24 مايو 1967
اتفقت أمريكا وانجلترا على وجوب فتح خليج العقبة أمام الملاحة الدولية واتفقا على انه لا يمكن استبعاد احتمال تدخل عسكري.
لاسيما أن الأسطول السادس الامريكى قد وقف على أهبة الاستعداد فى البحر الأبيض المتوسط ليساعد المحاولات الدبلوماسية الجارية الى فك الحصار ولكن مصر أعلنت ان الحصار قد تم وان الألغام قد زرعت وان المدافع المضادة للطائرات وغيرها على استعداد لضرب جميع المحاولات وان قواتها البحرية في حالة تأهب.
وفى اجتماع عقد في مجلس الأمن بناء على طلب من كندا لدرس الأوضاع المتدهورة فى الشرق الأوسط والذي يشكل تهديدا للسلام والأمن الدولي.
وفى هذا الاجتماع طلبت روسيا من أمريكا وانجلترا انسحاب أساطيلها من البحر المتوسط.
فى عمان أعلنت الحكومة الأردنية بالسماح للجيوش العراقية والسعودية ان تدخل البلاد للدفاع عن الأردن.
صدرت الأوامر الى حاملة الطائرات البريطانية وكانت فى طريقها من الشرق الأقصى الى بريطانيا مرورا بالبحر الأبيض المتوسط فصدرت إليها الأوامر بالتوقف فى مالطة والبقاء هناك على أهبة الاستعداد وحتى أشعار آخر.
25 مايو 1967
وصل الى موسكو وزير الحربية المصري على رأس وفد رفيع المستوى مكون من 30 عضوا للحصول على التأييد الروسي والمزيد من الأسلحة وقد استقبل الوفد وزير الدفاع السوفيتى.
وفى مساء نفس اليوم غادر أبا ابيان وزير خارجية إسرائيل تل أبيب متجها الى واشنطن عن طريق باريس وانجلترا ليقابل الرئيس جونسون ويحضر اجتماع مجلس الأمن.
26 مايو 1967
كان الرئيس جمال عبد الناصر يعلن فى خطاب له أمام قادة اتحاد العمال العرب انه اذا نشبت الحرب فستكون شاملة وان هدفها الوحيد هو تدمير إسرائيل وأننا واثقون من النصر ومستعدون للحرب ولن تكون هذه المرة كما كانت من قبل عام 1956 لأننا آنذاك لم نكن نحارب ضد إسرائيل بل ضد فرنسا وانجلترا وتحدث الرئيس عبد الناصر عن الولايات المتحدة الأمريكية على انها العدو الهام وقال " لا يستطيع ويلسون ان يفعل شيئا ما لم يحصل على الأوامر من جونسون".
وفى هذه الفترة كان وزير الأوقاف المصري يزود خطباء المساجد بالمعلومات ويطلب إليهم ان يجعلوا موضوع خطبهم عن الجهاد وانه لشرف عظيم ان يستشهد الإنسان فى ساحة المعركة المقدسة وحث بابا الأقباط الشعب على الاستعداد للمعركة من اجل استعادة فلسطين وتخليصها من الذين صلبوا المسيح ".
26 مايو 1967
قام يوثانت بزيارة سريعة للقاهرة تم عاد الى واشنطن من رحلته الى القاهرة مساء 27 مايو دون أن يفصح عن نتائج رحلته وقدم تقريره الى مجلس الأمن.
وأفاد يوثانت أن الرئيس جمال عبد الناصر والدكتور محمود رياض أكدا له أن مصر لا تنوى القيام بأي عمل عدواني.
27 مايو 1967
قام وزير الحربية شمس بدران بزيارة الى موسكو استمرت 4 أيام عقد خلالها محادثات مع الزعماء السوفييت ومع وزير الدفاع السوفيتي.
تحدثت الصحافة المصرية والعربية عن زيارة أبا أبيان رئيس وزراء إسرائيل الى العواصم الغربية وهاجمت هذه الزيارة بعنف وأضافت ان العدو الحقيقي هو أمريكا وحليفتها انجلترا وليست إسرائيل.
تركت ألازمة رد فعل عنيف وخاصة فى البلاد العربية وخاصة فيما يتعلق بشحن البترول الى الدول الغربية المساندة لإسرائيل.
وأذاع راديو بغداد أن العراق قررت فرض الحصار على اى شحنة بترول الى اى بلد يساند العدوان المدبر ضد اى دولة عربية وهددت الكويت بوقف شحن البترول فى حالة وقوف الدول الغربية الى جانب إسرائيل مع العلم بان اقتصاد انجلترا وكل أوروبا الغربية يتوقف على شحن البترول العربي.
