موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الفوائد
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 01, 2017 10:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الفوائد


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 400)

(جماع أبواب أسمائه صلى الله عليه وسلم وكناه

قد أفردها بالتصنيف خلائق، ونظمها جماعة منهم الشيخ الإمام العلامة أبو عبد الله القرطبي المفسر والعلامة الزيني عبد الباسط بن الإمام العلامة بدر الدين البلقيني أحد السادة العدول بخط الجمالية - رحمه الله تعالى - في قصيدة ميمية طنانة بديعة لم ينسج على منوالها ناسج، وشرحها شرحا مبدعا كثير الفوائد فردا في بابه، فشكر الله تعالى سعيه وتقبل منه، سماها "الاصطفاء" وشرحها بالوفاء في شرح الاصطفاء.
وحيث قلت: ذكر في الشرح أو النظم. أو شرح النظم: فهما المرادان.
غير أنه - رحمه الله تعالى - لم يرتب الأسماء على حروف المعجم، بل بحسب ما اتفق فعسر الكشف فيها، وأحسن ما عمل في ذلك: "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة" للشيخ - رحمه الله تعالى.
ولخصت مقاصد الكتابين هنا مع زوائد كثيرة من كتاب "جلاء الأفهام" وكتاب "زاد المعاد" - كلاهما للعلامة ابن القيم. والقول البديع للحافظ أبي الخير السخاوي، والمواهب لشيخنا العلامة أبي الفضل أحمد بن الخطيب القسطلاني ومن غير ذلك.
وانحصر لي الكلام على الأسماء والكنى في أربعة أبواب:


_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 02, 2017 9:00 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7602
البخاري كتب:
أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الفوائد


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 400)

(جماع أبواب أسمائه صلى الله عليه وسلم وكناه

قد أفردها بالتصنيف خلائق، ونظمها جماعة منهم الشيخ الإمام العلامة أبو عبد الله القرطبي المفسر والعلامة الزيني عبد الباسط بن الإمام العلامة بدر الدين البلقيني أحد السادة العدول بخط الجمالية - رحمه الله تعالى - في قصيدة ميمية طنانة بديعة لم ينسج على منوالها ناسج، وشرحها شرحا مبدعا كثير الفوائد فردا في بابه، فشكر الله تعالى سعيه وتقبل منه، سماها "الاصطفاء" وشرحها بالوفاء في شرح الاصطفاء.
وحيث قلت: ذكر في الشرح أو النظم. أو شرح النظم: فهما المرادان.
غير أنه - رحمه الله تعالى - لم يرتب الأسماء على حروف المعجم، بل بحسب ما اتفق فعسر الكشف فيها، وأحسن ما عمل في ذلك: "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة" للشيخ - رحمه الله تعالى.
ولخصت مقاصد الكتابين هنا مع زوائد كثيرة من كتاب "جلاء الأفهام" وكتاب "زاد المعاد" - كلاهما للعلامة ابن القيم. والقول البديع للحافظ أبي الخير السخاوي، والمواهب لشيخنا العلامة أبي الفضل أحمد بن الخطيب القسطلاني ومن غير ذلك.
وانحصر لي الكلام على الأسماء والكنى في أربعة أبواب:


اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
متابعة
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 02, 2017 10:55 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
فراج يعقوب كتب:
البخاري كتب:
أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الفوائد


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 400)

(جماع أبواب أسمائه صلى الله عليه وسلم وكناه

قد أفردها بالتصنيف خلائق، ونظمها جماعة منهم الشيخ الإمام العلامة أبو عبد الله القرطبي المفسر والعلامة الزيني عبد الباسط بن الإمام العلامة بدر الدين البلقيني أحد السادة العدول بخط الجمالية - رحمه الله تعالى - في قصيدة ميمية طنانة بديعة لم ينسج على منوالها ناسج، وشرحها شرحا مبدعا كثير الفوائد فردا في بابه، فشكر الله تعالى سعيه وتقبل منه، سماها "الاصطفاء" وشرحها بالوفاء في شرح الاصطفاء.
وحيث قلت: ذكر في الشرح أو النظم. أو شرح النظم: فهما المرادان.
غير أنه - رحمه الله تعالى - لم يرتب الأسماء على حروف المعجم، بل بحسب ما اتفق فعسر الكشف فيها، وأحسن ما عمل في ذلك: "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة" للشيخ - رحمه الله تعالى.
ولخصت مقاصد الكتابين هنا مع زوائد كثيرة من كتاب "جلاء الأفهام" وكتاب "زاد المعاد" - كلاهما للعلامة ابن القيم. والقول البديع للحافظ أبي الخير السخاوي، والمواهب لشيخنا العلامة أبي الفضل أحمد بن الخطيب القسطلاني ومن غير ذلك.
وانحصر لي الكلام على الأسماء والكنى في أربعة أبواب:


اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
متابعة
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 04, 2017 12:05 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
فراج يعقوب كتب:
البخاري كتب:
أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الفوائد


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 400)

(جماع أبواب أسمائه صلى الله عليه وسلم وكناه

قد أفردها بالتصنيف خلائق، ونظمها جماعة منهم الشيخ الإمام العلامة أبو عبد الله القرطبي المفسر والعلامة الزيني عبد الباسط بن الإمام العلامة بدر الدين البلقيني أحد السادة العدول بخط الجمالية - رحمه الله تعالى - في قصيدة ميمية طنانة بديعة لم ينسج على منوالها ناسج، وشرحها شرحا مبدعا كثير الفوائد فردا في بابه، فشكر الله تعالى سعيه وتقبل منه، سماها "الاصطفاء" وشرحها بالوفاء في شرح الاصطفاء.
وحيث قلت: ذكر في الشرح أو النظم. أو شرح النظم: فهما المرادان.
غير أنه - رحمه الله تعالى - لم يرتب الأسماء على حروف المعجم، بل بحسب ما اتفق فعسر الكشف فيها، وأحسن ما عمل في ذلك: "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة" للشيخ - رحمه الله تعالى.
ولخصت مقاصد الكتابين هنا مع زوائد كثيرة من كتاب "جلاء الأفهام" وكتاب "زاد المعاد" - كلاهما للعلامة ابن القيم. والقول البديع للحافظ أبي الخير السخاوي، والمواهب لشيخنا العلامة أبي الفضل أحمد بن الخطيب القسطلاني ومن غير ذلك.
وانحصر لي الكلام على الأسماء والكنى في أربعة أبواب:


اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
متابعة
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 04, 2017 2:19 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة نوفمبر 02, 2012 12:16 am
مشاركات: 1938
فراج يعقوب كتب:
البخاري كتب:
أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الفوائد


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 400)

(جماع أبواب أسمائه صلى الله عليه وسلم وكناه

قد أفردها بالتصنيف خلائق، ونظمها جماعة منهم الشيخ الإمام العلامة أبو عبد الله القرطبي المفسر والعلامة الزيني عبد الباسط بن الإمام العلامة بدر الدين البلقيني أحد السادة العدول بخط الجمالية - رحمه الله تعالى - في قصيدة ميمية طنانة بديعة لم ينسج على منوالها ناسج، وشرحها شرحا مبدعا كثير الفوائد فردا في بابه، فشكر الله تعالى سعيه وتقبل منه، سماها "الاصطفاء" وشرحها بالوفاء في شرح الاصطفاء.
وحيث قلت: ذكر في الشرح أو النظم. أو شرح النظم: فهما المرادان.
غير أنه - رحمه الله تعالى - لم يرتب الأسماء على حروف المعجم، بل بحسب ما اتفق فعسر الكشف فيها، وأحسن ما عمل في ذلك: "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة" للشيخ - رحمه الله تعالى.
ولخصت مقاصد الكتابين هنا مع زوائد كثيرة من كتاب "جلاء الأفهام" وكتاب "زاد المعاد" - كلاهما للعلامة ابن القيم. والقول البديع للحافظ أبي الخير السخاوي، والمواهب لشيخنا العلامة أبي الفضل أحمد بن الخطيب القسطلاني ومن غير ذلك.
وانحصر لي الكلام على الأسماء والكنى في أربعة أبواب:


اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
متابعة
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 04, 2017 10:41 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
السادة والسيدات الأفاضل

مولانا الشيخ فراج يعقوب، خلف الظلال، المهاجرة، مداح القمر

جزاكم الله خيرا وشرفني مروركم الكريم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 04, 2017 10:44 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 400-401)


الباب الأول في فوائد كالمقدمة للأبواب الآتية



قال العلماء رضي الله تعالى عنهم: كثرة الأسماء دالة على عظم المسمى ورفعته، وذلك للعناية به وبشأنه، ولذلك ترى المسميات في كلام العرب أكثرها محاولة واعتناء.

قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى: وغالب هذه الأسماء التي ذكروها إنما هي صفات، كالعاقب والحاشر فإطلاق الاسم عليها مجاز.
وقال في الاصطفاء: فإن قيل: غالب هذه الأسماء صفات مثل الماحي والمختار ونحوهما قلت: كثيرا ما يطلق الأسماء على الصفات لاشتراكهما في تعريف الذات وتمييزها عن غيرها، وذلك من باب التغليب. انتهى.

وقال ابن عساكر - رحمه الله تعالى: وإذا اشتقت أسماؤه صلى الله عليه وسلم من صفاته كثرت جدا.
....
وقال الشيخ: وكثير من هذه الأسماء لم يرد بلفظ الاسم، بل أتى بصيغة المصدر والفعل وقد اعتبر ذلك القاضي وابن دحية وغيرهما، واعتبره الجمهور خصوصا أصحاب الحديث في أسماء الله تعالى. انتهى.
...
وقال غيره: الأسماء جمع اسم وهو كلمة وضعتها العرب بإزاء مُسَمَّى متى أطلقت فهم منها ذلك المسمى.
فعلى هذا لا بد من مراعاة أربعة أمور: الاسم والمُسَمَّى بفتح الميم والمسمِّي بكسرها والتسمية.
فالاسم: هو اللفظ الموضوع على الذات لتعريفها أو لتخصيصها عن غيرها كلفظ زيد.
والمُسَمَّى: هو الذات المقصود تمييزها بالاسم كشخص زيد.
والمسمِّي: هو الواضع لذلك اللفظ.
والتسمية: هي اختصاص ذلك اللفظ بتلك الذات.
والوضع: تخصيص لفظ بمعنى إذا أطلق أو أحس فهم ذلك المعنى.

تنبيه:
نقل الغزالي - رحمه الله تعالى - الاتفاق، وأقره الحافظ في الفتح على أنه لا يجوز لنا أن نسمي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- باسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه الشريفة والله تعالى أعلم.) اهـ باختصار


_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 04, 2017 11:09 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 402-406)


الباب الثاني في الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: "لي خمسة أسماء" وطرقه



اعلم أنه ورد من حديث جبير بن مطعم، وجابر بن عبد الله وعوف بن مالك وأبي موسى وحذيفة بن اليمان وابن مسعود وابن عباس، وأبي الطفيل - رضي الله تعالى عنهم.

حديث جبير رواه عنه ابنه محمد، ونافع. ورواه عن محمد الزهري، وعنه خلق منهم سفيان بن عيينة وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد، ومالك بن أنس، ومحمد بن ميسرة - رحمهم الله أجمعين .

ذكر رواية سفيان
لفظ روايته فيما رواه الإمام أحمد ومسلم والترمذي في الجامع والشمائل: "إن لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي"

ولفظ رواية شعيب فيما رواه الشيخان والدارمي كلفظ رواية سفيان.

ولفظ معمر فيما رواه الشيخان والطبراني كلفظ رواية سفيان، لم يذكروا خمسة وإنما وقعت هذه اللفظة في رواية الإمام مالك ومحمد بن ميسرة.

ولفظ رواية مالك فيما رواه يحيى بن بكير عنه، عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير- رحمهم الله تعالى- أن النبي صلى الله عليه سلم قال: "إن لي خمسة أسماء أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي، وأنا العاقب".

قال ابن عبد البر - رحمه الله تعالى: وهو مرسل في رواية يحيى ووصله عنه معن بن عيسى وغيره. وقد ذكره الدار قطني في أوهام مالك.

قال الشيخ: وقد رواه البخاري من طريقه موصولا.

قلت: قال الحافظ: كذا وقع موصولا من عند معن بن عيسى عن مالك. وقال الأكثر: عن مالك، عن الزهري، عن محمد بن جبير مرسلا. ووافق معناً على وصله، عن مالك جويرية بن أسماء عند الإسماعيلي ومحمد بن المبارك عن عبد الله بن نافع عن أبي عوانة. وأخرجه الدار قطني في الغرائب عن آخرين عن مالك، وقال إن أكثر أصحاب مالك أرسلوه.

قال الحافظ: وهو معروف الاتصال عن غير مالك وصله يونس بن زيد وعقيل، ومعمر وحديثهم عند مسلم. وشعبة وحديثه عند المصنِّف في التفسير، يعني البخاري، وابن عيينة عند مسلم، والترمذي، كلهم عن الزهري.

ولفظ رواية محمد بن ميسرة: "إن لي خمسة أسماء أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب يعني الخاتم". رواه البيهقي.

ذكر رواية نافع بن جبير عن أبيه: "أنا محمد وأنا أحمد والحاشر والماحي والخاتم والعاقب". رواه الإمام أحمد والبيهقي وأبو نعيم.

قال الشيخ - رحمه الله تعالى: هكذا عدها وهي ستة وفيها دلالة على أنه لم يقع له لفظ خمس من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما قال: لي أسماء. فذكر منها جبير ما ذكر أو ذكرها كلها وحفظ منه بعضها.

وقال عبد الملك بن مروان لنافع: أتحصي أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان جبير بن مطعم يعدها ؟. قال: نعم هي ستة: محمد وأحمد وخاتم وحاشر وعاقب وماحي. فأما حاشر: فيبعث مع الساعة نذيرا لكم بين يدي عذاب شديد، وأما عاقب فإنه عقب الأنبياء، وأما ماحي فإن الله محا به سيئات من اتبعه. رواه يعقوب بن سفيان بسند رجاله ثقات، والحاكم وصححه، والبيهقي وأبو نعيم. وقال ابن دحية: هو مرسل حسن الإسناد. وقال الشيخ: بل هو متصل، فإن نافعا رواه عن أبيه وإنما لم يذكره لتقدم قول عبد الملك: التي كان جبير يعدها.

حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أحمد، وأنا محمد، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وإذا كان يوم القيامة كان لواء الحمد بيدي وكنت إمام المرسلين وصاحب شفاعتهم". رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم من طريقه.

طريق أخرى وفيه حديث عائشة وأنس وعلي وأسامة بن زيد وابن عباس رضي الله تعالى عنهم. روى ابن عدي عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لي عند ربي عشرة أسماء: "أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي، وأنا الحاشر الذي يحشر الخلائق معي على قدمي، وأنا رسول الرحمة، ورسول التوبة، ورسول الملاحم، وأنا المقفي قفيت النبيين، وأنا قثم ".
قال: والقثم: الكامل.
في سنده: أبو البختري وهب بن وهب وهو متهم.

حديث عوف بن مالك رضي الله تعالى عنه: قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا معه، حتى دخلنا كنيسة اليهود يوم عيدهم فكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر اليهود والله لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا المقفي آمنتم أو كذبتم" ثم انصرف وأنا معه. رواه أبو نعيم.

حديث أبي موسى رضي الله تعالى عنه: قال: سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء فمنها ما حفظناه قال: "أنا محمد وأنا أحمد والمقفي والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة" رواه أبو نعيم والمحاملي.
ورواه الإمام أحمد ومسلم بلفظ: منها ما حفظناه ومنها ما لم نحفظ، قال: "أنا محمد وأنا أحمد والمقفي والحاشر. ونبي والتوبة والملحمة" ولفظ مسلم: ونبي الملحمة.

حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهما: قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة فقال: "أنا محمد وأنا أحمد وأنا نبي الرحمة ونبي التوبة وأنا المقفي وأنا الحاشر ونبي الملاحم". رواه الإمام أحمد والترمذي في الشمائل ورجاله ثقات.

حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سكة من سكك المدينة: "أنا محمد وأنا أحمد والحاشر والمقفي ونبي الرحمة". رواه ابن حبان.

حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أحمد ومحمد والحاشر والمقفي والخاتم". رواه الطبراني من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ولم يلقه.

حديث أبي الطفيل رضي الله تعالى عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لي عشرة أسماء" قال أبو الطفيل: حفظت ثمانية وأنسيت اثنتين: "أنا محمد وأحمد والفاتح والخاتم وأبو القاسم والحاشر والعاقب والماحي الذي يمحو الله بي الكفر" قال سيف بن وهب: فحدثت الحديث أبا جعفر فقال: ياسيف ألا أخبرك بالاسمين ؟ قلت: بلى. قال: طه ويس. رواه ابن مردويه وأبو نعيم والديلمي.
قال ابن دحية رحمه الله تعالى: هذا سند لا يساوي شيئا يدور على وضاع وهو أبو يحيى وضعيف وهو سيف. وأقره الشيخ على ذلك. وليس كذلك فإن أبا يحيى التميمي اثنان أحدهما إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، فهذا هو الوضاع المجمع على تركه، وليس هو الذي في سند هذا الحديث. والثاني أبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي. كذا سمي هو وأبوه وفي رواية ابن عساكر وهو كما قال الحافظ في التقريب ضعيف. والله تعالى أعلم.

فصل


قال الإمام المحدث أبو عبد الله أحمد بن محمد العَزَفي- وهو بفتح العين المهملة والزاي وقبل ياء النسب فاء وهو من تلامذة القاضي، وأبو العباس القرطبي شارح مسلم: إنه صلى الله عليه وسلم قال: "لي خمسة أسماء" قبل أن يطلعه الله تعالى على بقية أسمائه.

ولابن عساكر في ذلك احتمالان:
أحدهما: أن يكون ذلك العدد فيه لبس من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وفيه كما قال ابن دحية والحافظ نظر. زاد الحافظ: لتصريحه في الحديث بقوله: " إن لي خمسة أسماء ".
الثاني: أن يكون ذلك من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقتضي ذلك الحصر. وخص هذه الخمسة بالذكر إما لعلم السامع بما سواها، فكأنه قال لي خمسة أسماء فاضلة معظمة، أو لشهرتها كأنه قال لي: خمسة أسماء مشهورة أو لغير ذلك مما يحتمله اللفظ من المعاني، وهذا الاحتمال استظهره ابن دحية والحافظ وزاد: أو: " إن لي خمسة أسماء أختص بها لم يسم بها أحد قبلي".

وقال القاضي: إنما خصت هذه الأسماء بالذكر لأنها موجودة في الكتب المتقدمة وعند أولي العلم من الأمم السابقة.
وتعقب بأن أسماءه الموجودة في الكتب المتقدمة أكثر من ذلك.

وقال الشيخ: إن قوله لي خمسة أسماء لا ينافي أن له أكثر من ذلك لأن قواعد الأصول أن العدد لا يخصص، وكم ورد في الأحاديث ذكر أعداد لم يقصد الحصر منها، كحديث "سبعة يظلهم الله في ظل عرشه" وقد وردت أحاديث بزيادة عليها ويحضرني الآن منها سبعون. وغير ذلك مما هو مشهور.
قلت: يأتي بيانها في الخصائص مع زيادة إن شاء الله تعالى.) اهـ


_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 04, 2017 11:55 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 407-416)

(الباب الثالث في ذكر ما وقفت عليه من أسمائه الشريفة صلى الله عليه وسلم وشرحها وما يتعلق بها من الفوائد

قال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله تعالى: قال بعض الصوفية: لله تعالى ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم.

قلت: والذي وقفت عليه من ذلك خمسمائة اسم، مع أن في كثير منها نظرا وها أنا ذاكر ما رأيته معزيا كل اسم لم يرد في القرآن ولا في السنة برموز فللقاضي "يا" وللعزفي "ع" ولابن دحية "د" ولأبي الفتح ابن سيد الناس "ح" ولشيخنا الأسيوطي "ط" وللسخاوي "خا" وللشيخ عبد الباسط البلقيني "عا" ومن عداهم صرحت به.

**********************

1- "محمد" قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)
وهو أشهر أسمائه صلى الله عليه وسلم وأجلها، ولذلك اختص بأمور:

منها:أنه لا يصح إسلام الكافر حتى يتلفظ به بأن يقول: محمد رسول الله. فلا يكفي أحمد.
وجوزه الإمام الحليمي بشرط أن يضم إليه: أبا القاسم.


ومنها: أنه يتعين الإتيان به في التشهد لا يكفي غيره من أسمائه ولا أحمد. كما في شرح المهذب والتحقيق. وكذلك الخطبة.

ومنها: أنه على أربعة أحرف ليوافق اسم الله تعالى، فإن الاسم الكريم على أربعة أحرف.

ومنها: أن الله تعالى قرنه مع اسمه كما تقدم بيان ذلك في كتابة اسمه على العرش. ويأتي له تتمة.

ومنها: أن الله تعالى اشتقه من اسمه المحمود، كما قال حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه:

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه * * إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

وشــق لـه مـن اسـمـه لـيـجـلـه * * فذو العرش محمود وهذا محمد

وروى البخاري في تاريخه الصغير، عن علي بن زيد رحمه الله تعالى قال: كان أبو طالب يقول:

فشق له من اسمه ليجله * * فذو العرش محمود وهذا محمد

ومنها: أنه يخرج منه بالضرب مع الكسر والبسط عدد المرسلين، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر،
وذلك أن فيه الميم الأولى والثانية المشددة بحرفين والميم إذا كسرت فهي م ي م
وكل ميم بتكسيرها في الحساب تسعون، إذ الميم بأربعين والياء بعشرة
فالثلاثة مائتان وسبعون والدال خمسة وثلاثون لأن الدال بأربعة والألف بواحد واللام بثلاثين والحاء بثمانية ولا تكسير فيها.

ومنها: أن آدم يكنى به في الجنة دون سائر بنيه كما سيأتي.

ومنها: قال ابن العماد رحمه الله تعالى في كتاب "كشف الأسرار": سخرت الشياطين لسليمان بذكره صلى الله عليه وسلم.

ومنها: جرت سفينة نوح باسمه صلى الله عليه وسلم.

قال: وقال قوم: إن معنى الميم محق الكفر بالإسلام. أو محى سيئات من اتبعه.
وقيل الميم: من الله على المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم. دل عليه قوله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
وقيل: الميم: ملك أمته به صلى الله عليه وسلم.
وقيل: المقام المحمود.
وأما الحاء فقيل: حكمه بين الخلق بحكم الله تعالى. وقيل إحياء الله تعالى أمته به.
وأما الميم الثانية فمغفرة الله تعالى لأمته.
واما الدال: فهو الداعي إلى الله تعالى، قال الله تعالى: (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ).

وأما وقوع الأحرف على هذا الشكل الخاص
فقيل: لأن الله تعالى خلق الخلق على صورة محمد صلى الله عليه وسلم
فالميم بصورة رأس الإنسان
والحاء بمنزلة اليدين،
وباطن الحاء كالبطن وظاهرها كالظهر
ومجمع الإليتين والمخرج كالميم،
وطرف الدال كالرجلين.
وفي ذلك أنشدوا رحمهم الله تعالى:

له اسم صور الرحمن ربي * * خلائقه عليه كما تراه

له رجل وفوق الرجل ظهر * * وتحت الرأس قد خلقت يداه


قال القاضي رحمه الله تعالى: وفي تسميته صلى الله عليه وسلم محمد وأحمد من بدائع الآيات وعجائب الخصائص: أن الله تعالى حمى أن يسمى بمحمد وأحمد غيره صلى الله عليه وسلم قبل زمانه.
أما أحمد الذي في الكتب وبشرت به الأنبياء فمنع الله بحكمته أن يسمى به أحد غيره ولا يدعى به مدعو قبله، حتى لا يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك. وكذلك محمد أيضا لم يسم به أحد من العرب ولا من غيرهم، إلى أن شاع قبيل وجوده صلى الله عليه وسلم أن نبيا يبعث اسمه محمد. كما روى الطبراني والبيهقي عن محمد بن عدي بن ربيعة أنه سأل أباه: لم سماه محمدا في الجاهلية؟ فقال: خرجت مع جماعة من بني تميم فنزلنا على غدير ماء، فأشرف علينا الديراني فقال لنا: إنه يبعث منكم وشيكا نبي فسارعوا إليه. فقلنا له: ما اسمه؟ قال: محمد. فلما انصرفنا ولد لكل منا ولد فسماه محمدا لذلك.
الغدير: النهر: والجمع غدران.
وشيكا: سريعا وقريبا.

والذين سموا بهذا الاسم في الجاهلية دون العشرين. وحمى الله تعالى هؤلاء أن يدعي أحد منهم النبوة أو يدعيها أحد له أو يظهر عليه شئ من سماتها، حتى تحققت لنبينا صلى الله عليه وسلم.

1- محمد بن أُحَيْحَة، بضم الهمزة وفتح الحاءين المهملتين بينهما تحتية ساكنة، ابن الجُلاح بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره مهملة، ابن الحَرِيش بفتح الحاء المهملة وكسر الراء ثم مثناة تحتية، ثم شين معجمة. وقال ابن هشام رحمه الله تعالى: إنها مهملة.
ونقل الدار قطني عن بكير بن أبي بكر رحمه الله تعالى أن كل ما في الأنصار فهو حريس، أي بسين مهملة، إلا هذا فإنه بالمعجمة.
ابن جَحْجَبى. بجيم مفتوحة فحاء ساكنة مهملة فجيم أخرى مفتوحة، فموحدة فألف مقصورة.
قال ابن دريد عفا الله تعالى عنه: والجحجبة: المجئ والذهاب والتردد في المشي.
ابن كلفة ووقع في نسخة من العيون ابن كلدة. والذي ذكره السهيلي والأمير: كلفة بالفاء: ابن عوف بن عمرو، بن عوف، بن مالك بن الأوس، الكناني ثم الليثي. قال عبدان بن عثمان الحافظ رحمه الله تعالى: بلغني أنه أول من سمي بذلك.

2- محمد بن أسامة بن مالك بن حبيب بن العنبر.

3- محمد بن البر بتشديد الراء من غير ألف بعدها، كما نقل الحافظ عن ضبط البلاذري ويقال: البر بن طريف بن عتوارة بضم المهملة وكسرها ثم مثناة فوقية ساكنة ثم واو مفتوحة وبعد الألف راء ثم هاء: ابن عامر بن ليث، بن بكر، بن عبد مناة، بن كنانة البكري. العتواري.

4- محمد بن الحارث بن حُدَيج بمهملتين فمثناة تحتية فجيم مضمومة، مصغر، ابن حويص.

5- محمد بن حِرْماز بكسر الحاء المهملة وسكون الراء وآخره زاي. واسم الحرماز: الحارث بن مالك بن عمرو بن تميم.

6- محمد بن حمران بن أبي حمران. واسمه ربيعة بن مالك الجعفي المعروف بالشويعر.

7- محمد بن خُزَاعي بضم الخاء وفتح الزاي المعجمتين وبعد الألف عين مهملة فتحتية فياء نسب، ابن علقمة بن خزاية السلمي من بني ذكوان.

8- محمد بن خولي بالخاء المعجمة وسكون الواو الهمداني.

9- محمد بن سفيان بن مجاشع جد جد الفرزدق الشاعر المشهور، ووقع في نسخة من العيون: جد الفرزدق من غير تكرير جد، والصحيح ما في غيرها ونسخة الروض: جد جد بالتكرير.

10- محمد بن عدي بن ربيعة بن سواد بن جشم بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي.

11- محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الأوسي ذكره البلاذري. قال الحافظ: لا أدري أهو الأول نسب مرة إلى جده أم هما اثنان.

12- محمد بن عمر بن مُغْفِل بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الفاء ثم لام. هو والد هبيب مصغر.

13- محمد بن اليُحْمِد بضم المثناة التحتية وسكون المهملة وكسر الميم وفتحها قال في القاموس كيمنع وكيعلم آتي أعلم، الأزدي. ونساب اليمن تزعم أنه أول من سمي بذلك.

14- محمد بن يزيد بن عمرو بن ربيعة.

15- محمد الأُسَدي بضم الهمزة وفتح السين المهملة. وتشديد المثناة التحتية المكسورة.

16- محمد الفُقَيمي بضم الفاء وفتح القاف وسكون المثناة التحتية. ذكرهما ابن سعد ولم ينسبهما بأكثر من ذلك.

واقتصر السهيلي على ثلاثة والقاضي على سبعة منهم محمد بن مَسْلمة بفتح أوله وسكون ثانية، وليس منه كما سيأتي.
وعد ابن دحية فيهم محمد بن عتوارة وهو محمد بن البر نسب لجده الأعلى.

والذي أدرك الإسلام منهم وأسلم: محمد بن ربيعة. ذكره ابن سعد والبغوي والبلاذري وابن السكن وابن شاهين وغيرهم في الصحابة. ولا وجه لتوقف ابن الأثير في ذلك لما تقدم. ومحمد بن مسلمة هو محمد بن الحارث ذكره الحافظ في القسم الثالث من الإصابة.

وقد نظم أسماءهم العلامة الشيخ عبد الباسط البلقيني رحمه الله تعالى في الشرح فقال:

إن الذين سموا باسم محمد * * من قبل خير الخلق ضعف ثمان

ابـن لـبـر مـجـاشـع بـن ربـيــعــة * * ثم ابن مَسْلم محمدي حزمان

ليثي هو السلمي وابن أسامة * * سعدي وابن سوادة همدان

وابن الجلاح مع الأسيدي يا فتى * * ثم الفقيمي هكذا الحمران

وقوله: " ثم ابن مَسْلم " بفتح الميم أي ابن مسلمة رخمه للضرورة.
وتبع في ذكره القاضي، وتعقبه في الفتح والزهر بأنه ولد بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من خمس عشرة سنة.
وأجاب بعضهم بأن مراد القاضي: من ولد في الجاهلية وسمي بمحمد، وابن مسلمة منهم، وفات الشيخ عبد الباسط ذكر محمد بن الحارث بن حديج السابق.
وقوله: حزمان بزاي معجمة أراد محمد بن حزمان كما ذكره في الشرح وكأنه تبع نسخة سقيمة من حاشية الشفاء للحلبي فإنه نقل ذلك عنها عن الإشارة للمغلطاي.
والذي رأيته في عدة نسخ من الإشارة: محمد بن حرماز بحاء مهملة فراء وآخره زاي. وكذا رأيته بخط مغلطاي في الزهر والحافظ ابن حجر والعلامة العيني في شرحيهما على البخاري.

والسبب في تسميته صلى الله عليه وسلم محمدا ما رواه البيهقي وأبو عمر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن عبد المطلب قيل له: لم سميته محمدا ورغبت عن أسماء آبائه؟ قال: أردت أن يحمده الله في السماء ويحمده الناس في الأرض.
وتقدم ذكر المنام الذي رآه جده في باب فرحه به صلى الله عليه وسلم.

ومن بركات هذا الاسم ما رواه أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال: كان في بني إسرائيل رجل عصى الله تعالى مائة سنة ثم مات فأخذوه فألقوه على مزبلة فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام: أن اخرج فصل عليه قال: يا رب إن بني إسرائيل يشهدون أنه عصاك مائة سنة فأوحى الله تعالى إليه: هكذا كان إلا أنه كان كلما نشر التوراة ونظر إلى اسم محمد- صلى الله عليه وسلم- قبله ووضعه على عينيه فشكرت له ذلك وغفرت له وزوجته سبعين حوراء.

وورد أن آدم صلى الله عليه وسلم تكنى في الجنة بهذا الاسم. روى ابن عدي وأبو الشيخ وابن عساكر عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، وابن عدي والبيهقي وابن عساكر عن علي رضي الله تعالى عنه مرفوعا، وابن عساكر عن كعب رحمه الله تعالى، وأبو الشيخ عن بكر بن عبد الله المزني، وابن عساكر عن غالب بن عبد الله العقيلي رحمهما الله تعالى أنه ليس أحد من أهل الجنة إلا يدعى باسمه إلا آدم صلى الله عليه وسلم فإنه يدعى أبا محمد. تعظيما وتوقيرا للنبي صلى الله عليه وسلم. زاده الله تعالى فضلا وشرفا وجزاه عن المسلمين خيرا.


ذكر ما وجد من هذا الاسم مكتوبا في الأزل منقوشا في خواتم الأنبياء والحجارة والنبات والحيوان

روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فيما رواه أبو يعلى والطبراني، وعن ابن عمر فيما رواه البزار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله ".
له طرق أسانيدها واهية.
وقال الشيخ رحمه الله تعالى: إنه حديث حسن لكثرة طرقه، وقد بينت ما في ذلك في "إتحاف اللبيب ببيان ما وضع في معراج الحبيب".

ويروى عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مكتوب على باب الجنة: لا إله إلا الله محمد رسول الله".

ويروى عن عبادة بن الصامت فيما رواه الطبراني، وعن جابر رضي الله تعالى عنهما فيما رواه العقيلي، وابن عدي رفعاه أن فص خاتم سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام كان سماويا ألقي إليه فوضعه في إصبعه وكان نقشه أنا الله لا إله إلا أنا، محمد عبدي ورسولي.
ولفظ جابر: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

ويروى عن أبي الزبير عن جابر فيما رواه ابن عساكر قال: بين كتفي آدم مكتوب: محمد رسول الله خاتم النبيين.

ويروى عن أبي ذر مرفوعا فيما رواه البزار، وعن عمر فيما رواه البيهقي، وعن ابن عباس فيما رواه الخرائطي في كتاب "قمع الحرص" وعن علي رضي الله تعالى عنهم فيما رواه البيهقي أن الكنز الذي ذكره الله تعالى في كتابه: لوح من ذهب مصمت مكتوب فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب، عجبت لمن ذكر النار ثم يضحك، عجبت لمن ذكر الموت ثم غفل.
لا إله إلا الله محمد رسول الله.
أسانيد هذه الأحاديث واهية.

وذكر ابن ظفر رحمه الله تعالى: أنه وجد بالخط العبراني على حجر: باسمك اللهم جاء الحق من ربك بلسان عربي مبين. لا إله إلا الله محمد رسول الله. وكتبه موسى بن عمران.

ونقل ابن طغربل رحمه الله تعالى في كتابه "النطق المفهوم" عن بعضهم أنه رأى في جزيرة شجرة عظيمة لها ورق كبير طيب الرائحة مكتوب فيها بالحمرة والبياض في الخضرة كتابة بينة واضحة خلقة ابتدعها الله تعالى بقدرته في الورقة ثلاثة أسطر: الأول: لا إله إلا الله.
والثاني: محمد رسول الله.
والثالث: إن الدين عند الله الإسلام.

ونقل ابن مرزوق رحمه الله تعالى في شرح البردة عن عبد الله بن مرجان رحمه الله تعالى قال: عصفت بنا ريح ونحن في لجج بحر الهند فأرسينا في جزيرة فوجدنا فيها وردا أحمر ذكي الرائحة وفيه مكتوب بالأبيض لا إله إلا الله محمد رسول الله. وورد أبيض مكتوب عليه بالأصفر: براءة من الرحمن الرحيم إلى جنات النعيم لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ونقل أيضا عن بعضهم أنه أتي بسمكة فرأى في أحد لحمتي أذنيها لا إله إلا الله.
وفي الأخرى محمد رسول الله.

وعن جماعة أنهم وجدوا بطيخة صفراء فيها خطوط شتى بالأبيض خلقة، ومن جملة الخطوط كتب بالعربي في أحد جنبيها: الله. وفي الأخرى: عَزَّ أحمد بخط بين لا يشك فيه عالم بالخط.
وأنه وجد في سنة سبع أو تسع وثمانمائة حبة عنب فيها بخط بارع بلون أسود: محمد.

وقد تقدم في باب كتابة اسمه صلى الله عليه وسلم على العرش وسائر ما في الملكوت ما فيه مقنع.
ويرحم الله تعالى القائل حيث قال:

بدا مجده من قبل نشأة آدم * * وأسماؤه في العرش من قبل تكتب


تنبيهات

الأول: لم يصح في فضل التسمية به حديث، بل قال ... ابن تيمة الحراني: كل ما ورد فيه فهو موضوع، ولابن بكير جزء معروف في ذلك كل أحاديثه تالفة.

قال الحافظ: وأصحها ما رواه ابن بكير عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه مرفوعا: "من ولد له مولود فسماه محمدا حبا لي وتبركا باسمي كان هو ومولوده في الجنة".
قال: وإسناده لا بأس به وحسنه في موضع آخر.

قلت: وليس كذلك فإن في سنده أبا الحسن حامد بن حماد بن المبارك بن عبد الله العسكري، شيخ ابن بكير، قال الذهبي في الميزان والحافظ في اللسان: خبره هذا موضوع وهو آفته انتهى وشيخه هذا إسحاق بن سيار مجهول.

والوارد في ذلك حديث عبد الله بن أبي رافع عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سميتموه محمدا فلا تضربوه ولا تحرموه" رواه البزار من طريق أبي غسان بن عبد الله وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.

وحديث أنس مرفوعا: "تسمونهم محمدا ثم تسبونهم". رواه أبو داود والطيالسي من طريق الحكم بن عطية.
قال البزار: لا بأس به وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام.

وحديث جابر بن عبد الله مرفوعا: "ما أطعم الطعام على مائدة ولا جلس عليها وفيها اسمي إلا قدسوا كل يوم مرتين".
رواه ابن عدي من طريق أحمد بن كنانة الشامي وقال: منكر الحديث.
وقال الذهبي في الميزان وأقره الحافظ في اللسان إنه حديث مكذوب.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: وقد وجدت للحديث طريقا آخر ليس فيه أحمد بن كنانة.

قال أبو سعيد النقاش في معجم شيوخه: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الخالق البندنيجي، حدثنا أبو صالح شعيب بن الخصيب، حدثنا العباس بن زيد البحراني، حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: رجاله ثقات.

وحديث ابن عباس: "من ولد له ثلاثة أولاد فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل".
رواه ابن عدي والطبراني من طريق ليث بن سعيد، حدثنا موسى بن أعين عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس به.
ومصعب ضعيف وليث كذلك.
ورواه الحارث ابن أبي أسامة من طريق إسماعيل بن أبي إسماعيل.
قال الدار قطني: وهو ضعيف لا يحتج به.
وهذان الحديثان أمثل ما روي في هذا الباب وإسناداهما واهيان.

وفي الإصابة ما نصه جشيب بعد الجيم شين معجمة ثم تحتانية ثم موحدة.
روى ابن أبي عاصم من طريق ابن أبي فديك، عن جهم بن عثمان عن ابن جشيب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تسمى باسمي يرجو بركتي، غدت عليه بركتي وراحت إلى يوم القيامة" قال ابن منده رحمه الله تعالى: إن كان جشيب هذا الذي يروي عن سعيد بن سويد فهو تابعي قديم من أصحاب أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه.

الثاني: قال الحافظ أبو الخير السخاوي في فتاويه: لم يرد في الموضوع: "من أراد أن يكون حمل زوجته ذكرا فليضع يده على بطنها وليقل: إن كان هذا الحمل ذكرا فقد سميته محمدا فإنه يكون ذكرا".
إنما روى أبو شعيب عبد الله بن حسن الحراني في جزأيه عن عطاء قال: " ما سمي مولود في بطن أمه محمدا إلا كان ذكرا ".

قلت: وقد رفعه بعضهم كما رواه ابن الجوزي في الموضوعات عن عائشة بنت سعد عن أبيها. وفي سنده عثمان بن عبد الرحمن كذبه ابن معين. وقال ابن حبان: يروى عن الثقات الموضوعات.

وروى ابن النجار في تاريخ بغداد عن محمد بن سلام بن مسكين البغدادي قال: حدثنا وهب بن وهب، حدثنا جعفر بن محمد بن علي، حدثنا علي بن الحسين، حدثنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما قال: من كان له حمل فنوى أن يسميه محمدا جعله الله ذكرا وإن كان أنثى.
قال وهب: فنويت سبعة كلهم سميته محمدا. انتهى.
قلت: وهب هذا أبو البختري متهم.
وقد أورد أثره هذا الشيخ في الموضوعات وقال عقبه: وهب وضاع كذاب.

الثالث: روى البخاري في الصحيح والتاريخ، والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تعجبون" ولفظ البخاري في التاريخ: "يا عباد الله انظروا".
وفي لفظ له: "ألم تروا كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمما ويلعنون مذمما. وأنا محمد".

قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في أماليه: كيف يستقيم ذلك وهم ما كانوا يسبون الاسم بل المسمى، والمسمى واحد؟ والجواب المراد: كفى الله اسمي الذي هو محمد يستهزأ بالسب.

وقال الحافظ رحمه الله تعالى: كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم في النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمونه باسمه الدال على المدح فيعدلون إلى ضده فيقولون: مذمم وإذا ذكروه بسوء قالوا: فعل الله بمذمم. ومذمم، ليس هو اسمه ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفا إلى غيره.) انتهى باختصار يسير جدا


_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 05, 2017 11:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
بدا مجده من قبل نشأة آدم

وأسماؤه في العرش من قبل تكتب

اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب المحبوب شتفى العلل ومفرج الكروب وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا

جزاك الله كل خير أخى الفاضل البخارى

بارك الله فيك واكرمك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 05, 2017 11:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691
المهاجرة كتب:
بدا مجده من قبل نشأة آدم

وأسماؤه في العرش من قبل تكتب

اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب المحبوب شتفى العلل ومفرج الكروب وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا

جزاك الله كل خير أخى الفاضل البخارى

بارك الله فيك واكرمك

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 24, 2017 12:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
الأخت الفاضلة المهاجرة والأخ الفاضل حامد الديب وجزاكما الله خيرا وشرفنى مروركما العطر الكريم

وأعتذر بشدة لتأخري في الرد عليكما فأرجوا أن تقبلا عذري

ولا حرمني الله منكما وجميع أحباب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 18, 2018 11:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
( 2- "أحمد" صلى الله عليه وسلم:

قال الله تعالى حاكيا عن السيد عيسى عليه السلام: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).

قال العلماء: لم يسم به أحد قبل نبينا صلى الله عليه وسلم منذ خلق الله تعالى الدنيا، ولا تسمى به أحد في حياته صلى الله عليه وسلم، وأول من تسمى به بعده على الصواب والد الخليل بن أحمد شيخ سيبويه.

قال المبرد رحمه الله تعالى : فتش المفتشون فما وجدوا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم من اسمه أحمد قبل أبي الخليل بن أحمد.

قال الحافظ أبو الفضل العراقي : واعترض على هذه المقالة بأبي النضر سعيد بن أحمد فإنه أقدم، وأجيب بأن أكثر أهل العلم قالوا فيه يحمد بالياء.
وقال ابن معين: أحمد.

قال ابن دحية رحمه الله تعالى : وهو علم منقول من صفة لا من فعل، وتلك الصفة أفعل التي يراد بها التفضيل.
...
وأيضا فإن هذين الاسمين إنما اشتقا من أخلاقه وخصاله صلى الله عليه وسلم التي لأجلها استحق أن يسمى محمدا وأحمد.
وبسط الكلام على ذلك وتحقيق هذا المحل يطول به الكلام فليطلب من كتب النحو المطولة.


وقال القاضي والسهيلي وابن القيم رحمهم الله تعالى: واختص صلى الله عليه وسلم من مسمى الحمد بما لم يجمع لغيره، فإن اسمه صلى الله عليه وسلم: أحمد ومحمد، وأمته الحمادون يحمدون الله تعالى على السراء والضراء، وصلاته وصلاتهم مفتتحة بالحمد، وخطبه مفتتحة بالحمد، وكتابه مفتتح بالحمد، وشرع له الحمد بعد الأكل والشرب، وبعد الدعاء، وبعد القدوم من السفر، وبيده صلى الله عليه وسلم لواء الحمد يوم القيامة، ولما يسجد بين يدي ربه عز وجل للشفاعة ويؤذن له فيها يحمد ربه بمحامد يفتحها عليه حينئذ، وهو صاحب المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون، وإذا قام في ذلك المقام حمده حينئذ أهل الموقف كلهم مسلمهم وكافرهم أولهم وآخرهم إلى غير ذلك.


تنبيه: قال القاضي رحمه الله تعالى: كان صلى الله عليه وسلم أحمد قبل أن يكون محمدا كما وقع في الوجود؛ لأن تسميته صلى الله عليه وسلم أحمد وقعت في الكتب السالفة، وتسميته محمدا وقعت في القرآن، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم حمد ربه قبل أن يحمده الناس.


