بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ ابو سعيد المتولي الشافعي (478هـ) في كتابه الغنية في اصول الدين ص 73 -74-75 ما يلي : والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة الى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية والمشبهة الذين قالوا ان لله جهة فوق. واطلق بعضهم القول بانه جالس على العرش مستقر عليه تعالى عن قولهم. والدليل على انه مستغن عن المحل انه لو افتقر الى المحل(( لزم ان يكون المحل قديما لانه قديم ,او يكون حادثا كما ان المحل حادث ,وكلاهما كفر )) . والدليل عليه انه لو كان على العرش على ما زعموا لكان لا يخلو اما ان يكون مثل العرش او اصغر او اكبر، وفي جميع ذلك اثبات التقدير والحد والنهاية وهو كفر. والدليل انه لو كان في جهة وقدرنا شخصا اعطاه الله تعالى قوة عظيمة واشتغل بقطع المسافة والصعود الى فوق لا يخلو اما ان يصل اليه وقتا ما او لا يصل اليه. فان قالوا لا يصل اليه فهو قول بنفي الصانع لان كل موجودين بينهما مسافة معلومة واحدهما لا يزال يقطع تلك المسافة ولا يصل اليه يدل على انه ليس بموجود. فان قالوا يجوز ان يصل ويحاذيه فيجوز ان يماسه ايضا ,ويلزم من ذلك كفران:
(( أحدهما: قدم العالم, لانا نستدل على حدوث العالم بالافتراق والاجتماع. والثانـــي : اثــــبـــــــــــات الولــــــــــــــد والزوجــــة )) أ.هـ
_________________ قال تعالي ( انما يوفّي الصابرون اجرهم بغير حساب ) صدق الله العظيم -
الصبر هو : كفّ اللسان عن التسخط
والصبر صبران : صبر علي العبادة في الشدة واليسر وكفّ عن المعاصي -
|