ففعل كل ممكن أو تركه فهو متفضل بالخلق والإنعام والإمداد والإحسان لا عن وجوب ولا إيجاب فلا يجب عليه شيء مما ذكر ، فهو المالك لكل شيء وللمالك أن يتصرف في ملكه بما يشاء كما يشاء.
فهو وحده الخالق للإيمان والطاعة فضلا منه وإحسانا ، وهو وحده الخالق للكفر والمعاصي عدلا منه سبحانه ، من يهد الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلا هادي له ، وهو الخالق للمرض والشفاء ، وهو الخالق للصحة والمرض ، وهو الخالق للغنى والفقر ، يعز من يشاء ويذل من يشاء ، ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء.
قال تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ آل عمران : 26 ، 27 ] ، وقال تعالى :{ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [ البقرة : 1 ،5 ] ، وقال تعالى : { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار } [ القصص : 68 ] ، وقال تعالى : { فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } [ البروج : 16 ] ، وقال تعالى : { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [ الأنبياء : 23 ].
فيكون الجائز في حقه تعالى :فعل كل ممكن أو تركه ، كالإيجاد والإعدام ، والإسعاد والإشقاء ، والإعطاء والمنع ، والإثابة والتعذيب وإثابة المطيع وتعذيب العاصي.
ويدل على أن فعل كل ممكن وتركه جائز في حق الله :أنه قد وجب اتصافه تعالى بالقدرة والإرادة والعلم والوحدانية فثبت له الاختيار المطلق في جميع شئونه ، فيجوز منه تعالى فعل كل ممكن وتركه.