موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 29 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 21, 2015 8:52 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7637
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
تسجيل متابعة
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 23, 2015 6:17 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
بارك الله فيك شيخنا الكريم الفاضل / فراج يعقوب

وجزاكم الله خيراً كثيراً

ويسعدنى دائماً مرور حضرتك الكريم العطر .

أكرمك الله

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 25, 2015 12:10 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: أنا عَبْدَانُ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنبا طَلْحَةُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " الْمُؤْمِنُ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ مَا قَالَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا قَالَ، وَالْمُؤْمِنُ أَحْسَنُ النَّاسِ عَمَلًا، وَأَشَدُّ النَّاسِ خَوْفًا، لَوْ أَنْفَقَ جَبَلًا مِنْ مَالٍ مَا أَمِنَ دُونَ أَنْ يُعَايِنَ، وَلَا يَزْدَادُ صَلَاحًا وَبِرًّا وَعِبَادَةً إِلَّا ازْدَادَ فَرَقًا، يَقُولُ: وَلَا أَنْجُو، وَالْمُنَافِقُ يَقُولُ: سَوَادُ النَّاسِ كَثِيرٌ وَسَيُغْفَرُ لِي، وَلَا بَأْسَ عَلَيَّ، يَسِيئُ فِي الْعَمَلِ وَيَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَتَبَ إِلَى أَخٍ لَهُ: يَا أَخِي إِنَّكَ قَدْ قَطَعْتَ عَظِيمَ السَّفَرِ وَبَقِيَ أَقَلُّهُ، فَاذْكُرْ يَا أَخِي، الْمَصَادِرَ وَالْمَوَارِدَ، فَقَدْ أُوحِيَ إِلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْوُرُودِ، وَلَمْ يُخْبِرْكَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الصَّدْرِ وَالْخُرُوجِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَغُرَّكَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لَا دَارَ لَهُ، وَمَالُ مَنْ لَا مَالَ لَهُ «أَيْ أَخِي إِنَّ أَجَلَكَ قَدْ دَنَا، فَكُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ، وَلَا تَجْعَلِ الرِّجَالَ أَوْصِيَاءَكَ»

حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَاجَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُوسَى إِنَّهُ لَمْ يَتَصَنَّعْ لِي الْمُتَصَنِّعُونَ بِمِثْلِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَلَمْ يَتَقَرَّبْ إِلَيَّ الْمُتَقَرِّبُونَ بِمِثْلِ الْوَرَعِ عَمَّا حَرَّمْتُ عَلَيْهِمْ "

حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُنَا؟ قَالَ: «أَزْهَدُكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَأَرْغَبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ»

ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ هِلَالٍ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا دُنْيَا مَا أَهْوَنَكِ عَلَى الْأَبْرَارِ الَّذِينَ تَصَنَّعْتِ لَهُمْ، وَتَزَيَّنْتِ لَهُمْ إِنِّي قَدْ قَذَفْتُ فِي قُلُوبِهِمْ بُغْضَكِ وَالصُّدُودَ عَنْكِ، مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْكِ، كُلُّ شَأْنِكِ صَغِيرٌ، وَإِلَى الْفَنَاءِ تَصِيرِينَ، قَضَيْتُ عَلَيْكِ يَوْمَ خَلَقْتُ الْخَلْقَ أَلَّا تَدُومِي لِأَحَدٍ، وَلَا يَدُومُ لَكِ أَحَدٌ، وَإِنْ بَخِلَ بِكِ صَاحِبُكِ وَشَحَّ عَلَيْكِ، طُوبَى لِلْأَبْرَارِ الَّذِينَ أَطْلَعُونِي مِنْ قُلُوبِهِمْ عَلَى الرِّضَا، وَأَطْلَعُونِي مِنْ ضَمِيرِهِمْ عَلَى الصِّدْقِ وَالِاسْتِقَامَةِ، طُوبَى لَهُمْ مَا لَهُمْ عِنْدِي مِنَ الْجَزَاءِ إِذَا وَفَدُوا إِلَيَّ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَّا النُّورُ يَسْعَى أَمَامَهُمْ، وَالْمَلَائِكَةُ حَافُّونَ بِهِمْ حَتَّى أَبْلُغَ بِهِمْ مَا يَرْجُونَ مِنْ رَحْمَتِي

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: أَهْدَيْتُ إِلَى صَدِيقٍ لِي سُكَّرًا، فَكَتَبَ إِلَيَّ: لَا تَعُدْ وَدَعِ الْإِخَاءَ عَلَى حَالِهِ حَتَّى نَلْتَقِيَ وَلَيْسَ فِي الْقُلُوبِ شَيْءٌ. ثُمَّ كَتَبَ فِي أَسْفَلِ كِتَابِهِ: مَا طَالِبُ الدُّنْيَا مِنْ حَلَالِهَا وَجَمِيلِهَا وَحَسَنِهَا عِنْدَ اللَّهِ بِالْمَحْمُودِ وَلَا الْمَغْبُوطِ، فَكَيْفَ مَنْ طَلَبَهَا مِنْ أَيْدِي الْمَخْلُوقِينَ وَمَنْ قَذَّرَهَا وَنَكَّدَهَا بِالْعَارِ وَالْمَنْقَصَةِ

حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: ثنا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، أَحْسَبُهُ عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: جَاءَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ مِنْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَقَدْ صَلَّى بِهِمُ الْعَتَمَةَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْمِهِ وَجَدَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ، فَقَالَ: فِيمَ كُنْتُمْ؟ قَالُوا: كُنَّا نَتَذَاكَرُ مَوْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَالْمُصِيبَةَ بِهِ، فَقَالَ: أَنْتُمْ تُرِيدُونَ بَقَاءَ الدُّنْيَا وَقَدْ أَبَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا فَنَاءَهَا، وَإِنَّمَا فَنَاءُ الدُّنْيَا بِذَهَابِ الصَّالِحِينَ

