من الظالمين. وباسمها أباحوا دماء المسلمين وخضبوا الأراضى الإسلامية بالدماء وشنوا الغارة فى كل مكان.

ولم تكن الحماسة والتمسك بظواهر الألفاظ وحدهما ما امتاز به الخوارج، بل هناك صفات أخرى منها حب الفداء والرغبة فى الموت والاستهداف للمخاطر من غير داعٍ قوى يدفع إلى ذلك. أو ربما كان منشؤه هوسا عند بعضهم، واضطرابا فى أعصابهم، لا مجرد الشجاعة. وإنهم ليشبهون النصارى الذين كانوا تحت حكم العرب بالأندلس إبّان ازدهارها بالحضارة العربية. فقد أصاب فريق منهم هوس جعلهم يقدمون على أسباب الموت وراء عصبية جامحة. فأراد كل واحد منهم أن يذهب إلى مجلس القضاء ليسب النبى محمد- عليه الصلاة والسلام- فيحكم عليه القاضى بالموت. فتقاطروا فى ذلك أفواجا أفواجا حتى تعب الحُجّاب من ردّهم، وكان القضاة يصمّون آذانهم حتى لا يحكموا بالإعدام، والمسلمون مشفقون على هؤلاء المساكين ويظنونهم من المجانين.

وإنه من الحق أن الإخلاص كان سمة الكثيرين منهم، ولكنه إخلاص يصاحبه انحياز لناحية معينة قد استولت على مداركهم، فهم يذبحون المتقين من المسلمين وفى الوقت نفسه لا يستحلون أن يأخذوا نخلة من رجل نصرانى!

ولماذا كانت هذه الصفات المتناقضة: تقوى وإخلاص وانحراف وهوس وتشدد وخشونة وجفوة وحمل الناس على آرائهم بالعنف والقسوة وبحال لا تتفق مع سماحة الدين ولا ما يبعثه الإخلاص والتقوى من الرحمة فى القلوب. السبب أن الخوارج كان أكثرهم من عرب البادية. وهؤلاء كانوا فى فقر شديد. وأصاب الإسلام شغاف قلوبهم مع سذاجة فى التفكير وضيق فى التصور، فتكون من مجموع ذلك نفوس مؤمنة متعصبة لضيق نطاق العقول. ومتهورة مندفعة لأنها قادمة من البادية، وزاهدة لأنها لم تجد، وقد كانت المعيشة التى يألفونها دافعة لهم على الخشونة والقسوة والعنف، ولو أنهم عاشوا فى رفاهية لخفف ذلك من عنفهم وألان صلابتهم ورطب شدتهم.

والإنسان حين تسيطر عليه فكرة يخيل إليه أن الإخلاص رائده، بينما يدفعه إلى ذلك هوى خفى وحسد ونفور. لقد كان الخلفاء من قريش، وهم كانوا يحسدونها على استيلائهم على الخلافة واستبدادها بها من دون الناس، فاتجهوا فى تفكيرهم تحت ظل هذا النفور من حيث لا يشعرون. وظنوا أن ما يقولونه هو محض الدين، وأنه لا دافع لهم إلا الإخلاص».


آه ما أشبه خوارج اليوم بخوارج الأمس! ولعلنا نستكمل باقى التحليل فى مقال قادم بإذن الله.

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 13 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط