حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرني علي بن علي ، عن الحسن ، في قوله لقد خلقنا الإنسان في كبد (1) قال الحسن : لا أعلم خليقة يكابد من هذا الأمر ما يكابد هذا الإنسان قال : وقال سعيد أخوه : يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة
__________
(1) سورة : البلد آية رقم : 4
عن أبي سعيد ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العصر ، ثم قام فخطبنا ، فقال في خطبته : « ألا إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء »
عن علي بن زيد ، والمعلى ، عن الحسن ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر على دور من دور الجاهلية ، فرأى سخلة منبوذة خداجا ما عليها شعر ، فقال : « أترون هذه هانت على أهلها » ؟ قالوا : من هوانها ألقوها . قال : « فوالذي نفسي بيده ، للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها » قال الحسن : أخبرنا من شهد ذلك
عن علي بن زيد ، قال : كان بشير بن كعب كثيرا ما يقول : انطلقوا حتى أريكم الدنيا . قال : فيجيء بهم إلى السوق وهي يومئذ مزبلة ، فيقول : انظروا إلى دجاجهم ، وبطهم ، وثمارهم
عن المستورد بن شداد ، قال : قال رسول الله : « والذي نفسي بيده ، ما الدنيا في الآخرة إلا كرجل وضع إصبعه في اليم ، فلينظر بم رجعت إليه »
عن وهب بن منبه ، قال : بينما ركب يسيرون إذ هتف بهم هاتف : ألا إنما الدنيا مقيل لرائح قضى وطرا من حاجة ثم هجرا ألا لا ولا يدري علام نزوله ألا كلما قدمت تلقى مؤخرا
قال وهب بن منبه : قرأت في بعض الكتب : الدنيا غنيمة الأكياس ، وغفلة الجهال ، لم يعرفوها حتى اخرجوا منها ، فسألوا الرجعة فلم يرجعوا
عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار (1) قال : أخلصناهم بذكر الآخرة
__________
(1) سورة : ص آية رقم : 46
عن جابر بن عون الأسدي ، قال : أول كلام تكلم به سليمان بن عبد الملك أنه قال : الحمد لله الذي ما شاء صنع ، وما شاء رفع ، وما شاء وضع ، وما شاء أعطى ، ومن شاء منع ، إن الدنيا دار غرور ، ومنزل باطل ، وزينة تتقلب ، تضحك باكيا وتبكي ضاحكا ، وتخيف آمنا ، وتؤمن خائفا ، تفقر مثريها ، وتثري فقيرها ، ميالة لاعبة بأهلها . يا عباد الله اتخذوا كتاب الله إماما وارضوا به حكما ، واجعلوه لكم قائدا ، فإنه ناسخ لما كان قبله ، ولن ينسخه كتاب بعده ، اعلموا عباد الله أن هذا القرآن يجلو كيد الشيطان وضغائنه ، كما يجلو ضوء الصبح إذا تنفس إدبار الليل إذا عسعس
عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال : قال عبد الله : أنتم أكثر صلاة ، وأكثر صياما ، وأكثر جهادا من أصحاب محمد ، وهم كانوا خيرا منكم . قالوا : فيم ذاك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : كانوا أزهد منكم في الدنيا ، وأرغب منكم في الآخرة
أنشدني أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر قوله : ألا أيها الطالب أمرا ليس يلحقه ويا من طال بالدنيا وزهرتها تعلقه أما ينفك ذا أمل صروف الدهر تسبقه وأعقل ما يكون المرء فالحدثان تطرقه أرى الدنيا تمني المر ء أمرا لا يحققه ويكذب نفسه فيها وريب الدهر يصدقه ولم أر جامعا إلا يد الدنيا تفرقه
وأنشدني الحسين بن عبد الرحمن لشاعر ذكر الدنيا فقال : ألم ترها تلهي بنيها عشية وتترك في الصبح المجالس نوحا وتنمي عديد الحي حتى إذا بها غدت فأدارت بالمنون له الرحا
حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني أبو عمر الضرير قال : حدثني رجل من المسعوديين قال : قال عون بن عبد الله : زهرة الدنيا غرور ولو تحلت بكل زينة والخير الأكبر غدا في الآخرةفنحن بين مسارع ومقصر
حدثنا عبد الله قال : حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني المنهال بن يحيى قال : حدثني إياس بن حمزة رجل من أهل البحرين قال : قالت امرأة من قريش كانت تسكن البحرين : لو رأت أعين الزاهدين ثواب ما أعد الله لأهل الإعراض عن الدنيا لذابت أنفسهم شوقا واشتياقا إلى الموت لينالوا من ذلك ما أملوا من تفضله تبارك وتعالى
ثنا أبو عبد الرحمن القرشي عبد الله بن عمر بن محمد ، قال : ثنا محمد بن يعلى ، قال : ثنا موسى بن عبيدة الربذي ، أن لقمان ، قال لابنه : يا بني إنك استدبرت الدنيا منذ يوم نزلتها ، واستقبلت الآخرة ، فأنت إلى دار تقرب منها أقرب منك إلى دار تباعد عنها
حدثني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم العنزي ، نا أبو شجاع ، قال : كتب علي بن أبي طالب إلى سلمان الفارسي : أما بعد فإنما مثل الدنيا مثل الحية : لين مسها تقتل بسمها ، فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها ، وضع عنك همومها لما أيقنت به من فراقها ، وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون لها ، فإن صاحبها كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصه عنه مكروه ، والسلام
حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي ، قال : ثنا جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار ، قال : قال لي عبد الله الرازي : إن سرك أن تجد حلاوة العبادة ، وتبلغ ذروة سنامها ، فاجعل بينك وبين شهوات الدنيا حائطا من حديد
حدثني إبراهيم بن سعيد ، نا عبد العزيز القرشي ، قال : قال سفيان : قال عيسى ابن مريم : كما لا يستقيم النار والماء في إناء ، كذلك لا يستقيم حب الآخرة والدنيا في قلب المؤمن
عن سهل أبي الأسد ، قال : كان يقال : مثل الذي يريد أن يجمع له الآخرة والدنيا مثل عبد له ربان لا يدري أيهما يرضي
حدثني خالد بن خداش ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن ثابت ، قال : كتب إلي سعيد بن أبي بردة : قال أبو موسى : إنه لم يبق من الدنيا إلا فتنة منتظرة ، وكل محزن
عن عبد الله بن دينار ، عن الحسن ، أنه كان يقول : من أحب الدنيا وسرته ذهب خوف الآخرة من قلبه ، وما من عبد يزداد علما ويزداد على الدنيا حرصا ، إلا ازداد إلى الله بغضا ، وازداد من الله بعدا
حدثني هارون بن سفيان ، قال : حدثني الوليد بن صالح ، قال : ثنا أبو المليح ، عن ميمون يعني ابن مهران ، قال : الدنيا كلها قليل ، وقد ذهب أكثر القليل ، وبقي قليل من القليل أنشدني رجل من بني يشكر : إنما الدنيا وإن سرت قليل من قليل ليس يخلو أن تبدى لك في زي جميل ثم ترميك من المأمن بالخطب الجليل إنما العيش جوار الله في ظل ظليل حيث لا تسمع ما يؤذيك من قال وقيل