هؤلاء هم الصوفية
[twh][align=center]يوسف بن الحسين (المتوفى سنة 304 هــ)[/align][/twh]
"شيخ الرَيِّ والجبال في وقته. وكان نسيج وحَده في إسقاط التصنُّع. وكان عالما أديباً، صحب ذا النون المصري، وأبا تراب النخشبي، ورافق أبا سعيد الخرَّاز مات سنة: أربع وثلاثمائة."
(باب" أصول المشايخ" من الرسالة القشيرية للإمام القشيري( رضي الله عنه) ))
و عنه يقول ابن منظور في كتابه "مختصر تاريخ دمشق ":
"يوسف بن الحسين بن علي أبو يعقوب
الرازي الصوفي،
صاحب ذي النون المصري زاهد معروف موصوف.
قال: قلت لأحمد بن حنبل: حدثني،
فقال: ما تصنع بالحديث يا صوفي؟
فقلت: لا بد حدثني، فقال: حدثنا مروان الفزاري، عن هلال بن سويد أبي المعلى، عن أنس قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم طائران، فقدم إليه أحدهما، فلما أصبح قال: عندكم من غداء؟ فقدم إليه الآخر، فقال: من أين ذا؟ فقال بلال: خبأته لك يا رسول الله، فقال: يا بلال، لا تخف من ذي العرش إقلالاً، إن الله يأتي برزق كل غد.
وفي رواية: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر ثلاثة، فأكل منها طيراً، واستخبأ خادمه طيرين، فرده إليه من الغد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أنهك أن ترفع شيئاً لغد؟ إن الله يأتي برزق كل غد.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: يوسف بن الحسين، أبو يعقوب الرازي، إمام وقته، لم يكن من المشايخ على طريقته في تذليل النفس، وإسقاط الجاه. صحب ذا النون المصري، ورافق أبا سعيد الخراز في بعض أسفاره، وأبا تراب النخشبي.
قال أبو القاسم القشيري: كان نسيج وحده في إسقاط التصنع، وكان عالماً أديباً. مات سنة أربع وثلاثمائة.
قال يوسف بن الحسين: لأن ألقى الله بجميع المعاصي أحب علي من أن ألقاه بذرة من التصنع.
وقال: إذا رأيت المريد يشتغل بالرخص فاعلم أنه لا يجيء منه شيء.
وكتب إلى الجنيد: إذا أذاقك الله طعم نفسك، فإنك، إن ذقتها، لا تذوق بعدها خيراً أبداً.
وقال: رأيت آفات الصوفية في صحبة الأحداث، ومعاشرة الأضداد، ورفقة النسوان.
وقال: كنت أيام السياحة في أرض الشام أمسك بيدي عكازة مكتوباً عليها: من السريع [poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] سر في بلاد اللّه سـياحـا= وابك على نسك نـوّاحـاً وامس بنور اللّه في أرضه = كفى بنور اللّه مصباحـا [/poet]
وكتب على مخلاته: من الهزج
[poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] فلا يومك ينـسـاك = ولا رزقك يعـدوك ومن يطمع في الناس = يكن للناس مملوكـا وكن سعـيك لـلّـه = فإن اللّـه يكـفـيك [/poet]
وقال: قيل لي: إن ذا النون المصري يعرف اسم الله عز وجل الأعظم، فدخلت إلى مصر، فذهبت إليه، فبصرني وأنا طويل اللحية، ومعي ركوة طويلة، فاستبشع منظري، ولم يلتفت إلي.
