موقع د. محمود صبيح

يامدد ياسيدنا النبى

صلى الله عليه وسلم

ربنا يخلى حضرتك

الله أكرم

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ

في حياة هاشم ولد ابنه شيبة بالمدينة، فلما مات بقي فيها 7 سنوات، وفي أحد الأيام مر رجل من قريش على غلمان يلعبون في المدينة، فسمع أحدهما يقول: "أنا ابن سيد البطحاء"، فقال له الرجل: من أنت يا غلام؟ فقال: أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف، فهرول الرجل إلى مكة وحكى لعمه المطلب ما حدث، فأسرع عمه إلى المدينة وأتى به إلى مكة، فقالت قريش: هذا عبد المطلب، والتصق به الاسم، كما جاء في السيرة الحلبية.

وكان عبد المطلب مجابَ الدعوة، مُحَرِّمًا الخمرَ على نفسه، وهو أول من تحنَّثَ بحراء في شهر رمضان، وكان يرفع من مائدته للطير والوحوش في رؤوس الجبال فسُمِّي مطعمُ الطير، وكان نور النبى يضيء في وجهه، وإذا أصاب قريشًا قحط أخذوا بيده يستسقي الله لهم، ولما ولد النبي كان يحضره عبد المطلب معه للاستسقاء، وقد ألهمه الله حفر بئر زمزم، وكان بطل موقعة الفيل أمام أبرهة، ودعا الله فحفظ بيته الحرام وأهل مكة.

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ

تكملة – هاشم.

اشتهر هاشم فى قومه بفضائله ومكارمه وسمت مكانته بينهم حتى سوده بنى عبد مناف لما قام فيهم فأحسن القيادة وحين تولى السقاية والرفادة بذل جهده وماله لرعاية الحجيج بل انه كان يستقبل مواسم الحج كل عام باستعداد عظيم وتعبئة شاملة لكل الجهود... ذكر ابن أبى الحديد أن هاشم كان يقوم أول نهار الأول من ذى الحجة ويخطب قريشاً فيثنى عليهم ويدعوهم لحسن استقبال ضيوف الله واخراج الأموال لكرامة زوار بيت الله فكانت قريش تخرج من صفو اموالها وتأتى به هاشم فيضعه فى دار الندوة لضيافة الحاج (شرح نهج البلاغة و نحوه فى الطبقات الكبرى لابن سعد)

وكان هاشم هو المؤسس الحقيقى لصرح الاقتصاد المكى وهو اول من سن لقريش رحلة الشتاء والصيف وأفاء على المكيين ثراء لم يعرفوه من قبل. وقال عنه ابن عباس: كانو فى ضر ومجاعة حتى جمعهم هاشم على الرحلتين, فلم يكن بنو أب أكثر مالا ولا أعز نفراَ من قريش. (مجمع البيان فى تفسير القرأن)

ظل هاشم على مكانته وشرفه ويزداد قومه له حباَ وولاء ولكن ابن اخيه أمية عبد شمس حسده على ما ادرك من مجد وشرف فخيل اليه انه يستطيع منافستة عمه هاشم فأخفق فأعماه حقده فدعى عمه للمنافرةعلى خمسين من الابل وعلى ترك مكة عشر سنوات,,,, واحتكما, وكان الحكم على أمية بن عبد شمس فنحر الابل وغادر مكة منفيا..أرض الشام... فقد كان للشام مع أمية وبنى أمية شأن وتاريخ!!

تزوج هاشم من سلمى بنت عمرو بن عدى من بنى النجار بالمدينة المنورة وانجب منها شيبة الحمد (عبد المطلب) جد النبى صلى الله عليه وسلم ولهاذا كان بنو النجار أخولا للنبى صلى الله عليه وسلم لزواج جده هاشم منهم. و فى سفره المشهود فى احدى رحلتى الشتاء والصيف مرض هاشم بغزة ومات بها ودفن فى ثراها تاركا ولده شيبة (عبد المطلب) مع أمه سلمى بالمدينة المنورة.
وطويت بذالك صفحة رأس البيت الهاشمى ومؤسسه ولكن صفحات أعماله ومكارمه مازالت وستظل سيرة طيبة وتاريخا يروى....

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ

يتبع

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ

الله الله الله
الله الله الله
الله الله الله

_________________
ومن دخل حصن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يضام

متابع بمنتهى الشغف

_________________
ومن دخل حصن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يضام

اخي الفاضل محب مولانا الحسين ربنا يكرم حضرتك
وكل سنة وانت طيب
رمضان كريم

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ

عبدٌ المطلبِ – جَدُ الرسول (صلى الله عليه وسلّم)

هو شَيبةُ بنُ هاشمِ بنُ عبدِ منافٍ بن قُصَى – وكان يُدعى بصفة شيبةُ الحمدِ لكثرة محامده ومكارِمه كما كانت له شيبة بيضاء فى ناصيته حين وُلد وكنيتُهُ أبو الحارث.
ولكن الاسم الذى غلب عليه هو عبد المطلب وذلك منذ جاء به عمه المطلب ابن عبد مناف من المدينة المنورة حيث كان يقيم مع امه سلمى بنت عمرو مع بنى النجار بعد وفاة أبوه فدخل به مكة على بعيره فقالت قريش "عبد المطلب" فقال المطلب انما هو ابن اخى هاشم. نشأ فى مكة نشأة جمعت له فطنة أهل مكة ومهارتهم فى التجارة ومن أهل يثرب دماثة الخُلُق وهدوء الطبع وسماحة النفس و أجمع المؤرخون على أن عبد المطلب كان حَسَنَ الخُلُق ومن حميد صفاته انه كان يحرم الزنا، يكره الخمر ينهى عن القتل وكان اذا جاء شهر رمضان قدّمَ الأكل للمساكين والوحوش والجوارح ويتخلى عن الناس ليتفكر فى جلال الله وكان لا يطوف بالبيت عُرياناً وكان نور رسول الله يضيىء (صلى الله عليه وسلم) فى غُرَتِه.

لما تُوفى عمه المطلب خَلَّفَه فى السقَايا والرفادة وكان زعيماً لقريش وأحاطته العناية الالهية برعايتها فكشفت له عن زمزم واعاد حفرها وعَثُر على الكنز الدفين بها (غزالين من ذَهب وسبعة اسياف قلعية وخمسة أدرعٍ سوابغَ) نازعَهُ قومه فيما وجد فقبل الاحتكام ولكن مخاصميه عادوا اليه قبل الاحتكام مُعترفينَ بحقه مُقرينَ بعد أن فنى ماؤهم واوشكوا على الهلاك فى الطريق ففجَّر الله الماء تحت حافر فرسه ليشربوا وبعد ذالك ضرب الاسياف باباً للكعبة وضرب فى الباب الغزالين من ذهب فكان أول ذهب حُليّت به الكعبة. وكان لكشفه زمزم الأثر الكبير فى حياته وحياة قريش لفضلها على ما سواها من المياه ولأنها بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

كما كان شجاعاً وثابتاً خلال غزو الأحباش لمكة وتصرف تصرف القائد البصير الحكيم، و كان على إيمان أن رب الكعبة سيحميها وقال لأبرهة "إنى أنا رب الإبل وإنَّ للبيت رباً يحميه". ولما حاوره أبرهة لم يزد فى كلامه بل هبَّ إلى الكعبة وتعلق ببابها وأخذ يدعو الله ويستنصره (هذه الواقعة فى شهر المحرم قبل مَولِد المصطفى بخمسين يوماً تقريباً).
وهنا يسترعى النظر أنً عبد المطلب جَدُ النبى (صلى الله عليه وسلم) لم يستنصر آلهة قريش ولم يدع صنماً من مئات الأصنام حول الكعبة لكن لجأ إلى الإله الأعظم لأنه كان يدرك أن هناك إلهاً أعظم من آلهة قريش التى لم تحظ بإحترامه أو إقتناعه أبداً فكان من المُتآهلين الحُنَفَاء.
من أعظم ما فى حياة عبد المطلب أنه كَفَلَ الرسول (صلى الله عليه وسَلم) واختصه منذ مولده بحبه ورعايته وعطفه وقد حدثته آمنة بما رأت حين حملت به فلما وُلد أخذه ودخل به الكعبة يدعو الله ويشكر له ما أعطاه.

واجمل ما كان يخص به عبد المطلب حفيده أنه كان يوضع لعبد المطلب فراش فى ظل الكعبة فكان بنوه يجلسون حول فراشه ولايجلسون عليه إجلالاً له حتى إذا جاء الحفيد ليجلس مع أعمامه فيقول عبد المطلب: دعوا ابنى فوالله إن له شأناً ثم يُجلِسه معه على الفراش ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه يصنع. ولما دنت مَنيةُ عبد المطلب كان أهم ما شغله أمر حفيده حتى عهد به إلى ابنه أبى طالب. ومضى عبد المطلب وقد بلغ من العمر خمساً وتسعون سنة وخلف بعده حفيده العزيز عليه محمد بن عبد الله وهو فى الثامنة من عمره فى كفالة عمه أبو طالب.

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ

أبو طالب عم النبي (صلى الله عليه و سلم)

و قبل الجهر بالدعوة إذا حضرت الصلاة خرج النبي (صلى الله عليه و سلم) ومعه علي بن أبي طالب يصليان ولما سأله عن ما هذا الدين الذي أراك تدينه، قال: أي عم هذا دين الله وملائكته ورسله ودين نبينا ابراهيم وقد بعثني به الله رسولا للعباد. فقال أبو طالب لعلي أما أنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه (سيرة النبي لابن هاشم ج1 ص163

وروى أنه رأى النبي (صلى الله عليه و سلم) يصلي إلى يمينه ولمح من بعيد ابنه جعفر فناداه وقال له صل جناح إبن عمك وصل عن يساره (في رحاب علي ص20)

ولما جهر النبي بالدعوة فشكا أشراف قريش إلى أبى طالب وعظم على أبى طالب فراق قومه وعداوتهم فطلب من النبي أن يبقى على نفسه وألا يحمله ما لا يطيق وكان رد النبي الشامخ يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته.

وحسم أبو طالب الصراع داخل نفسه وإتخذ قراره النهائي بالإنحياز إلى إبن أخيه لو أغضب قريش والناس أجمعين فنادى إبن أخيه وقال له: إذهب يا إبن أخي فقل ما أحببت، فوالله لا اسلمك لشيء أبداً.
وظل أبوطالب يحمي النبي (صلى الله عليه و سلم) حتى في وقت الحصار التي فرضته قريشاً على شيعته من بني هاشم وبني المطلب لمدة ثلاث سنوات.

وبعد الخروج من هذا الحصار بثمانية أشهر وواحد وعشرين يوماً (نور الأبصار في فضائل أل البيت الأطهار ص 2) كانت وفاة أبى طالب وذلك فيه ألسنة العاشرة للنبوة عن سبع وثمانين سنة وفي أخر رمق في حياته التقت إلى الملأ وقال: أوصيكم بمحمد خيراً فإنه الأمين في قريش والصادق في المغرب في العرب والجميع لكل ما أوصيتكم به ولقد جاءنا بأمر قبله الجنان وأنكره اللسان فخافه الشأن والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد ولا يهتدي بهديه إلا سعد ولوكاً في العمر بقيه لكففت عن الهزاهز ودفعت الدواهي...إن محمد هو الصادق الأمين فأجيبوا دعوته واجتمعوا على نصرته فإنه الشرف الباقي لكم على الدهر (في رحاب علي ص 14-15)

وسمي هذا العام بعام الحزن حيث أن النبي (صلى الله عليه وسلم) فقد زوجته خديجة رضي الله عنها وبعدها عمه أبى طالب.

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ

عبدالله - والد النبي (صلى الله عليه وسلم)

هو عبد الله إبن عبد المطلب إبن هاشم أبو النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان يلقب بالذبيح وكان عبد الله أبن عبد المطلب أصغر بني أبيه وكانوا عشرة أبناء وكان شقيقاه الزبير وأبو طالب وأمهم هي فاطمة بنت عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم.

وكان أحب ولد عبد المطلب إليه ولما ولد إكتمل لعبد المطلب عشرة أبناء ذكور وكان قد نذر أثناء حفره لزمزم أن يذبح من ابناؤه واحداً إذ رزق بهذا العدد فأخذه عبد المطلب ليذبحه فقامت إليه قريش من انديتها وقالوا لا والله تعذر فيه وإن كان فداؤه بأموالنا فديناه، ثم اتفقوا على أن يذهبوا إلى عرافة مشهورة بخيبر لها تابع من الجن لتحكم في الأمر، فلما جاؤها وقص عليها عبد المطلب الأمر قالت: ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فسأله، وقام عبد المطلب يدعو الله حتى جاؤها في اليوم الثاني فسألتهم كم الدية فيكم؟ قالو عشر من الإبل. قالت: فإرجعوا إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم وقربوا عشراً من الإبل ثم اضربوا عليها بالقداح فإن خرجت فزيدوا في الإبل حتى يرضى ربكم على صباحكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم فإن خرجت على الإبل فإنحروها عنه فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم.

وعادو إلى مكة وقرب عبد المطلب ولده عبدالله وعشراً من الإبل ثم ضربوا فخرج القدح على عبدالله فزادوها عشراً فصارت عشرين تخرج القدح على عبدالله، وهكذا زادوا الإبل عشراً عشرا وكلما زادوا عشراً ضربوا فيخرج القدح على عبدالله حتى بلغت الإبل مائة ثم ضربوا القدح على الإبل فقال عبدالمطلب: لا والله حتى اضرب عليها ثلاث مرات وفي كل مرة يضربون فتخرج على الإبل فنحرت وتركت للناس جميعاً وكان عبدالله زينة شباب قريش أجملهم منظراً وأباهم هيئة وكان وجهه يتلألأ كالقمر وفي جبهته نور يبدو ويفتن من ينظر إليه.

ولما مر على إمرأة من بني أسد عرضت نفسها عليه فأبى وقد صرفه الله عن كل حرام حفظاً له وإكراماً لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودافعت هذه المرأة عن نفسها وقالت ما أنا بصاحبة ريبة ولكني رأيت نور النبوة في وجهه فأردت أن يكون ذلك لي، وزوجه أبوه من السيدة امنة بنت وهب بن عبد من مناف بن زهرة وهو سيد بني زهرة نسباً وشرفاً، وهي يومئذ أفضل إمرأة في قريش نسباً وموضعاً وأمها هي برة بنت عبد عل عزي بن عثمان بن عبد الدار.

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ

آمنة بنت وهب ام النبى صلى الله عليه وسلم

هى سيدة الامهات بلا منازع التى حملت بخير البرية وسيد كل من يمشى على الارض وأحب خلق الله الى الله هى السيدة الجليلة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لؤى بن غالبٍ بن فهر ابوها هو سيد بنى زُهرة نسباً وشرفاً وأمها هى برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى ابن كلاب بن مُرة وابنة عم السيدة آمنة هى السيدةُ هالةُ بنت وهَيب كانت إحدى زوجات جَد النبى صلى الله عليه وسلم عبد المطلب وولدت له حمزة وصفية ليكون حمزة رضى الله عنه عم النبى صلى الله عليه وسلم وابن خالته وكذالك عمته صفية رضى الله عنها، ولذالك قالت قريش حين تزوج عبدالله آمنة، فلج (فاز وغلب) على ابية عبد المطلب.

وقد ولد صلوات الله وسلامه عليه يوم الاثنين وأخبر عن ذالك بنفسه فيما رواه مسلم فى صحيحه عن ابى قتادة ان اعرابيا قال رسول الله ما تقول فى صوم يوم الاثنين فقال: "ذاكَ يومُ وُلدتُ فيه، وأُنزل على فيه" وكان مولده صلى الله عليه وسلم فى عام الفيل، وقد قال صلى الله عليه وسلم "ولدت من نكاحٍ لا من سفاح".

وبعد حمله صلى الله عليه وسلم توفى ابوه عبد الله حين خرج الى الشام للتجارة وهو عائد مر على المدينة المنورة وهو مريض، فقال أتحلف عند أخوالى بنى عدى بن النجار، فأقام عندهم مريضاً شهراً، ومضى أصحابه فقدموا مكة فسألهم عبد المطلب عن ابنه عبد الله فقالوا خلَفنَاهُ عند أخواله بنى عدى بن النجار وهو مريض، فبعث اليه عبد المطلب اكبر ولده الحارث، فوجده قد توفى، ودفن فى دار النابعة، فَحَزنَ عليه عبد المطلب وأخواته حزناً شديداً.

كانت أمه تحَدث أنها رأت نوراً أضائت لها منه قصور الشام حين الحمل وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤيةُ أمى التى رأت حين وضعتنى نوراً، أضاءت لها منه قصور الشام – وحدثت امه الشريفة أنها أُتيت حين حَملت برسول الله حمله صلى الله عليه وسلم فقيل لها: إنها حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الارض فقولى: أُعيذُهُ بالواحد من شر كُل حاسد، من برِ كل عاهد وكل عبد رائد، يذود عنى زائد، فإنه عبد الحميد الماجد، حتى أراده قد أتى المشاهد، وأيةُ ذالك أنه يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام، فإذا وقع فسميه محمداً فإن اسمه فى التوراة أحمد يحمدهُ اهلُ الأرض. واسمه فى النجيل أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض واسمه فى القرآن محمدٌ.

ذكر البيهيقى بسنده عن عثمان بن أبى العاص حديث أمى أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب رسول صلى الله عليه وسلم ليلة ولدته، قالت: فما شىء أنظره فى البيت إلا نور وإنى أنظر الى النجوم تدنو حتى انى لأقول لَيَقعنَ علىَّ. وذكر القاضى عياض عن الشفاء أم عبدالرحمن بن عوف أنها كانت قابلته وأنها أخربت به حين سقط على يديها واستهل سمعت قائلاً يقول: "يرحمك الله، وأنه سطع منه نور رؤيت منه قصور الروم.

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ

فاطمة بنت أسد بنت عم النبى صلى الله عليه وسلم

هى فاطمة بنت أسد بن هاشم زوجة أبى طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ووالدة علىَّ وجعفر وأخواتهم: طالب – عقيل – أم هانىء – فاتحة – جُمانة.

وخيلر ما نتعرف به على هذه السيدة الهاشمية الجليلة وأفضل ما يعرف بها أنها أعطت النبى صلى الله عليه وسلم حين ضمه عمه أبو طالب إليه بعد وفاة جده عبد المطلب من عطفها وحنانها ما جبر الله به يُتمه وعوضه به عن حنان امه التى ماتت وهو فى السادسة من عمره وشبَّ النبى صلى الله عليه وسلم وهو يرى فى فاطمة بنت أسد امه التى ترعاه وتهتم بشؤنه كما تعمل لبنيها. ولما بُعِث النبى صلى الله عليه وسلم أسلمت وكانت من السابقات للإسلام ثم هاجرت الى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقامت بها حياتها.

وعاشت فاطمة حياتها موضع إعزاز النبى صلى الله عليه وسلم وحبه لحسن إيمانها بالرسول. فلما ماتت شملها من بِره وعطفه ما لم يشمل به احدً قبلها... كَفَّنها فى قميصه وصلى عليها وأمر نفراً من اجل الصحابة بحفر قبرها فلما بلغو لحدها حفر بيده الشريفة وأخرج ترابه. ثم اضطجع فيه وقال "اللهم اغفر لأمى فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها فأنك ارحم الراحمين وقد اثار ذالك الاكرام والتكريم استفسار بعض الصحابة فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله رأيناك صنعت شيئاً لم تكن صنعته بأحد قبل السيدة فاطمة فقال صلى الله عليه وسلم ألبستها قميصى لتلبس من الجنة واضطجعت قبرها ليخفف عنها من ضغطه القبر لأنها كانت أحسن خلق الله صنعاً الى بعد عمى أبى طالب وبكى وقال اليوم ماتت امى لقد كنت امى بعد امى (نور الأبصار ص-76 شرح نهج البلاغة – البلاغة – م1 – ص5)

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ

اللهم صلى و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و سلم تسليما كثيرا

سيرة النبى عليه الصلاة و السلام والله كلها بركة و الحمد لله رب العالمين

جزاكى الله خيرا كثيرا أختى الكريمة سكينة

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم

اختي ملهمة السلام عليكم حقا كلها بركة وأي بركة
اللهم أفض علينا من بركاته عليه الصلاة والسلام
يا أكرم الأكرمين
ياااارب

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ

حمزة ابن عم النبى صلى الله عليه وسلم

هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم عُرِفَ بأسد الله وأسد رسوله وعم النبى صلى الله عليه وسلم وابن خالته أمه هالة ابنة عم آمنة بنت وهب وأخوالنبى صلى الله عليه وسلم بالرضاعة أرضعتهما ثويبة مولاة أبى لهب وكنيته أبو عمارة ومات أولاده كلهم دون عقب.
ونشأ حمزة رضى الله عنه فى ظل أب عزيز شيخ قريش وفى رحاب بيت عريق عزيز هو بيت عبد المطلب بن هاشم ويعرف حمزة انه صاحب قنص قنصٍ له فى الفلاة والمعروف أنه حين عودته من قنصه ذات مرة وبعد الرسالة عَلِمَ أن أبا جهل هزم النبى صلى الله عليه وسلم وأن النبى انصرف ولم يكلم أبا جهل فأقبل نحوه فى جلسة مع قومه ورفع القوس وضربه وقال: "أَتشتم محمداً وانا على دينه أقول كما يقول فردَّ علىَّ ان استطعت". فلما أراد القوم الدفاع عن أبى جهل قال لهم فى تخاذل: دعوا أبا عمارة، فإنى والله قد سببت ابن اخيه سباً قبيحاً (سيرة ابن هاشم ج1 ص264) وبذالك اعز الله الرسول صلى الله عليه وسلم بإسلام عمه حمزة فكفت قريش عما كانوا ينالونه منه وبملازمة حمزة بالنبى صلى الله عليه وسلم شعر المسلمون بالطمأنينة والأمن.

وهاجر حمزة وفى دار الهجرة أبلى بلاءً حسناً وعظيماً وكان على رأس اول سرية خرجت من المدينة لمناوأة قريش – وفى يوم بدر قتل حمزة اول قتيل من المشركين فى اول مواجهة حربية وفى هذه المعركة قاتل بين يدى الرسول بسيفين وكان يعَلْم فى الحرب بريشة نعامة وشهد له من مشركى قريش أُميتَّةُ بن خلف فقال سائلاً عبد الرحمن بن عوف حين استأسر له: من الرجل المُعَلَّم فيكم بريشة نعامة فى صدره – فأجابه قائلاً إنه حمزة بن عبد المطلب فقال أمية: ذاك الذى فعل بنا الأفاعيل (سيرة ابن هاشم ج2 ص461)
ويوم أُحد المشهود لم يكن بلائه بأقل من يوم بدر ونال حمزة بهذه المعركة نعمة الشهادة ولقب أسد الله وأسد رسوله. رضى الله تعالى عن حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء وأسد الله وأسد الرسول.
يروى ابن هشام أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما وقف على حمزة قال "لن أُصاب بمثلك ابدا ثم قال: جاءنى جبريل فأخبرنى أن حمزة ابن عبد المطلب مكتوب فى أهل السموات السبع حمزة بن عبدالمطلب، أسد الله ورسوله (سيرة ابن هشام ص3 ص611) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور قبره بالمدينة المنورة كل يوم سبت.

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