اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am مشاركات: 18784
|
قال عبد الله بن مصعب: كان مخرمة بن نوفل بن أهيب الزهري بالمدينة وهو شيخ كبير أعمى، وكان قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة، فقام يوما في المسجد يريد أن يبول فصاح به الناس فأتاه نعيمان ابن عمرو ابن رباعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار فتنحى به ناحية من المسجد ثم قال له: اجلس ها هنا، فأجلسه يبول ثم تركه، فصاح به الناس، فلما فرغ قال: من جآءَ بي إِلى هذا المجلس؟ قالوا: نعيمان بن عمرو قال: فعل الله به وفعل أَما إِنَّ الله علَّي إِن ظفرت به أَن أَضربه بعصاي هذه ضربةً تبلغ منه ما بلغت، فمكث ما شآء الله حتى نسيى ذلك مخرمة ثم أتاه يوما وعثمان قائم يصلي في ناحية من المسجد، وكان عثمان إذا صلى لا يلتفت فقال له: هل لك في نُعَيمان؟ فقال: نعم أَين هو؟ دُلَّني عليه، فأَتى به حتى أوقفه على عثمان فقال: دونك هذا هو، فجمع مخرمة يديه بعصاه فضرب عثمان فشَّجه فقيل له: إِنما ضَربتَ أَمير المؤمنين عثمان قال: فسمعت بذلك بنو زهرة فاجتمعوا في ذلك فقال عثمان: دعوا نُعيمان، لعن الله نُعيمان: وروي أن مخرمة قال: من قادني؟ قيل نعيمان قال: لا جَرَمَ لا عَرَضتُ له بشّرٍ أَبداً. وقد شهد نعيمان بن عمرو بدراً.
وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: كان بالمدينة رجل يقال له نعيمان يصيب الشراب فكان يؤتي به إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فيضربه بنعليه ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب، فلما كثر ذلك منه قال له رجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لعنك الله فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تفعل فإِنه يحبُّ الله ورسولَه. قال: وكان لا يدخل المدينة رُسُل ولا طُرفَةٌ إِلاَّ اشترى منها ثم جآء به إِلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله هذا أَهديته لك، فإِذا جآء صاحبُه يطلب نُعيمان بثمنه جآء به إِلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله أَعطِ هذا ثمن متاعه فيقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أوَ لم تُهِده لي فيقول: يا رسول الله إِنه لم يكن عندى ثمنُه ولقد أَحببت أَن تأكلَه فيضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويأمر لصاحبه بثمنه.
وروي أَنه أهدى النبي صلّى الله عليه وسلّم جرة عسل اشتراها من أعرابي بدينار، وأتى بالأعرابي باب النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: خذ الثمن من ها هنا، فلما قسمها النبي صلّى الله عليه وسلّم نادى الأعرابي: أَلا أَعطنىِ ثمنَ عسلي فقال صلّى الله عليه وسلّم: إِحدى هنات نُعيمان: وسأَله لَم فعلت هذا؟ قال: أردت بِرّك ولم يكن معي شيىء، فتبسم النبي صلّى الله عليه وسلّم وأَعطى الأعرابيّ حقَّه.
وشكى عيينة بن حصن إلى نعيمان صعوبة الصيام فقال: صُمِ الليل فُروي أَنه دخل عُيَينة على عثمان وهو يفطر في شهر رمضان فقال: العَشآء فقال: أنا صائم فقال عثمان: الصوم بالليل؟ فقال: هو أَخفُّ علَّي إِن عثمان قال: إِحدى هَنات نُعيمان.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا دائما ابدا
|
|