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ وَأُومِنُ بِهِ، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدْى وَدِينِ الْحَقِّ لِيَزِيحَ بِهِ عِلَّتَكُمْ، وَلِيُوقِظَ بِهِ غَفْلَتَكُمْ. وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مَيِّتُونَ وَمَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ، وَمَوْقُوفُونَ عَلَى أَعْمَالِكُمْ، وَمَجْزِيُّونَ بِهَا، فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا، فَإِنَّهَا دَارٌ بِالْبَلَاءِ مَحْفُوفَةٌ، وَبِالْفَنَاءِ مَعْرُوفَةٌ، وَبِالْغَدْرِ مَوْصُوفَةٌ، فَكُلُّ مَا فِيهَا إِلَى زَوَالٍ، وَهِيَ بَيْنَ أَهْلِهَا دُوَلٌ وَسِجَالٌ، لَا تَدُومُ أَحْوَالُهَا، وَلَنْ يَسْلَمَ مِنْ شَرِّهَا نُزَّالُهَا، بَيْنَا أَهْلُهَا مِنْهَا فِي رَخَاءٍ وَسُرُورٍ، إِذَا هُمْ مِنْهَا فِي بَلَاءٍ وَغُرُورٍ، أَحْوَالٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَتَارَاتٌ مُتَصَرِّفَةٌ، وَالْعَيْشُ فِيهَا مَذْمُومٌ، وَالرَّخَاءُ فِيهَا لَا يَدُومُ، وَإِنَّمَا أَهْلُهَا فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتَهْدَفَةٌ، تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا، وَتُغَصِّصُهُمْ بِحِمَامِهَا، وَكُلٌّ حَتْفُهُ فِيهَا مَقْدُورٌ، وَحَظُّهُ فِيهَا مَوْفُورٌوَاعْلَمُوا - عِبَادَ اللَّهِ - أَنَّكُمْ وَمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ زَهْرَةِ هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى سَبِيلِ مَنْ قَدْ مَضَى، مِمَّنْ كَانَ أَطْوَلَ مِنْكُمْ أَعْمَارًا، وَأَشَدَّ مِنْكُمْ بَطْشًا، وَأَعْمَرَ دِيَارًا، وَأَبْعَدَ آثَارًا، فَأَصْبَحَتْ أَصْوَاتُهُمْ هَامِدَةً خَامِدَةً مِنْ بَعْدِ طُولِ تَقَلُّبِهَا، وَأَجْسَادُهُمْ بَالِيَةً، وَدِيَارُهُمْ خَالِيَةً، وَآثَارُهُمْ عَافِيَةً، وَاسْتَبْدَلُوا بِالْقُصُورِ الْمُشَيَّدَةِ، وَالسُّرُرِ وَالنَّمَارِقِ الْمُمَهَّدَةِ الصُّخُورَ وَالْأَحْجَارَ الْمُسْنَدَةَ فِي الْقُبُورِ اللَّاطِئَةَ الْمُلْحَدَةَ الَّتِي قَدْ بُنِيَ بِالْخَرَابِ فَنَاؤُهَا، وَشُيِّدَ بِالتُّرَابِ بِنَاؤُهَا، فَمُحِلُّهَا مُقْتَرِبٌ، وَسَاكِنُهَا مُغْتَرِبٌ بَيْنَ أَهْلِ عِمَارَةٍ مُوحِشِينَ، وَأَهْلِ مَحَلَّةٍ مُتَشَاغِلِينَ، لَا يَسْتَأْنِسُونَ بِالْعُمْرَانِ، وَلَا يَتَوَاصَلُونَ تَوَاصُلَ الْجِيرَانِ وَالْإِخْوَانِ عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنْ قُرْبِ الْجِوَارِ وَدُنُوِّ الدَّارِوَكَيْفَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ تَوَاصُلٌ وَقَدْ طَحَنَهُمْ بِكَلْكَلِهِ الْبِلَى، وَأَكَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ وَالثَّرَى، فَأَصْبَحُوا بَعْدَ الْحَيَاةِ أَمْوَاتًا، وَبَعْدَ غَضَارَةِ الْعَيْشِ رُفَاتًا، فُجِعَ بِهِمُ الْأَحْبَابُ، وَسَكَنُوا التُّرَابَ، وَظَعَنُوا فَلَيْسَ لَهُمْ إِيَابٌ. هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 100] فَكَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنَ الْبِلَى وَالْوَحْدَةِ فِي دَارِ الْمَوْتَى، وَارْتُهِنْتُمْ فِي ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، وَضَمَّكُمْ ذَلِكَ الْمُسْتَوْدَعُ، فَكَيْفَ بِكُمْ لَوْ قَدْ تَنَاهَتْ بِكُمُ الْأُمُورُ، وَبُعْثِرَتِ الْقُبُورُ، وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ، وَأَوْقِفْتُمْ لِلتَّحْصِيلِ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْجَلِيلِ، فَطَارَتِ الْقُلُوبُ لِإِشْفَاقِهَا مِنْ سَالِفِ الذُّنُوبِ، وَهُتِكَتْ عَنْكُمُ الْحُجُبُ وَالْأَسْتَارُ، وَظَهَرَتْ مِنْكُمُ الْغُيُوبُ وَالْأَسْرَارُ؟ هُنَالِكَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} وَقَالَ تَعَالَى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49] جَعَلْنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ عَامِلِينَ بِكِتَابِهِ، مُتَّبِعِينَ لِأَوْلِيَائِهِ، حَتَّى يُحِلَّنَا وَإِيَّاكُمْ دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ "

حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: بِقَدْرِ مَا تَفْرَحُ لِلدُّنْيَا كَذَلِكَ تُخْرِجُ حَلَاوَةَ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِكَ "


_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 25, 2015 10:59 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
وحدثني سريج ، قال : ثنا عباد بن العوام ، عن عاصم بن كليب ، عن سلمة بن نباتة ، قال : خرجنا إما حجاجا وإما عمارا ، فمررنا بأبي ذر بالربذة ، فمر بنا فجلس معنا ، فقال له بعض القوم أو بعضنا : ما مالك ؟ قال : لي من الإبل كذا ومن الغنم كذا ، إحداهما يرعاها ابن لي ، والأخرى يرعاها غلام لي ، وهو عتيق إلى الحول

ثنا علي بن الجعد ، قال : أنبأ أبو معاوية ، عن سليمان بن فروخ ، عن الضحاك بن مزاحم ، قال : أتى النبي رجل فقال : يا رسول الله من أزهد الناس ؟ قال : « من لم ينس القبر والبلى ، وترك أفضل زينة الدنيا ، وآثر ما يبقى على ما يفنى ، ولم يعد غدا من أيامه ، وعد نفسه في الموتى »

حدثني عبد الرحمن بن صالح ، قال : ثنا عبد الرحمن المحاربي ، عن مالك بن مغول ، قال : أخبرت عن الحسن ، قال : قالوا يا رسول الله من خيرنا ؟ قال : « أزهدكم في الدنيا وأرغبكم في الآخرة »

حدثني القاسم بن هاشم ، عن حمزة بن سلم ، عن محمد بن مسلم الطائفي ، عن صفوان يعني ابن سليم ، قال : قال النبي A : « من زهد في الدنيا أسكن الله الحكمة قلبه ، وأطلق بها لسانه ، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها ، وأخرجه منها سالما مسلما إلى دار السلام »

حدثني عبد الله بن محمد البلخي ، قال : سمعت إبراهيم بن الشماس ، قال : قال عبد الله بن المبارك : أفضل الزهد إخفاء الزهد

حدثنا الحسين بن علي العجلي ، قال : ثنا الحسين بن علي الجعفي ، عن جعفر بن برقان ، قال : بلغني عن وهب بن منبه ، أنه كان يقول : أعون الأخلاق على الدين الزهادة في الدنيا ، وأوشكها ردى اتباع الهوى ، ومن اتباع الهوى الرغبة في الدنيا ، ومن الرغبة في الدنيا حب المال والشرف ، ومن حب المال والشرف استحلال المحارم ، ومن استحلال المحارم يغضب الله D ، ومن غضب الله الداء الذي لا دواء له إلا رضوان الله ، ورضوان الله تعالى الدواء الذي لا يضر معه داء . فمن يرد أن يرضي ربه يسخط نفسه ، ومن لا يسخط نفسه لا يرض ربه ، إن كان كلما ثقل على الإنسان شيء من أمر دينه تركه ، أوشك أن لا يبقى معه منه شيء

حدثني محمد بن علي بن شقيق ، قال : ثنا إبراهيم بن الأشعث ، قال : أنا الفضيل بن عياض ، عن عمران بن حسان ، عن الحسن ، قال : خرج رسول الله A على أصحابه ذات يوم فقال : « هل منكم من يريد أن يؤتيه الله تعالى علما بغير تعلم ، وهدى بغير هداية ؟ هل منكم من يريد أن يذهب الله D عنه العمى ويجعله بصيرا ؟ ألا إنه من رغب في الدنيا وطال أمله فيها أعمى الله قلبه على قدر ذلك ، ومن زهد في الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله علما بغير تعلم ، وهدى بغير هداية ، ألا إنه سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر ، ولا الغنى إلا بالبخل والفخر ، ولا المحبة إلا باستخراج في الدين واتباع الهوى ، ألا فمن أدرك ذلك الزمن منكم فصبر للفقر وهو يقدر على الغنى ، وصبر للبغضاء وهو يقدر على المحبة ، وصبر على الذل وهو يقدر على العز ، لا يريد بذلك إلا وجه الله تعالى ، أعطاه الله تعالى ثواب خمسين صديقا »

ثنا محمد بن علي ، قال : ثنا إبراهيم بن الأشعث ، قال : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي حلالا لا أحاسب بها في الآخرة ، لكنت أقذرها كما يقذر أحدكم الجيفة إذا مر بها أن تصيب ثوبه

ثنا أبو مسلم الحراني ، قال : ثنا مسكين بن بكير ، عن محمد بن مهاجر ، عن يونس بن ميسرة الجبلاني ، قال : ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ، ولا بإضاعة المال ، ولكن الزهادة في الدنيا أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يديك ، وأن يكون حالك في المصيبة وحالك إذا لم تصب بها سواء ، وأن يكون مادحك وذامك في الحق سواء

حدثني إبراهيم بن سعيد ، قال : ثنا موسى بن أيوب ، قال : نا ضمرة بن ربيعة ، قال : قال وهيب المكي : الزهد في الدنيا أن لا تأسى على ما فات منها ، ولا تفرح بما أتاك منها

حدثني محمد بن العباس ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، قال : الزهد في الدنيا قصر الأمل ، ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء

حدثني عون بن إبراهيم ، قال : ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت مضاء ، يقول لسباع الموصلي : يا أبا محمد إلى أي شيء أقضى بهم الزهد ؟ قال : إلى الأنس به

ثنا المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري ، قال : ثنا محمد بن سباع النميري ، قال : بينما عيسى عليه السلام يسيح في بعض بلاد الشام إذ اشتد به المطر والرعد والبرق قال : فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه ، فرفعت له خيمة من بعيد فأتاها ، فإذا فيها امرأة فحاد عنها ، فإذا هو بكهف في جبل ، فأتاه فإذا في الكهف أسد فوضع يده عليه ، ثم قال : إلهي جعلت لكل شيء مأوى ولم تجعل لي مأوى ، فأجابه الجليل تعالى : مأواك عندي في مستقر من رحمتي ، لأزوجنك يوم القيامة مائة حوراء خلقتها بيدي ، ولأطعمن في عرسك أربعة آلاف عام ، يوم منها كعمر الدنيا ، ولآمرن مناديا ينادي : أين الزهاد في دار الدنيا ؟ زوروا عرس الزاهد عيسى ابن مريم

حدثني عون بن إبراهيم ، قال : حدثني أحمد بن أبي الحواري ، قال : ثنا أبو جعفر المصري ، قال : يولم عيسى ويحيى عليهما السلام في الجنة ثلاثمائة سنة ، ويدعى في وليمتهما المتقشفون

ثنا زياد بن أيوب ، قال : ثنا سعيد بن عامر ، قال : ثنا معتمر بن سليمان ، قال : قال عيسى عليه السلام : كانت الدنيا قبل أن أكون فيها ، وهي كائنة بعدي ، وإنما لي فيها أيام معدودة ، فإذا لم أسعد في أيامي في هذه فمتى أسعد ؟

حدثني علي بن الحسين ، عن ابن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : جلس عيسى عليه السلام في ظل خيمة عجوز ، فقالت له العجوز : يا عبد الله قم من ظلنا ، فقام فجلس في الشمس ، وقال : لست أنت الذي أقمتني ، إنما أقامني الذي لم يرد أن أصيب من الدنيا شيئا

حدثني الربيع بن ثعلب ، قال : ثنا أبو إسماعيل المؤدب ، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي ، عن أبي العالية الشامي ، قال : قدم عمر بن الخطاب Bه الجابية على جمل أورق ، تلوح صلعته بالشمس ، ليس عليه قلنسوة ولا عمامة ، تصطفق رجلاه بين شعبتي رحله ، بلا ركاب ، وطاؤه كساء أنبجاني (1) صوف ، هو وطاؤه (2) إذا ركب ، وفراشه إذا نزل ، حقيبته نمرة (3) أو شملة محشوة ليفا هي حقيبته إذا ركب ، ووسادته إذا نزل عليه قميص من كرابيس ، قد دسم وتخرق جيبه ، فقال : ادعوا لي رأس القرية ، فدعوا له الحلومس ، فقال : اغسلوا قميصي وخيطوه وأعيروني قميصا أو ثوبا ، فأتي بقميص كتان ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : كتان قال : وما الكتان ؟ فأخبروه ، فنزع قميصه فغسل ورقع ، وأتي به ، فنزع قميصهم ولبس قميصه ، فقال له الحلومس : أنت ملك العرب ، وهذه بلاد لا تصلح لها الإبل ، فأتي ببرذون فطرح عليه قطيفة بلا سرج ولا رحل فركبه ، فقال : احبسوا احبسوا ، ما كنت أظن الناس يركبون الشيطان قبل هذا ، فأتي بجمله فركبه


__________
(1) الأنبجاني : كساء يُتخذ من الصوف وهو من أدون الثياب الغليظة منسوب إلى موضع اسمه أنبجان
(2) الوطاء : الفراش
(3) النمار : جلود النُّمور، وهي السِّباع المعروفة، واحِدُها : نَمِر. والنمار أيضا : كلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطة من مَآزِر وسراويل الأعراب فهي نَمِرة، وجمعُها : نِمار.

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 26, 2015 10:29 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
حدثني حمزة بن العباس ، قال : أخبرنا عبدان بن عثمان ، قال : أنا عبد الله بن المبارك ، قال : أنا معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : قدم عمر بن الخطاب Bه الشام ، فتلقاه أمراء الأجناد وعظماء أهل الأرض ، فقال عمر : أين أخي ؟ قالوا : من ؟ قال : أبو عبيدة ، قالوا : يأتيك الآن . فجاء على ناقة مخطومة بحبل ، فسلم عليه وسأله ، ثم قال للناس : انصرفوا . فسار معه حتى أتى منزله فنزل عليه ، فلم ير في منزله إلا سيفه وترسه ورحله ، فقال له عمر : لو اتخذت متاعا ، أو قال شيئا . فقال أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين : إن هذا سيبلغنا المقيل

ثنا إسحاق بن إسماعيل ، قال : نا سفيان ، عن أيوب بن عائذ ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب : أن عمر انتهي إلى مخاض بالشام ، فنزع خفيه ، فأخذ أحدهما بيده ، وأخذ بخطام راحلته (1) ، وخاض الماء ، فجعلوا ينظرون إليه . وجاءه أبو عبيدة ، فقال : صنعت اليوم صنيعا عظيما عند أهل الأرض ، صنعت كذا وكذا ، فصك في صدره ، ثم قال : أوه لو فعل ذلك غيرك أبا عبيدة ، إنكم كنتم أذل الناس ، وأحقر الناس ، فأعزكم الله بالدين ، مهما تطلبون العز بغيره أذلكم الله D

__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى


حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا موسى بن أيوب ، عن علي بن بكار ، عن إبراهيم بن أدهم ، قال : جاء رجل إلى النبي A فقال : يا رسول الله دلني على عمل يحبني الله D عليه ، ويحبني الناس عليه قال : « أما العمل الذي يحبك الله D عليه فازهد في الدنيا ، وأما العمل الذي يحبك الناس عليه فانبذ إليهم ما في يدك من الحطام »

حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا موسى بن أيوب ، قال : حدثني عقبة البيروتي ، عن سعيد بن عبد العزيز ، قال : الدنيا غنيمة الآخرة

حدثني إبراهيم بن سعيد ، قال : ثنا موس بن أيوب ، قال : ثنا مخلد بن حسين ، قال : قيل لأبي حمزة بعدما كبر : يا أبا حمزة كيف حبك للدنيا ؟ قال : خذع

ثنا محمد بن عبد المجيد ، قال : ثنا إسحاق بن منصور السلولي ، قال : دخلت على داود الطائي أنا وصاحب لي ، وهو على التراب فقلت لصاحبي : هذا رجل زاهد ، فقال داود : إنما الزاهد من قدر فترك

وبلغني ، عن فضيل بن عياض ، قال : أصل الزهد الرضا عن الله D

ثنا زياد بن أيوب ، قال : ثنا سعيد بن عامر ، قال : ثنا حسين أبو جعفر ، عن الكلبي ، قال : رأيت الحسن بمكة فسألته عن شيء فلم يجبني ، فقلت : نسألكم يا معشر الفقهاء فلا تجيبونا قال : ويحك وهل رأيت بعينك فقيها قط ؟ وهل تدري من الفقيه ؟ إنما الفقيه الزاهد في الدنيا ، الراغب في الآخرة ، الدائب في العبادة ، البصير بدينه

حدثني عبيد بن محمد الوراق ، قال : قال أبو نصر بن الحارث : قال سفيان الثوري لبكر العابد : يا بكر ، ازهد ونم . قال : وقال سفيان : يا بكر ، خذ من الدنيا لبدنك ، وخذ من الآخرة لقلبك قال أبو نصر : يعني لبدنك ما لا بد لك منه ، ولقلبك : أي اشغل قلبك بذكر الآخرة

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 03, 2015 10:56 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
حدثني عبيد بن محمد الوراق ، قال : قال أبو نصر بن الحارث : قال سفيان الثوري لبكر العابد : يا بكر ، ازهد ونم . قال : وقال سفيان : يا بكر ، خذ من الدنيا لبدنك ، وخذ من الآخرة لقلبك قال أبو نصر : يعني لبدنك ما لا بد لك منه ، ولقلبك : أي اشغل قلبك بذكر الآخرة

حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني مسكين بن عبيد الصوفي ، قال : حدثني المتوكل بن حسين العابد ، قال : قال إبراهيم بن أدهم : الزهد ثلاثة أصناف ، فزهد فرض ، وزهد فضل ، وزهد سلامة فالزهد الفرض : الزهد في الحرام ، والزهد الفضل : الزهد في الحلال ، والزهد السلامة : الزهد في الشبهات

حدثني علي بن محمد ، قال : ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : قلت لسفيان بن عيينة : من الزاهد في الدنيا ؟ قال : من إذا أنعم عليه شكر ، وإذا ابتلي صبر . قلت : يا أبا محمد قد أنعم عليه فشكر ، وابتلي فصبر ، وحبس النعمة ، كيف يكون زاهدا ؟ فضربني بيده ، وقال : اسكت من لم تمنعه النعمى من الشكر ، ولا البلوى من الصبر ، فذلك الزاهد

حدثني إبراهيم بن سعيد ، ثنا زياد بن أيوب ، قال : ثنا سعيد بن عامر ، عن جعفر بن سليمان ، قال : دخل رجل على أبي ذر ، فعجل يقلب بصره في بيته ، فقال : يا أبا ذر ، أين متاعكم ؟ قال : إن لنا بيتا نوجه إليه صالح متاعنا . قال : إنه لا بد لك من متاع ما دمت ها هنا . قال : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه

ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب قال : ثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، قال : دخل شباب من قريش على أبي ذر فقالوا : فضحت الدنيا ، فأغضبوه ، فقال : ما لي وللدنيا وإنما يكفيني صاع (1) من طعام في كل جمعة ، وشربة من ماء في كل يوم


__________
(1) الصاع : مكيال المدينة تقدر به الحبوب وسعته أربعة أمداد ، والمد هو ما يملأ الكفين


حدثني إبراهيم بن سعيد ، قال : ثنا عبد العزيز القرشي ، قال : سمعت سفيان ، يقول : عليك بالزهد يبصرك الله تعالى عورات الدنيا ، وعليك بالورع يخفف الله حسابك ، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، وادفع الشك باليقين يسلم لك دينك

ثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثني أبو سلمة موسى بن إسماعيل قال : ثنا حزم ، قال : سمعت مالك بن دينار ، يقول : ما يسرني أن لي من الجسر إلى خراسان ببعرة ، وربما قالوا : بنواة ، قال : وما يسرني أن لي من الجبل إلى الأبلة ببعرة ، وربما قالوا : بنواة ، قال : ثم يقبل علينا فيقول : والله إن كنت إنما أريدكم لهذا إني إذا لشقي

حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا عبيد الله بن محمد ، قال : حدثني معاذ بن زياد ، قال : سمعت عبد الواحد بن زيد ، غير مرة يقول : ما يسرني أن لي جميع ما حوت عليه البصرة من الأموال والثمرة بفلسين

حدثني علي بن الحسن ، عن أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : لا يجوز لأحد أن يظهر للناس الزهد والشهوات في قلبه ، فإذا لم يبق في قلبه من شهوات الدنيا شيء جاز له أن يظهر للناس الزهد ، لأن العباء علم من أعلام الزهاد ، فإذا زهد بقلبه وأظهر العباء كان مستوجبا لها ، وإن ستر زهده بثوبين أبيضين ليدفع بهما أبصار الناس عنه كان أسلم لزهده قال : وسمعت أبا سليمان يقول : أما يستحي أحدكم أن يلبس عباءة بثلاثة دراهم وفي قلبه شهوة بخمسة دراهم

حدثني علي ، عن أحمد بن أبي الحواري ، قال : مضاء يقول : إنما أرادوا بالزهد لتفرغ قلوبهم للآخرة

حدثني الحسن بن يحيى بن كثير العنبري ، قال : نا خزيمة أبو محمد ، قال : قال رجل لمحمد بن واسع : أوصني قال : أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة قال : كيف لي بذلك ؟ قال : ازهد في الدنيا

حدثني الحسن بن يحيى بن كثير ، قال : ثنا خزيمة أبو محمد ، إن رجلا أتى بعض الزهاد ، فقال له الزاهد : ما جاء بك ؟ قال : بلغني زهدك قال : أفلا أدلك على من هو أزهد مني ؟ قال : ومن هو ؟ قال : أنت قال : كيف ذاك ؟ قال : لأنك زهدت في الجنة وما أعد الله D فيها ، وزهدت أنا في الدنيا على فنائها وذم الله D إياها ، فأنت أزهد مني

حدثني الحسن بن يحيى ، قال : ثنا خزيمة أبو محمد وكان من العابدين ، قال : دخل أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم على داود الطائي فقال له : ما رأيت أحدا رضي من الدنيا بمثل ما رضيت به . قال : يا يعقوب من رضي بالدنيا كلها عوضا من الآخرة ، فذاك الذي رضي بأقل مما رضيت به

حدثني الحسن بن يحيى بن كثير ، قال : ثنا خزيمة أبو محمد ، قال : كانت دعوة بكر بن عبد الله لمن لقي من إخوانه أن يقول له : زهدنا الله وإياك زهد من أمكنه الحرام والذنوب في الخلوات فعلم أن الله يراه فتركه

حدثني حمزة بن العباس ، قال : أنا عبدان بن عثمان ، قال : أنا عبد الله ، قال : أنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني ، عن المهاجر بن حبيب ، عن أبي الدرداء ، Bه قال : لئن حلفتم لي على رجل منكم أنه أزهدكم ، لأحلفن لكم أنه خيركم

حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا حكيم بن جعفر ، قال : سمعت أبا عبد الله البراثي ، يقول : من زهد على حقيقة كانت مؤونته في الدنيا خفيفة ، ومن لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال

حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا موسى بن أيوب ، قال : ثنا بقية ، عن صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن كعب ، قال : لتحببن إليكم الدنيا حتى تتعبدوا لها ولأهلها ، وليأتينكم زمان تكره فيه الموعظة ، وحتى يختفي المؤمن بإيمانه كما يختفي الفاجر بفجوره ، وحتى يعير المؤمن بإيمانه كما يعير الفاجر بفجوره

ثنا هارون بن عبد الله ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا موسى بن سعيد الراسبي ، قال : ثنا حوشب ، قال : سمعت الحسن ، يقول : والله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم الرحمن بحبهم الدنيا

ثنا هارون ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر ، قال : سمعت مالك بن دينار ، يقول : إن البدن إذا سقم لم ينجع فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة ، وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم تنجع فيه المواعظ

ثنا هارون بن عبد الله ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر ، قال : سمعت مالك بن دينار ، يقول : بقدر ما تحزن للدنيا فكذلك يخرج هم الآخرة من قلبك ، وبقدر ما تحزن للآخرة فكذلك يخرج هم الدنيا من قلبك

ثنا هارون ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر ، قال : سمعت فرقدا السبخي ، يقول : اتخذوا الدنيا ظئرا ، واتخذوا الآخرة أما ، ألم تروا إلى الصبي يلقى على الظئر ، فإذا ترعرع وعرف والدته ترك الظئر وألقى نفسه على والدته ، وإن الآخرة أمكم يوشك أن تجتركم

حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني الصلت بن حكيم ، قال : بلغنا أنه أوحي إلى الدنيا أنه من تركك فاخدميه ، ومن آثرك فاستخدميه

حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني الخليل ، عن عمر بن إبراهيم ، قال : سمعت موسى الراسبي ، يذكر عن يزيد الأعرج الشني ، أنه كان يقول لأصحابه كثيرا : بحسبكم بقاء الآخرة من فناء الدنيا . بأي العملين حللت إبقاء الدارين فبت مع دار البقاء ، إن خير فخير ، وإن شر فشر

ثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : ثنا معاوية بن هشام الثوري ، يقول : كان يقال : إنما سميت الدنيا ، لأنها دنية ، وإنما سمي المال لأنه يميل بأهله

حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرني علي بن علي يعني الرفاعي ، عن الحسن ، قال : بينما رجلان من صدر هذه الأمة يتراجعان بينهما أمر الناس ، فقال أحدهما لصاحبه : لا أبا لك أما ترى الناس وقد أتى ما أهلكهم عن هذا الأمر بعدما زعموا أن قد آمنوا ؟ قال : جعل يقول : ضعف الناس والذنوب والشيطان ، قال : وجعل يعرض بأمور لا توافق الرجل في نفسه ، فلما رأى ذلك قال : بل خرجوا عن هذا الأمر بعدما زعموا أن قد آمنوا ، إن الله D أشهد الدنيا ، وغيب الآخرة ، فأخذ الناس بالشاهد ، وتركوا الغائب . والذي نفس عبد الله بن قيس بيده ، لو أن الله قرن إحداهما إلى جانب الأخرى ، حتى يعاينها الناس ما عدلوا ولا امتثلوا

حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرني علي بن علي ، عن الحسن ، في قوله لقد خلقنا الإنسان في كبد (1) قال الحسن : لا أعلم خليقة يكابد من هذا الأمر ما يكابد هذا الإنسان قال : وقال سعيد أخوه : يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة

__________
(1) سورة : البلد آية رقم : 4



_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 18, 2015 1:02 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936

حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرني علي بن علي ، عن الحسن ، في قوله لقد خلقنا الإنسان في كبد (1) قال الحسن : لا أعلم خليقة يكابد من هذا الأمر ما يكابد هذا الإنسان قال : وقال سعيد أخوه : يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة
__________
(1) سورة : البلد آية رقم : 4


عن أبي سعيد ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العصر ، ثم قام فخطبنا ، فقال في خطبته : « ألا إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء »

عن علي بن زيد ، والمعلى ، عن الحسن ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر على دور من دور الجاهلية ، فرأى سخلة منبوذة خداجا ما عليها شعر ، فقال : « أترون هذه هانت على أهلها » ؟ قالوا : من هوانها ألقوها . قال : « فوالذي نفسي بيده ، للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها » قال الحسن : أخبرنا من شهد ذلك

عن علي بن زيد ، قال : كان بشير بن كعب كثيرا ما يقول : انطلقوا حتى أريكم الدنيا . قال : فيجيء بهم إلى السوق وهي يومئذ مزبلة ، فيقول : انظروا إلى دجاجهم ، وبطهم ، وثمارهم

عن المستورد بن شداد ، قال : قال رسول الله : « والذي نفسي بيده ، ما الدنيا في الآخرة إلا كرجل وضع إصبعه في اليم ، فلينظر بم رجعت إليه »

عن وهب بن منبه ، قال : بينما ركب يسيرون إذ هتف بهم هاتف : ألا إنما الدنيا مقيل لرائح قضى وطرا من حاجة ثم هجرا ألا لا ولا يدري علام نزوله ألا كلما قدمت تلقى مؤخرا

قال وهب بن منبه : قرأت في بعض الكتب : الدنيا غنيمة الأكياس ، وغفلة الجهال ، لم يعرفوها حتى اخرجوا منها ، فسألوا الرجعة فلم يرجعوا

عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار (1) قال : أخلصناهم بذكر الآخرة
__________
(1) سورة : ص آية رقم : 46


عن جابر بن عون الأسدي ، قال : أول كلام تكلم به سليمان بن عبد الملك أنه قال : الحمد لله الذي ما شاء صنع ، وما شاء رفع ، وما شاء وضع ، وما شاء أعطى ، ومن شاء منع ، إن الدنيا دار غرور ، ومنزل باطل ، وزينة تتقلب ، تضحك باكيا وتبكي ضاحكا ، وتخيف آمنا ، وتؤمن خائفا ، تفقر مثريها ، وتثري فقيرها ، ميالة لاعبة بأهلها . يا عباد الله اتخذوا كتاب الله إماما وارضوا به حكما ، واجعلوه لكم قائدا ، فإنه ناسخ لما كان قبله ، ولن ينسخه كتاب بعده ، اعلموا عباد الله أن هذا القرآن يجلو كيد الشيطان وضغائنه ، كما يجلو ضوء الصبح إذا تنفس إدبار الليل إذا عسعس

عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال : قال عبد الله : أنتم أكثر صلاة ، وأكثر صياما ، وأكثر جهادا من أصحاب محمد ، وهم كانوا خيرا منكم . قالوا : فيم ذاك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : كانوا أزهد منكم في الدنيا ، وأرغب منكم في الآخرة

أنشدني أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر قوله : ألا أيها الطالب أمرا ليس يلحقه ويا من طال بالدنيا وزهرتها تعلقه أما ينفك ذا أمل صروف الدهر تسبقه وأعقل ما يكون المرء فالحدثان تطرقه أرى الدنيا تمني المر ء أمرا لا يحققه ويكذب نفسه فيها وريب الدهر يصدقه ولم أر جامعا إلا يد الدنيا تفرقه

وأنشدني الحسين بن عبد الرحمن لشاعر ذكر الدنيا فقال : ألم ترها تلهي بنيها عشية وتترك في الصبح المجالس نوحا وتنمي عديد الحي حتى إذا بها غدت فأدارت بالمنون له الرحا

حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني أبو عمر الضرير قال : حدثني رجل من المسعوديين قال : قال عون بن عبد الله : زهرة الدنيا غرور ولو تحلت بكل زينة والخير الأكبر غدا في الآخرةفنحن بين مسارع ومقصر

حدثنا عبد الله قال : حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني المنهال بن يحيى قال : حدثني إياس بن حمزة رجل من أهل البحرين قال : قالت امرأة من قريش كانت تسكن البحرين : لو رأت أعين الزاهدين ثواب ما أعد الله لأهل الإعراض عن الدنيا لذابت أنفسهم شوقا واشتياقا إلى الموت لينالوا من ذلك ما أملوا من تفضله تبارك وتعالى

ثنا أبو عبد الرحمن القرشي عبد الله بن عمر بن محمد ، قال : ثنا محمد بن يعلى ، قال : ثنا موسى بن عبيدة الربذي ، أن لقمان ، قال لابنه : يا بني إنك استدبرت الدنيا منذ يوم نزلتها ، واستقبلت الآخرة ، فأنت إلى دار تقرب منها أقرب منك إلى دار تباعد عنها

حدثني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم العنزي ، نا أبو شجاع ، قال : كتب علي بن أبي طالب إلى سلمان الفارسي : أما بعد فإنما مثل الدنيا مثل الحية : لين مسها تقتل بسمها ، فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها ، وضع عنك همومها لما أيقنت به من فراقها ، وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون لها ، فإن صاحبها كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصه عنه مكروه ، والسلام

حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي ، قال : ثنا جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار ، قال : قال لي عبد الله الرازي : إن سرك أن تجد حلاوة العبادة ، وتبلغ ذروة سنامها ، فاجعل بينك وبين شهوات الدنيا حائطا من حديد

حدثني إبراهيم بن سعيد ، نا عبد العزيز القرشي ، قال : قال سفيان : قال عيسى ابن مريم : كما لا يستقيم النار والماء في إناء ، كذلك لا يستقيم حب الآخرة والدنيا في قلب المؤمن

عن سهل أبي الأسد ، قال : كان يقال : مثل الذي يريد أن يجمع له الآخرة والدنيا مثل عبد له ربان لا يدري أيهما يرضي

حدثني خالد بن خداش ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن ثابت ، قال : كتب إلي سعيد بن أبي بردة : قال أبو موسى : إنه لم يبق من الدنيا إلا فتنة منتظرة ، وكل محزن

عن عبد الله بن دينار ، عن الحسن ، أنه كان يقول : من أحب الدنيا وسرته ذهب خوف الآخرة من قلبه ، وما من عبد يزداد علما ويزداد على الدنيا حرصا ، إلا ازداد إلى الله بغضا ، وازداد من الله بعدا


حدثني هارون بن سفيان ، قال : حدثني الوليد بن صالح ، قال : ثنا أبو المليح ، عن ميمون يعني ابن مهران ، قال : الدنيا كلها قليل ، وقد ذهب أكثر القليل ، وبقي قليل من القليل أنشدني رجل من بني يشكر : إنما الدنيا وإن سرت قليل من قليل ليس يخلو أن تبدى لك في زي جميل ثم ترميك من المأمن بالخطب الجليل إنما العيش جوار الله في ظل ظليل حيث لا تسمع ما يؤذيك من قال وقيل


_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 28, 2015 6:03 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
حدثني حمزة بن العباس ، قال : أنبأ عبدان ، قال : أنبأ عبد الله يعني ابن المبارك ، قال : أنبأ ابن لهيعة ، قال : ثنا سعيد بن أبي سعيد ، أن رجلا قال : يا رسول الله كيف لي أن أعلم كيف أنا ؟ قال : « إذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة وابتغيته يسر لك ، وإذا أردت شيئا من أمر الدنيا وابتغيته عسر عليك فأنت على حال حسنة ، وإذا كنت على خلاف ذلك فإنك على حال قبيحة »

عن أبو أيوب الدمشقي ، قال : قال السري بن ينعم ، وكان من عباد أهل الشام : بؤسا لمحب الدنيا ، أتحب ما أبغض الله ؟

قال عمر بن الخطاب : لا تحزن أن يعجل لك كثير مما تحب من أمر دنياك إذا كنت ذا رغبة في أمر آخرتك حدثنا عبد الله ، قال : أنشدني أحمد بن موسى الثقفي : جهول ليس تنهاه النواهي ولا تلقاه إلا وهو ساهي يسر بيومه لعبا ولهوا ولا يدري وفي غده الدواهي مررت بقصره فرأيت أمرا عجيبا فيه مزدجر وناهي بدا فوق السرير فقلت من ذا فقالوا : ذلك الملك المباهي رأيت الباب سود والجواري ينحن وهن يكسرن الملاهي تبين أي دار أنت فيها ولا تسكن إليها وادر ما هي

حدثنا عبد الله قال : ثنا إسحاق بن إسماعيل ، قال : ثنا جرير ، عن ليث ، قال : صحب رجل عيسى ابن مريم عليه السلام ، فقال : أكون معك وأصحبك قال : فانطلقا فانتهيا إلى شط نهر ، فجلسا يتغديان ومعهما ثلاثة أرغفة ، فأكلا رغيفين ، وبقي رغيف ، فقام عيسى إلى النهر فشرب ، ثم رجع فلم يجد الرغيف ، فقال للرجل : « من أخذ الرغيف ؟ » قال : لا أدري قال : فانطلق معه صاحبه ، فرأى ظبية معها خشفان لها قال : فدعا أحدهما فأتاه فذبحه ، واشتوى منه فأكل هو وذاك ، ثم قال للخشف : قم بإذن الله ، فقام فذهب ، فقال للرجل : أسألك بالذي أراك هذه الآية من أخذ الرغيف ؟ قال : ما أدري . قال : ثم انتهيا إلى وادي ماء ، فأخذ عيسى بيد الرجل فمشيا على الماء ، فلما جاوزا قال : أسألك بالذي أراك هذه الآية ، من أخذ الرغيف ؟ قال : لا أدري . قال : فانتهيا إلى مفازة فجلسا ، فأخذ عيسى فجمع ترابا ، أو كثيبا ، ثم قال : كن ذهبا بإذن الله ، فصار ذهبا ، فقسمه ثلاثة أثلاث ، فقال : ثلث لي ، وثلث لك ، وثلث لمن أخذ الرغيف فقال : أنا أخذت الرغيف قال : فكله لك ، قال : وفارقه عيسى ، فانتهى إليه رجلان في المفازة ومعه المال ، فأرادا أن يأخذاه منه ، ويقتلاه ، فقال : هو بيننا أثلاثا . قال : فابعثوا أحدكم إلى القرية حتى يشتري طعاما قال : فبعثوا أحدهم . قال : فقال الذي بعث : لأي شيء أقاسمهما هذا المال ؟ ولكني أصنع في هذا الطعام سما فأقتلهما . قال : ففعل . وقال ذانك : لأي شيء نجعل لهذا ثلث المال ؟ ولكن إذا رجع إلينا قتلناه ، واقتسمناه بيننا قال : فلما رجع إليهما قتلاه ، وأكلا الطعام ، فماتا ، قال : فبقي ذلك المال في المفازة (1) ، وأولئك الثلاثة قتلى عنده « وفي غير حديث إسحاق بن إسماعيل قال : فمر بهم عيسى على تلك الحال ، فقال لأصحابه : هذه الدنيا فاحذروها


__________
(1) المفازة : البرية القفر ، سميت مفازة تفاؤلا


_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 04, 2015 1:49 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
حدثني إسحاق بن إسماعيل ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا هشام بن حسان ، عن الحسن ، قال : بلغني أن رسول الله قال لأصحابه : « إنما مثلي ومثلكم ومثل الدنيا كمثل قوم سلكوا مفازة غبراء ، حتى إذا لم يدروا ما سلكوا منها أكثر أو ما بقي ، أنفدوا الزاد ، وحسروا الظهر ، وبقوا بين ظهراني المفازة ، لا زاد ، ولا حمولة ، فأيقنوا بالهلكة ، فبينا هم كذلك إذ خرج عليهم رجل في حلة يقطر رأسه ، فقالوا : إن هذا قريب عهد بريف ، وما جاءهم هذا إلا من قريب . قال : فلما انتهى إليهم قال : يا هؤلاء ، قالوا : يا هذا ، قال : علام أنتم ؟ قالوا : على ما ترى . قال : أرأيتم إن هديتكم إلى ماء رواء ورياض خضر ، ما تعملون ؟ قالوا : لا نعصيك شيئا . قال : عهودكم ومواثيقكم بالله ، قال : فأعطوه عهودهم ومواثيقهم بالله لا يعصونه شيئا . قال : فأوردهم ماء رواء ورياضا خضرا » قال : فمكث فيهم ما شاء الله ، ثم قال : يا هؤلاء ، قالوا : يا هذا ، قال : الرحيل . قالوا إلى أين ؟ قال : إلى ماء ليس كمائكم ، وإلى رياض ليست كرياضكم . قال : فقال جل القوم ، وهم أكثرهم : والله ما وجدنا هذا حتى ظننا أنا لن نجده ، وما نصنع بعيش خير من هذا ؟ قال : وقالت طائفة وهم أقلهم : ألم تعطوا هذا الرجل عهودكم ومواثيقكم بالله ألا تعصوه شيئا ، وقد صدقكم في أول حديثه ، فوالله ليصدقنكم في آخره ؟ قال : فراح فيمن اتبعه ، وتخلف بقيتهم ، فنذر بهم عدو ، فأصبحوا ما بين أسير وقتيل «

عن الحسن ، قال : بلغني أن رسول الله قال : « إنما مثل الدنيا كمثل الماشي في الماء ، هل يستطيع الذي يمشي في الماء ألا تبتل قدماه ؟ »

عن وهب بن منبه ، قال : قال عيسى ابن مريم عليه السلام : « بحق أقول لكم : كما ينظر المريض إلى طيب الطعام فلا يلتذ به من شدة الوجع ، كذلك صاحب الدنيا لا يلتذ العبادة ، ولا يجد حلاوتها مع ما يجد من حب الدنيا » بحق أقول لكم : إن الدابة إذا لم تركب وتمتهن تصعبت وتغير خلقها ، كذلك القلوب إذا لم ترقق بذكر الموت وينصبها دأب العبادة تقسو وتغلظ « بحق أقول لكم : إن الزق إذا لم يتخرق أو يقحل ، فسوف يكون وعاء للعسل ، وكذلك القلوب ما لم تخرقها الشهوات ، أو يدنسها الطمع ، أو يقسيها النعيم ، فسوف تكون أوعية للحكمة

حدثني عبد الرحمن بن صالح ، قال : ثنا المحاربي ، عن سفيان ، قال : بلغنا أن لقمان ، قال لابنه : يا بني إن الدنيا بحر عميق يغرق فيه ناس كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله تعالى ، وحشوها الإيمان بالله تعالى ، وشراعها التوكل على الله ، لعلك تنجو وما أراك بناج

عن عبيد الله بن مسلم ، قال : بلغني أن عيسى ابن مريم ، عليه السلام قال : ويل لصاحب الدنيا كيف يموت ويتركها ، وتغره ويأمنها ، وتخذله ويثق بها ؟ ويل للمغترين كيف أرتهم ما يكرهون ، وفارقهم ما يحبون ، وجاءهم ما يوعدون ؟ ويل لمن الدنيا همه ، والخطايا عمله كيف يفتضح غدا بذنبه ؟

حدثني عون بن إبراهيم ، قال : حدثني أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا عبد الله الأنطاكي ، قال : ليس شيء خيرا لنا من أن لا نمتحن بالدنيا

عن أحمد بن أبي الحواري ، قال : حدثني عبادة أبو مروان ، قال : أوحى الله إلى موسى : يا موسى ما لك ولدار الظالمين ؟ إنها ليست لك بدار ، أخرج منها همك ، وفارقها بعقلك ، فبئست الدار هي ، إلا لعامل فيها ، فنعمت الدار هي . يا موسى إني مرصد للظالم حتى آخذ منه للمظلوم

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 09, 2015 2:26 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني عون بن عمارة ، قال : قال أبو محرز الطفاوي : كلف الناس بالدنيا ، ولم ينالوا منها فوق قسمتهم ، وأعرضوا عن الآخرة ، وببغيتها يرجو العباد نجاة أنفسهم قال : قال أبو محرز : لما بان للأكياس أعلى الدارين منزلة ، طلبوا العلو بالعلو من الأعمال ، وعملوا أن الشيء لا يدرك إلا بأكثر منه ، فبذلوا أكثر ما عندهم ، بذلوا والله لله المهج ؛ رجاء الرجاء لديه والفرج في يوم لا يخيب فيه له طالب

حدثنا هارون بن عبد الله ، قال : ثنا محمد بن بشر ، قال : ثنا مسعر ، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، قال : كان مسروق يركب بغلته كل جمعة ، ويحملني خلفه ، فنأتي كناسة بالحيرة قديمة ، فيحمل عليها بغلته ، ويقول : « الدنيا تحتنا »

حدثني حمزة بن العباس ، قال : أنا عبدان بن عثمان ، قال : أنا عبد الله بن المبارك ، قال : ثنا إبراهيم بن نشيط ، قال : ثنا كعب بن علقمة ، قال : قال سعد بن مسعود التجيبي : إذا رأيت العبد دنياه تزداد وآخرته تنقص ، مقيما على ذلك ، راضيا به فذلك المغبون الذي يلعب بوجهه وهو لا يشعر

حدثني حمزة ، قال : أنبأ عبدون ، قال : أنبأ عبد الله بن المبارك ، أنا وهيب ، قال : قال عيسى عليه السلام : أربع لا تجتمع في أحد من الناس إلا تعجب : الصمت وهو أول العبادة ، والتواضع لله ، والزهادة في الدنيا ، وقلة الشيء

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 22, 2015 5:54 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
حدثني حمزة بن العباس ، قال : أنا عبدان بن عثمان ، قال : أنا عبد الله ، قال : أنا حريث بن السائب ، قال : ثنا الحسن ، قال : مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مزبلة في طريق من طرق المدينة فقال : « من سره أن ينظر إلى الدنيا بحذافيرها فلينظر إلى هذه المزبلة » ، ثم قال : « ولو أن الدنيا تعدل عند الله جناح ذباب ما أعطى كافرا منها شيئا » . قال أبو بكر : وقال بعض الحكماء من الشعراء : أما مررت بساحات معطلة فيها المزابل كانت قبل مغشيه أما نظرت إلى الدنيا وزينتها بزخرف من غرور اللهو موشيه أعظم بحمقة نفس لا تكون بما تعنى به صروف الدهر معنيه لله در أذى عين تقر بها وإنها لعلى التنغيص مبنيه أملى علي عبد الرحمن بن صالح هذه الرسالة : أما بعد عافانا الله وإياك من شر دار قد أدبرت ، والنفوس عليها قد ولهت ، ورزقت وإياك خير دار قد أقبلت ، والقلوب عنها قد غلقت ، وكأن المعمور من هذه الدار قد ترحل عن أهله ، وكأن المغفول عنه من تلك الدار قد أناخ بأهله ، فغنم غانم ، وندم نادم ، واستقبل الخلق خلدا لا يزول ، وحكم عليهم جبار لا يجور ، فهنالك قطع الهموم ، وصغر ما دونه من متاع هذا الغرور ، والسلام

عن يزيد بن معاوية النخعي ، قال : إن الدنيا جعلت قليلا فما بقي منها إلا قليل من قليل أنشدني أحمد بن موسى الثقفي : فتى مالت به الدنيا وغرته ببارقها فلاذ بها وعانقها وبئست عرس عاشقها غدا يوما لضيعته ليصلح من مرافقها فلما جاءها والشمس تزهر في مشارقها تلقته جداولها تفجر في حدائقها وأطرف من طرائفها جنيا من بواسقها وجيء بخيرها ثمرا وأطيبها لذائقها وأطعمة مؤلفة تباين في مذائقها فأمعن في ثرايدها وأكثر من شرائقها وجيء بقهوة صرف تساق بكف سائقها بكفي طفلة خود تثنى في مخانقها فحدث نفسه كذبا وزورا غير صادقها ومناها الخلود بها عميا عن بوائقها فأصبح هالكا فيها على أدنى نمارقها ولاذ بنعشه عصب تسير على عواتقها إلى دار البلى فردا وحيدا في مضايقها ألا إن الأمور غدا تصير إلى حقائقها أنشدني أبي : دع الدنيا لناكحها يستصبح من ذبائحها ولا تغررك رائحة تصيبك من روائحها أرى الدنيا وإن عشقت تدل على فضائحها مصدقة لعايبها مكذبة لمادحها أنشدني عامر بن عامر الهمداني : إنما الدنيا إلى الجنة والنار طريق والليالي متجر الإنسان والأيام سوق أنشدني الحسن بن عبد الله : إذا لم يعظني واعظ من جوارحي بنفع فما شيء سواه بنافعي أؤمل دنيا أرتجي من رخائها غلالة سم مورد الموت ناقع ومن يأمن الدنيا يكن مثل آخذ على الماء خانته فروج الأصابع وكالحالم المسرور عند منامه بلذة أصغاث من لأحلام هاجع فلما تولى الليل ولى سروره وعادت عليه عاطفات الفجائع أنشدني الحسن بن السكن بن سليمان : حياتك بالهم مقرونة فما تقطع العيش إلا بهم لذاذات ديناك مسمومة فما تأكل الشهد إلا بسم إذا تم أمر بدا نقصه توقع زوالا إذا قيل تم


_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 03, 2015 4:38 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
حدثنا علي بن الجعد الجوهري ، قال : أنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : خطب عتبة بن غزوان الناس بالبصرة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس إن هذه الدنيا قد آذنت بصرم ، وولت حذاء ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء ، وإنكم مفارقوها لا محالة ، فانتقلوا منها بخير ما بحضرتكم « فوالذي نفسي بيده ما كانت قبلكم نبوة إلا تناسخت ، حتى يكون آخرها ملكا ، وستبلون الأمراء بعدنا » قال الحسن : فلقينا بعد عبرا « وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما ، وعند الله صغيرا . ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله ، قريبا من شهر ، ما لنا طعام إلا ما نصيب من ورق الشجر ، حتى قرحت أشداقنا من أكل الشجر . ولقد رأيتني التقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك ، فما علمت من السبعة حيا اليوم إلا قد أصبح أميرا على مصر ، أعجبتم ؟ فما بعدكم أعجب ، والذي نفسي بيده لو أن حجرا قذف في شفير جهنم ما بلغ قعرها سبعين سنة . والذي نفسي بيده ، لتملأن ، والذي نفسي بيده إن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين سنة . والذي نفسي بيده ، ليأتين عليه ساعة وهو كظيظ »

ثنا عثمان بن معبد ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث بن سعد ، قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب ، أن علي بن رباح ، أخبره أنه سمع عمرو بن العاص ، يقول على المنبر : والله ما رأيت قوما قط أرغب فيما كان رسول الله يزهد فيه منكم ، ترغبون في الدنيا وكان رسول الله يزهد فيها ، والله ما مر برسول الله ثلاث من الدهر إلا والذي عليه أكثر من الذي له

حدثنا عبد الله قال : حدثني حمزة بن العباس ، قال : أنا عبدان بن عثمان ، قال : أنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرني يحيى بن أيوب ، قال : حدثني عبد الله بن جنادة المعافري ، أن أبا عبد الرحمن الحبلي ، حدثه ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي قال : « الدنيا سجن المؤمن وسنته ، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة »

حدثني حمزة بن العباس ، قال : أنبأ عبدان ، قال : أنا شريك بن عبد الله ، عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : الدنيا جنة الكافر ، وسجن المؤمن ، وإنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه كمثل رجل كان في سجن فأخرج منه ، فجعل يتقلب في الأرض ويتفسح فيها

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 09, 2015 4:23 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
[b]عن يزيد بن جابر ، قال : حدثني أبو عبد ربه ، قال : سمعت معاوية ، يقول على هذا المنبر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ، إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله »

حدثني حمزة بن العباس ، قال : أنا عبدان بن عثمان ، قال : أنا عبد الله ، قال : أنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، أنه كان إذا تلا هذه الآية فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور (1) قال : من قال ذا ؟ قال : من خلقها ، ومن هو أعلم بها


__________
(1) سورة : لقمان آية رقم : 33


قال : وقال الحسن : إياكم وما شغل من الدنيا ، فإن الدنيا كثيرة الأشغال ، لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب

حدثني حمزة ، قال : أنا عبدان ، قال : أنا عبد الله بن المبارك ، قال : أنبا طلحة بن صبيح ، عن الحسن ، قال : المؤمن من يعلم أن ما قاله الله كما قال ، والمؤمن أحسن الناس عملا ، وأشد الناس خوفا ، لو أنفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين ، ولا يزداد صلاحا وبرا وعبادة إلا ازداد فرقا (1) ، يقول : ولا أنجو ، والمنافق يقول : سواد الناس كثير وسيغفر لي ، ولا بأس علي ، يسيئ في العمل ويتمنى على الله


__________
(1) الفرق : الخوف الشديد والفزع


ثنا أبو سعيد المديني عبد الله بن شبيب ، قال : حدثني محمد بن عمر بن سعيد العطار ، قال : حدثني زكريا بن منظور ، عن عمه ، عن عمر بن عبد العزيز : كتب إلى أخ له : يا أخي إنك قد قطعت عظيم السفر وبقي أقله ، فاذكر يا أخي ، المصادر والموارد ، فقد أوحي إلى نبيك محمد في القرآن أنك من أهل الورود ، ولم يخبرك أنك من أهل الصدر والخروج ، وإياك أن تغرك الدنيا ، فإن الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له « أي أخي إن أجلك قد دنا ، فكن وصي نفسك ، ولا تجعل الرجال أوصياءك »

حدثني عبد الرحمن بن صالح ، قال : ثنا عمرو بن هاشم الجنبي ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، Bهما قال : « إن الله ناجى موسى عليه السلام ، فقال : يا موسى إنه لم يتصنع لي المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ، ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم »

[/b]

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الزهد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 11, 2015 3:33 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936

حدثني عبد الرحمن بن صالح ، قال : ثنا عبد الرحمن المحاربي ، عن مالك بن مغول ، قال : أخبرت ، عن الحسن ، قال : قالوا : يا رسول الله من خيرنا ؟ قال : « أزهدكم في الدنيا ، وأرغبكم في الآخرة »


_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 29 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 166 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط