موقع د. محمود صبيح
http://www.msobieh.com/akhtaa/

عمر طاهر يكتب: المَدَد
http://www.msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=30644
صفحة 1 من 1

الكاتب:  خلف الظلال [ الجمعة يناير 12, 2018 2:56 pm ]
عنوان المشاركة:  عمر طاهر يكتب: المَدَد

http://mail.almogaz.com/news/opinion/2014/09/17/1650845

الشيخ أحمد القصبى واحد من مريدى سيدنا الحسين، كان يقطن إلى جواره فى بنسيون فقير داخل غرفة بائسة تطل نافذتها على المشهد الحسينى.

تعرَّفت إليه فى أحد الموالد وأحببته من النظرة الأولى، كان رجلًا صافيًا مرحًا ودرويشًا على مصرى بلا افتعال، كنت أزوره يوميًّا فى بداية عملى فى مجلة «نصف الدنيا» التابعة لـ«الأهرام»، كمتدرب بجنيهات قليلة بلا أى معالم واضحة للمستقبل بلا أى وعود بتوظيف حقيقى ورسمى فى المجلة.

أدخل غرفته فأسأله: «هناكل إيه النهارده يا عم أحمد؟» فكان يسألنى: «معاك كام؟» فأخرج جنيهات قليلة، فيقول لى: «خليهالك»، ثم يتركنى فى الغرفة ويطلب منى أن أغسل الأطباق وأجهّز المكان لوليمة، وحتى يومنا هذا لا أعرف كيف كان يتركنى وهو مفلس ويعود إلى الغرفة حاملًا دجاجةً وأرزًا وسمنًا وخبزًا وشايًا وسكّرًا، فى البداية كنت أبدى اندهاشى فيقول لى: «دى بركة سيدنا الحسين»، ثم راحت الدهشة بالتدريج وتعلَّق قلبى به وبالمكان وبحفيد سيدنا النبى (صلى الله عليه وسلم)، كنت أتسلل إلى غرفة عم أحمد فأراه جالسًا فى شباك غرفته ينظر إلى السماء والدموع تنهمر من عينيه: «مالك يا عم أحمد؟» أسأله فيقول لى: «آه من الحب.. آه من الحب»، ثم يلفّنا الصمت لفترة طويلة حتى يعود إلى طبيعته.

كان عم أحمد درويشًا مثقّفًا، حيث كان يتاجر فى الكتب الدينية، كنت أقرأ له ما كتبته قبل أن أسلّمه للنشر، وكانت انطباعاته مريحة دائمًا ومشجّعة وكانت دعوته المفضّلة لدى: «ربنا يخبّز لك العيش فى الأهرام».

وفى أيام المولد كانت حجرته الصغيرة تتحوَّل إلى (خدمة) بلغة المولد، وهى المكان الذى يستريح فيه المريدون ويقدّم لهم الطعام والشاى، كنت أشاركه الخدمة وأنا فى منتهى السعادة وأعتقد أنها كانت أسعد أيامى فى هذه الفترة.

حدثت حركة تعيين لدفعتى فى «الأهرام»، تجاوزتنى هذه الحركة وخرجت منها مقهورًا شاعرًا باليأس، توجَّهت إلى عم أحمد، فقال لى بالنص: «ماتقلقش، إن شاء الله سيدنا الحسين هيعيّنك فى الأهرام»، أشحت بيدى معترضًا، فقال لى: «قريب جدًّا سناء البيسى هتجيلك لحد مكتبك وتعيّنك».. كنت أرى ما يقوله محض دروشة لم أكن أتوقعها منه، ففترت علاقتى به وانقطعت عن زيارته لفترة.

بعد شهور من العمل بلا أى أمل فى التعيين زُرت عم أحمد وقلت له لقد حصلت على تأشيرة سفر إلى إنجلترا ووعد بالعمل هناك إلى جانب استكمال الدراسة، فطلب منى أن لا أتعجَّل وذكَّرنى بما قاله لى، لكننى لم أكن مقتنعًا حيث لم أدّخر جهدًا خلال الفترة الماضية للحصول على التعيين بلا فائدة، طلب منى أن أزور قبر سيدنا الحسين للسلام وقراءة الفاتحة وطلب منى أن أخبره بما قررت أن أفعله.. ففعلت.

كان يوم الأحد عندما ذهبت إلى السفارة البريطانية فى الثامنة صباحًا وحصلت على التأشيرة، قلت لنفسى ما زال الوقت مبكرًا سأزور «نصف الدنيا» لتوديع الزملاء الذين عرفتهم خلال الفترة السابقة.

كان المكتب فارغًا، جلست أحتسى القهوة وفوجئت بالأستاذة سناء البيسى تفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة كبيرة، وقفت مرتبكًا، فقالت لى: «أنا كلّمت أستاذ إبراهيم نافع فى موضوع تعيينك وكتبت له طلبًا ووافق».

فى غرفة عم أحمد كان المشهد مختلفًا.. قال لى: «طلع كل اللى فى جيبك»، كانت جنيهات إسترلينية، نزلت معه إلى ساحة المسجد ورأيته وهو يوزّعها على أصدقائه الدراويش، كنت فرحًا للغاية وكان الدراويش فى ملابسهم الرثّة أشبه بالملائكة، كانت وجوههم تشع نورًا، استوقفنى أحدهم مستخدمًا عصا طويلة، ثم سأل: «ماله ده يا عم أحمد؟»، فقال له عم أحمد: «بارك له ده اتعيّن فى الأهرام»، سألنى الرجل «عارف مين اللى عيّنك فى الأهرام؟» فسكت تمامًا، وضع الرجل عصاه فى الأرض ونظر إلىّ مبتسمًا، قائلًا: «سيدنا الحسين».

الكاتب:  المهاجرة [ الجمعة يناير 12, 2018 11:28 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

خلف الظلال كتب:
http://mail.almogaz.com/news/opinion/2014/09/17/1650845

الشيخ أحمد القصبى واحد من مريدى سيدنا الحسين، كان يقطن إلى جواره فى بنسيون فقير داخل غرفة بائسة تطل نافذتها على المشهد الحسينى.

تعرَّفت إليه فى أحد الموالد وأحببته من النظرة الأولى، كان رجلًا صافيًا مرحًا ودرويشًا على مصرى بلا افتعال، كنت أزوره يوميًّا فى بداية عملى فى مجلة «نصف الدنيا» التابعة لـ«الأهرام»، كمتدرب بجنيهات قليلة بلا أى معالم واضحة للمستقبل بلا أى وعود بتوظيف حقيقى ورسمى فى المجلة.

أدخل غرفته فأسأله: «هناكل إيه النهارده يا عم أحمد؟» فكان يسألنى: «معاك كام؟» فأخرج جنيهات قليلة، فيقول لى: «خليهالك»، ثم يتركنى فى الغرفة ويطلب منى أن أغسل الأطباق وأجهّز المكان لوليمة، وحتى يومنا هذا لا أعرف كيف كان يتركنى وهو مفلس ويعود إلى الغرفة حاملًا دجاجةً وأرزًا وسمنًا وخبزًا وشايًا وسكّرًا، فى البداية كنت أبدى اندهاشى فيقول لى: «دى بركة سيدنا الحسين»، ثم راحت الدهشة بالتدريج وتعلَّق قلبى به وبالمكان وبحفيد سيدنا النبى (صلى الله عليه وسلم)، كنت أتسلل إلى غرفة عم أحمد فأراه جالسًا فى شباك غرفته ينظر إلى السماء والدموع تنهمر من عينيه: «مالك يا عم أحمد؟» أسأله فيقول لى: «آه من الحب.. آه من الحب»، ثم يلفّنا الصمت لفترة طويلة حتى يعود إلى طبيعته.

كان عم أحمد درويشًا مثقّفًا، حيث كان يتاجر فى الكتب الدينية، كنت أقرأ له ما كتبته قبل أن أسلّمه للنشر، وكانت انطباعاته مريحة دائمًا ومشجّعة وكانت دعوته المفضّلة لدى: «ربنا يخبّز لك العيش فى الأهرام».

وفى أيام المولد كانت حجرته الصغيرة تتحوَّل إلى (خدمة) بلغة المولد، وهى المكان الذى يستريح فيه المريدون ويقدّم لهم الطعام والشاى، كنت أشاركه الخدمة وأنا فى منتهى السعادة وأعتقد أنها كانت أسعد أيامى فى هذه الفترة.

حدثت حركة تعيين لدفعتى فى «الأهرام»، تجاوزتنى هذه الحركة وخرجت منها مقهورًا شاعرًا باليأس، توجَّهت إلى عم أحمد، فقال لى بالنص: «ماتقلقش، إن شاء الله سيدنا الحسين هيعيّنك فى الأهرام»، أشحت بيدى معترضًا، فقال لى: «قريب جدًّا سناء البيسى هتجيلك لحد مكتبك وتعيّنك».. كنت أرى ما يقوله محض دروشة لم أكن أتوقعها منه، ففترت علاقتى به وانقطعت عن زيارته لفترة.

بعد شهور من العمل بلا أى أمل فى التعيين زُرت عم أحمد وقلت له لقد حصلت على تأشيرة سفر إلى إنجلترا ووعد بالعمل هناك إلى جانب استكمال الدراسة، فطلب منى أن لا أتعجَّل وذكَّرنى بما قاله لى، لكننى لم أكن مقتنعًا حيث لم أدّخر جهدًا خلال الفترة الماضية للحصول على التعيين بلا فائدة، طلب منى أن أزور قبر سيدنا الحسين للسلام وقراءة الفاتحة وطلب منى أن أخبره بما قررت أن أفعله.. ففعلت.

كان يوم الأحد عندما ذهبت إلى السفارة البريطانية فى الثامنة صباحًا وحصلت على التأشيرة، قلت لنفسى ما زال الوقت مبكرًا سأزور «نصف الدنيا» لتوديع الزملاء الذين عرفتهم خلال الفترة السابقة.

كان المكتب فارغًا، جلست أحتسى القهوة وفوجئت بالأستاذة سناء البيسى تفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة كبيرة، وقفت مرتبكًا، فقالت لى: «أنا كلّمت أستاذ إبراهيم نافع فى موضوع تعيينك وكتبت له طلبًا ووافق».

فى غرفة عم أحمد كان المشهد مختلفًا.. قال لى: «طلع كل اللى فى جيبك»، كانت جنيهات إسترلينية، نزلت معه إلى ساحة المسجد ورأيته وهو يوزّعها على أصدقائه الدراويش، كنت فرحًا للغاية وكان الدراويش فى ملابسهم الرثّة أشبه بالملائكة، كانت وجوههم تشع نورًا، استوقفنى أحدهم مستخدمًا عصا طويلة، ثم سأل: «ماله ده يا عم أحمد؟»، فقال له عم أحمد: «بارك له ده اتعيّن فى الأهرام»، سألنى الرجل «عارف مين اللى عيّنك فى الأهرام؟» فسكت تمامًا، وضع الرجل عصاه فى الأرض ونظر إلىّ مبتسمًا، قائلًا: «سيدنا الحسين».


الله الله الله

مدد مدد ياحبيبى ياسيدنا الحسين مدد عليك الصلاة و السلام ياحبيبى

شكرا خلف الظلال وجزاكى الله كل خير ياحبيبتى ربنا يكرمك ويبارك فيكى يارب

الكاتب:  خلف الظلال [ السبت يناير 13, 2018 8:04 am ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

ربنا يبارك في حضرتك العزيزة المهاجرة ومدد يا سيدنا الحسين

الكاتب:  msobieh [ السبت يناير 13, 2018 11:27 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد


مدد ... مدد ...

الله .. الله ... الله ...

بارك الله فيك الفاضلة خلف الظلال ...



خلف الظلال كتب:
http://mail.almogaz.com/news/opinion/2014/09/17/1650845

الشيخ أحمد القصبى واحد من مريدى سيدنا الحسين، كان يقطن إلى جواره فى بنسيون فقير داخل غرفة بائسة تطل نافذتها على المشهد الحسينى.

تعرَّفت إليه فى أحد الموالد وأحببته من النظرة الأولى، كان رجلًا صافيًا مرحًا ودرويشًا على مصرى بلا افتعال، كنت أزوره يوميًّا فى بداية عملى فى مجلة «نصف الدنيا» التابعة لـ«الأهرام»، كمتدرب بجنيهات قليلة بلا أى معالم واضحة للمستقبل بلا أى وعود بتوظيف حقيقى ورسمى فى المجلة.

أدخل غرفته فأسأله: «هناكل إيه النهارده يا عم أحمد؟» فكان يسألنى: «معاك كام؟» فأخرج جنيهات قليلة، فيقول لى: «خليهالك»، ثم يتركنى فى الغرفة ويطلب منى أن أغسل الأطباق وأجهّز المكان لوليمة، وحتى يومنا هذا لا أعرف كيف كان يتركنى وهو مفلس ويعود إلى الغرفة حاملًا دجاجةً وأرزًا وسمنًا وخبزًا وشايًا وسكّرًا، فى البداية كنت أبدى اندهاشى فيقول لى: «دى بركة سيدنا الحسين»، ثم راحت الدهشة بالتدريج وتعلَّق قلبى به وبالمكان وبحفيد سيدنا النبى (صلى الله عليه وسلم)، كنت أتسلل إلى غرفة عم أحمد فأراه جالسًا فى شباك غرفته ينظر إلى السماء والدموع تنهمر من عينيه: «مالك يا عم أحمد؟» أسأله فيقول لى: «آه من الحب.. آه من الحب»، ثم يلفّنا الصمت لفترة طويلة حتى يعود إلى طبيعته.

كان عم أحمد درويشًا مثقّفًا، حيث كان يتاجر فى الكتب الدينية، كنت أقرأ له ما كتبته قبل أن أسلّمه للنشر، وكانت انطباعاته مريحة دائمًا ومشجّعة وكانت دعوته المفضّلة لدى: «ربنا يخبّز لك العيش فى الأهرام».

وفى أيام المولد كانت حجرته الصغيرة تتحوَّل إلى (خدمة) بلغة المولد، وهى المكان الذى يستريح فيه المريدون ويقدّم لهم الطعام والشاى، كنت أشاركه الخدمة وأنا فى منتهى السعادة وأعتقد أنها كانت أسعد أيامى فى هذه الفترة.

حدثت حركة تعيين لدفعتى فى «الأهرام»، تجاوزتنى هذه الحركة وخرجت منها مقهورًا شاعرًا باليأس، توجَّهت إلى عم أحمد، فقال لى بالنص: «ماتقلقش، إن شاء الله سيدنا الحسين هيعيّنك فى الأهرام»، أشحت بيدى معترضًا، فقال لى: «قريب جدًّا سناء البيسى هتجيلك لحد مكتبك وتعيّنك».. كنت أرى ما يقوله محض دروشة لم أكن أتوقعها منه، ففترت علاقتى به وانقطعت عن زيارته لفترة.

بعد شهور من العمل بلا أى أمل فى التعيين زُرت عم أحمد وقلت له لقد حصلت على تأشيرة سفر إلى إنجلترا ووعد بالعمل هناك إلى جانب استكمال الدراسة، فطلب منى أن لا أتعجَّل وذكَّرنى بما قاله لى، لكننى لم أكن مقتنعًا حيث لم أدّخر جهدًا خلال الفترة الماضية للحصول على التعيين بلا فائدة، طلب منى أن أزور قبر سيدنا الحسين للسلام وقراءة الفاتحة وطلب منى أن أخبره بما قررت أن أفعله.. ففعلت.

كان يوم الأحد عندما ذهبت إلى السفارة البريطانية فى الثامنة صباحًا وحصلت على التأشيرة، قلت لنفسى ما زال الوقت مبكرًا سأزور «نصف الدنيا» لتوديع الزملاء الذين عرفتهم خلال الفترة السابقة.

كان المكتب فارغًا، جلست أحتسى القهوة وفوجئت بالأستاذة سناء البيسى تفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة كبيرة، وقفت مرتبكًا، فقالت لى: «أنا كلّمت أستاذ إبراهيم نافع فى موضوع تعيينك وكتبت له طلبًا ووافق».

فى غرفة عم أحمد كان المشهد مختلفًا.. قال لى: «طلع كل اللى فى جيبك»، كانت جنيهات إسترلينية، نزلت معه إلى ساحة المسجد ورأيته وهو يوزّعها على أصدقائه الدراويش، كنت فرحًا للغاية وكان الدراويش فى ملابسهم الرثّة أشبه بالملائكة، كانت وجوههم تشع نورًا، استوقفنى أحدهم مستخدمًا عصا طويلة، ثم سأل: «ماله ده يا عم أحمد؟»، فقال له عم أحمد: «بارك له ده اتعيّن فى الأهرام»، سألنى الرجل «عارف مين اللى عيّنك فى الأهرام؟» فسكت تمامًا، وضع الرجل عصاه فى الأرض ونظر إلىّ مبتسمًا، قائلًا: «سيدنا الحسين».

الكاتب:  molhma [ السبت يناير 13, 2018 11:29 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

msobieh كتب:

مدد ... مدد ...

الله .. الله ... الله ...

بارك الله فيك الفاضلة خلف الظلال ...



خلف الظلال كتب:
http://mail.almogaz.com/news/opinion/2014/09/17/1650845

الشيخ أحمد القصبى واحد من مريدى سيدنا الحسين، كان يقطن إلى جواره فى بنسيون فقير داخل غرفة بائسة تطل نافذتها على المشهد الحسينى.

تعرَّفت إليه فى أحد الموالد وأحببته من النظرة الأولى، كان رجلًا صافيًا مرحًا ودرويشًا على مصرى بلا افتعال، كنت أزوره يوميًّا فى بداية عملى فى مجلة «نصف الدنيا» التابعة لـ«الأهرام»، كمتدرب بجنيهات قليلة بلا أى معالم واضحة للمستقبل بلا أى وعود بتوظيف حقيقى ورسمى فى المجلة.

أدخل غرفته فأسأله: «هناكل إيه النهارده يا عم أحمد؟» فكان يسألنى: «معاك كام؟» فأخرج جنيهات قليلة، فيقول لى: «خليهالك»، ثم يتركنى فى الغرفة ويطلب منى أن أغسل الأطباق وأجهّز المكان لوليمة، وحتى يومنا هذا لا أعرف كيف كان يتركنى وهو مفلس ويعود إلى الغرفة حاملًا دجاجةً وأرزًا وسمنًا وخبزًا وشايًا وسكّرًا، فى البداية كنت أبدى اندهاشى فيقول لى: «دى بركة سيدنا الحسين»، ثم راحت الدهشة بالتدريج وتعلَّق قلبى به وبالمكان وبحفيد سيدنا النبى (صلى الله عليه وسلم)، كنت أتسلل إلى غرفة عم أحمد فأراه جالسًا فى شباك غرفته ينظر إلى السماء والدموع تنهمر من عينيه: «مالك يا عم أحمد؟» أسأله فيقول لى: «آه من الحب.. آه من الحب»، ثم يلفّنا الصمت لفترة طويلة حتى يعود إلى طبيعته.

كان عم أحمد درويشًا مثقّفًا، حيث كان يتاجر فى الكتب الدينية، كنت أقرأ له ما كتبته قبل أن أسلّمه للنشر، وكانت انطباعاته مريحة دائمًا ومشجّعة وكانت دعوته المفضّلة لدى: «ربنا يخبّز لك العيش فى الأهرام».

وفى أيام المولد كانت حجرته الصغيرة تتحوَّل إلى (خدمة) بلغة المولد، وهى المكان الذى يستريح فيه المريدون ويقدّم لهم الطعام والشاى، كنت أشاركه الخدمة وأنا فى منتهى السعادة وأعتقد أنها كانت أسعد أيامى فى هذه الفترة.

حدثت حركة تعيين لدفعتى فى «الأهرام»، تجاوزتنى هذه الحركة وخرجت منها مقهورًا شاعرًا باليأس، توجَّهت إلى عم أحمد، فقال لى بالنص: «ماتقلقش، إن شاء الله سيدنا الحسين هيعيّنك فى الأهرام»، أشحت بيدى معترضًا، فقال لى: «قريب جدًّا سناء البيسى هتجيلك لحد مكتبك وتعيّنك».. كنت أرى ما يقوله محض دروشة لم أكن أتوقعها منه، ففترت علاقتى به وانقطعت عن زيارته لفترة.

بعد شهور من العمل بلا أى أمل فى التعيين زُرت عم أحمد وقلت له لقد حصلت على تأشيرة سفر إلى إنجلترا ووعد بالعمل هناك إلى جانب استكمال الدراسة، فطلب منى أن لا أتعجَّل وذكَّرنى بما قاله لى، لكننى لم أكن مقتنعًا حيث لم أدّخر جهدًا خلال الفترة الماضية للحصول على التعيين بلا فائدة، طلب منى أن أزور قبر سيدنا الحسين للسلام وقراءة الفاتحة وطلب منى أن أخبره بما قررت أن أفعله.. ففعلت.

كان يوم الأحد عندما ذهبت إلى السفارة البريطانية فى الثامنة صباحًا وحصلت على التأشيرة، قلت لنفسى ما زال الوقت مبكرًا سأزور «نصف الدنيا» لتوديع الزملاء الذين عرفتهم خلال الفترة السابقة.

كان المكتب فارغًا، جلست أحتسى القهوة وفوجئت بالأستاذة سناء البيسى تفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة كبيرة، وقفت مرتبكًا، فقالت لى: «أنا كلّمت أستاذ إبراهيم نافع فى موضوع تعيينك وكتبت له طلبًا ووافق».

فى غرفة عم أحمد كان المشهد مختلفًا.. قال لى: «طلع كل اللى فى جيبك»، كانت جنيهات إسترلينية، نزلت معه إلى ساحة المسجد ورأيته وهو يوزّعها على أصدقائه الدراويش، كنت فرحًا للغاية وكان الدراويش فى ملابسهم الرثّة أشبه بالملائكة، كانت وجوههم تشع نورًا، استوقفنى أحدهم مستخدمًا عصا طويلة، ثم سأل: «ماله ده يا عم أحمد؟»، فقال له عم أحمد: «بارك له ده اتعيّن فى الأهرام»، سألنى الرجل «عارف مين اللى عيّنك فى الأهرام؟» فسكت تمامًا، وضع الرجل عصاه فى الأرض ونظر إلىّ مبتسمًا، قائلًا: «سيدنا الحسين».

مدددد ياسيدي يا ولي النعم مدد يا كل آل الحبيب صلى الله عليه وآله وسلّم

الكاتب:  ابوبكر# [ الأحد يناير 14, 2018 3:46 am ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

جميلة ومؤثرة ومدد بلا عدد يا سيدنا الحسين .

الكاتب:  سكينة [ الأحد يناير 14, 2018 6:52 am ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

msobieh كتب:

مدد ... مدد ...

الله .. الله ... الله ...

بارك الله فيك الفاضلة خلف الظلال ...



خلف الظلال كتب:
http://mail.almogaz.com/news/opinion/2014/09/17/1650845

الشيخ أحمد القصبى واحد من مريدى سيدنا الحسين، كان يقطن إلى جواره فى بنسيون فقير داخل غرفة بائسة تطل نافذتها على المشهد الحسينى.

تعرَّفت إليه فى أحد الموالد وأحببته من النظرة الأولى، كان رجلًا صافيًا مرحًا ودرويشًا على مصرى بلا افتعال، كنت أزوره يوميًّا فى بداية عملى فى مجلة «نصف الدنيا» التابعة لـ«الأهرام»، كمتدرب بجنيهات قليلة بلا أى معالم واضحة للمستقبل بلا أى وعود بتوظيف حقيقى ورسمى فى المجلة.

أدخل غرفته فأسأله: «هناكل إيه النهارده يا عم أحمد؟» فكان يسألنى: «معاك كام؟» فأخرج جنيهات قليلة، فيقول لى: «خليهالك»، ثم يتركنى فى الغرفة ويطلب منى أن أغسل الأطباق وأجهّز المكان لوليمة، وحتى يومنا هذا لا أعرف كيف كان يتركنى وهو مفلس ويعود إلى الغرفة حاملًا دجاجةً وأرزًا وسمنًا وخبزًا وشايًا وسكّرًا، فى البداية كنت أبدى اندهاشى فيقول لى: «دى بركة سيدنا الحسين»، ثم راحت الدهشة بالتدريج وتعلَّق قلبى به وبالمكان وبحفيد سيدنا النبى (صلى الله عليه وسلم)، كنت أتسلل إلى غرفة عم أحمد فأراه جالسًا فى شباك غرفته ينظر إلى السماء والدموع تنهمر من عينيه: «مالك يا عم أحمد؟» أسأله فيقول لى: «آه من الحب.. آه من الحب»، ثم يلفّنا الصمت لفترة طويلة حتى يعود إلى طبيعته.

كان عم أحمد درويشًا مثقّفًا، حيث كان يتاجر فى الكتب الدينية، كنت أقرأ له ما كتبته قبل أن أسلّمه للنشر، وكانت انطباعاته مريحة دائمًا ومشجّعة وكانت دعوته المفضّلة لدى: «ربنا يخبّز لك العيش فى الأهرام».

وفى أيام المولد كانت حجرته الصغيرة تتحوَّل إلى (خدمة) بلغة المولد، وهى المكان الذى يستريح فيه المريدون ويقدّم لهم الطعام والشاى، كنت أشاركه الخدمة وأنا فى منتهى السعادة وأعتقد أنها كانت أسعد أيامى فى هذه الفترة.

حدثت حركة تعيين لدفعتى فى «الأهرام»، تجاوزتنى هذه الحركة وخرجت منها مقهورًا شاعرًا باليأس، توجَّهت إلى عم أحمد، فقال لى بالنص: «ماتقلقش، إن شاء الله سيدنا الحسين هيعيّنك فى الأهرام»، أشحت بيدى معترضًا، فقال لى: «قريب جدًّا سناء البيسى هتجيلك لحد مكتبك وتعيّنك».. كنت أرى ما يقوله محض دروشة لم أكن أتوقعها منه، ففترت علاقتى به وانقطعت عن زيارته لفترة.

بعد شهور من العمل بلا أى أمل فى التعيين زُرت عم أحمد وقلت له لقد حصلت على تأشيرة سفر إلى إنجلترا ووعد بالعمل هناك إلى جانب استكمال الدراسة، فطلب منى أن لا أتعجَّل وذكَّرنى بما قاله لى، لكننى لم أكن مقتنعًا حيث لم أدّخر جهدًا خلال الفترة الماضية للحصول على التعيين بلا فائدة، طلب منى أن أزور قبر سيدنا الحسين للسلام وقراءة الفاتحة وطلب منى أن أخبره بما قررت أن أفعله.. ففعلت.

كان يوم الأحد عندما ذهبت إلى السفارة البريطانية فى الثامنة صباحًا وحصلت على التأشيرة، قلت لنفسى ما زال الوقت مبكرًا سأزور «نصف الدنيا» لتوديع الزملاء الذين عرفتهم خلال الفترة السابقة.

كان المكتب فارغًا، جلست أحتسى القهوة وفوجئت بالأستاذة سناء البيسى تفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة كبيرة، وقفت مرتبكًا، فقالت لى: «أنا كلّمت أستاذ إبراهيم نافع فى موضوع تعيينك وكتبت له طلبًا ووافق».

فى غرفة عم أحمد كان المشهد مختلفًا.. قال لى: «طلع كل اللى فى جيبك»، كانت جنيهات إسترلينية، نزلت معه إلى ساحة المسجد ورأيته وهو يوزّعها على أصدقائه الدراويش، كنت فرحًا للغاية وكان الدراويش فى ملابسهم الرثّة أشبه بالملائكة، كانت وجوههم تشع نورًا، استوقفنى أحدهم مستخدمًا عصا طويلة، ثم سأل: «ماله ده يا عم أحمد؟»، فقال له عم أحمد: «بارك له ده اتعيّن فى الأهرام»، سألنى الرجل «عارف مين اللى عيّنك فى الأهرام؟» فسكت تمامًا، وضع الرجل عصاه فى الأرض ونظر إلىّ مبتسمًا، قائلًا: «سيدنا الحسين».

الكاتب:  عاشق أهل البيت [ الثلاثاء يناير 30, 2018 12:09 am ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

molhma كتب:
msobieh كتب:

مدد ... مدد ...

الله .. الله ... الله ...

بارك الله فيك الفاضلة خلف الظلال ...



خلف الظلال كتب:
http://mail.almogaz.com/news/opinion/2014/09/17/1650845

الشيخ أحمد القصبى واحد من مريدى سيدنا الحسين، كان يقطن إلى جواره فى بنسيون فقير داخل غرفة بائسة تطل نافذتها على المشهد الحسينى.

تعرَّفت إليه فى أحد الموالد وأحببته من النظرة الأولى، كان رجلًا صافيًا مرحًا ودرويشًا على مصرى بلا افتعال، كنت أزوره يوميًّا فى بداية عملى فى مجلة «نصف الدنيا» التابعة لـ«الأهرام»، كمتدرب بجنيهات قليلة بلا أى معالم واضحة للمستقبل بلا أى وعود بتوظيف حقيقى ورسمى فى المجلة.

أدخل غرفته فأسأله: «هناكل إيه النهارده يا عم أحمد؟» فكان يسألنى: «معاك كام؟» فأخرج جنيهات قليلة، فيقول لى: «خليهالك»، ثم يتركنى فى الغرفة ويطلب منى أن أغسل الأطباق وأجهّز المكان لوليمة، وحتى يومنا هذا لا أعرف كيف كان يتركنى وهو مفلس ويعود إلى الغرفة حاملًا دجاجةً وأرزًا وسمنًا وخبزًا وشايًا وسكّرًا، فى البداية كنت أبدى اندهاشى فيقول لى: «دى بركة سيدنا الحسين»، ثم راحت الدهشة بالتدريج وتعلَّق قلبى به وبالمكان وبحفيد سيدنا النبى (صلى الله عليه وسلم)، كنت أتسلل إلى غرفة عم أحمد فأراه جالسًا فى شباك غرفته ينظر إلى السماء والدموع تنهمر من عينيه: «مالك يا عم أحمد؟» أسأله فيقول لى: «آه من الحب.. آه من الحب»، ثم يلفّنا الصمت لفترة طويلة حتى يعود إلى طبيعته.

كان عم أحمد درويشًا مثقّفًا، حيث كان يتاجر فى الكتب الدينية، كنت أقرأ له ما كتبته قبل أن أسلّمه للنشر، وكانت انطباعاته مريحة دائمًا ومشجّعة وكانت دعوته المفضّلة لدى: «ربنا يخبّز لك العيش فى الأهرام».

وفى أيام المولد كانت حجرته الصغيرة تتحوَّل إلى (خدمة) بلغة المولد، وهى المكان الذى يستريح فيه المريدون ويقدّم لهم الطعام والشاى، كنت أشاركه الخدمة وأنا فى منتهى السعادة وأعتقد أنها كانت أسعد أيامى فى هذه الفترة.

حدثت حركة تعيين لدفعتى فى «الأهرام»، تجاوزتنى هذه الحركة وخرجت منها مقهورًا شاعرًا باليأس، توجَّهت إلى عم أحمد، فقال لى بالنص: «ماتقلقش، إن شاء الله سيدنا الحسين هيعيّنك فى الأهرام»، أشحت بيدى معترضًا، فقال لى: «قريب جدًّا سناء البيسى هتجيلك لحد مكتبك وتعيّنك».. كنت أرى ما يقوله محض دروشة لم أكن أتوقعها منه، ففترت علاقتى به وانقطعت عن زيارته لفترة.

بعد شهور من العمل بلا أى أمل فى التعيين زُرت عم أحمد وقلت له لقد حصلت على تأشيرة سفر إلى إنجلترا ووعد بالعمل هناك إلى جانب استكمال الدراسة، فطلب منى أن لا أتعجَّل وذكَّرنى بما قاله لى، لكننى لم أكن مقتنعًا حيث لم أدّخر جهدًا خلال الفترة الماضية للحصول على التعيين بلا فائدة، طلب منى أن أزور قبر سيدنا الحسين للسلام وقراءة الفاتحة وطلب منى أن أخبره بما قررت أن أفعله.. ففعلت.

كان يوم الأحد عندما ذهبت إلى السفارة البريطانية فى الثامنة صباحًا وحصلت على التأشيرة، قلت لنفسى ما زال الوقت مبكرًا سأزور «نصف الدنيا» لتوديع الزملاء الذين عرفتهم خلال الفترة السابقة.

كان المكتب فارغًا، جلست أحتسى القهوة وفوجئت بالأستاذة سناء البيسى تفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة كبيرة، وقفت مرتبكًا، فقالت لى: «أنا كلّمت أستاذ إبراهيم نافع فى موضوع تعيينك وكتبت له طلبًا ووافق».

فى غرفة عم أحمد كان المشهد مختلفًا.. قال لى: «طلع كل اللى فى جيبك»، كانت جنيهات إسترلينية، نزلت معه إلى ساحة المسجد ورأيته وهو يوزّعها على أصدقائه الدراويش، كنت فرحًا للغاية وكان الدراويش فى ملابسهم الرثّة أشبه بالملائكة، كانت وجوههم تشع نورًا، استوقفنى أحدهم مستخدمًا عصا طويلة، ثم سأل: «ماله ده يا عم أحمد؟»، فقال له عم أحمد: «بارك له ده اتعيّن فى الأهرام»، سألنى الرجل «عارف مين اللى عيّنك فى الأهرام؟» فسكت تمامًا، وضع الرجل عصاه فى الأرض ونظر إلىّ مبتسمًا، قائلًا: «سيدنا الحسين».

مدددد ياسيدي يا ولي النعم مدد يا كل آل الحبيب صلى الله عليه وآله وسلّم

الكاتب:  طلحه [ الثلاثاء يناير 30, 2018 9:15 am ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

مدد يا ولى النعم

سبحان الله
ما كنتش برتاح لهذا الشخص و كتاباته و احسست بارتباطه بأحداث يناير

و لكن بعد انشودته "صلى على النبى جد الحسن" و هذه المقالة المباشرة ، أستغفر الله من الظن و أعتذر

الواحد يتعلم انه مش مسموح يتكلم على حد، فقط اتفرج و اتعلم

و صلِّ اللهم على سيدنا محمد و على آله و سلم

الكاتب:  الطارق [ الثلاثاء يناير 30, 2018 2:17 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد


التصوف ونجوم الشاشة.. هؤلاء مريدو الشيخ "التيجاني"


صورة

http://www.dotmsr.com/details/314425/%D ... 9%86%D9%8A

دوت مصر | الأحد، 14 يونيو 2015 - 4:51 م
سيدي وأبي وحبيبي.. هكذا يناديه المؤلف عبدالرحيم كمال، يصفه الكاتب والسيناريست عمر طاهر "أبويا"، و"أهل المحبة" هو التعبير الذي يفضل المؤلف ناصر عبدالرحمن أن يطلقه على اجتماعهم به.. إنه الشيخ صلاح الدين التجاني الحسني، قمر الأرواح وطبيبها بحسب ما يقوله عنه مريدوه.

هو واحد من كبار شيوخ التصوّف في الوقت الحالي، حيث شهدت الزاوية التجانية بإمبابة، قبل يومين فقط، احتفالا خاصا جدا بعيد مولده، تم فيه إهداء ختمة قرآنية له، من قبل محبيه.

أحباب الشيخ

ثلاثي الأصدقاء "عبد الرحمن وطاهر وكمال" تربطهم علاقة خاصة جدا بعالم التصوف، فمحي الدين بن عربي سلطان العارفين بالله نجم أحاديثهم المشتركة، كما أنهم يصفون اجتماعهم بشيخهم التجاني دوما بأنه اجتماع الحب.



لكن حتى الآن فإن ناصر وعمر اكتفيا بمحبتهما للشيخ وباطلاعهما على قصص الحب الإلهي، وتركاها بعيدة عن عملهما، ويشتركان كذلك في قراءاتهما في ذلك العالم.

عبدالرحيم كمال اتخذ قرارا مختلفا ونجح في أن يُدخل إلى الدراما المصرية مناطق مختلفة جدا بمسلسله "الخواجة عبدالقادر"، حيث عالم التصوف والروحانيات.

أ.هـ



ـــــــــــــــــــــــــــــ
علشان الناس تصدق ما دخل التصوف في شىء إلا جمله وحسنه

وما خلا من شىء إلا كان فيه هوى وتنطع وسفك للدماء !!!

وشكرا جزيلا للفاضلة خلف الظلال

نسمع ونتمتع كده ... ومدد يا أهل البيت يا منبع الفرح و السعد ...في المُلْك والملكوت .



صلوا على جد الحسن لعمر طاهر




والله ما طلعت شمس من مسلسل الخواجه عبد القادر

الكاتب:  msobieh [ الأربعاء يناير 31, 2018 10:25 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد


الفاضل طلحة

لا تتسرع في الحكم

خلي بالك من اللي جاي

لا تتسرع في الحكم سلبا أو إيجابا ...

لا تتسرع في الحكم سلبا أو إيجابا ...

لا تتسرع في الحكم سلبا أو إيجابا ...

الكاتب:  خلف الظلال [ الأربعاء يونيو 23, 2021 7:55 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

خلف الظلال كتب:
http://mail.almogaz.com/news/opinion/2014/09/17/1650845

الشيخ أحمد القصبى واحد من مريدى سيدنا الحسين، كان يقطن إلى جواره فى بنسيون فقير داخل غرفة بائسة تطل نافذتها على المشهد الحسينى.

تعرَّفت إليه فى أحد الموالد وأحببته من النظرة الأولى، كان رجلًا صافيًا مرحًا ودرويشًا على مصرى بلا افتعال، كنت أزوره يوميًّا فى بداية عملى فى مجلة «نصف الدنيا» التابعة لـ«الأهرام»، كمتدرب بجنيهات قليلة بلا أى معالم واضحة للمستقبل بلا أى وعود بتوظيف حقيقى ورسمى فى المجلة.

أدخل غرفته فأسأله: «هناكل إيه النهارده يا عم أحمد؟» فكان يسألنى: «معاك كام؟» فأخرج جنيهات قليلة، فيقول لى: «خليهالك»، ثم يتركنى فى الغرفة ويطلب منى أن أغسل الأطباق وأجهّز المكان لوليمة، وحتى يومنا هذا لا أعرف كيف كان يتركنى وهو مفلس ويعود إلى الغرفة حاملًا دجاجةً وأرزًا وسمنًا وخبزًا وشايًا وسكّرًا، فى البداية كنت أبدى اندهاشى فيقول لى: «دى بركة سيدنا الحسين»، ثم راحت الدهشة بالتدريج وتعلَّق قلبى به وبالمكان وبحفيد سيدنا النبى (صلى الله عليه وسلم)، كنت أتسلل إلى غرفة عم أحمد فأراه جالسًا فى شباك غرفته ينظر إلى السماء والدموع تنهمر من عينيه: «مالك يا عم أحمد؟» أسأله فيقول لى: «آه من الحب.. آه من الحب»، ثم يلفّنا الصمت لفترة طويلة حتى يعود إلى طبيعته.

كان عم أحمد درويشًا مثقّفًا، حيث كان يتاجر فى الكتب الدينية، كنت أقرأ له ما كتبته قبل أن أسلّمه للنشر، وكانت انطباعاته مريحة دائمًا ومشجّعة وكانت دعوته المفضّلة لدى: «ربنا يخبّز لك العيش فى الأهرام».

وفى أيام المولد كانت حجرته الصغيرة تتحوَّل إلى (خدمة) بلغة المولد، وهى المكان الذى يستريح فيه المريدون ويقدّم لهم الطعام والشاى، كنت أشاركه الخدمة وأنا فى منتهى السعادة وأعتقد أنها كانت أسعد أيامى فى هذه الفترة.

حدثت حركة تعيين لدفعتى فى «الأهرام»، تجاوزتنى هذه الحركة وخرجت منها مقهورًا شاعرًا باليأس، توجَّهت إلى عم أحمد، فقال لى بالنص: «ماتقلقش، إن شاء الله سيدنا الحسين هيعيّنك فى الأهرام»، أشحت بيدى معترضًا، فقال لى: «قريب جدًّا سناء البيسى هتجيلك لحد مكتبك وتعيّنك».. كنت أرى ما يقوله محض دروشة لم أكن أتوقعها منه، ففترت علاقتى به وانقطعت عن زيارته لفترة.

بعد شهور من العمل بلا أى أمل فى التعيين زُرت عم أحمد وقلت له لقد حصلت على تأشيرة سفر إلى إنجلترا ووعد بالعمل هناك إلى جانب استكمال الدراسة، فطلب منى أن لا أتعجَّل وذكَّرنى بما قاله لى، لكننى لم أكن مقتنعًا حيث لم أدّخر جهدًا خلال الفترة الماضية للحصول على التعيين بلا فائدة، طلب منى أن أزور قبر سيدنا الحسين للسلام وقراءة الفاتحة وطلب منى أن أخبره بما قررت أن أفعله.. ففعلت.

كان يوم الأحد عندما ذهبت إلى السفارة البريطانية فى الثامنة صباحًا وحصلت على التأشيرة، قلت لنفسى ما زال الوقت مبكرًا سأزور «نصف الدنيا» لتوديع الزملاء الذين عرفتهم خلال الفترة السابقة.

كان المكتب فارغًا، جلست أحتسى القهوة وفوجئت بالأستاذة سناء البيسى تفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة كبيرة، وقفت مرتبكًا، فقالت لى: «أنا كلّمت أستاذ إبراهيم نافع فى موضوع تعيينك وكتبت له طلبًا ووافق».

فى غرفة عم أحمد كان المشهد مختلفًا.. قال لى: «طلع كل اللى فى جيبك»، كانت جنيهات إسترلينية، نزلت معه إلى ساحة المسجد ورأيته وهو يوزّعها على أصدقائه الدراويش، كنت فرحًا للغاية وكان الدراويش فى ملابسهم الرثّة أشبه بالملائكة، كانت وجوههم تشع نورًا، استوقفنى أحدهم مستخدمًا عصا طويلة، ثم سأل: «ماله ده يا عم أحمد؟»، فقال له عم أحمد: «بارك له ده اتعيّن فى الأهرام»، سألنى الرجل «عارف مين اللى عيّنك فى الأهرام؟» فسكت تمامًا، وضع الرجل عصاه فى الأرض ونظر إلىّ مبتسمًا، قائلًا: «سيدنا الحسين».

الكاتب:  فراج يعقوب [ الأربعاء يونيو 23, 2021 10:30 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

molhma كتب:
msobieh كتب:
[size=200]
مدد ... مدد ...

الله .. الله ... الله ...

بارك الله فيك الفاضلة خلف الظلال ...



خلف الظلال كتب:
[font=Traditional Arabic]http://mail.almogaz.com/news/opinion/2014/09/17/1650845

مدددد ياسيدي يا ولي النعم مدد يا كل آل الحبيب صلى الله عليه وآله وسلّم

ومدد يا أهل الله .يا أهل مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[/font][/size]

الكاتب:  طلحه [ الجمعة يونيو 25, 2021 10:47 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

msobieh كتب:

الفاضل طلحة

لا تتسرع في الحكم

خلي بالك من اللي جاي

لا تتسرع في الحكم سلبا أو إيجابا ...

لا تتسرع في الحكم سلبا أو إيجابا ...

لا تتسرع في الحكم سلبا أو إيجابا ...


حاضر يا سيدي … عُلِم و يُنَفَّذ

الكاتب:  المهاجرة [ الاثنين يونيو 28, 2021 10:34 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: عمر طاهر يكتب: المَدَد

msobieh كتب:

مدد ... مدد ...

الله .. الله ... الله ...

بارك الله فيك الفاضلة خلف الظلال ...



خلف الظلال كتب:
http://mail.almogaz.com/news/opinion/2014/09/17/1650845

الشيخ أحمد القصبى واحد من مريدى سيدنا الحسين، كان يقطن إلى جواره فى بنسيون فقير داخل غرفة بائسة تطل نافذتها على المشهد الحسينى.

تعرَّفت إليه فى أحد الموالد وأحببته من النظرة الأولى، كان رجلًا صافيًا مرحًا ودرويشًا على مصرى بلا افتعال، كنت أزوره يوميًّا فى بداية عملى فى مجلة «نصف الدنيا» التابعة لـ«الأهرام»، كمتدرب بجنيهات قليلة بلا أى معالم واضحة للمستقبل بلا أى وعود بتوظيف حقيقى ورسمى فى المجلة.

أدخل غرفته فأسأله: «هناكل إيه النهارده يا عم أحمد؟» فكان يسألنى: «معاك كام؟» فأخرج جنيهات قليلة، فيقول لى: «خليهالك»، ثم يتركنى فى الغرفة ويطلب منى أن أغسل الأطباق وأجهّز المكان لوليمة، وحتى يومنا هذا لا أعرف كيف كان يتركنى وهو مفلس ويعود إلى الغرفة حاملًا دجاجةً وأرزًا وسمنًا وخبزًا وشايًا وسكّرًا، فى البداية كنت أبدى اندهاشى فيقول لى: «دى بركة سيدنا الحسين»، ثم راحت الدهشة بالتدريج وتعلَّق قلبى به وبالمكان وبحفيد سيدنا النبى (صلى الله عليه وسلم)، كنت أتسلل إلى غرفة عم أحمد فأراه جالسًا فى شباك غرفته ينظر إلى السماء والدموع تنهمر من عينيه: «مالك يا عم أحمد؟» أسأله فيقول لى: «آه من الحب.. آه من الحب»، ثم يلفّنا الصمت لفترة طويلة حتى يعود إلى طبيعته.

كان عم أحمد درويشًا مثقّفًا، حيث كان يتاجر فى الكتب الدينية، كنت أقرأ له ما كتبته قبل أن أسلّمه للنشر، وكانت انطباعاته مريحة دائمًا ومشجّعة وكانت دعوته المفضّلة لدى: «ربنا يخبّز لك العيش فى الأهرام».

وفى أيام المولد كانت حجرته الصغيرة تتحوَّل إلى (خدمة) بلغة المولد، وهى المكان الذى يستريح فيه المريدون ويقدّم لهم الطعام والشاى، كنت أشاركه الخدمة وأنا فى منتهى السعادة وأعتقد أنها كانت أسعد أيامى فى هذه الفترة.

حدثت حركة تعيين لدفعتى فى «الأهرام»، تجاوزتنى هذه الحركة وخرجت منها مقهورًا شاعرًا باليأس، توجَّهت إلى عم أحمد، فقال لى بالنص: «ماتقلقش، إن شاء الله سيدنا الحسين هيعيّنك فى الأهرام»، أشحت بيدى معترضًا، فقال لى: «قريب جدًّا سناء البيسى هتجيلك لحد مكتبك وتعيّنك».. كنت أرى ما يقوله محض دروشة لم أكن أتوقعها منه، ففترت علاقتى به وانقطعت عن زيارته لفترة.

بعد شهور من العمل بلا أى أمل فى التعيين زُرت عم أحمد وقلت له لقد حصلت على تأشيرة سفر إلى إنجلترا ووعد بالعمل هناك إلى جانب استكمال الدراسة، فطلب منى أن لا أتعجَّل وذكَّرنى بما قاله لى، لكننى لم أكن مقتنعًا حيث لم أدّخر جهدًا خلال الفترة الماضية للحصول على التعيين بلا فائدة، طلب منى أن أزور قبر سيدنا الحسين للسلام وقراءة الفاتحة وطلب منى أن أخبره بما قررت أن أفعله.. ففعلت.

كان يوم الأحد عندما ذهبت إلى السفارة البريطانية فى الثامنة صباحًا وحصلت على التأشيرة، قلت لنفسى ما زال الوقت مبكرًا سأزور «نصف الدنيا» لتوديع الزملاء الذين عرفتهم خلال الفترة السابقة.

كان المكتب فارغًا، جلست أحتسى القهوة وفوجئت بالأستاذة سناء البيسى تفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة كبيرة، وقفت مرتبكًا، فقالت لى: «أنا كلّمت أستاذ إبراهيم نافع فى موضوع تعيينك وكتبت له طلبًا ووافق».

فى غرفة عم أحمد كان المشهد مختلفًا.. قال لى: «طلع كل اللى فى جيبك»، كانت جنيهات إسترلينية، نزلت معه إلى ساحة المسجد ورأيته وهو يوزّعها على أصدقائه الدراويش، كنت فرحًا للغاية وكان الدراويش فى ملابسهم الرثّة أشبه بالملائكة، كانت وجوههم تشع نورًا، استوقفنى أحدهم مستخدمًا عصا طويلة، ثم سأل: «ماله ده يا عم أحمد؟»، فقال له عم أحمد: «بارك له ده اتعيّن فى الأهرام»، سألنى الرجل «عارف مين اللى عيّنك فى الأهرام؟» فسكت تمامًا، وضع الرجل عصاه فى الأرض ونظر إلىّ مبتسمًا، قائلًا: «سيدنا الحسين».


مدد مدد مدد

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/