بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
المولد النبوي الشريف لسيدي عبدالقادر الجيلاني الباز الأَشهب قدس الله سره
"
يَا مَّن أظهر كبرياء مجده في أستار عرشة وَرَقَمَ علي صًفَحاتِ الوٌجٌودِأَنوارَ رٌقٌومِ فردانيته بِبَاهرِ نقشه
وقَهَرَ معاندي أَحكَامِهِ وإرَادَتِهِ بِأَيدي قوةَ قدرته وبطشِه, لك الحمد الدائم الأبدي والشكر المتوالي السرمدي
من عبدٍ أَغدَقتَ عليه سٌحٌبَ الآلآءِوأَغرَّقتَهٌ في تَيَّارِ بِحَارِالجٌودِ والنعماءِ
فهما بالغ فالعجز وَصفٌه الازمٌ,وكيف إِجتهد فالتقصير له نعتٌ بِهِ قائِم,وآنَيَّ للحامد أن يبلغ كنه حمد المحمود
وقد بدأه بالنعم قبل الإستحقاق , وأَجرىَ خَفى لطفه في جميع أموره من حيث لايدري من قبل أخذ الميثاق
أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لاشريك لك , شهادة موحدٍ مٌؤمنٍ بالغيب , شهادة خالية من الشك والعيب ,
جَالِيةً عن القلبِ كٌّلَ وهم وريب وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً{صل الله عليه وآله وسلم }
عَبدٌكَ الذّى فَتَحتَ بِهِ طلاسم كِنز الكون , وَرسولك الذى منحت به من شئت مزيد العنايه والصون
ونَبِيٌّكَ الذي أَمْدَدْتَ بِقِواهٌ مَن إِستَمَدَ مِنْكَ الحمايَةَ والعَونْ , وَهٌوَ المٌخْتَار لِلكَرَاَمَةِ قَبل خَلقِ الأَشيَاءِ ,
والمٌصطفي للرسَّالةِ قبل إِيجَادِ الوجودِ والإنشاء, وهو رَضِيعٌ ثَدْيِ الوَحْيِ , وَحامِلَّ سِر الأَزل وَحَافِظٌ وّدّائِعِ الغَيْبِ ,
وَرَافِعٌ لوآءالحمد وعَاقدٌ رَايَةَ المجد , وشَاهِدٌ أَحْكَام القَدَرِ , وَمَشَاهِدٌ أَنوارَ التَّعيٌّناتِ الأٌولِ , حَاكِمٌ العَدَّالَة
ومٌظهَرٌ الرِسَالَةِ , مِيزان العدل ولسان الفضل , وَمشْرَعٌ الكَرم وَمعيِنٌ الحِكَم وَمَقرٌّ النِعَم , حَاكِمٌ الشرع وشَارِعٌ الأَحْكَامِ
وَمَالكٌ الأَمرِ ومَلِكٌ الأَنَامِ, مٌرَيْشٌ جِنَاحِ النَّجَاحِ للطَائِرِ فِي طلبِ الفلاحِ
إنفَرَدَ فِيِ سٌلّطّانِ عِزْه وَتَوَحَّدَ فِى عِزِ سَلْطَنَتِه فإِنقَادَت مٌلٌوٌكِ الحٌكمِ طَائِعَةً لِهَيبَتَةَ جَلاَلِه
وَدَانَتْ مَمَالكٌ الأَحْكَامِ خَاشِعِةً لِتَعظيمِ إِجلاَلِهِ , وَحَامَتْ أَطيَارٌ البلاَغَةِ حَولَ حِمِاهٌ, وَرَضَعَتْ أَطْفَالٌ العلومِ ثَديَ هٌدَاه
وَمَحَقَ بِسّيف سَطوَتِهِ مَن خَالَفَهٌ وَعَادَاه, وَحَمىَ بِحٌسَّامِ عَزمِهِ مَنْ إِعتَصَّمَ بِحَبلِ حِمَايَتِهِ ورَعَى إلتِزَام بَابِه بِمَزِيد رِعَايَتِه
فَعَلّيْهِ مَدَار أمر الدّارَينِ, وَبِأسبَابِهِ أٌنِيطَّت مَنازلَ الكَونين, فَمَنَازِلٌ الزٌلفَى لَايَسكٌنٌهَا إِلا المتشبثونَ بِأذْيَالِ شَرِيعتِهِ,
وَمَقَارٌّ القٌرْبَىَ لايَجلِسٌ فِيهَاإِلا المٌستَأنِسٌونَ بِأنوارِ هَديهِ وَمِلَتَه.
الحَواسٌّ كٌلٌها مأسٌورَةٌ لِجَمَالِه, والأَلْسٌنٌ خَرْسٌ عَن مٌنَاجَاةِ غَيرِه
والأذَانٌ صٌمٌّ عن سَمَاعِ كَلامِ سواهٌ
والنواظِرٌ عٌمىٌ عَن مٌلاَحَظَةِ مَادٌونِهِ فَعَنْهٌ وَإِلا فَالمٌحَدث كاذب , وإِليهِ وإِلا فَلاَ تٌشَدٌّ الرَكَائِب,
لَمَا ضٌرِبَتْ فى المَلَّكٌوتِ الأَعلَّى نَوبَةٌ { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}
وَتَلأْلأَتْ في العٌلَّى أَنوارٌ { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي}
ونٌشِرَتْ فى السَّمَاءِ أَعلامٌ { فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }
وَأَشْرَقَتْ في عَالَمِ الضِيَاءِ أَشِعَةَ { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى}
يا ناشِدَ المَعَالى غَنــِنِى ...... في مَديحِ المصطفي يا مَنشِدى
ثٌم كَررها وَزِدنى شَجَناً.........إنها تَحـــــــــلو من الصوتِ الندى
وأبرزت يد القدرَةٌ شخص آدم من كِنّ كٌنْ إلي بٌنيَةِ تَسوية الهيكل جالساً علي سرير جلالته متوجاً بتاج كرامته
نظرت إليه سكان الصفيح الأعلي بأحداق الَّدهش وأشارت إليه
نظرت إليه سكان الصفيح الأعلي بأحداق الَّدهش وأشارت إليه أَيدي ملائِكَةٌ السٌّرَادِقِ الأَسنّىَ بِأَنَامِلِ التَّعجب
ولَمْ يَسْتَبِنْ لَهٌم مَعَانى رَمَوزِ كِتَابَةَ صٌورَتِه وَلَم يَفهَموا إِشَارَاتِ حَقَائِقَ كٌنهِ بَشريتَهِ وإِنقَطَعتْ عِبَاراتٌ فَصَاَحَتِهِم عن فِهَمِ كنهِ سِرْهْ
وعَكَسَ القَدَرٌ عَلَّيهِمٌ دَعوةَمَنزِلَةِ {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }
بِإِعْتِرَافِ شَاهِدِ {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}
فَنَّادَاهٌم لِسَان العِزةِ مِنْ جَنَابِ القِدَم ياَ أَربَأبِ صوامع النور هذة أَولٌ نٌقطَةٍ قَطَرت من رأس قلم القدرة علي لوح إنشاء العالم الإنساني
عن إستمداد مداد الأزل وأَولَّ سهم رٌشِق عن قوس القضاء الآلّيْ إلي الفضاء الوجودي
عن قوة رأي القدر الأحدي وأَول طوالع الصور متقدمة بين عساكر البشر
هذا أبو الأنبياء وعنصر الأصفياء
هذا شكلهم علي حروف الإنشاء
ونقط علي كلمات الكون وإنسان في عين شخص العالم
نَهَضَ لِيَرقي في مقامات التعالي عن عنصر الصَّلصَالي فَاراً مِنء تَلَهٌبَ الفَخاَّر
فتعلقت بِزِيِرِ فَخرِهِ يدٌ حَمَاءٍ مسنون
وتمسكت بأَرْدَانِ غرهٌ أَنَامِلٌ سٌلالَةِ من طين
فَقَالَ القَدَرٌ دعوه فَبِجَنَاحِ إِصطِفَائِنا مَطَارٌهٌ وبِإِضَافَةِآيَاتِنا فَخَارٌهٌ فَلَّيسَ المٌفَضَّلٌ إِلا من إِجتَبَينَاهٌ وَلا المٌكَرَمٌ إِلاَ من إِختَرنَاهٌ
وَكَان الشخصٌ المحمديٌّ والنورِ الأَحمديٌّ
ملكوتيَّ الأياتِ غَيبيَّ الإِشَارَاتِ
قد شَرٌفَ مِن قَبلِهِ بِخَصَائِصَ الكَرَم حتى صار سَبَباً لِخٌرٌجِهِ مِنَ العَدَم
فَبِشَرفِ المٌصطفى قَامَ عَمٌود خيمة الكون الكلّي
وبجلاله إنتَظَم سَمْطٌ الوجودِ العلوي والسفلي
وهو سر كلمة كتاب الملك , ومعني حرف فعل الخلق وقلم كاتب إنشاء المحدثات وإنسان عين العالم , واسطة عقد النبوة ودٌرَّةَ تاج الرسالة
وقائدٌ رَكْبِ الأَنبيَاءِ , وَمٌقدِمَّةِ عَسكَرَ المرسلين , وإمام أهل الحضرةِ
وهٌوَ أَولي في السبب وآخري في النسب
إِذهٌوَ الآبٌ الأَكبَرٌ لأَهلِ الوٌجٌودِ والأَصلٌ الأَفخَر في إِيجَادِ كل موجود
تَّادّى نوره إلي آدم ومنه إلي خيار الذرية في هذاالعلم يَنْتَقِلٌ مِن صٌلبٍ طيبٍ إلي ِرَحِمٍ طاهرٍ إلي جَدهِ عبدالمطلب
وَبِبَرَكَتِهِ تَطَهرَ هذا النسب مِن كٌلِ شين وتََزَكيَ من كلِ قبحٍ ومين إلي أن بَزَغَتْ شمسه الباهره فكان شرفاً لأهل الدنيا والآخرة.
يتبع ان شاء الله تعالي