قال أبو الحسين الرازي: وكان يوسف بن الحسين يقال: إنه أعلم أهل زمانه بالكلام، وعلم الصوفية. فلما كان بعد أيام جاء إلى ذي النون رجل صاحب كلام، فناظر ذا النون، فلم يقم ذو النون بالحجج عليه، فاجتذبته إلي، وناظرته، فقطعته، فعرف ذو النون مكاني، فقام إلي وعانقني وجلس بين يدي، وهو شيخ وأنا شاب، وقال: اعذرني فلم أعرفك، فعذرته، وخدمته سنة واحدة، فلما كان على رأس السنة قلت له: يا أستاذ، إني قد خدمتك، وقد وجب حقي عليك، وقيل لي: إنك تعرف اسم الله الأعظم، وقد عرفتني، ولا تجد له موضعاً مثلي، فأحب أن تعلمني إياه. قال: فسكت عني ذو النون، ولم يجبني، وكأنه أومأ إلي أنه يخبرني، وتركني ستة أشهر بعد ذلك، ثم أخرج إلي من بيته طبقاً ومكبة مشدوداً في منديل وكان ذو النون يسكن في الجيزة فقال: تعرف فلاناً صديقنا من الفسطاط؟ قلت: نعم، قال: فأحب أن تؤدي هذا إليه. قال: فأخذت الطبق وهو مشدود، وجعلت أمشي طول الطريق وأنا متفكر فيه: مثل ذي النون يوجه إلى فلان بهدية ! ترى أيش هي؟ قال: فلم أصبر إلى أن بلغت الجسر، فحللت المنديل، وشلت المكبة، فإذا فأرة، قفزت من الطبق، ومرت. فاغتظت غيظاً شديداً، وقلت: ذو النون يسخر بي، ويوجه مع مثلي فأرة إلى فلان!؟ فرجعت على ذلك الغيظ، فلما رآني عرف ما في وجهي، وقال: يا أحمق، إنما جربناك، ائتمنتك على فأرة فخنتني، أفاأتمنك على اسم الله الأعظم؟! وقال: مر عني فلا أراك شيئاً آخر.
قال: وسمعت ذا النون يقول: من جهل قدره هتك ستره.
وقال: قلت لذي النون وقت مفارقتي له: من أجالس؟ فقال: عليك مجالسة من تذكرك الله رؤيته، وتقع هيبته على باطنك، ويزيد في عملك منطقه، ويزهدك في الدنيا عمله، ولا تعصي الله ما دمت في قربه، يعظك بلسان فعله، ولا يعظك بلسان قوله.
وقال: عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهر أمرك، وتبعثك على الخير صحبته، وتذكرك الله رؤيته.
وقال يوسف: قيل لذي النون: ما بال الحكمة لها حلاوة من أفواه الحكماء؟ قال: لقرب عهدها بالرب عز وجل.
وقيل ليوسف بن الحسين: يا أبا يعقوب، هل لك هم غد؟ قال: يا سيدي، من كثرة همومنا اليوم لا نفرغ لهم. فأجابه الجنيد: من البسيط [poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] يكفي الحكيم من التنـبـيه أيسـره= فيعرف الكيف والتكوين والسببـا فكن بحيث مراد الحق مـنـك ولا= تزل مع القصد في التمكين منتصبا إن السبيل إلى مرضاتـه نـظـر= فما عليك له يرضى كما غضبـا
[/poet] ثم قال: من كان ظاهره عامراً فباطنه خراب، ومن كان ظاهره خراباً كان باطنه عامراً، والدليل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
قال أبو الحسين الدراج: قصدت يوسف بن الحسين الرازي من بغداد، فلما دخلت الري سألت عن منزله، فكل من أسأل يقول: أيش تفعل بذلك الزنديق؟ فضيقوا صدري، حتى عزمت على الانصراف، فبت تلك الليلة في مسجد، ثم قلتك جئت هذا البلد، فلا أقل من زيارة ! فلم أزل أسأل عنه حتى دفعت إلى مسجده وهو قاعد في المحراب، بين يديه مصحف يقرأ، وإذا هو شيخ بهي، حسن الوجه واللحية، فدنوت، فسلمت، فرد السلام، وقال: من أين أنت؟ فقلت: من بغداد، قصدت زيارة الشيخ. فقال: لو أن في بعض البلدان قال لك إنسان: أقم عندي حتى أشتري لك داراً وجارية أكان يمنعك عن زيارتي؟ فقلت: يا سيدي، ما امتحنني الله بشيء من ذلك، ولو كان لا أدري كيف كنت أكون، فقال: تحسن أن تقول شيئاً؟ قلت: نعم، وقلت: من الطويل [poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] رأيتك تبني دائماً في قطيعـتـي= ولو كنت ذا حزم لهدّمت ما تبني [/poet]
فأطبق المصحف، ولم يزل يبكي حتى ابتل لحيته وثوبه، حتى رحمته من كثرة بكائه، ثم قال لي: يا بني، تلوم أهل الري في قولهم: يوسف بن الحسين زنديق؟ من وقت الصلاة هو ذا أقرأ القرآن، لم يقطر من عيني قطرة، وقد قامت علي القيامة بهذا البيت.