وقال السهيلي: لم يكن صلى الله عليه وسلم محمدا حتى كان أحمد، حمد ربه فنبأه وشرفه، فلذلك تقدم اسم أحمد على الاسم الذي هو محمد، فذكره عيسى صلى الله عليهما وسلم فقال: "اسْمُهُ أَحْمَدُ" وذكره موسى صلى الله عليه وسلم حين قال له ربه: "تلك أمة أحمد فقال اللهم: اجعلني من أمة أحمد".
فبأحمد ذكر قبل أن يذكر بمحمد؛ لأن حمده لربه قبل حمد الناس له، فلما وجد وبعث كان محمدا بالفعل، وكذلك في الشفاعة يحمد ربه بالمحامد التي يفتحها عليه، فيكون أحمد الحامدين لربه، ثم يشفع فيحمد على شفاعته صلى الله عليه وسلم.
فانظر كيف ترتب هذا الاسم قبل الاسم الآخر في الذكر وفي الوجود في الدنيا والآخرة تَلُحْ لك الحكمة الإلهية في تخصيصه صلى الله عليه وسلم بهذين الاسمين. انتهى.

فصرح القاضي والسهيلي رحمهما الله تعالى بأن أحمد سابق على محمد.
وأقرهما الحافظ في الفتح وغيره....


قال الراغب رحمه الله تعالى: وإنما خصه عيسى عليه الصلاة والسلام بذلك ولم يصفه بغيره تنبيها على أنه أحمد منه وممن قبله، لما اشتمل عليه من الخصال الجميلة والأخلاق الحميدة التي لم تكمل لغيره صلى الله عليه وسلم.


تنبيه:
لم يصح في فضل التسمية به حديث. وأما حديث أنس بن مالك مرفوعا: "يوقف عبدان بين يدي الله تعالى فيؤمر بهما إلى الجنة فيقولان: ربنا بم استأهلنا الجنة ولم نعمل عملا تجازينا به الجنة؟ فيقول الله تعالى: عبدي ادخلا الجنة فإني آليت على نفسي ألا يدخل النار من اسمه أحمد ولا محمد".
فهو حديث باطل كما قال الذهبي رواه ابن بُكَير من طريق أحمد بن عبد الله الدراع وهو كذاب، وشيخه صدقة بن موسى وأبوه لا يعرفان.

فائدة: أحمد في العربية ممنوع من الصرف لا ينون ولا يكسر للعلمية ووزن الفعل.

وألغز فيه بعضهم رحمه الله تعالى فقال:
وراكعة في ظل غصن منوطة * * بلؤلؤة نيطت بمنقار طائر

فالراكعة: الدال. والغصن التي هي في ظله: الألف. واللؤلؤة: الميم. ومنقار الطائر: الحاء.) اهـ .


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 416-419). باختصار.


_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 18, 2018 11:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
( 3- «الأبر» صلى الله عليه وسلم:

أفعل تفضيل من بررت فلاناً بالكسر أبرّه برّاً فأنا برّ وبارّ: أي محسن.

والبرّ: اسم جامع للخير. ويطلق أيضاً على الصّدق لحديث: «لا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله بارّاً، ولا يزال يكذب حتى يكتب عند الله كاذباً»
وإنه يقال: صدق وبرّ، وكذب وفجر.

وجمع البرّ: أبرار والبارّ: بررة.

وهو صلى الله عليه وسلم حريّ بأن يكون أبرّ الناس، لما جمع فيه من الخصال الجميلة التي لم تجمع في مخلوق والإحسان والصدق.

قال أبو علي الحاتميّ رحمه الله: اتفق أهل الأدب على أن أصدق بيت قالته العرب قول أبي إيّاس الدّؤلي:
وما حملت من ناقةٍ فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمة من محمد

وهذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه الحسنى.

والبرّ في حقه تعالى معناه: المحسن أو الصادق الوعد أو خالق البرّ. أقوال.

والنبي صلى الله عليه وسلم بر بالمعنيين الأولين كما سيأتي في صفاته المعنوية.) اهـ .



سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 419)


_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 18, 2018 11:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
(4- «الأبطحي» صلى الله عليه وسلم:
نسبة إلى الأبطح وهو مسيل الماء، وفيه دقاق الحصى، والمراد هنا أبطح مكة، وهو مسيل واديها، وهو ما بين مكة ومنى ومبتدأه المحصّب. وأصله في اللغة: ما انحدر من الجبال وارتفع عن المسيل.

قال حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى ... وأكرم جدا أبطحيا يسوّد

وسمّي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه من قريش البطاح، وذلك أن قصيّاً جده الخامس لما ولي البيت وأمر مكة أقطعها أرباعاً بين قومه، فلما كثرت بنو كعب بن لؤي وبنو عامر بن لؤي أخرجوا بني محارب وبني الحارث بن فهر من البطحاء إلى الظّواهر وبني خارجة الحرم حول مكة.

فقريش البطاح: بنو كعب بن لؤي وبنو عبد مناف وبنو عبد الدار وبنو مرّة بن كلاب، وبنو مخزوم بن يقظة، وبنو تميم بن مرة وبنو جمح وسهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو عديّ بن مالك وبنو عامر بن لؤي.

وقريش الظواهر: بنو محارب، وبنو الحارث بن فهر، وبنو الأدرم بن غالب، وعامة بني عامر بن لؤيّ وكان يقال لعبد المطلب: سيّد الأبطح والأباطح.



5- «الأبلج» صلى الله عليه وسلم:
بالموحدة وآخره جيم. وهو الطّلق الوجه أو المشرقه، أو ذو الكرم والسماحة والمعروف، أو الواضح أمره، ومنه صباحٌ أبلج، وانبلجت الشمس انبلاجاً وانبلج الفجر وتبلّج: أنار ووضح.



6- «الأبيض» صلى الله عليه وسلم:
صفة مشبهة من البياض ضد السّواد، وهو السخيّ الجواد ومنه قول ذي الرّمّة:
وأبيض مرتاح النّحيزة للنّدى ... له نائلٌ بالمكرمات يفيض

أو المبارك الميمون ومنه قول الجعدي:
كم بتّ أرقب منك يوماً أبيضاً ... في شبه وجهك بالنّدى متهلّل

أو المتصف بالبياض وهو نظافة العرض، يقال رجل أبيض وامرأة بيضاء أي نقية العرض من الأدناس، ويقال ابيضّ ابيضاضاً وبياضاً وهو مبيضّ، وقال أبو طالب:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وسيأتي تمامه في ثمال.) اهـ .


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 419-420)

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 77 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط