البخاري كتب:
قال سيدي عبدالوهاب الشعراني قدس سره:
( ومما انعم الله به علي :حفظي لمقام صاحبي ومن أكلت معه لقمة بملح في وقت من الأوقات ولا أخونه بالغيب لأجل تلك اللقمة وهذا الخلق قد صار في هذا الزمان أعز من الكبريت الأحمر فربما أكل الشخص مع صاحبه نحو عشرة أرداب من الخبز فلا يحفظ له مقاما بل يجعل فيه العجر والبجر إذا وقع بينه وبينه نفس بخلافي أنا فإني لا أذكر من عاداني وسمع نقل الناس بيني وبينه بالنميمة إلا بخير حفظا للعيش فاعرف زمانك يا أخي ولا تركن إلى أحد حتى تجربه..
وقد كان هذا الخلق في اللصوص إلى أيام السلطان قايتباي رحمه الله حكى لي سيدي علي الخواص رحمه الله :أن حمورا كبير المنسر دخل هو ومجموعته على تاجر في الليل ففتح عينه فرآه عند رأسه فارتعد فقال له: لا تطرب ياخواجا فان الصبيان يطلبون منك الغذاء فقط. فقال:حاضر..ففتح الصندوق وأخرج للعشرة ألف دينار فقال له الشاطر:عداك العيب يا خواجا ماكان أملنا فيك ذلك كله فحملوا الألف دينار وخرجوا إلى الدهليز فتخلف منهم واحد فأخذ خفا أبيض فوضعه في عبه ثم فركه لينظر ما فيه فرأى فيه ملحا أبيض فذاقه فقال: آه هذا ملح...فسمعه حمور.. فقال: ردوا الألف للرجل فو الله ما نخون شخصا ذاق صاحبنا في داره ملحا فتدخل عليهم الخواجا أن ياخذوا مائة دينار ويبرئ ذمتهم منها فأبوا وقالوا له:عليك أمان الله مادمنا نعيش....
هذه حكاية سيدي علي الخواص رحمه الله فانظر يا أخي في أصحابك فلا ترى من يحفظ عيشك إلا القليل فإذا كان مثل هذا من أخلاق اللصوص مع فسقهم فكيف كان حال صالحيهم فاعرف زمانك وخذ حذرك والله يتول هداك والحمد لله رب العالمين...) اهـ .
منقول
جزاك الله خيرا .. نحن فى أمس الحاجة الى تذكيرنا بكلام الأكابر .