قال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، فكأنه يلبث فيه على لون آخر.
وقال: ما صحبني متكبر قط إلا اعتراني داؤه، لأنه يتكبر، فإذا تكبر غضبت، فإذا غضبت أداني الغضب إلى الكبر، فإذا داؤه قد اعتراني.
وقال: في الدنيا طغيانان: طغيان العلم، وطغيان المال، والذي ينجيك من طغيان العلم العبادة، والذي ينجيك من طغيان المال الزهد فيه.
وقال يوسف: بالأدب يفهم العلم، وبالعلم يصح لك العمل، وبالعمل تنال الحكمة، وبالحكمة يفهم الزهد، ويوفق له، وبالزهد تترك الدنيا، وبترك الدنيا ترغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة تنال رضى الله عز وجل.
وقيل ليوسف بن الحسين: لو تجملت قليلاً، فقال: هو ذا يطاف على بابنا بالكيزان يتبرك بنا وبدعواتنا، وأنتم تدعوني إلى التجمل !
وكان كثيراً ما يقول: إلهي توبة أو مغفرة، فقد ضاقت بي أبواب المعذرة، إلهي، خطيئتي خطيئة صماء، وعاقبتي عاقبة وهماء، فلا الخطيئة أحسن الخروج منها، ولا العاقبة أهتدي للرجوع إليها، ومن شأن الكرماء الرفق بالأسراء، وأنا أسير تدبيرك. ثم يقول: من الطويل
[poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] وأذكركم في السّرّ والجهر دائماً= وإن كان قلبي في الوثاق أسير لتعرف نفسي قدرة الخالق الذي= يدبّر أمر الخلق وهو شكـور [/poet]
وقال: الأنس مع الله نور ساطع، والأنس مع الناس سم ناقع.
وسئل عن الكرم والجود، فقال: الجود أن تتفضل بما لا يجب عليك، والكرم أن تتفضل بما يجب لك.
وقيل له: ما بال المحبين يتلذذون بالذل في المحبة؟ فأنشأ يقول: من الكامل
[poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] ذلّ الفتى في الحبّ مكرمةٌ = وخضوعه لحبيبه شـرف [/poet]
وقال: كنت عند ذي النون المصري يوماً، فجاءه رجل، فقال: ما بال المحزون إذا تكامل حزنه لا تجري دموعه؟ فقال: إذا رق سلا، وإذا انجمد سجا. ثم أطرق، ورفع رأسه يقول: من الطويل
[poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] إذا رقّ قـلـب درّت جـفـونـــه= دموعاً له فيها سلـوٌّ مـن الـكـمـد وإن غصّ بالأشجان من طول حزنـه= علاه اصفرار اللّون في الوجه والجسد وأحمد حال الخـائفـين مـقـامـهـم= على كمدٍ يضني النفوس مع الكـبـد لعمرك ما لـذّ الـمـطـيعـون لـذةٌ= ألذّ وأحلى من منـاجـاة مـنـفـرد [/poet]
قال أبو عبد الرحمن السلمي: واعتل يوسف بن الحسين الرازي، فدخل عليه بعض إخوانه، فقال له: مالك أيها الشيخ، وما الذي تجد؟ ألا ندعو لك بعض هؤلاء الأطباء؟ فأنشأ يقول: من الطويل [poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بقلبي سقامٌ ما يداوى مـريضـه=خفيّ على العوّاد باقٍ على الدهر [/poet]
كان مرحوم الرازي يتكلم في يوسف بن الحسين، فانتبه ليلة وهو يبكي، فقيل له: مالك؟ قال: رأيت كتاباً نزل من السماء، فلما قرب من الخلق إذا فيه مكتوب بخط جليل: هذه براءة ليوسف بن الحسين مما قيل فيه. فجاء إليه، فاعتذر.
وكان يوسف بن الحسين يقول: اللهم إنك تعلم أني نصحت الناس قولاً، وخنت نفسي فعلاً، فهب لي خيانة نفسي بنصيحتي للناس.
وكان يتمثل كثيراً بهذا البيت: من الوافر
[poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] سأعطيك الرّضى وأموت غمّاً = وأسكت لا أغمّك بالعـتـاب [/poet]
كان آخر كلام يوسف بن الحسين: إليه دعوت الخلق إليك بجهدي، وقصرت نفسي بالواجب لك علي مع معرفتي بك، وعلمي فيك، فهبني لمن شئت من خلقك. قال: فمات، فرئي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: أوقفني بين يديه، وقال لي: يا عبد السوء، فعلت وعصيت ! فقلت: يا سيدي، لم أبلغ هذا عنك، بلغت أنك كريم، والكريم إذا قدر عفا. فقال تعالى: تملقت لي بقولك: هبني لمن شئت من خلقك، اذهب فقد وهبتك لك.
قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: ورئي يوسف بن الحسين في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، فقيل: بماذا؟ فقال: لأني ما خلطت جداً بهزل. قال عبد الله بن عطاء: مات يوسف بن الحسين سنة أربع وثلاثمائة."
و عنه قال ابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" في ذكر من اسمه يوسف
"يوسف بن الحسين بن علي أبو يعقوب الرازي
من مشايخ الصوفية
كان كثير الأسفار وصحب ذا النون المصري وأبا تراب النخشبي وأبا سعيد الخراز وحكى عن ذي النون وسمع إمامنا أحمد ورد بغداد وسمع منه بها أبو بكر النجاد.
أنبأنا الوالد السعيد عن أبي محمد الخلال حدثني عبد الواحد بن علي حدثنا أحمد بن سليمان قال: سمعت يوسف بن الحسين قال: سمعت ذا النون المصري قال: من جهل قدره هتك ستره.
وذكر أبو صالح المؤذن النيسابوري حدثنا أحمد بن عبد الله الرازي بدمشق
حدثني يوسف بن الحسين الرازي الصوفي
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل حدثنا مروان بن معاوية حدثني هلال بن سويد أبو المعلى عن أنس بن مالك قال "أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر ثلاث فأكل طيراً واستخبأ خادمه طيرين فرده عليه من الغد فقال: النبي صلى الله عليه وسلم ألم أنهك أن ترفع شيئاً لغد إن الله يأتي برزق كل غد"
قال: يوسف كنت أتيت أحمد بن حنبل في أول أيام المتوكل فسألني عن بلدي فقال: لي ما حاجتك وفي أي شيء جئت إلي فقلت: لتحدثني فقال: أما بلغك أني قد أمسكت عن التحديث فقلت: بلى ولكن حدثني بشيء أذكرك به وأترحم عليك به فحدثني بهذا الحديث ثم قال:
هذا من بابتك يا صوفي
حدث به أبو أحمد العسال الأصبهاني عن يوسف عن أحمد بن حنبل ولم يذكر الكلام.
