موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: كلمة حول الإحتفال بالمولد النبوى الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 05, 2004 2:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:52 pm
مشاركات: 170
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه كلمة موجة حول الاحتفال بالمولد النبوى الشريف
أما الاحتفال بمولد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أو آل البيت الكريم ثم من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين من الأولياء والصالحين ، فهو مأخوذ من قوله صلى الله تعالى علسه وسلم حين سئل عن صيام يوم الإثنين قال : ذلك يوم ولدت فيه ،ومن صيامه صلى الله تعالى عليه وسلم يوم عاشوراء .
ـ فإن قيل : لقد كان احتفاله  بيوم مولده بالصيام كما نصّ الحديث الشريف ، فهلا كان احتفال من يحتفل بالصيام أيضاً ؟
ـ قلنا : هذا هو المراد ، أعنى التسليم ـ ولا يسع المخالف إلا التسليم لنص الحديث الشريف ـ وأن الاحتفال بمولد سيد ولد آدم وخير البرية له أصل فى الشرع ، أما كيفية الاحتفال فنقول : الأمر على إطلاقه أخى الكريم فإن شئتَ فصمه ،وإن شئَ فأكثر من الصلاة فيه عليه صلى الله تعالى عليه وسلم أو من الصدقات أو تلاوة القرآن أو قراءة سيرته العطرة صلى الله تعالى عليه وسلم ، أو ما شئت من أبواب الخير والإحسان .
ـ فإن قال : وما يفعله الناس اليوم وخاصة الصوفية من اختلاط الرجال بالنساء وما يقع فى تلك الموالد من الفحشاء والمنكر الذى نهى عنه الشرع الشريف ولا يرضاه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ممن يحتفلون بمولده .
ـ قلنا : الأصل عندنا أخى الكريم هو شرعية الاحتفال ، أما الكيفية فمتروكة إلى الناس ، ولئن طعنتَ فى كيفية الاحتفال اليوم وما يقع من بعض الناس من مخالفات للشرع فلا يعنى هذا أننا نبطل الأصل ونرده ، وإلا وجب على الطاعن الرافض أن ينتحل النصرانية ديناً له ، فأهل النصرانية اليوم على رأس القائمة من التقدم العلمى والحضارة الحديثة ،بينما ترى أهل الإسلام اليوم فى ذيل القائمة ولا قيمة لكلمتهم ولا مكانتهم ، كما أنك ترى فى المسلمين السارق والزانى والقاتل ، فهل يعنى هذا أن ترد الإسلام لأن بعض من ينتمون إليه يقترفون بعض المعاصى أو الكبائر ، لا يقول هذا إلآ ناقص العقل ، أعمى البصيرة .
ـ وقد جعله كثير من أهل العلم بدعة حسنة أو مستحبة ، فقال الإمام العلامة فتح الله البنانى " فتح الله فى مولد خير الله"(ص: 152) : إن أحسن ما ابتدع فى زماننا هذا كما قاله الإمام أبو شامة ـ شيخ الإمام النووى ـ وغيره رضى الله عنهم ما يفعل كل عام فى اليوم الذى يوافق مولده صلى الله تعالى عليه وسلم من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور ، فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء مشعر بمحبة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم وتعظيمه فى قلب فاعل ذلك وشكر الله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الذى أرسله رحمة للعالمين .
ـ وقال الإمام السخاوى  : إن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم …، حتى قال : وقال الإمام الشافعى  : من جمع لمولد النبى  إخواناً وهيأ لهم طعاماً وأخلى لهم مكاناً وعمل إحساناً وصار سبباً لقراءته بعثه الله يوم القيامة مع الصديقين والشهداء والصالحين ، ويكون فى جنة النعيم .اهـ
ـ وقال العلامة النبهانى فى الكلام على جواهر السيد أحمد عابدين ـ التى منها شرحه على مولد الإمام ابن حجر الهيتمى : قال ابن عابدين فى المقدمة : أعلم أن من البدع المحمودة عمل المولد الشريف فى الشهر الذى ولد فيه صلى الله تعالى عليه وسلم وأول من أحدثه الملك المظفر صاحب أربل ، قال ابن كثير فى تاريخه : كان يعمل المولد الشريف فى ربيع الأول ويحتفل فيه احتفالاً هائلاً وكان شهماً شجاعاً بطلاً عاقلاً عادلاً وطلت مدته فى الملك حتى مات وهو محاصر الفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وسِتمائة محمود السيرة والسريرة .
ـ وقال الحافظ ابن حجر فى جواب سؤال : وظهر لى تخريج على أصل ثابت وهو ما فى الصحيحين أن النبى  قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا : هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجا موسى ، ونحن نصومه شكراً ، قال : فستفاد منه مثل الشكر ما منّ به تعالى فى يوم معين ، وأى نعمة أعظم من بروز نبى الرحمة ، والشكر يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة والذكر ، وسبقه إلى ذك الحافظ ابن رجب الحنبلى .اهـ
ـ وقال إبراهيم الحلبى فى كتابه "إنسان العيون فى سيرة الأمين المأمون" والبرهان الحلبى فى روح السير : قد سئل الإمام المحقق أبو زرعة العراقة عن عمل المولد هل هو مستحب أو مكروه ؟وهل ورد فيه شئ ؟وهل نُقل فعله عمن اقتدى بهم ؟فأجاب رحمه الله تعالى بأن اتخاذ الولية وإطعام الطعام مستحسن فى كل وقتٍ ، فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهور نور النبوة فى هذا الشهر الشريف ، ولا نعلم غير ذلك عن السلف ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروهاً فكم من بدعة مستحبة بل واجبة .اهـ
ـ وقل سبط بن الجوزى فى مرآة الزمان : حكى بعض من حضر سماط المظفر فى بعض الموالد أنه عدّ فى ذلك السماط خمسة آلاف رأس غنم مشوى وعشرة آلاف دجاجة ومائة فرس ومائة زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى … أهـ
ـ قال الإمام القسطلانى فى المواهب اللدنية (1\27) : وقد رؤى أبو لهب بعد موته فى النوم فقيل له : ما حالك ؟ فقال : فى النار إلا أنه يخفف عنى كل ليلة اثنين وأمص من بيت إصبعى هاتين ماء ، وأشار برأس إصبعيه وأن ذلك باعتاقى لثويبة عندما بشرتنى بمحمد ـ  ـ وبإرضعاها له .قال ابن الجزرى: فإذا كان أبو لهب الكافر الذى نزل القرآن بذمه جوزى فى النار بفرحه ليلة مولد النبى  به ، فما حال المسلم الموحد من أمته عليه الصلاة والسلام الذى يُسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته  ، لعمرى إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله العميم جنات النعيم.
ـ وقال الحافظ الإمام السيوطى :
إذا كان هذا جاء ذمه وتبت يداه فى الحميم مخلدا
أتى أنه فى يوم الإثنين دائماً يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذى طول عمره بأحمد سروراً ومات موحدا
ـ وقد صنف كثير من الأئمة فى مولد النبى  كابن الجوزى وابن الجزرى وابن دحية والمناوى وابن حجر الهيتمى وابن الحاج والبرزنجى والباجورى والداودى والحافظ محمد بن عبد الحى الكتانى والإمام السيوطى والحافظ شمس الدين بن ناصر الدمشقىوالأدفوى وغيرهم.
ـ وقد قدمنا بعض ما قاله سبط ابن الجوزى فى مرآة الزمان من الذبح فى المولد النبوى الشريف ، فليراجع ، والأمثلة كثيرة فى الاحتفال والتوسعة على الفقراء فى يوم المولد الشريف ، وما سمعنا بأحد يقول أن ذبح لغير الله تعالى وأنه شرك أو هو مما ذُبح على النصب!!!
ـ فإذا قال :فماذا عن تلك البدعة التى يفعلونها من تصوير كالعرائس ونحوها ، وهناك أدلة كثيرة جداً فى النهى عن الصور وعمل المصورين كقوله  أن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورين يقال لهم أحيوا ما خلقتم .ونحو هذا كثير .
ـ الجواب : أولاً : روى الترمذى أن جبريل  نزل بصورة عائشة رضى الله عنها على ورقة من الجنة فقال رسول الله  : اللهم إن كان خيراً فأمضه .
ـ ثانياً : قال الإمام القرطبى رحمه الله تعالى وجزاه الله عنا كل خير فى تفسيره (14\274) : المسألة الثانية : وقد استُثنى من هذا الباب ـ يعنى الصور والتصوير ـ لعب البنات لما ثبت عن عائشة رضى الله عنها أن النبى  تزوجها وهى بنت سبع سنين وزفت إليه وهى بنت تسع ولعبها معها ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة سنة ، وعنها أيضاً قالت : كنتُ ألعب بالبنات عند النبى  وكان لى صواحب يلعبن معى فكان رسول الله  إذا دخل يتقنعن منه ـ أى يختفين عنه ـ من وراء ستر فيسيرهن ـ أى فيرسلهن إلىّ فيلعبن معى ، خرجهما مسلم ، قال العلماء : وذلك للضرورة إلى ذلك وحاجة البنات حتى يتدربن على تربية أولادهن ، ثم لا بقاء لذلك ، وكذلك ما يصنع من الحلاوة أو من العجين لا بقاء له ، فرخص في ذلك ، والله أعلم .اهـ
ـ بل نزيد الأمر بياناً بأن ابن تيمية أفتى فى بعض كتبه أن عمل المولد إذا عمل بنية حسنة يكون فيه أجر ، فقال فى اقتضاء الصراط (294) : وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى فى ميلاد عيسى  ، وإما محبةً للنبى  وتعظيماً له ، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع .اهـ
ـ ثم قال (297) : فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده ، وتعظيمه لرسول الله  كما قدمته لك .اهـ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 112 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط