موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سادتنا الأنصار رضي الله عنهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 21, 2017 9:20 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 181-182)

(جماع أبواب بدء إسلام الأنصار

الباب الأول في نسبهم

قال السهيلي رحمه الله تعالى: «الأنصار جمع ناصر على غير قياس في جمع فاعل، ولكن على تقدير حذف الألف من ناصر لأنها زائدة، فالاسم على تقدير حذفها ثلاثي، والثلاثي يجمع على أفعال، وقد قالوا في نحوه صاحب وأصحاب وشاهد وأشهاد» . وفي الصحاح النصير الناصر، والجمع أنصار مثل شريف وأشراف، وجمع الناصر نصر مثل صاحب وصحب» . انتهى.
ولم يكن «الأنصار» اسما لهم في الجاهلية بل سمّاهم الله تعالى به في كتابه كما سيأتي في الباب بعده.

والأنصار حزبان:
الأول: بنو الأوس، قال السهيلي: وهو لغة العطية أو العوض. زاد في الزهر: وأوس زجر للغنم والبقر، ودخول الألف واللام فيه على حدّ دخولها في التّيم جمع تيميّ، وهو من باب روميّ وروم، ومثل هذا إذا كان علما لا تدخله الألف واللام.

والثاني: بنو الخزرج، قال السهيلي: وهو في اللغة الريح الباردة، وقال بعضهم: هي الجنوب خاصة، وقال بعضهم في الزهر: الريح الشديدة.

والأوس والخزرج ابنا حارثة- بحاء مهملة وثاء مثلثة- ابن ثعلبة العنقاء- بعين مهملة مفتوحة فنون ساكنة فقاف فهمزة ممدودة، لقّب به لطول عنقه- ابن عمرو مزيقياء- بميم مضمومة فزاي مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة، فقاف مكسورة فمثناة تحتية فهمزة ممدودة، لقّب عمرو بذلك لأنه كان من ملوك اليمن، وكان يلبس كل يوم حلّتين فيمزّقهما بالعشيّ ويكره أن يعود فيهما، ويأنف أن يلبسهما أحد غيره، قاله في النور والروض يمزّق كل يوم حلّة بالإفراد- ابن عامر ماء السماء- لأن قومه كانوا إذا قحطوا بثّ فيهم ماله، فكان يقوم لهم مقام ماء السماء- ابن حارثة- بحاء مهملة ومثلّثة، ويلقّب بالغطريف- بغين معجمة مكسورة فطاء مهملة ساكنة فراء مكسورة وفي آخره فاء، وهو في اللغة السّيّد وفرخ البازي- ابن امرئ القيس- ويلقّب: البطريق بباء موحدة فطاء مهملة ساكنة وفي آخره قاف- وهو القائد من قوّاد الروم وهو معرّب، والجمع بطارقة، وهو في اللغة السّمين من الطّير وغيره، وأيضا المختال في مشيه- ابن ثعلبة- ويلقّب بالبهلول بباء موحدة مضمومة وهاء ساكنة وهو في اللغة السّيّد- ابن مازن- ويلقّب: زاد السّفر- ابن الأزد- اسم الأزد «درا» بدال مكسورة فراء مهملتين فألف ممدودة- ابن الغوث- بغين معجمة مفتوحة فواو ساكنة فمثلثة ابن مالك بن زيد بن كهلان- بكاف مفتوحة فهاء ساكنة وآخره نون- ابن سبا- يمدّ فمثلثة ابن مالك بن زيد بن كهلان- بكاف مفتوحة فهاء ساكنة وآخره نون- ابن سبا- يمدّ ويقصر، ويصرف ولا يصرف واسمه عامر وقيل عبد شمس- ابن يشجب- بمثناة تحتية مفتوحة فشين معجمة ساكنة فجيم مضمومة فموحّدة، وزان ينصر، ولا ينصرف للعلمية- ابن يعرب- بعين مهملة وزان يشجب- ابن قحطان- بقاف مفتوحة فحاء ساكنة مهملتين فنون، والنسبة إليهما قحطاني على القياس، ولقبه يقطن- بمثناة تحتية فقاف فطاء مهملة وزان يعرب وسمّي بقحطان لأنه كان أول من قحط أموال الناس من ملوك العرب واسمه مهزم، ويقال إن قحطان كان أول من تكلم بالعربية وهو والد العرب المتعربة وأما إسماعيل فهو والد العرب المستعربة، وقيل قحطان أوّل من قيل له: أبيت اللعن، وعم صباحا، وذهب الزبير بن بكار إلى أن قحطان من ذرية إسماعيل عليه السلام وأنه قحطان بن الهميسع وتقدم ضبطه في النسب النبوي: ابن إسماعيل وهو ظاهر قول أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم في قصة هاجر حيث قال وهو يخاطب الأنصار: «تلك أمّكم يا بني ماء السماء» . قال الحافظ: «وهذا هو الراجح في نقدي» . وبسط الكلام على ذلك.) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سادتنا الأنصار رضي الله عنهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 21, 2017 10:25 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 183-188)

(الباب الثاني في فضلهم وحبهم والوصية بهم والتجاوز عن مُسيئهم والنهي عن بغضهم

قال الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال:74]

وقال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]

وقال تقدّس اسمه: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ} [الأنعام: 89]

وعن غيلان بن جرير قال: «قلت لأنس: أرأيت اسم الأنصار كنتم تسمّون به أم سمّاكم الله؟ قال: بل سمّانا الله عز وجل» ، رواه البخاري والنسائي.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، يرفعه: «إن الله أمدّني بأشد الناس ألسنا وأذرعا، بابني قيلة: الأوس والخزرج»، رواه الطبراني في الكبير.

وعن أبي واقد الليثي قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه آت فالتقم أذنه فتغيّر وجهه وسار الدّم في أساريره، ثم قال: «هذا رسول عامر بن الطفيل يتهدّدني فكفانيه الله بالبيتين من ولد إسماعيل با بني قيلة» ،يعني الأنصار، رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

وعن أنس رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النّساء والصبيان مقبلين قال: حسبت أنه قال: من عرس فقام النبي صلى الله عليه وسلم ممثلا، فقال: «اللهم أنتم من أحب الناس إلى» ، قالها ثلاث مرات. رواه البخاري.

وعنه أيضاً قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومعها صبي لها فكلّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إلى» ، مرّتين، رواه الشيخان والنسائي.

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه يرفعه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبّهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله»، رواه الستة خلا أبو داود.

وعن أنس رضي الله عنه يرفعه: «آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار». رواه الشيخان والنسائي.

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر ببعض سكك المدينة فإذا بجوار يضربن بدفّين ويتغنّين ويقلن: نحن جوار من بني النجار يا حبّذا محمد من جار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم تعلم أني لأحبّكنّ»، حديث صحيح رواه ابن ماجة.

وعن سعد بن عبادة يرفعه: «إن هذا الحي من الأنصار محنة: حبّهم إيمان وبغضهم نفاق»، رواه الإمام أحمد.

وعن أبي سعيد الخدري يرفعه: «حبّ الأنصار إيمان وبغضهم نفاق»، رواه الإمام أحمد.

وعنه، «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر»، رواه الإمام أحمد.

وعنه أيضا يرفعه: «من أحبّني أحبّ الأنصار، ومن أبغضني فقد أبغض الأنصار، لا يحبّهم منافق ولا يبغضهم مؤمن، من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله، الناس دثار والأنصار شعار، ولو سلك الناس شعبا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار» رواه الإمام أحمد.

وعن جدة رباح بن عبد الرحمن بن حويطب يرفعه: «لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار» ، رواه الترمذي وابن ماجة دون ذكر الأنصار فيه، وقال الترمذي عن البخاري إنه قال: هذا أحسن حديث في هذا الباب.

وعن على بن سبرة عن أبيه عن جدّه يرفعه: «أيها الناس لا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولم يؤمن بالله من لم يؤمن بي ولم يؤمن بي من لم يعرف حقّ الأنصار»، رواه البغوي في معجمه والطبراني في الأوسط.

وعن الحارث بن زياد يرفعه: «من أحبّ الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله» رواه الإمام أحمد.

وعنه أيضا يرفعه: «والذي نفسي بيده لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله إلّا لقي الله وهو يحبه، ولا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله إلا لقي الله وهو يبغضه»، رواه الإمام أحمد والطبراني. وسنده صحيح.

وعن أنس رضي الله عنه قال: افتخر الحيان من الأنصار: الأوس والخزرج، فقالت الأوس: «منا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر الراهب، ومنا من اهتز له عرش الرحمن، سعد بن معاذ، ومنا من حمته الدّبر، عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين، خزيمة بن ثابت. فقال الخزرجيون: منا أربعة نفر جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل»، حديث رواه أبو يعلى والبزار، والطبراني في الكبير، وفي الصحيح منه الذين جمعوا القرآن.

وعن معاوية بن أبي سفيان وأبي هريرة يرفعانه: «من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله»، رواه أبو يعلى، وهو حديث حسن صحيح رواه البزار عن أبي هريرة والطبراني عن معاوية، وله طريق آخر عند الطبراني عن معاوية يرفعه: «من أحب الأنصار فبحبي أحبهم ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم»، حديث صحيح.

وعن أنس رضي الله عنه قال: قالت الأنصار يوم فتح مكة وأعطى قريشا: «والله إن هذا لهو العجب إن سيوفنا تقطر من دماء قريش وغنائمنا تردّ عليهم» . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الأنصار، قال: فقال: «ما الذي بلغني عنكم؟» وكانوا لا يكذبون، فقالوا: «هو الذي بلغك» \. قال: «أو لا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم وترجعون برسول صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم، لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم» . رواه الشيخان والنسائي.
وهو عند البخاري أيضاً من حديث أبي هريرة، وفي آخره: «ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار» .
وعند النسائي بعد الشّعب: «اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار»، فبكى الأنصار حتى اخضلّت لحاهم، وقالوا: «رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما وحظا»، حديث صحيح رواه الإمام أحمد.

وعن أبي هريرة يرفعه: «لولا الهجرة لكنت امرأ أنصاريا» ، رواه الترمذي وحسنه.

وعن أبي قتادة يرفعه: «ألا إن الناس دثار والأنصار شعار، ولو سلك الناس وسلك الأنصار شعبا لاتّبعت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، فمن ولى من أمر الأنصار شيئا فليحسن إلى محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم، من أفزعهم فقد أفزع هذا الذي بين هذين»، وأشار إلى نفسه، حديث صحيح رواه الإمام أحمد والطبراني، وزاد في آخره: يعني قلبه.

وعن السائب بن يزيد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم الفيء الذي أفاء الله تعالى بحنين من غنائم هوازن، فأحسن، فذكر الحديث وفيه: ثم قال: «يا معشر الأنصار ألم يمنّ الله عليكم بالإيمان وخصّكم بالكرامة وسمّاكم بأحسن الأسماء: أنصار الله وأنصار رسوله؟ ولولا الهجرة لكنت امرأ أنصاريا ولو سلك الناس واديا وسلكتم واديا لسلكت واديكم، أو لا ترضون أن يذهب الناس بالشّاء والنّعم وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم» ؟ قالوا: قد رضينا. قال: «أجيبوني فيما قلت» .
قالت الأنصار: يا رسول الله وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك، ووجدتنا على شفا حفرة من النار فأيّدنا الله بك، ووجدتنا ضلّالا فهدانا الله بك، فرضينا بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فاصنع يا رسول الله ما شئت فأوسع الحل.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت صدقتم، لو قلتم: ألم تأتنا طريدا فآويناك، ومكذّبا فصدّقناك، ومخذولا فنصرناك، وقبلنا ما ردّ الناس عليك؟ لو قلتم هذا لصدقتم» .
فقالت الأنصار: «بل الله ذو الفضل علينا وعلى غيرنا» . ثم بكوا فكثر بكاؤهم وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم. رواه الطبراني في الكبير.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعليه ملحفة متعطّفا بما على منكبيه وعليه عصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد أيها الناس فإن الناس يكثرون وتقلّ الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام. فمن ولي منك أمرا يضرّ فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم» . رواه البخاري.

وعن أنس رضي الله عنه يرفعه: «الأنصار كرشي وعيبتي والناس سيكثرون ويقلّون فأقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» ، رواه البخاري.

وعن أنس أيضا، مرّ أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال: ما يبكيكم؟ قالوا، ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلّم منا، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك. قال: فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد، قال فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم»، رواه الشيخان والنسائي والترمذي.

وعن أسيد بن حضير يرفعه: «الأنصار كرشي وعيبتي وإن الناس يكثرون وهم يقلون، فأقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم»، حديث صحيح رواه الطبراني في الكبير.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما، يرفعه: «اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» ، يعني الأنصار، رواه البزّار والطبراني وهو حديث حسن.

وعن أبي سعيد يرفعه: «ألا إن عيبتي التي آوى إليها أهل بيتي وإن كرشي الأنصار فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم»، حديث صحيح حسن رواه الترمذي.

وعن كعب بن مالك عن رجل من الصحابة قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء الذين قتلوا بأحد ثم قال: «إنكم يا معشر المهاجرين تزيدون وإن الأنصار لا يزيدون، وإن الأنصار عيبتي التي آوى إليها، أكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم، وإنهم قد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم»، رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن زيد بن عاصم في ذكر قسم غنائم هوازن في المؤلّفة قلوبهم، وفي آخره:
«إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض»، رواه الشيخان.

وعن أبي طلحة يرفعه: «أقرئ قومك السلام فإنهم ما علمت أعفّة صبر»، حديث حسن صحيح، رواه الترمذي والبزّار.

وعن عائشة رضي الله عنها ترفعه: «ما يضرّ امرأة نزلت بين بيتين من الأنصار أو نزلت بين أبويها»، رواه الإمام أحمد، والبزّار.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: «أسلمت الملائكة طوعا، وأسلمت الأنصار طوعا وأسلمت عبد القيس طوعا» حديث حسن رواه الطبراني في الأوسط.

وعن أنس رضي الله عنه يرفعه: «ألا إن لكل نبي تركة وضيعة، وإن تركتي وضيعتي الأنصار فاحفظوني فيهم»، رواه الطبراني في الأوسط.

وعنه يرفعه: «الأنصار أحبّائي، وفي الدين إخواني وعلى الأعداء أعواني»، غريب رواه الديلمي في مسند الفردوس.


تنبيه في غريب ما سبق:

«ألسنا» جمع لسان.

«قيلة» بفتح القاف وسكون المثناة التحتية، أم الأوس والخزرج.

«التقم أذنه» أي سارّه بشيء.

«الأسارير» : خطوط الجبهة واحدها سرّ أو سرر والجمع أسرار، وأسارير جمع الجمع، وفي تكملة الصغاني عن بعض أهل اللغة هي الخدّان والوجنتان ومحاسن الوجه.

«إزائي» بالزاي أي حذائي أي بالقرب مني.

«السّكك» جمع سكّة بالكسر الزقاق.

«الدّثار» بالكسر والمثلثة ما يتدثّر به الإنسان، وهو ما يلقيه عليه من كساء وغيره فوق الشّعار.

«الشّعار» : ما ولي الجسد، سمي بذلك لأنه يلي الشّعر، المعنى أنهم الخاصة والبطانة.

«الشّعب» : بالكسر الطريق في الجبل.

«الدّبر» : بفتح الدال المهملة وسكون الموحّدة يقال لجماعة النحل والزنابير أيضا قيل وهو المراد هنا.

«الأقلح» : بالقاف والمهملة.

«قسما» : بكسر القاف أي نصيبا.

«طريدا» : أي مخرجا من بلده.

«الملحفة» : بكسر الميم الملاءة التي يلتحف بها.

«متعطّفا بها» : أي ثانيا طرفي الملحفة على كتفيه.

«دسماء» : أي سوداء.

«الكرش» : ككتف ويخفّف، والمراد هنا ما يحفظ فيه نفيس المتاع.

«العيبة» من الرجل موضع سره وأمانته.

«أثرة» : بفتح الهمزة والمثلثة الاسم من آثر يؤثر إيثارا إذا أعطى أراد أن يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء.

«أعفّة» جمع عفيف وهو من يكفّ عما لا يحل ولا يجمل.

«صبر» : بضم أوله وثانيه جمع صبير وهو هنا مقدّم القوم.

«التركة» : الشيء المتروك أي الذي تركه الميت لوارثه.

«الضّيعة» : بالفتح العقار.) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سادتنا الأنصار رضي الله عنهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 21, 2017 10:32 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 189-191)


(الباب الثالث في بدء إسلامهم رضي الله عنهم

قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك من أمره كلما اجتمع له ناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى الله تعالى وإلى الإسلام ويعرض عليهم نفسه وما جاءهم به من الله تعالى من الهدى والرحمة، ولا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب له اسم وشرف إلا تصدّى له ودعاه إلى الله تعالى وعرض عليه ما عنده.

وروى ابن إسحاق بسند جيد عن محمود بن لبيد قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة- فيما ذكره ابن إسحق، وبشر فيما ذكره الزبير بن بكار- في فتية من قومه بني عبد الأشهل يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: هل لكم في خير مما جئتم له؟».
فقالوا له: وما ذاك؟
قال: «أنا رسول الله بعثني إلى العباد، أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وأنزل عليّ الكتاب».
ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن، فقال إياس بن معاذ، وكان غلاما حدثا: «أي قوم هذا والله خير مما جئتم له» . فأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من تراب البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ، وقال: دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا. فصمت إياس وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وانصرفوا إلى المدينة. وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك.
قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومي عند موته إنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله تعالى ويكبّره ويسبّحه حتى مات، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع.

وروى أبو زرعة الرازي في دلائل النبوة له بسند حسن، والحاكم وصححه عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه عن جده أنه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء حتى قدما مكة، فلما هبطا من الثّنيّة، رأى رجلا تحت شجرة. قال: وهذا قبل خروج الستة من الأنصار، فلما رأيناه قلنا نأتي هذا الرجل لنستودعه راحلتنا حتى نطوف بالبيت، فجئنا فسلّمنا عليه تسليم أهل الجاهلية، فردّ علينا تسليم أهل الإسلام، وقد سمعت بالنبي، فأنكرنا فقلنا: من أنت؟
قال: «انزلوا»
فنزلنا فقلنا: أين هذا الرجل الذي يدّعي ما يدّعي ويقول ما يقول؟
قال: «أنا هو» .
قلنا: أعرض علينا الإسلام، فعرض،
وقال: من خلق السموات والأرض والجبال؟»
قلنا: خلقهنّ الله عز وجل.
قال: «فمن خلقكم؟»
قلنا: الله عز وجل.
قال: «فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون؟»
قلنا: نحن.
قال: «الخالق أحق بالعبادة أو المخلوق؟»
قلنا: الخالق
قال: «فأنتم أحق أن تعبدوا ربكم وأنتم عملتموهنّ والله أحق أن تعبدوه من شيء عملتموه وأنا أدعوكم إلى عبادة الله عز وجل وشهادة ألّا إله إلا الله، وأني رسول الله، وصلة الرّحم وترك العدوان وإن غضب الناس» .
فقالا: لو كان هذا الذي تدعو إليه باطلا لما كان من معالي الأمور ومحاسن الأخلاق، فأمسك راحلتنا حتى نأتي البيت. فجلس عنده معاذ بن عفراء.
قال رافع: فجئت البيت فطفت وأخرجت سبعة أقداح وجعلت له بينها قدحا، فاستقبلت البيت وقلت: اللهم إن كان ما يدعو إليه محمد حقا فأخرج قدحه سبع مرات، فضربت بها سبع مرات، فصحت: «أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله» . فاجتمع الناس عليّ وقالوا: مجنون رجل صبأ، فقلت: بل رجل مؤمن، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة، فلما رآني معاذ بن عفراء قال: لقد جئت بوجه ما ذهبت به يا رافع، لقد جئت وآمنت.
وعلّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة يوسف، وسورة العلق: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ}. ثم خرجنا راجعين إلى المدينة.

بيان غريب ما سبق
«الحلف» - بكسر الحاء وسكون اللام: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والاتفاق.

«أبو الحيسر» : بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة التحتية بعدها سين مهملة ثم راء، ذكره ابن مندة في الصحابة، وذكره الحافظ في الإصابة في الأسماء وفي الكنى في القسم الرابع فيمن ذكر في الصحابة غلطا.

«إياس بن معاذ» : ذكره ابن السّكن وابن حبان في الصحابة، وذكره البخاري في تاريخه الأوسط فيمن مات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الأولين والأنصار.

«الثّنيّة» : كل عقبة مسلوكة.

«الأقداح» : جمع قدح- بكسر القاف- وهو عود السهم إذا قوّم وإلى أن يراش فإذا ركّب فيه النّصل وريش فهو سهم، والمراد هنا السهم الذي يستقسمون به.)اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سادتنا الأنصار رضي الله عنهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 21, 2017 10:50 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 192-193)

(الباب الرابع في ذكر يوم بُعَاث

قالت عائشة رضي الله عنها: «كان يوم بعاث يوما قدّمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم وجرّحوا، فقدّمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم في الإسلام» . رواه البخاري.

بيان غريبه:
«بعاث»: بضم الموحّدة، وحكى القزّاز في الجامع فتحها وبتخفيف العين المهملة وآخره المثلثة- قال الجمهور- وقال ابن دريد: وذكر عن الخليل إعجامها ولم يسمع من غيره وإنما هو بالعين المهملة. وذكر الأزهري أن الذي صحّفه اللّيث عن الخليل. وذكر القاضي أن الأصيلي أحد رواة الصحيح رواه بالوجهين أي بالغين المعجمة والعين المهملة، وأن وجها واحدا هو الذي وقع في رواية أبي ذرّ بالغين المعجمة. ويقال إن أبا عبيدة ذكره بالمعجمة أيضا.

وبعاث: مكان ويقال حصن، وقيل مزرعة عند بني قريظة على ميلين من المدينة كانت به وقعة بين الأوس والخزرج قتل فيه كثير منهم.
وكان رئيس الأوس فيه: حضير- بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة وسكون التحتية بعدها راء- والد أسيد بن حضير، وكان يقال له: حضير الكتائب، وبه قتل.
وكان رئيس الخزرج يومئذ: عمرو بن النعمان البياضي فقتل بها أيضا.
وكان النصر فيها أولا للخزرج ثم هزم حضير فرجعوا وانتصرت الأوس وجرح حضير يومئذ فمات منهزما، وذلك قبل الهجرة بخمس سنين، وقيل بأربعين سنة وقيل بأكثر. قال الحافظ: «الأول أصحّ» .

وذكر أبو الفرج الأمويّ أن سبب ذلك كان من قاعدتهم أن الأصيل لا يقتل بالحليف، فقتل رجل من الأوس حليفا للخزرج، فأرادوا أن يقيدوه، فامتنعوا، فوقعت بينهما الحرب لأجل ذلك، فقتل فيها من أكابرهم من كان لا يؤمن أن يتكبّر، ويأنف أن يدخل في الإسلام حتى لا يكون تحت حكم غيره، وقد كان بقي منهم من هذا النحو عبد الله بن أبيّ بن سلول كما سيأتي بيان ذلك.

«سرواتهم» : بفتح المهملة والراء المخففة والواو، أي خيارهم، والسّروات جمع السّراة- بفتح المهملة وتخفيف الراء- والسّراة جمع السّريّ، وهو الشريف.

«جرحوا»: للأكثر بضم الجيم والراء المكسورة مثقلا ومخفّفا فحاء مهملة، وعند الأصيلي بجيمين جرجوا أي اضطرب قولهم، من قول العرب جرج الخاتم إذا جال في الإصبع، وعند ابن أبي صفرة بحاء مهملة مفتوحة من الحرج: أي ضيق الصدر، وعند المستملي وعبدوس والقابسي: «وخرجوا» بفتح الخاء المعجمة والراء من الخروج، وصوّب ابن الأثير الأول وقال صاحب التقريب إنه المشهور، وصوب غيره الثالث.) اهـ

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سادتنا الأنصار رضي الله عنهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 21, 2017 10:55 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 194-196)

(الباب الخامس في بيعة العقبة الأولى
وكانت في رجب.
وقال الزهري وابن عقبة وابن إسحاق: «فلما أراد الله سبحانه وتعالى إظهار دينه وإعزاز رسوله وإنجاز موعده له، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقي فيه النفر من الأنصار، فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم. فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا. فقال لهم: «من أنتم» ؟
قالوا: نفر من الخزرج.
قال: «أمن موالي يهود؟»
قالوا: نعم.
قال: «أفلا تجلسون أكلّمكم؟»
قالوا: بلى، من أنت؟ فانتسب لهم وأخبرهم خبره. فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن. وكان مما صنع الله لهم به من الإسلام أن يهود، كانوا معهم في بلادهم، فكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان، وكانوا قد عزّوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم: إن نبيّاً مبعوث الآن قد أظل زمانه، نتبعه فنقتلكم قتل عاد وإرم.
فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله أيقنوا به واطمأنت قلوبهم إلى ما سمعوا منه وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من صفته، فقال بعضهم لبعض: يا قوم تعلّموا والله إنه للنّبيّ الذي توعدكم به يهود فلا تسبقنّكم إليه، فأجابوه إلى ما دعاهم إليه بأن صدّقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام.
ثم قالوا: قد علمت الذي بيننا من الاختلاف وسفك الدماء، ونحن حراص على ما أرسلك الله به، مجتهدون لك بالنصيحة، وإنا لنشير عليك برأينا، فامكث على رسلك باسم الله حتى نرجع إلى قومنا، فنذكر لهم شأنك، وندعوهم إلى الله ورسوله، فلعل الله يصلح ذات بينهم ويجمع لهم أمرهم، فإنا اليوم متباغضون متباعدون، ولكنا نواعدك الموسم من العام المقبل. فرضي بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرفوا راجعين إلى بلادهم وقد آمنوا وصدّقوا.


وهم فيما ذكر ابن إسحاق في رواية ستة نفر من الخزرج:

1- من بني النجار: أبو أمامة أسعد بن زرارة- بضم الزاي- ابن عدس بن عبيد بن ثعلبة ابن غنم بن مالك بن النجار.

2- عوف بن الحارث ابن رفاعة- بكسر الراء وبالفاء- ابن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجّار وهو ابن عفراء.

3- ومن بني زريق- بتقديم الزاي على الراء- ابن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج: رافع بن مالك بن العجلان. قال ابن الكلبي: وهو أول من أسلم من الأنصار.

4- ومن بني سلمة- بلام مكسورة-ابن سعد بن علي بن أسد : قطبة- بضم القاف وسكون الطاء المهملة وبالموحدة- ابن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن حارثة.

5- ومن بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة: عقبة- بضم العين المهملة وسكون القاف- ابن عامر بن نابي- بنون فألف فباء موحدة فمثناة تحتية- ابن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة.

6- ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة: جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد ...

وفي رواية جرير بن أبي حازم عن ابن إسحاق بدل عقبة بن عامر، معاذ بن عفراء، وعند موسى بن عقبة عن الزهري عن عروة أنهم ثمانية. وهم: معاذ بن عفراء، وذكوان- بفتح الذال المعجمة وسكون الكاف- ابن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، وعبادة- بضم العين المهملة فباء موحّدة- ابن الصامت بن قيس بن الأصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج بن حارثة، وأبو عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمّارة من بني غصينة ثم من بليّ حليف لهم. وأبو الهيثم بن التيهان بن جشم بن الحارث، وعويم- بضم العين المهملة وفتح الواو وسكون المثناة التحتية- ابن ساعدة من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة.


بيان ما سبق:
«العقبة الأولى» : قال المحب الطبري: «الظاهر أنها العقبة التي تضاف إليها الجمرة إذ ليس أظهر منها وعن يسار الطريق لقاصد منى من مكة شعب قريب منها، فيه مسجد مشهور عند أهل مكة أنه مسجد البيعة، وهو على نشز من الأرض، ويجوز أن يكون المراد من العقبة ذلك النّشز، وعلى الأول يكون قد نسب إليها لقربه منها» قال في النور: «وجزم غيره بأن البيعة التي وقعت عندها البيعة هي العقبة التي تضاف إليها الجمرة» .

«موالي يهود» : أي حلفاؤهم، وهم سمّوا حلفاء لأنهم تحالفوا على التناصر والتعاضد.

«الرّهط» : بسكون الهاء وتفتح دون العشرة من الرجال ليس فيهم امرأة أو منها إلى أربعين.

«يهود» : لا ينصرف للعلمية والتأنيث.

«أظلّ زمانه» : بفتح الظاء المعجمة وتشديد اللام أي قرب ودنا.

«قتل عاد وإرم» : أي نستأصلكم.

«تعلّموا» : بفتح اللام المشدّدة ومعناه اعلموا.) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سادتنا الأنصار رضي الله عنهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 21, 2017 10:59 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 197)

( الباب السادس في بيعة العقبة الثانية

قال ابن إسحاق: فلما كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن يفرض عليهم الحرب، وهم:
أسعد بن زرارة،

وذكوان بن عبد قيس الزرقي،

وعبادة بن الصامت،

والعباس بن عبادة بن نضلة- بالنون والضاد المعجمة-

وقطبة بن عامر بن حديدة،

وعقبة بن عامر بن نابي،

وعوف بن الحارث- بالفاء- ابن رفاعة،

وعويم بن ساعدة،

ومالك بن التيهان- بمثناة تحتية مخفّفة عند أهل الحجاز وعند غيرهم بتشديدها-

ومعوّذ- بميم مضمومة فعين مهملة مفتوحة فواو مكسورة مشدّدة فذال معجمة- ابن الحارث، أخو عوف السابق،

ويزيد بن ثعلبة أبو عبد الرحمن البلوي حليف لهم.

فبايع هؤلاء على بيعة النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروى الشيخان والبيهقي، واللفظ له عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض علينا الحرب، على ألّا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف.
قال: «فمن وفى ذلك منكم فأجره على الله» .
وفي لفظ: «فله الجنة»
، «ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو له كفّارة وطهور، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عذّب وإن شاء غفر» .
فبايعناه على ذلك.

قال ابن إسحاق: «فلما انصرف القوم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ» .

وذكر ابن إسحاق في رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث مصعبا حين كتبوا إليه ببعثه إليهم، وهو الذي ذكره موسى بن عقبة إلا أنه جعل المرّة الثانية هي الأولى. قال البيهقي: «وسياق ابن إسحاق أتمّ» .

قال ابن إسحاق: «وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرئهم القرآن ويعلّمهم الإسلام ويفقّههم في الدين، فكان يسمى في المدينة المقرئ والقارئ، وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس أبي أمامة، وذلك أن الأوس كره بعضهم أن يؤمّه بعض.

وقوله «على بيعة النساء» يعني على وفق ما نزلت عليه بيعة النساء بعد ذلك عام الحديبية، وكان هذا مما نزل على وفق ما بايع عليه أصحابه ليلة العقبة، وليس هذا بعجيب فإن القرآن نزل بموافقات عمر بن الخطاب.

«تنبيه» :
ذكروا هنا أن أسعد بن زرارة أول من جمع بالصحابة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي الكلام على ذلك في الخصائص إن شاء الله تعالى.) اهـ.

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سادتنا الأنصار رضي الله عنهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 21, 2017 11:04 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 198-200)

(الباب السابع في إسلام سعد بن معاذ وأُسيد بن حضير رضي الله تعالى عنهما

روى ابن أبي الدنيا والخرائطي والبيهقي عن عبد المجيد بن أبي عيسى عن أبيه عن جده، وابن عساكر عن البخاري في تاريخه الأوسط عن شيخه أبي محمد الكوفي قالا: سمعت قريش قائلا يقول في الليل على أبي قبيس:
فإن يسلم السّعدان يصبح محمّد ... بمكّة لا يخشى خلاف المخالف

فلما أصبحوا قال أبو سفيان- وفي لفظ قريش- من السّعدان؟» «أسعد بن بكر أم سعد بن هذيم؟» فلما كانت الليلة الثانية سمعوا قائلا يقول:

فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ... ويا سعد سعد الخزرجيّين الغطارف

أجيبا إلى داعي الهدى وتمنّيا ... على الله في الفردوس زلفة عارف

فإنّ ثواب الله للطّالب الهدى ... جنان من الفردوس ذات زخارف

فقالت قريش: هذا سعد بن معاذ وسعد بن عبادة.


قال ابن إسحاق: وحدّثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير، يريد به دار بني عبد الأشهل ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر فجلسا فيه، واجتمع إليهما رجال ممّن أسلم، وسعد بن معاذ، وأُسيد بن حضير يومئذ سيّدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه، فلما سمعا به قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارنا ليسفّها ضعفاءنا، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارنا، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة منّي حيث قد علمت كفيتك ذلك، فهو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدما. قال: فأخذ أسيد بن حضير حربته، ثم أقبل إليهما. فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير: هذا سيّد قومه فاصدق الله فيه. قال مصعب: إن يجلس أكلّمه.

قال: فوقف عليهما متشتّما، قال: ما جاء بكما إلينا تسفّهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة. فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كفّ عنك ما تكره؟ فقال: أنصفت. ثم ركز حربته وجلس إليهما، فكلّمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن. فقالا فيما يذكر عنهما: والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم به في إشراقه وتسهّله، ثم قال: ما أحسن هذا الكلام وأجمله! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟ قالا له: تغتسل فتطّهّر وتطهّر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلّي. فقام فاغتسل وطهّر ثوبيه وتشهّد بشهادة الحق، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال لهما: إن ورائي رجلا إن اتّبعكما لم يتخلّف عنه أحد من قومه، وسأرسله إليكما الآن: سعد بن معاذ، ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه، وهم جلوس في ناديهم، فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلا قال:

أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم.

فلما وقف على النادي قال له سعد: ما فعلت؟ قال: كلّمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأسا وقد نهيتهما فقالا: نفعل ما أحببت، وقد حدّثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك. قال: فقام سعد مغضبا مبادرا تخوّفا للذي ذكر له من أمر بني حارثة. فأخذ الحربة من يده، ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئاً. ثم خرج إليهما، فلما رآهما مطمئنّين عرف سعد أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما. فوقف عليهما متشتّما، ثم قال لأسعد بن زرارة: يا أبا أمامة أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا منّي، أتغشانا في دارنا بما نكره؟ وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير: أي مصعب: جاءك والله سيّد من وراءه من قومه إن يتبعك لا يتخلّف عنك منهم اثنان.

قال: فقال له مصعب: أو تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره. قال سعد: أنصفت. ثم ركز الحربة وجلس، فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن.

قالا: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهّله، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطّهّر وتطهّر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلّي ركعتين. ثم أخذ حربته فأقبل عامدا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير، فلما رآه قومه مقبلا قالوا: نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم.

فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟

قالوا: سيّدنا وأفضلنا رأيا وأيمننا نقيبة.

قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله.

قال: فو الله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما أو مسلمة، حاشا الأصيرم وهو عمرو بن ثابت بن وقش فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحد فأسلم واستشهد ولم يسجد لله سجدة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة.

قال ابن إسحاق: ورجع سعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة، فأقاما عنده يدعوان الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون ومسلمات إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف، وتلك أوس الله وهم من الأوس بن حارثة، وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت واسمه صيفيّ. وكان شاعرا لهم قائدا يسمعون منه ويطيعونه فوقف بهم عن الإسلام، فلم يزل على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق.

قال سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي: كان أبو قيس هذا قد ترهّب في الجاهلية ولبس المسوح وفارق الأوثان واغتسل من الجنابة، وتطهّر من الحائض من النساء، وهمّ بالنّصرانية ثم أمسك عنها ودخل بيتا له فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه فيه حائض ولا جنب، وقال: أعبد إله إبراهيم حين فارق الأوثان وكرهها حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه وهو شيخ كبير، وكان قوّالا بالحق معظّما لله في الجاهلية وله في ذلك أشعار حسان.


بيان غريب ما سبق :

«الحائط» : البستان.

«لا أبالك» : هذا أكثر ما يستعمل في المدح أي: لا كافي لك غير نفسك، وقد يذكر في معرض الذّمّ كما يقال: لا أمّ لك، وقد يذكر في معرض التّعجّب ودفعا للعين كقولهم: لله درّك، وقد تكون بمعنى «جدّ في أمرك وشمّر» ، لأن من له أب اتّكل عليه في بعض شأنه، وقد تحذف اللام فيقال: «لا أباك» .

«دارينا» : هو تثنية دار، والدار هي القبيلة والعشيرة المجتمعة في المحلّة فتسمى المحلّة دارا.

«النّادي» : متحدّث القوم.

«ليخفروك»: بضم أوله وكسر الفاء رباعيا أي لينقضوا عهدك، يقال: أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه.

«الغطارف»: جمع غطريف بكسر الغين المعجمة: السّيّد.

«متشتّما» : من الشّتم وهو السّبّ.) اهـ.

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سادتنا الأنصار رضي الله عنهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 23, 2017 12:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 201-208)

(الباب الثامن في بيعة العقبة الثالثة

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم مجنّة وعكاظ وفي المواسم بمنى يقول: «من يؤويني؟ ومن ينصرني؟ حتى أبلّغ رسالات ربي وله الجنة» ، فلا يجد أبدا أحدا يؤويه ولا ينصره، حتى إن الرجل ليرحل من مضر أو اليمن، فيأتيه قومه وذوو رحمه فيقولون: احذر فتى قريش لا يفتنك يمضي بين رحالهم، وهم يشيرون إليه بأصابعهم، حتى بعثنا الله إليه من يثرب فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم تبق دار من دور يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام. ثم بعثنا الله تعالى فأتمرنا واجتمعنا فقلنا: متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف في جبال مكة ويخاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة، فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين حتى توافينا عنده، فقلنا: يا رسول الله علام نبايعك؟ قال: «تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله، لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب، تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنّة» .
«فقمنا نبايعه، فأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو أصغر السبعين رجلا إلا أنا فقال: رويدا يا أهل يثرب. فإنا لم نضرب إليه أكباد المطيّ إلا ونحن نعلم أنه رسول الله وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافّة وقتل خياركم وأن تعضّكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على عضّ السيوف إذا مسّتكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافّة، فخذوه، وأجركم على الله، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة، فذروه فهو أعذر لكم عند الله.
فقلنا: ابسط يدك يا أسعد بن زرارة، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. فقمنا إليه نبايعه رجلا رجلا، يأخذ علينا شرطه ويعطينا على ذلك الجنة» ، رواه الإمام أحمد والبيهقي.

وروى ابن إسحاق عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: «خرجنا في حجّاج قومنا من المشركين وقد صلّينا وفقهنا، ومعنا البراء بن معرور سيّدنا وكبيرنا- زاد الحاكم- وكنا خمسمائة، حتى إذا كنا بظاهر البيداء قال: يا هؤلاء إني قد رأيت رأيا، وو الله ما أدري أتوافقونني عليه أم لا.
فقلنا: وما ذاك؟
قال: قد رأيت ألّا أدع هذه البنيّة منّي بظهر- يعني الكعبة- وأن أصلّي إليها.
قال: فقلنا: والله ما بلغنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم يصلي إلا إلى الشام، وما نريد أن نخالفه.
فقال: إني لمصلّ إليها.
فقلنا له: لكنّا لا نفعل.
قال فكنّا إذا حضرت الصلاة صلّينا إلى الشام وصلّى هو إلى الكعبة حتى قدمنا مكة وقد كنّا عبنا عليه ما صنع وأبى إلا الإقامة على ذلك فلما قدمنا مكة قال لي: يا ابن أخي، انطلق بنا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا، فإنه والله لقد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه.
قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنا لا نعرفه لم نره قبل ذلك فلقينا رجلا من أهل مكة فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل تعرفانه؟
فقلنا: لا.
قال: فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمّه؟
قلنا: نعم. وقد كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا.
قال: فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس.
قال: فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس معه، فسلّمنا ثم جلسنا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس:
«هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟»
قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيّد قومه، وهذا كعب بن مالك.
قال: فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشاعر؟»
قال: نعم.
فقال البراء بن معرور: يا نبي الله، إني خرجت في سفري هذا وقد هداني الله تعالى للإسلام فرأيت ألاّ أجعل هذه البنيّة منّي بظهر فصلّيت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء، فماذا ترى يا رسول الله؟
قال: «قد كنت على قبلة لو صبرت عليها» .
قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلّى معنا إلى الشام.
قال: وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات، وليس ذلك كما قالوا، نحن أعلم به منهم.

قال ابن هشام: وقال عون بن أيوب الأنصاري:
ومنّا المصلّي أوّل النّاس مقبلا ... على كعبة الرّحمن بين المشاعر
يعني البراء بن معرور .

قال كعب: ثم خرجنا إلى الحجّ وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق- زاد ابن سعد- «ليلة النّفر الأول إذا هدأت الرّجل أن يوافوه في الشّعب الأيمن إذا انحدروا من منى بأسفل العقبة حيث المسجد الحرام اليوم، وأمرهم ألا ينبهوا نائما ولا ينتظروا غائبا» . قال: فلما فرغنا من الحجّ وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لها ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر، سيّد من ساداتنا وشريف من أشرافنا أخذناه معنا، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا فكلّمناه وقلنا له: يا أبا جابر إنك سيّد من سادتنا وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عمّا أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا، ثم دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيّانا العقبة. قال: فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا.

قال: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلّل تسلّل القطا مستخفين حتى اجتمعنا في الشّعب عند العقبة، ونحن ثلاثة وسبعون رجلا، ومعنا امرأتان من نسائنا: نسيبة بنت كعب، أمّ عمارة، إحدى نساء بني مازن بن النّجّار، وأسماء بنت عمرو بن عديّ بن نابي، إحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع.
فاجتمعنا في الشّعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم- وذكر ابن سعد وأبو معشر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبقهم وانتظرهم- حتى جاءنا ومعه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحبّ أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثّق له.

فلما جلس كان أول من تكلم العباس بن عبد المطلب فقال: «يا معشر الخزرج - قال: وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج خزرجها وأوسها- إن محمدا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عزّ من قومه ومنعة في بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممّن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه في عزّ ومنعة من قومه وبلده.

وروى الإمام أحمد عن الشعبي عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمّه العباس إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة فقال: «ليتكلم متكلمكم ولا يطل الخطبة فإن عليكم من المشركين عينا، وإن يعلموا بكم يفضحوكم» . فقلنا: «قد سمعنا ما قلت فتكلّم يا رسول الله وخذ لنفسك ولربك ما أحببت» .
قال: فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغّب في الإسلام، ثم قال:
«أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم» .
قال: فأخذ البراء بن معرور بيده، ثم قال: «نعم فوالله الذي بعثك بالحق لنمنعنّك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحرب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر» .
قال: فاعترض القول، والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو الهيثم بن التيهان، فقال: «يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها- يعني اليهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟» قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «بل الدّم الدّم والهدم الهدم»
أي ذمتي ذمتكم وحرمتي حرمتكم «أنا منكم وأنتم منّي أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم».

قال كعب: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا ليكونوا على قومهم بما فيهم» .
فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس:

فمن الخزرج:
1- أبو أمامة أسعد بن زرارة نقيب بني النّجّار.

2- ورافع بن مالك بن العجلان نقيب بني زريق،

3- وسعد بن الرّبيع، بفتح الراء،

4- وعبد الله بن رواحة نقيب بني الحارث بن الخزرج

5- وسعد بن عبادة

6- والمنذر بن عمرو نقيب بني ساعدة

7- والبراء بن معرور- بالعين المهملة

8- وعبد الله بن عمرو بن حرام

9- وعبادة بن الصامت.

ومن الأوس:
1- أسيد بن حضير- بالحاء المهملة والضاد المعجمة- نقيب بني عبد الأشهل

2- ورفاعة بن عبد المنذر

3- وسعد بن خيثمة نقيبا بني عمرو بن عوف.

قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للنّقباء: «أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي»
- يعني المسلمين. قالوا: نعم.

قال ابن هشام: وأهل العلم يعدّون فيهم أبا الهيثم بن التيهان ولا يعدون رفاعة.

وروى البيهقي عن الإمام مالك رضي الله عنه قال: حدثني شيخ من الأنصار أن جبريل عليه السلام كان يشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من يجعله نقيبا ليلة العقبة.
قال مالك: وكنت أعجب كيف جاء هذا؟ رجلان من قبيلة ورجل من أخرى، حتى حدّثت بهذا الحديث: أن جبريل هو الذي ولّاهم وأنه أشار إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وروى أبو نعيم عن ابن عمر قال: «لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم النقباء قال: لا يجد امرؤ في نفسه شيئا إنما أخذ من أشار إليه جبريل» وروى أنه صلى الله عليه وسلم نقب على النقباء أسعد بن زرارة فلما توفي أسعد والمسجد يبنى اجتمع بنو النجار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألوه أن يجعل منهم شخصا نقيبا عليهم، فقال: «أنتم أخوالي وأنا نقيبكم» وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخصّ بها بعضهم دون بعض قال السهيلي: «وإنما جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم اثني عشر نقيبا اقتداء بقول الله تعالى في قوم موسى {وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً} [المائدة: 12] .

وقال كعب بن مالك يذكرهم فيما رواه ابن هشام عن أبي زيد الأنصاري:

فأبلغ أبيّا أنّه فال رأيه ... وحان غداة الشّعب والحين واقع

أبى الله ما منّتك نفسك إنّه ... بمرصاد أمر النّاس راء وسامع

وأبلغ أبا سفيان إن قد بدا لنا ... بأحمد نور من هدى الله ساطع

فلا ترعين في حشد أمر تريده ... وألّب وجمّع كلّ ما أنت جامع

ودونك فاعلم أنّ نقض عهودنا ... أباه عليك الرّهط حين تبايعوا

أباه البراء وابن عمرو كلاهما ... وأسعد يأباه عليك ورافع

وسعد أباه السّاعديّ ومنذر ... لأنفك إن حاولت ذلك جادع

وما ابن ربيع إن تناولت عهده ... بمسلمه لا يطمعن ثمّ طامع

وأيضا فلا يعطيكه ابن رواحة ... وإخفاره من دونه السّمّ ناقع

وفاء به والقوقلي ابن صامت ... بمندوحة عمّا تحاول يافع

أبو هيثم أيضا وفي بمثلها ... وفاء بما أعطى من العهد خانع

وما ابن حضير إن أردت بمطمع ... فهل أنت عن أحموقة الغيّ نازع

وسعد أخو عمرو بن عوف فإنّه ... ضروح لما حاولت ملأمر مانع

أولاك نجوم لا يغبّك منهم ... عليك بنحس في دجى اللّيل طالع

فذكر كعب فيهم أبا الهيثم بن التيهان ولم يذكر رفاعة.

قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري أخو بني سالم بن عوف: «يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟»
قالوا: نعم.
قال: «إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فإن كنتم تريدون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتل أسلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم تريدون أنكم وافون له بما عاهدتموه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة» .
قالوا: «فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله» ؟
قال: «الجنة» .
قالوا: ابسط يدك. فبسط يده، فبايعوه.

فأما عاصم بن عمر بن قتادة فقال: «والله ما قال ذلك العباس إلا ليشدّ العقد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أعناقهم» .

وأما عبد الله بن أبي بكر فقال: «ما قال ذلك العباس إلا ليؤخّر القوم تلك الليلة رجاء أن يحضرها عبد الله بن أبيّ بن سلول فيكون أقوى لأمر القوم» ، فالله أعلم أي ذلك كان، قال ابن إسحاق: «وبنو النّجّار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنو عبد الأشهل يقولون: «بل أبو الهيثم بن التيهان» .

وفي حديث كعب بن مالك قال: «كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، البراء بن معرور، ثم بايع بعد القوم، فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سمعته قطّ: يا أهل الجباجب: هل لكم في مذمّم والصّبّاء معه قد اجتمعوا على حربكم؟
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا أزبّ العقبة، هذا ابن أزيب، استمع أي عدوّ الله، أما والله لأفرغنّ لك» . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ارفضوا إلى رحالكم» .
فقال العباس بن عبادة ابن نضلة: «والله الّذي بعثك بالحق إن شئت لنميلنّ على أهل منى غدا بأسيافنا».
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم» .
فرجعنا إلى مضاجعنا فنمنا عليها حتى أصبحنا.

وذكر سليمان بن طرخان التّيميّ في كتاب السّير له أن إبليس لعنه الله، لمّا أسلم من أسلم من الأنصار صاح ببنيه بين الحجّاج: «إن كان لكم بمحمد حاجة فأتوه بمكان كذا وكذا فقد حالفه الذين يسكنون يثرب» .
قال: «ونزل جبريل فلم يبصره من القوم أحد، واجتمع الملأ من قريش عند صرخة إبليس، فعظم الأمر بين المشركين والأنصار حتى كاد أن يكون بينهم قتال: ثم إن أبا جهل كره القتال في تلك الأيام فقال: يا معشر الأوس والخزرج أنتم إخواننا وقد أتيتم أمرا عظيما، تريدون أن تغلبونا على صاحبنا.
فقال له حارثة بن النعمان: نعم وأنفك راغم، والله لو نعلم أنه من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجك أيضا لأخرجناك.
فقال أبو جهل: نعرض عليكم أن نلحق بكم من أصحاب محمد من شاء بعد ثلاثة أشهر، ونعطيكم ميثاقا ترضون به أنتم ومحمد لا نحبسه بعد ذلك.
فقالت الأنصار: «نعم إذا رضى رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، فذكر الحديث.

وقال كعب في حديثه: فقالوا: «يا معشر الخزرج، إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا لتخرجوه من بين أظهرنا وتبايعوه على حربنا، وإنه والله ما من حيّ من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم» .
قال: فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون بالله ما كان من هذا شيء وما علمناه. وقد صدقوا لم يعلموه.
قال: وبعضنا ينظر إلى بعض.
قال: ثم قام القوم وفيهم الحرث بن هشام بن المغيرة المخزومي- وأسلم بعد ذلك- وعليه نعلان جديدان.
قال: فقلت له كلمة كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا: يا أبا جابر أما تستطيع أن تتخذ وأنت سيّد من ساداتنا مثل نعلي هذا الفتى من قريش؟ قال: فسمعها الحرث فخلعهما من رجليه، ثم رمى بهما إليّ، فقال: والله لتنتعلنّهما.
قال: يقول أبو جابر: مه أحفظت والله الفتى فاردد عليه نعليه.
قال: قلت: لا والله لا أردهما، فأل والله صالح، لئن صدق الفأل لأسلبنّه» .

قال ابن إسحاق: «وحدثني عبد الله بن أبي بكر: أنهم أتوا عبد الله بن أبيّ بن سلول فقالوا له مثل ما ذكر كعب من القول، فقال لهم: والله إن هذا لأمر جسيم ما كان قومي ليتفوتوا عليّ بمثل هذا وما علمته.
قال: فانصرفوا عنه.
قال: ونفر الناس من منى، فتنطّس القوم الخبر، فوجدوه قد كان، وخرجوا في طلب القوم، فأدركوا سعد بن عبادة بأذاخر، والمنذر بن عمرو، وكلاهما كان نقيبا، فأما المنذر فأعجز القوم، وأما سعد فأخذوه فربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله، ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ويجذبونه بجمّته وكان ذا جمّة وشعر كثير.
قال سعد: فو الله إني لفي أيديهم إذ طلع عليّ نفر من قريش فيهم رجل وضيء أبيض شعشاع حلو من الرجال.
قال: قلت في نفسي: إن يك عند أحد من القوم خير فعند هذا.
قال: فلما دنا منّي رفع يده فلطمني لطمة شديدة- قال ابن هشام: هو سهيل بن عمرو، قلت: وأسلم بعد ذلك.
قال: فقلت في نفسي: لا والله ما عندهم بعد هذا خير.
قال: فوالله إني لفي أيديهم يسحبونني إذ أوى إلى رجل ممن كان معهم- قال ابن هشام: هو أبو البختريّ بن هشام، قلت: ومات كافرا- فقال: ويحك: أما بينك وبين أحد من قريش جوار ولا عهد؟
قال: قلت: بلى والله ولقد كنت أجير لجبير بن مطعم بن عديّ تجارة، وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي، وللحرث بن حرب بن أمية.
قال: ويحك، فاهتف باسم الرجلين، واذكر ما بينك وبينهما.
قال: ففعلت وخرج ذلك الرجل إليهما فوجدهما في المسجد عند الكعبة فقال لهما: إن رجلا من الخزرج الآن يضرب بالأبطح ليهتف بكما ويذكر أن بينه وبينكما جوارا.
قالا: ومن هو؟
قال: سعد بن عبادة.
قالا: صدق والله إن كان ليجير لنا تجارنا ويمنعهم أن يظلموا ببلده.
قال: فجاء فخلّصا سعدا من أيديهم، فانطلق.

قال ابن إسحاق: وكان أول شعر قيل في الهجرة بيتين قالهما ضرار بن الخطاب بن مرداس أخو بني محارب بن فهر- قلت: وأسلم بعد ذلك.

تداركت سعدا عنوة فأخذته ... وكان شفاء لو تداركت منذرا

ولو نلته طلّت هناك جراحه ... وكان حرّيا أن يهان ويهدرا

قال ابن هشام: ويروى: «وكان حقيقا أن يهان ويهدرا».

قال ابن إسحاق: فأجابه حسان بن ثابت فيهما فقال:
فلست إلى عمرو ولا المرء منذر ... إذا ما مطايا القوم أصبحن ضمّرا

أتفخر بالكتّان لمّا لبسته ... وقد يلبس الأنباط ريطا مقصّرا

فلولا أبو وهب لمرّت قصائد ... على شرف البرقاء يهوين حسّرا

فلاتك كالوسنان يحلم أنّه ... بقرية كسرى أو بقرية قيصرا

ولا تك كالثّكلى وكانت بمعزل ... عن الثّكل لو كان الفؤاد تفكّرا

ولا تك كالشّاة التي كان حتفها ... بحفر ذراعيها فلم ترض محفرا

ولا تك كالغاوي فأقبل نحره ... ولم يخشه سهما من النّبل مضمرا

فإنّا ومن يهدي القصائد نحونا ... كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا


تنبيهات
الأول: لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور بإعادة الصلاة التي صلاها إلى الكعبة حيث كان الفرض عليهم إلى بيت المقدس لأن البراء أسلم لما شاهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يأمره بإعادة تلك الصلاة من أجل ذلك كذا قيل، والذي يقتضيه سياق القصة أن البراء كان مسلما قبل هجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن تكون صلاة البراء إلى الكعبة اتّباعا لمّا علم به من علماء اليهود إن هذا النبي المبعوث في عصرهم هو على دين إبراهيم ودينهم وقبلته الكعبة مستصحبا لأصل الحكم في ذلك، ورجّحه على ما وجد فيه من التردد وضده في ثبوته والاختلاف في صحته، وهو وجه من وجوه الترجيح.
وقال السهيلي: إنما لم يأمره صلى الله عليه وسلم بإعادة ما قد صلّى لأنه كان متأوّلا.

الثاني: في بيان غريب ما سبق:
«مجنّة» : بميم فجيم مفتوحتين، وكسر بعضهم الميم، سويق بأسفل مكة على بريد منها.

«عكاظ» بالضم: سوق بقرب مكة وراء قرن المنازل.

«مضر» بضم الميم وفتح الضاد المعجمة.

«يؤويني» : يضمّني إليه ويحوطني.

«فقهنا» بكسر القاف: فهمنا.

«واعدنا» رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجوز بسكون الدال، فيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم منصوبا على أنه مفعول، ويجوز فتح الدال، فرسول مرفوع فاعل.

«ائتمرنا» : شاور بعضنا بعضا في ذلك وعزم عليه.) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سادتنا الأنصار رضي الله عنهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 24, 2017 12:10 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 209-212)

( «نذر» : نترك.

«الشّعب» بكسر الشين المعجمة: انفراج بين جبلين.

«القطا» : بالقصر وفتح القاف: نوع من الحمام واحدتها قطاة.

«توافينا» : من توافى القوم: تتامّوا.

«النشاط» : طيب النفس.

«الكسل» كالتعب: الفتور، فيتخلّف العبد عن أسباب الخير والفلاح، وإن كان لعدم قدرته فهو العجز، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل.

«نضرب أكباد الإبل» : أي نركب ونسير.

«اللّوم» : عذل الإنسان بنسبته إلى ما فيه لوم.

«المطيّ» جمع مطيّة فعلية بمعنى مفعولة: البعير سمي بذلك لأنه يركب مطاه أي ظهره.

«مسّتكم» : أي أصابتكم.

«تعضكم السيوف» : أي تجرحكم.

«فذروه» : فاتركوه.

«أمط» نحّ وأبعد.

«البيداء» : المفازة.

«أدع» : أترك.

«البنية» : بفتح الموحدة وكسر النون وتشديد المثناة التحتية المفتوحة ثم تاء تأنيث، وهي الكعبة.

«الرّحال» بالحاء المهملة: جمع رحل وهو في الأصل مأوى الشخص في الحضر ثم أطلق على أمتعة المسافر لأنها هناك مأواه.

«منعة» بفتح النون باختلاف المعنى وتقدم بيان ذلك.

«الانحياز إليكم» : الاختلاط بكم.

«أزرنا» جمع إزار قال أبو ذر: يعني نساءنا والمرأة قد يكنى عنها بالإزار.

«الحلقة» بسكون اللام : السلاح.

«كابرا عن كابر» : أي كبيرا عن كبير في العزّ والشرف.

«حبالا» : بكسر الحاء المهملة وبالموحدة جمع حبل وهو العهد والميثاق.

«عسيت» : بكسر السين وفتحها لغتان.

«الدم الدم الهدم الهدم» : قال في النهاية: يروى الهدم بسكون الدال وفتحها فالهدم بالتحريك القبر يعني: أني أقبر حيث تقبرون، وقيل: هو المنزل أي منزلكم منزلي، كحديثه الآخر: المحيا محياكم والممات مماتكم أي لا أفارقكم، والهدم بالسكون وبالفتح أيضا هو إهدار دم القتيل، يقال: دماؤهم بينهم هدم أي مهدرة والمعنى أنّ من طلب دمكم فقد طلب دمي وأن من أهدر دمكم فقد أهدر دمي، لاستحكام الألفة بيننا، وهو قول معروف للعرب يقولونه عند المعاهدة والنّصرة وفي تهذيب الأزهري أن ابن الأعرابي رواه بالفتح: دمي دمك وهدمي هدمك.

«النقيب» : قال في التقريب: يقال: نقب الرجل ونقّب بالتخفيف والتشديد استخراج الأسرار والنقيب الأمين والكفيل والعريف أو هو فوق العريف، وشاهد القوم نقب عليهم كقتل نقابة بالكشر فعل ذلك. ونقب بالضّمّ نقابة بالفتح إذا لم يكن فصار نقيبا، ونقباء الأنصار الذين تقدموا لأخذ البيعة لنصره النبي صلى الله عليه وسلم سموا بذلك لضمانهم إسلام قومهم.


شرح أبيات كعب بن مالك الأنصاري
«فال رأيه» بفاء ولام: أي بطل.

«فلا ترعين» ، بضم المثناة الفوقية وسكون الراء وكسر العين المهملة وفتح المثناة التحتية ونون التوكيد: أي لا تبقين. يقال: ما أرعى عليه أي ما أبقى عليه.

«ألب» وجمع بمعنى «جادع» بالجيم أي قاطع.

«إخفاره» بالخاء المعجمة: نقض عهده.

«ناقع» بالقاف: ثابت.

«القوقليّ» بقاف مفتوحة فواو ساكنة فقاف مفتوحة ولام. نسبة لأبي بطن من الخزرج: قوقل، وهو غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، كذا لابن الكلبي، وقال ابن إسحاق: قيل لهم القواقل لأنهم كانوا إذا أجاروا أحدا أعطوه سهما وقالوا له: قوقل به حيث شئت، أي سر به حيث أردت.

«بمندوحة» أي بمتّسع.

«يافع» بالمثناة التحتية والفاء المكسورة: أي موضع مرتفع فاليفاع ما ارتفع من الأرض ومن رواه باقع بالباء الموحّدة والقاف فمعناه بعيد وهو مأخوذ من بقع الأرض.

«خانع» بالخاء المعجمة والنون: أي مقرّ متذلّل.

«الأحموقة» أفعولة من الحمق وحقيقته وضع الشيء في غير موضعه مع العلم بقبحه.

«نازع» بالزاي والعين المهملة: أي ذاهب.

«ضروح» بفتح الضاد المعجمة وضم الراء وبالحاء المهملة أي مانع ودافع عن نفسه من قولهم: ضرحت الدّابّة برجلها ضربت بها.

«أولاك» بترك الهمزة أي أولئك.

«يغبّك» بضم المثناة التحتية وكسر الغين المعجمة وتشديد الباء الموحدة من أغبّ القوم إذا جاءهم يوما وتركهم يوما.

«دجى الليل» بضم الدال المهملة: أي ظلمة الليل.


شرح ما جاء في بيعة العقبة
«كفلاء» جمع كفيل: وهو الضّمين.

«علام» : ما استفهامية اتصلت بعلى.

«الأحمر» : العجم «والأسود» : العرب.

«نهكت» بضم النون وكسر الهاء وفتح الكاف فتاء تأنيث: نقصت.

«أنفذ صوت» بالذال المعجمة: أبعد.

«الجباجب» بجيمين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وبعد كل جيم موحّدة، قال في القاموس: جبال بمكة أو أسواقها أو منحر منى كان يلقى به الكروش.

«المذمّم» بذال معجمة: المذموم جدا، وأرادت قريش عكس اسم النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يقولون عوض محمد: مذمّم بوزنه وعكس معناه، وكذبوا بل محمد من كثرة خصاله المحمودة وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو اسم صادق على مسمّاه.

«الصبّاء» بضم الصاد المهملة والباء المشدّدة جمع صابئ: وهو الخارج من دين إلى دين.

«إزب» بهمزة مكسورة فزاي ساكنة فباء موحدة. وفيما ذكر ابن هشام بفتح الهمزة وسكون الزاي وفتح الياء أزيب.

«ارفضّوا»: تفرّقوا.

«أحفظت» الفتى بالحاء المهملة والفاء والظاء المعجمة: أي أغضبته والحفيظة الغضب.

«أمر جسيم» : عظيم.

«ليتفوّتوا عليّ» ، من الفوت، يقال: تفوّت فلان على فلان في كذا وافتات عليه إذا انفرد برأيه دونه في التصرف ولما ضمّن معنى التغلب عدّي بعلى.

«تنطّس» بمثناة فوقية فنون فطاء فسين مهملتين، قال ابن هشام: المبالغة في التفتيش.

«أذاخر» بذال وخاء مكسورة معجمتين: اسم موضع.

«بنسع رحله»: بنون مكسورة فسين فعين مهملتين: السير المضفور من الأديم على هيئة أعنّة البغال..

«الجمّة» : بالضّمّ: الشّعر إلى شحمة الأذن.

«وضيء» : جميل.

«لكمه» : ضربه بجمع كفه.

«أوى» : أي أشفق ورحم.

«شعشاع»: طويل.

«جوار» : بضمّ الجيم وكسرها: العهد والأمان.

«تجار» : بكسر التاء يخفّف ويشدّد: جمع تاجر.

«فاهتف» : صح وادع.) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سادتنا الأنصار رضي الله عنهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 24, 2017 12:50 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 213-221)

(شرح أبيات ضرار بن الخطاب وحسان بن ثابت

«عنوة»: بفتح العين: أي قهرا.

«طلّت» بضم الطاء المهملة وتشديد اللام المفتوحة ثم تاء التأنيث: أي أهدرت.

«حريّا» : بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وتشديد المثناة التحتية: أي حقيقا وجديرا.

«ضمّرا» : بضم الضاد المعجمة: جمع ضامر.

«شرف» : المكان العالي يشرف على ما حوله.

«تداركت وأخذت» : كلاهما بتاء الخطاب.

«البرقاء»: كل موضع فيه حجارة مختلفة الألوان.

«الكتّان» : بفتح الكاف.

«الأنباط» : قوم من العجم.

«الرّيط»: الملاحف البيض واحدتها ريطة.

«مقصّرا» : بميم مضمومة فقاف مفتوحة فصاد مهملة مشدّدة: أي قصّرت بالمقصرة كمكنسة خشبة القصّار.

«حسّرا» : مغيية.

«الوسنان»: النائم.

الثّكلى: المرأة الفاقدة ولدها.

«حتفها» : هلاكها.
«محفر» بفتح الفاء: مصدر «ومحفر» بكسر الفاء: مكان.


الثالث: في معرفة أسماء الذين بايعوا ليلة العقبة الثالثة:
وكانوا ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين. قال في العيون: هذا هو العدد المعروف، وإن زاد في التفصيل فليس ذلك بزيادة في الجملة وإنما هو لمحلّ الخلاف فيمن شهد. فبعض الرّواة يثبته وبعضهم يثبت غيره بدله. قلت: ورتّب ابن إسحاق أسماءهم على القبائل والبطون ورتبهم على حروف المعجم ليسهل الكشف عنهم.

واعلم أن كل اسم يأتي فيهم بلفظ: «عبد الأشهل» فإنه بشين معجمة، أو بلفظ «بهثه» فإنه بضم الباء الموحدة وسكون الهاء وبالثاء المثلثة، أو بلفظ «يزيد» فإنه بالمثناة التحتية إلا «تزيد بن جشم» فإنه بالمثناة الفوقية والزاي بعدها تحتية. أو بلفظ «جشم» فإنه بجيم مضمومة فشين معجمة مفتوحة، وهو غير منصرف للعلمية والعدل من جاشم، أو بلفظ «حارثة» فإنه بالحاء المهملة والمثلثة، أو بلفظ «حرام» فإنه بالحاء والراء المهملتين، أو بلفظ «خنساء» فإنه بخاء معجمة فنون فسين فألف تأنيث. أو بلفظ «زريق» فإنه بزاي مضمومة فراء مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة فقاف. أو بلفظ «زعوراء» فإنه بزاي مفتوحة فعين مهملة مضمومة فواو ساكنة فراء فهمزة ممدودة، أو بلفظ «ساردة» بكسر الراء فإنه بمهملات، أو بلفظ «سرح» بسكون الراء فإنه بمهملات، أو بلفظ «سلمة» بكسر اللام، أو بلفظ «السّلم» فإنه بفتحتين. أو بلفظ «سنان» فإنه بسين مكسورة ونونين بينهما ألف أو بلفظ «سواد» فإنه بفتح السين المهملة وتخفيف الواو وآخره دال مهملة. أو بلفظ «غنم» فإنه بغين معجمة فنون ساكنة أو بلفظ «لوذان» فإنه بفتح اللام والذال المعجمة. أو بلفظ «مبذول» فإنه بالموحدة والمعجمة بلفظ اسم المفعول. أو بلفظ «نابي» فإنه بالنون والباء الموحدة. أو بلفظ «النّجّار» أو «النّجّاري» فإنه بالنون والجيم.


باب الهمزة:
أبي- بضم الهمزة وفتح الموحدة وتشديد التحتية- ابن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار، وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن عمرو بن حبيب- بفتح المهملة وكسر الموحدة- ابن حارثة بن غضب بفتح الغين وسكون الضاد المعجمتين.

أسعد بن زرارة- بضم الزاي- ابن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار الخزرجي النّجّاري أبو أمامة. أسيد- بضم أوله وسكون التحتية- ابن حضير- بحاء مهملة مضمومة فضاد معجمة مفتوحة فراء- ابن سماك- بكسر السين المهملة وآخره كاف- ابن عتيك- ككريم- ابن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأشهلي يكنى أبا يحيى وقيل كنيته أبو عتيك.

أوس بن ثابت- بالمثلثة- ابن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة- بفتح الميم- ابن عدي بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج أخو حسان بن ثابت رضي الله عنه.

أوس بن زيد بن أصرم، ذكره ابن عقبة فيهم.


الباء الموحّدة:
البراء- بفتح الموحدة فالراء ممدودا مخفّفا- ابن معرور- بميم مفتوحة فعين مهملة ساكنة فراء مضمومة فواو فراء أخرى- ابن صخر- بصاد مهملة مفتوحة فخاء معجمة- ابن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن عليّ بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، وهو أول من بايع ليلتئذ في قول ابن إسحاق، وأول من أوصى بثلث ماله.

بشر بن البراء بن معرور.

بشير- بفتح أوله وكسر المعجمة بعدها مثناة- ابن سعد بن ثعلبة بن جلاس- بضم الجيم مخففا وضبطه الدارقطني بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام- ابن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.

بهيز- بضم أوله وفتح الهاء وسكون التحتية، قال في النور: وآخره زاي، وضبطه الحافظ في الإصابة بالراء: وقيل: أوله نون بدل الموحّدة- ابن الهيثم بن عامر، وقيل ابن نابي بن مجدعة- بفتح الميم وسكون الجيم، وبالعين المهملة- ابن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأوسي الحارثي.


الثاء المثلثة:
ثابت بن الجذع- واسم الجذع ثعلبة، والجذع بكسر الجيم وبالذال المعجمة كذا قال في النور، وفي نسخة صحيحة من العيون بضم الجيم وفتح الذال وفي نسخة صحيحة من سيرة ابن هشام بفتحها- ابن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الخزرجي السّلمي.

ثعلبة بن عبيد بن عديّ: قال الذهبي في التجريد: «ذكره ابن الجوزي في التلقيح» . قال الحافظ: «أخشي أن يكون وقع في اسم أبيه تصحيف وهو ثعلبة بن عنمة- بعين مهملة ونون فميم مفتوحات- ابن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة السّلمي الخزرجي» .

الجيم:
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب ابن سلمد بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الخزرجي السلمي.

جبّار- بجيم مفتوحة فباء موحدة مشدّدة فراء- ابن صخر بن أمية بن خنساء- ويقال خنيس- ابن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجي ثم السلمي أبو عبد الله.

الحاء المهملة:
الحارث بن قيس بن خلدة- بفتح الخاء المعجمة واللام ويقال خالد ابن مخلّد- بضم الميم فخاء معجمة فلام مشددة مفتوحتين- ابن عامر بن زريق [بن عامر بن زريق] بن عبد حارثة بن مالك بن غضب- بغين مفتوحة فضاد ساكنة معجمتين- ابن جشم ابن الخزرج الخزرجي ثم الزرقي، أبو خالد.

الخاء المعجمة:
خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث الخزرجي.

خالد بن زيد بن كليب- بضم الكاف- ابن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار [واسمه] تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج [الأكبر] أبو أيوب الخزرجي النّجّاري.

خالد بن عمرو بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة [الخزرجي] السّلمي.

خالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن مالك بن عامر بن بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأكبر الخزرجي البياضي.

خديج بن سلامة- وقيل بن سالم بن أوس بن عمرو بن القراقر- بقافين وراءين مهملتين- ابن الضّحيان البلوي نسبا الأنصاري حلفا، حليف لبني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة من الأنصار.

خلّاد- بفتح أوله وتشديد اللام وآخره دال مهملة- ابن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي الحارثي من بلحارث بن الخزرج .


الذال المعجمة:
ذكوان بن عبد قيس بن خلدة- أخو الحارث السابق- ابن مخلّد بن عامر بن زريق أبو السبع- بسين مهملة فباء موحدة، كان خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فهو مهاجري أنصاري.

الراء:
رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق بن عامر بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الخزرجي الزرقي.

رفاعة- بكسر الراء وتخفيف الفاء وفتح العين المهملة- ابن رافع بن مالك بن العجلان الخزرجي الزرقي.

رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر- بزاي مفتوحة فنون ساكنة فموحّدة مفتوحة- ابن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس أبو لبابة الأوسي.

رفاعة بن عمرو بن زيد- وقيل ابن نوفل وقيل ابن عمرو وقيل ابن قيس- ابن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الخزرجي أبو الوليد.

الزاي:
زياد بن لبيد- بفتح اللام وكسر الموحدة وسكون التحتية وآخره دال مهملة- ابن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عديّ بن أمية بن بياضة- بالمعجمة- ابن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الخزرجي البياضي.

زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار الخزرجي النّجّاري أبو طلحة وهو مشهور بكنيته وهو زوج أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك .

السين المهملة:
سعد بن خيثمة- بخاء مفتوحة فمثناة تحتية فمثلثة فميم فهاء تأنيث ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النّحّاط- بنون فحاء وطاء مهملتين بينهما ألف- ابن كعب بن حارثة بن غنم بن السّلم- بسين مهملة مشددة فلام ساكنة- ابن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأوسي أبو خيثمة.

سعد بن الربيع- بفتح الراء- ابن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج.

سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأوسي الأشهلي.

سعد بن عبادة- بعين مهملة مضمومة فباء موحدة مخفّفة- ابن دليم- بدال مهملة مضمومة فلام مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة- ابن حارثة بن أبي حزيمة- بحاء مهملة مفتوحة فزاي مكسورة فمثناة تحتية، قال في الإملاء: هذا هو الصواب وكذا قيّده الدارقطني ويروى بخاء مضمومة وزاي مفتوحة- ابن ثعلبة بن طريف- بالطاء المهملة المفتوحة وبالفاء- ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، يكنى أبا ثابت وقيل أبا قيس، سيد الخزرج.

سلمة- بفتح أوله وثانية- ابن سلامة بن وقش- بفتح الواو وإسكان القاف وتفتح- ابن زغبة- بزاي مضمومة فغين معجمة ساكنة، فموحدة مفتوحة فتاء تأنيث- ابن زعوراء بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن مالك بن الأوس الأوسي الأشهلي.

سليم بن عمرو- أو عامر- ابن حديدة- بفتح الحاء المهملة- ابن عمرو بن غنم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، السّلمي.

سنان بن صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجي السلمي.

سهل بن عتيك- ككريم- ابن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بالذال المعجمة اسم مفعول- وهو عامر بن مالك بن النّجّار الخزرجي.

الشين المعجمة:
شمر بن سعد بن ثعلبة، كذا في التلقيح ولم أره في غيره.

الصاد المهملة:
صيفي بن سواد بن عباد بن عمرو بن غنم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي.

الضاد المعجمة:
الضّحّاك بن زيد بن الطفيل، كذا في التلقيح ولم أره في غيره.

الضّحّاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجي ثم السّلمي.

الطاء المهملة:
الطفيل بن مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب السلمي.

الظاء المعجمة:
ظهير- بالتصغير- ابن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو- وهو النبيت- ابن مالك بن الأوس الأوسي.

العين المهملة:
عامر بن نابي- بالنون وبالموحدة- ابن زيد بن حرام.

عبادة- بضم أوله وتخفيف الموحّدة- ابن الصامت- بكسر الميم- ابن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الخزرجي أبو الوليد.

عبّاد- بفتح أوله وتشديد الموحدة- ابن قيس- بالمثناة التحتية- ابن عامر بن خالد بن مخلّد- كمحمد- ابن عامر بن زريق الزرقي.

العباس بن عبادة بن نضلة- بنون مفتوحة فضاد معجمة ساكنة- ابن مالك بن العجلان الخزرجي.

عبد الله بن أنيس- بضم أوله مصغّرا- ابن أسعد بن حرام بن حبيب بن مالك بن غنم بن كعب بن ناشز- بالنون والشين المعجمة والزاي- ابن يربوع- بمثناة مفتوحة فراء ساكنة فموحّدة مضمومة فعين مهملة- ابن البرك- بموحدة مضمومة فراء ساكنة فكاف- ابن وبرة- بفتح الواو فالموحدة والراء، وعند ابن عمر: تيم بن نفاثة- بنون مضمومة ففاء ومثلثة- ابن إياس بن يربوع، دخل البرك في جهينة حليفا لهم.

عبد الله بن جبير- بضم الجيم وفتح الموحدة- ابن النعمان بن أمية بن امرئ القيس- وهو البرك- بضم الموحدة وفتح الراء وبالكاف- ابن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأوسي ثم من بني ثعلبة بن عمرو.

عبد الله بن الربيع بن قيس بن عمرو بن عباد بن الأبجر- بفتح الهمزة فموحدة ساكنة فجيم مفتوحة فراء، والأبحر هو خدرة- بضم الخاء المعجمة وإسكان الدال المهملة- ابن عوف بن الحارث بن الخزرج الخزرجي.

عبد الله بن رواحة- بالفتح ومهملة مخفّفا- ابن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الخزرجي.

عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد من بني جشم بن الحارث بن الخزرج، الخزرجي الحارثي ويكنى أبا محمد وهو الذي أري الأذان في النوم.

عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الخزرجي السلمي، يكنى أبا جابر والد جابر بن عبد الله.

عبس- بفتح أوله وسكون الباء وبالسين المهملة- ابن عامر بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن تميم بن كعب بن سلمة السّلمي.

عبيد- بضم أوله بغير إضافة- ابن التّيّهان، أخو أبي الهيثم.

عقبة- بضم أوله- ابن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة- بضم الهمزة وفتح المهملة- ابن عسيرة، واختلفوا في تقييد عسيرة فمنهم من يفتح العين ويكسر السين المهملتين ومنهم من يضم العين ويفتح السين- ابن عطية بن خدارة- بالخاء المعجمة المضمومة، وبعضهم يقول بجيم مضمومة ومكسورة- ابن عوف بن الحارث بن الخزرج أبو مسعود البدري.

عقبة بن وهب بن كلدة- بفتح الكاف واللام والدال المهملة- ابن الجعد- بفتح الجيم وسكون العين وبالدال المهملتين- ابن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم بن عوف- بالفاء- ابن بهثة بن عبد الله بن غطفان- بفتح الغين المعجمة والطاء المهملة والفاء- ابن قيس بن عيلان الغطفاني، حليف لبني سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج. قال ابن إسحاق: «كان أول من أسلم من الأنصار ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلم يزل معه حتى هاجر فكان يقال له مهاجري أنصاري» .

عمارة- بضم أوله والتخفيف- ابن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار، الخزرجي النّجّاري. عمرو بن الجموح- بفتح الجيم وضم الميم وبالحاء المهملة- ابن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة السّلمي من بني جشم بن الخزرج.

عمرو بن الحارث بن كندة بن عمرو بن ثعلبة من القواقل شهد العقبة الثانية قاله ابن إسحاق.

عمرو بن عنمة- بمهملة فنون فميم مفتوحات- ابن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي.

عمرو بن غزيّة- بغين معجمة مفتوحة فزاي مكسورة فمثناة تحتية مشدّدة- ابن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن- بالزاي- ابن النجّار الخزرجي ثم المازني، يقال إنه شهد العقبة، وقال ابن هشام: عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة وهو عطية بن خنساء.

عمير- وقيل عمرو- ابن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب ابن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد الخزرجي كذا نسبه ابن إسحاق وزاد موسى بن عقبة بين الحارث وثعلبة: لبدة- بكسر اللام وإسكان الموحدة وبالمهملة.

عمير بن عامر بن نابي بن يزيد بن حرام الخزرجي، قال ابن الكلبي: شهد المشاهد كلها، وأقرّه الرشاطي والحافظ، وقال الحافظ الدمياطي: لم أر من ذكره في الصحابة غيره.

عوف بن الحارث بن رفاعة- بكسر الراء- ابن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي النّجّاري يعرف بأمه عفراء، ويقال بحذف الحارث الثاني.

عويم- بضم أوله وفتح الواو وسكون التحتية بعدها ميم وليس بعدها راء- ابن ساعدة بن عايش- بمثناة تحتية فشين معجمة- ابن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأوسيّ.

الفاء:
فروة- بفتح الفاء وسكون الراء- ابن عمرو بن ودفة- بفتح الواو وإسكان الدال، قال ابن إسحاق: وهي معجمة وقال ابن هشام: مهملة ورجّحه السهيلي وفسّرة بالروضة- ابن عبيد بن عامر بن بياضة البياضي.

القاف:
قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأوسي ثم الظفري، ذكروه فيهم إلا ابن إسحاق.

قطبة- بضم أوله وسكون الطاء المهملة- ابن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجي السّلمي يكنى أبا زيد.

قيس بن أبي صعصعة- واسم أبي صعصعة عمرو- ابن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النّجّار الخزرجي المازني.

الكاف:
كعب بن عمرو بن عبّاد- بفتح العين المهملة وتشديد الباء الموحدة- ابن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الخزرجي السّلمي أبو اليسر- بفتح المثناة التحتية والمهملة.

كعب بن مالك بن أبي كعب عمرو بن القين- بفتح القاف وسكون المثناة التحتية- ابن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن عليّ- بضم العين المهملة وفتح اللام- ابن أسد بن ساردة أبو عبد الله الخزرجي السّلمي- بفتحتين ويقال أبو بشير، ويقال أبو عبد الرحمن.

الميم:
مالك بن التّيّهان- بمثناة فوقية مفتوحة فمثناة تحتية مكسورة مشدّدة ويجوز تخفيفها فألف فنون- ابن مالك بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النّبيت- بفتح النون وكسر الباء الموحدة فمثناة تحتية ساكنة فمثناة فوقية- ابن مالك بن الأوس، أبو الهيثم الأوسي.

مالك بن الدخشم- بدال مهملة مضمومة فخاء ساكنة فشين مضمومة معجمتين فميم ويقال بالنون بدل الميم ويقال كذلك بالتصغير. - ابن مالك بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف، وقيل في نسبه غير هذا.
قال أبو عمر: لا يصح منه النّفاق فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه بذلك.

مالك بن رفاعة بن عمرو بن زيد، ذكره الأموي، كذا في العيون ولم أره في التلقيح لابن الجوزي ولا في العجالة للبرهان النووي ولا في الإصابة للحافظ.

مسعود بن يزيد بن سبيع بن خنساء- ويقال سنان- ابن عبيد بن عدي بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة السّلميّ..

معاذ-- بضم أوله وبالذال المعجمة- ابن جبل- بفتح الجيم والموحدة- ابن عمرو بن أوس بن عايذ- بالمثناة التحتية والذال المعجمة- ابن عدي بن كعب بن عمرو بن أديّ- بضم الهمزة وفتح الدال المهملة وتشديد المثناة التحتية- ابن سعد بن عليّ- بضم العين المهملة وفتح اللام- ابن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، أبو عبد الرحمن الخزرجي الجشمي، الإمام المقدّم في علم الحلال والحرام رضي الله تعالى عنه.

معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النّجّار الخزرجي، يعرف بأمّه عفراء.

معاذ بن عمرو بن الجموح- بجيم مفتوحة فميم فواو- ابن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجي السّلمي.

معقل- بميم مفتوحة فعين ساكنة مهملة فقاف مكسورة فلام- ابن المنذر بن سرح- بسين فراء فحاء مهملات- ابن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم السلمي، معن بن عدي بن الجد- بفتح الجيم وتشديد الدال المهملة- ابن العجلان بن ضبيعة- بضم الضاد وفتح الموحدة وسكون التحتية وبالعين- ابن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل- بضم الجيم وسكون العين المهملة- ابن عمرو بن جشم بن ردم بن ذبيان بن هميم- بضم الهاء مصغّرا- ابن ذهل- بضم الذال المعجمة- ابن هني بن بليّ البلوي، حليف بني عمرو بن عوف. معوّذ- بالذال المعجمة بلفظ اسم الفاعل- ابن الحارث بن رفاعة، ويعرف بأمّه عفراء.

المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الخزرجي الساعدي.

النون:
النعمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النّجّار.

نهير بن بهير- بالموحدة- وهو نهير بن الهيثم- من بني نابي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأوسي.

الهاء:
هانئ- بهمزة آخره- ابن نيار- بكسر النون وتخفيف المثناة التحتية وآخره راء- ابن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان- بدال مهملة مضمومة فهاء ساكنة- بن غنم بن ذبيان- بذال معجمة مكسورة ويجوز ضمها فموحدة ساكنة فمثناة تحتية وآخره نون- ابن هميم- بهاء مضمومة فميم مفتوحة فمثناة تحتية فميم أخرى- ابن كاهل- بكسر الهاء- ابن ذهل- بضم الذال المعجمة وسكون الهاء- ابن هنيّ- بفتح الهاء وكسر النون وتشديد التحتية- ابن بليّ- بالموحدة واللام وزان عليّ- ابن عمرو بن الحاف- بالحاء المهملة والفاء ومنهم من يكسر همزته ويقطعها ومنهم من يجعل الألف واللام فيه للتعريف منزلة اسم الفاعل من حفي يحفى- ابن قضاعة- بضم القاف وبالضاد المعجمة حليف لبني حارثة من الأنصار.

المثنّاة التحتية:
يزيد بن ثعلبة بن خزمة- بفتح المعجمتين قاله الدارقطني، وقال ابن إسحاق وابن الكلبي بسكون الزاي- ابن أصرم بن عمرو بن عمّارة- بفتح أوله والتشديد- ابن مالك البلوي أبو عبد الرحمن حليف بني سالم بن عوف بن الخزرج.

يزيد بن خذام- بخاء مكسورة وذال معجمتين، ويقال حرام بالحاء والراء المهملتين- ابن سبيع- بموحدة مصغّرا- ابن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجي السلمي.

يزيد بن عامر بن حديدة- بالحاء المهملة- ابن غنم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة أبو المنذر الخزرجي السلمي.

يزيد بن المنذر بن سرح- بمهملات- ابن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجي السلمي.

الكنى:
أبو سنان بن صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة.

النساء:
أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، أم منيع السلمية.

نسيبة بفتح النون وكسر السين المهملة- بنت كعب بن عمرو بن عوف بن عمرو بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن، أم عمارة.) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 90 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط