بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين
وأشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين
سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين .
تفاوت النفوس في الخير والشر : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روى أبو موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن الله خلق آدم من قبضة قبضت من جميع الأرض
فجاءوا بنوا آدم على قدر الأرض: منهم الأبيض، والأحمر، والأسود، وبين ذلك، والخبيث، والطيب، والسهل، والحزن وبين ذلك» .
وجاء في حديث آخر: «إن الله خلقهم في ظلمة، فرش عليهم من نوره، فمن أصابه ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل» .
فهذا يدل على أن من خلق من الصفا صفا له، ومن خلق من الكدر كدر عليه فلم يصلح للقرب والرياضة، وإنما يصلح عبد نجيب.
خلق إبليس من ماء غير طاهر، فكانت خلعة العبادة عليه عارية، فسخن ماء معاملته بإيقاد نار الخوف، فلما أعرض عنه الموقد عاد إلى برودة الغفلة.
وخلق عمر من أصل نقي، فكانت أعمال الشرك عليه كالعارية،
فلما عجت نيران حمية الجاهلية أثرت في طبعه إلى أن فنى مدد حظها بفناء مدة تقدير إعراضه، فعاد سخنه إلى برد العرفان:
وكل إلى طبعه عائد ... وإن صده الصد عن قصده
كما أن الماء من بعد إسخانه ... سريعاً يعود إلى برود
يا هذا: لا حت عقبة المعصية لآدم وإبليس، فقال لهما لسان الحال: لا بد من سلوكها، فسلكا يتخبطان في ظلامها،
فأما آدم فانكسر قلبه في طريقه، وبكى لصعوبة مضيقه، فهتف به هاتف اللطف: لا تجزع معجباً أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلى،
وأما إبليس فجاء ضاحكاً معجباً بنفسه، فثار الكبر من قلبه، فتكاثرت ظلمة طريقه،
فلما ارتفعا إلى رأس العقبة ضرب {بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} ،
فقال إبليس: يا آدم كنا رفيقين في عقبة المعصية، فكيف افترقنا؟ فنادى منادي الأزل: نحن قسمنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كتاب / الياقوتة لابن الجوزي
جعلنا الله من أهل الخير مفاتيح للخير مغاليق للشر على الدوام
ببركة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وببركة سادتنا آل البيت عليهم الصلاة والسلام
_________________ يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ
|