بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد
الطاهر الروح والجسد , خير من صلى وصام وقام وركع وسجد , وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين .
وبعد ,,,,
فهذا موضوع أستعرض فيه بعض أقوال أهل الله في الصيام لما فيه من عظيم النفع والبركة والخير .
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد و على آله وسلم .
جاء في كتاب مرشد العوام في أحكام الصيام (21ــ 22) :
ــ اعلم أن المقصود من الصوم: إمساك النفس عن خسيس عاداتها، و حبسها عن شهواتها، و منعها عن مألوفاتها، و لما كانت النفس مائلة إلى حب الرفعة على سائر المخلوقات و التكبر عليهم، و غير ذلك من العوائق الحاجبة لها من أن تصل إلى الأنوار الإلهية، جعل الله الصوم سببا قويا في إزالة تلك العوائق، حتى أن أرباب المكاشفات لا يصلون إليه إلا بالصوم؛ لأنه سبب في تواضع النفس، و بتواضعها لا يحوم الشيطان حولها، فتصل إلى الأنوار الصمدية، و لذا قال صلى الله عليه و سلم: { لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السموات}. قال العراقي رواه أحمد بنحوه .
فهو لجام المتقين ، و جنة المحاربين ، و له تأثير عجيب في حفظ الأعضاء الظاهرة و قوى الجوارح لقوله صلى الله عليه و سلم: { صوموا تصحوا } رواه ابن السني و أبو نعيم، و رمز السيوطي لحسنه .
و من حكمته: أن الله علم ما ينال الفقير من الجوع، فأدخل على الغني الصوم ليذوق طعم الجوع، حتى لا ينسى الفقير، فيسارع إلى دفعه عنه بالإحسان إليه، فينال بذلك ما عند الله تعالى من حسن الجزاء، و فيه موافقة الفقراء بتحمل ما يتحملون .
و قيل : من حكمته : أن الملائكة طعنت في بني آدم فقالت: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } . فنظرت الملائكة إلى طاعتها، فقال الله تعالى : { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } . أنتم يا معشر الملائكة تصومون عن المفطرات لغناكم عنها، و بنو آدم يصومون عنها لأجلي، مع احتياجهم إليها، فهم أفضل منكم، فأمر المؤمنين بالصيام ليظهر فضلهم على الملائكة .
و منها: أن بني آدم يذنبون و لا يقدرون على تأديب الله لهم بالنار، فأمرهم بالصيام ليذوقوا نار الجوع في الدنيا فتحرق ذنوبهم لينجوا من نار الجحيم .
و منها : كسر النفس و قهر الشيطان، فإن وسيلة الشيطان بالشهوة، و إنما تقوى الشهوات بالأكل و الشرب، فيستفاد من الصوم: قهر عدو الله، و كسر الشهوات، و تذليل النفس؛ لأن الشبع نهر في النفس يرده الشيطان، و الجوع نهر في الروح ترده الملائكة.
و حكمة وجوبه شهرا: روي أن آدم لما أكل من الشجرة التي نهي عنها بقي في جوفه مقدار ثلاثين يوما بلياليهن، و لما تاب عليه أمره بالصيام ثلاثين يوما بلياليهن، و إنما افترض الله على النبي صلى الله عليه و سلم و على أمته الصوم بالنهار دون الليل إكراما للنبي صلى الله عليه و سلم و رحمة بأمته .
و قيل ليكون مع الستة الأيام من شوال بعدد أيام السنة؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فصيام رمضان بعشرة أشهر، و صيام الستة من شوال بصيام شهرين ستين يوما، كل يوم بعشرة أيام، فجملة ذلك اثنا عشر شهرا، فلذلك كان المداوم علي فعل ذلك في كل عام كأنه صام الدهر كله؛ قال صلى الله عليه و سلم: { من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله } رواه الإمام أحمد و مسلم . و إنما خص شوال بالذكر لقربه من رمضان، فيكون صوم الستة في شوال جابرا لما يقع من خلل في رمضان ) اهـ .
_________________ يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ
|