قرأت في كتاب ابن ثابت حدثنا أبو سعد الماليني أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن حمزة الصوفي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد القرشي حدثنا يوسف ابن الحسين الزراي قال: قلت: لأحمد بن حنبل حدثني
فقال: ما تصنع بالحديث يا صوفي
فقلت: لا بد حدثني فقال: حدثنا مروان الفزاري عن هلال أبى العلاء كذا قال: الماليني وإنما هو أبو المعلى عن أنس قال: "أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم طائران فقدم إليه أحدهما فلما أصبح قال: هل عندكم من غداء فقدم إليه الآخرة فقال: من أين ذا فقال: بلال خبأته لك يا رسول الله فقال يا بلال: لا تخف من ذي العرش إقلالاً إن الله يأتي برزق كل غد".
وبإسناده قال: يوسف بن الحسين كنت في أيام السياحة في أرض الشام أمسك بيدي عكازة مكتوب عليها: [poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] سر في بلاد الله سـياحـاً = وابك على نفسك نواحـاً وامش بنور الله في أرضه = كفى بنور الله مصباحـاً [/poet]
وبإسناده قال: كان ليوسف بن الحسين مخلاة مكتوب عليها: [poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] لايومـك ينـســاك = ولا رزقك يعدوكـا ومن يطمع في النـاس = يكن للناس مملوكا فليكن سـعـيك لـله فإن الله يكفـيكـا
[/poet]
وبإسناده قال: قال يوسف بن الحسين قيل لي إن ذا النون المصري يعرف اسم الله الأعظم فدخلت مصر فذهبت إليه فبصر بي وأنا طويل اللحية ومعي ركوة طويلة فاستشنع منظري ولم يلتفت إلي فلما كان بعد أيام جاء إلى ذي النون رجل صاحب كلام فناظر ذا النون فلم يقم ذو النون بالحجج عليه قال: فاجتذبته إلي وناظرته فقطعته فعرف ذو النون مكاني فقام إلي وعانقني وجلس بين يدي وهو شيخ وأنا شاب وقال اعذرني فلم أعرفك فعذرته وخدمته سنة واحدة فلما كان على رأس السنة قلت له يا أستاذ إني قد خدمتك وقد وجب حقي عليك وقيل لي إنك تعرف اسم الله الأعظم وقد عرفتني ولا تجد له موضعا مثلي فأحب أن تعلمني إياه قال: فسكت عني ذو النون ولم يجبني وكأنه أومأ إلى أنه يخبرني قال: فتركني بعد ذلك ستة أشهر ثم أخرج إلي من بيته طبقاً ومكبة مشدودة في منديل وكان ذو النون يسكن في الجيزة فقال: تعرف فلاناً صديقنا من الفسطاط قلت: نعم فقال: أحب أن تؤدي إليه هذا قال: فأخذت الطبق وأنا متفكر فيه مثل ذي النون يوجه إلى فلان بهدية ترى إيش هي فلم أصبر إلى أن بلغت الجسر فحللت المنديل وشلت المكبة فإذا فأرة نفرت من الطبق ومرت قال: فاغتظت غيظاً شديداً وقلت: ذو النون يسخر بي ويوجه مع مثلي فأرة إلى فلان فرجعت على ذلك الغيظ فلما رآني عرف ما في وجهي وقال يا أحمق إنما جربناك ائتمنتك على فأرة فخنتني أفأئتمنك على اسم الله الأعظم وقال مر عني فلا أراك شيئاً آخر.
ومات سنة أربع وثلاثمائة
ورؤي في المنام بعد موته فقيل له ماذا فعل الله بك قال: غفر لي ورحمني فقيل بماذا فقال: بكلمة أو بكلمات قلتها عند الموت
قلت:
اللهم إني نصحت قولا وخنت نفسي فعلا فهب خيانة فعلي لنصيحة قولي."
[fot]يا مدد[/fot]
_________________
ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته
|