سلمت حالي دنيا وأخرى : ــــ ( قال القطب الدردير رضي الله عنه : ويا صمد فوضت أمري إليك لا * تكلني لنفسي واهدنا رب سبلنا الصمد : الذي يُصمد أي يُقصد في الحوائج فهو كالدليل للوحدانية وقوله : فوضت الخ أي سلمت حالي دنيا وأخرى فلا تكلني لنفسي طرفة عين ولا اقل من ذلك وقوله : واهدنا الخ أي اجعلنا مهتدين واصلين إليك في طرقنا الشرعية المَرضية التي أمرتنا بالتمسك بها على لسان رسولك صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال رضي الله عنه : ويا قادر اقدرنا على صدمة العدا * ومقتدر خلص من الغير سرنا القادر : ذو القدرة التامة وهى صفة أزلية قائمة بذاته تعالى تتعلق بالممكنات إيجادا وإعداما على وفق الإرادة وقوله : اقدرنا الخ بكسر الدال من الرباعي كأكرم والهمزة فيه همزة قطع وصلت للضرورة أي اجعلنا قادرين على صدمة العدا أي إصابة الأعداء وهزيمتهم وردهم خاسئين والمقتدر : أي العظيم القدرة التي لا شبيه لها ولا مثيل ولا نظير فيرجع لمعنى القوي المتين وقوله : خلص الخ أي صَفِّ أرواحنا من التعلق بملاحظة سواك ولما كان الخلاص الباطن عزيزا وأعظم نعمة على العبد طُلِب بهذا الاسم بعد ما طلب الإقدار على هزيمة العدو من نفس وشيطان وغيرهما بالاسم الذي قبله فهو ترقي بالمطلوب به فمن تحقق بهذه الدعوة كان ممن قال الله فيهم : "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " ـــــ قال رضي الله عنه : وقدم أموري يا مقدم هيبة * وأخر عدانا يا مؤخر بالعنا أي اجعل أحوالي الظاهرية والباطنية متقدمة في مراضيك بتجلي اسمك المقدِم بكسر الدال لمن أردته من عبادك وقوله : هيبة منصوب على التمييز أي من جهة الهيبة التي خُلِعت علي منك وقوله : وأخر عدانا أي وتجل على عدانا بالتأخير عن كل ما أرادوه لنا من المساوي بتجلي اسمك المؤخر لمن تريد تأخيره قال تعالى : " قل اللهم مالك الملك الآية والعنا : التعب وعدم بلوغ الآمال فينا ) ـــــــ شرح الصاوي ــــــــ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله كما لانهاية لكمالك وعد كماله
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|