يجب لله تعالى كل كمال يليق بذاته تقدس وتعالى ، وكمالات الله تعالى لا تتناهى ، ولا يحصرها العد ولا يحيط بها علمنا المحدود ، فيجب أن نؤمن بأن كل كمال يليق بذات الله تعالى واجب له ، وأن كمالاته سبحانه لا تتناهى ، وأصول تلك الكمالات كما ثبتت بالعقل الصريح والنقل الصحيح :
( أ ) الوجود :وهو صفة ثبوتية يدل الوصف بها على نفس الذات ، والمقصود بها إثبات وجود الله تعالى ، وأنه موجود ، وأنه واجب الوجود ،وضده العدم ، ودليل الوجود : وإذا كان العالم حادثا بعد ما تقرر عدمه فلا بد له من محدث إذ لا يتصور في العقل انتقاله من العدم الذي كان عليه إلى الوجود الطارئ بلا سبب ، وقد ايده الشرع بقوله تعالى : { ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ } [ الأنعام : 102 ] ، وقوله تعالى : { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } [ الفرقان : 2 ].
( ب ) القدم : ومعناه عدم أولية وجوده تعالى ،فوجود الله –تعالى لا أول له ،فلم يسبق بعدم ، وضده الحدوث ، ودليل ( القدم ) ، أنّه يجب أن يكون محدث العالم قديما أي لا أولية لوجوده وإلا لافتقر إلى محدث ويلزم التسلسل فيؤدي إلى فراغ ما لا نهاية له أو الدور فيؤدي إلى تقدم الشيء على نقسه وكلاهما مستحيل لا يعقل ، وقد أيده الشرع بقوله تعالى : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ } [ الحديد : 3 } ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم أنت الأوَّلُ فليس قبلَك شيء ، وأنت الآخِر فليس بعدَك شيء )) [ أخرجه مسلم ].
( ت ) البقاء :ومعناه عدم آخرية وجوده تعالى ،فوجود الله لا آخر له فلا يلحقه عدم ، وضده الفناء ،ودليل ( البقاء ) قوله تعالى : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ } [ الحديد : 3 } ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم أنت الأوَّلُ فليس قبلَك شيء ، وأنت الآخِر فليس بعدَك شيء )) [ أخرجه مسلم ] ، وقوله تعالى : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } [ القصص : 88 ] ، وقوله تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ *وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ } [ الرحمن : 26 ، 27 ].