ومما لا شك فيه ان استثمار البترول قد تزايد فى أفريقيا ولكن أهم مصدرين له هناك هما ليبيا والجزائر وهما بلدان عربيان وعلى استعداد مناصرة مصر ودعمها ضد الغرب.
ومنذ 11 عاما مر 80 % من بترول العرب الى أوروبا فى قناة السويس ولكنه تدنى أثناء ألازمة حتى بلغ الى 60 % فقط.
29 مايو 1967
فى اجتماع عاجل لمجلس الأمن اقترحت الولايات المتحدة ان تطلب الى مصر السماح باستعمال مضيق تيران مدة وجيزة كى يتسنى للأمم المتحدة ان تجد حلا للازمة.
ورد المندوب المصري قائلا أن سيادة مصر على المضيق تعود إلى العرب تاريخيا وهكذا فشل الاقتراح الأمريكي ولم تصوت الجمعية العمومية عليه وفى القدس كان ليفى أشكول رئيس وزراء إسرائيل ينتظر بحرارة أن يرى أمريكا وانجلترا وبقية الدول تسارع الى العمل وفك الحصار على المضيق وقال ان جميع هذه الدول تعهدت بتامين حرية المرور البحري المهدد اليوم وان واجبها هو تنفيذ هذه الوعود وسنرى بعد قليل إذا كانت ستفى بما وعدت به.
وبعد رحيل جنود الأمم المتحدة بحوالى 10 ايام بدأت إسرائيل تبعث بدورياتها الى غزة منذ عام 1956 وأعقب ذلك إعلان اشكول تبادل إطلاق النار في المنطقة وذلك للمرة الأولى منذ 10 سنوات تقريبا.
" أعلن الرئيس جمال عبد الناصر فى القاهرة انه سيعتبر أمريكا وبريطانيا أعداء له إذا هما انحازا الى جانب إسرائيل وبعد ان خوله مجلس الأمة الصلاحيات الكاملة وقف يخطب ويقول " اذا كانت الدول الغربية ستستهين بنا وتحاول ان تحرمنا من حقوقنا فسنعلمها كيف تحترمها إننا لا نجابه اليوم إسرائيل بل الذين يقفون وراء إسرائيل إننا نجابه الذين أوجدوا إسرائيل ".
وردا على السؤال الذى وجه له عن الوضع العسكري أجاب الرئيس جمال عبد الناصر" أن استعدادات الجمهورية العربية المتحدة وحلفائها من اجل تحرير فلسطين قد اكتملت ".
30 مايو 1967
أبلغت روسيا تركيا أنها تنوى إرسال 10 سفن حربية في الأسبوع القادم الى البحر الأبيض المتوسط عبر خليج البوسفور.
وبموجب اتفاقية مونترو يحق للسفن الحربية ان تعبر المضيق شرط إعلام الحكومة التركية قبل 8 أيام.
وفى القدس عقد ليفى اشكول رئيس وزراء إسرائيل مؤتمرا صحفيا وأعلن أن إسرائيل لا ترفض اى حل يضمن حرية الملاحة فى مضيق تيران لجميع السفن وأضاف إننا سنتصرف بأنفسنا عندما تدعو الضرورة لذلك من اجل فك الحصار.
كان أهم حدث وهو وصول الملك حسين ملك الأردن إلى القاهرة حيث وقع معاهدة دفاع مشترك مع الرئيس جمال عبد الناصر بعد اجتماع دام بينهما 6 ساعات.
أدهش هذا الموضوع وهذا التحول العالم كله على الصعيدين الداخلي والخارجي اذ كان الرئيس جمال عبد الناصر على عداء مستمر منذ فترة طويلة وقد كان عبد الناصر قد اتهم الملك حسين بخيانة القضية العربية .
وفى اليوم التالي وقف الرئيس عبد السلام عارف يؤيد الأردن وهكذا وصلت القوات العراقية إلى الأردن.
سارعت المعاهدة المصرية – الأردنية بدفع عجلة الحرب وبددت كل احتمال للتسوية السلمية ومن الناحية الاستراتيجية لم يكن من الممكن أن تتغاضى إسرائيل عن مثل هذا التحالف.
وهكذا أحكمت الدول العربية الحصار على إسرائيل وباتت أزمة الشرق الأوسط تهدد بالانفجار بين لحظة وأخرى.