موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: مقال هام عن محمد عبده
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 06, 2018 7:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2031

هذا مقال كتبه شيخنا عبد القادر الحسين الحنفى فى عام 2012م يتحدث فيه عن مدرسة محمد عبده وآن اﻵوان ليعرف اﻷزهريون الحقيقة التى كتبها الشيخ محمود شاكر فى مقدمة أسرار البلاغة والتى صدع بها شيخنا #شيخ_البلاغيين محمد أبى موسى من رواق المغاربة بالجامع اﻷزهر وهى أن بداية ضياع اﻷزهر كانت على يد مدرسة محمد عبده لا بداية التجديد كما يردده الناس.
المقال:
"هل كان ما يجري في العالم العربي الإسلامي إصلاح أم إفساد؟"
كثر السؤال والتساؤل بل والاعتراض على تجريحي لما يسمى المدرسة الإصلاحية،وعن حالة المسلمين والعرب تلك المرحلة؛مما أوجب إفراده بمقالة خاصّة نسلّط الضّوء فيها على ما كان يجري في عالمنا العربي والإسلامي؛ خاصّة أن الإخوة الطلّاب لم يتلقّوا معارفهم في الأعم الغالب إلا من مناهجهم الدّراسيّة التي تعطي وجهة نظر كاتبيها،الذين هم إن حسّنّا بهم الظنّ وفي أحسن أحوالهم ممن ينتمي إلى تلك المدرسة،أو هم من العلمانيين الذين يرون تلك المدرسة بالنسبة لهم أقل سوءا من المدرسة الإسلاميّة الموروثة،حيث يعدون المدرسة الإسلامية "راديكالية"بالنسبة لهم ولا تعطيهم فرصة للتحلل من النصوص الشرعية وأحكام الدين الملزمة.
ونحن أمام جهد ليس باليسر؛لأن الصّورة المقابلة التي وصمت بالجمود والتّقليد من قبل ألدّ أعدائها قد غُيِّبت قصدا عن الناشئة والجيل؛ولهذا فمصادرنا في هذا هو أفواه الشّيوخ الأثبات ونتف يسيرة مكتوبة هنا وهناك ،كتبت أثناء تلك المرحلة الخطيرة أو تسرّبت إلينا عبر أقنية ضيّقة،ومن خلال ذلك استطعنا إعادة ترميم المشهد بوضوح إن شاء الله....وأكرر التّذكير بصعوبة المهمة؛لأن تغييب المدرسة الإسلاميّة ووصمها بالجمود أمر مقصود ممنهج نلحظه في معاناة شيخ الإسلام مصطفى صبري في محاولاته الردّ على أغاليط الصحف السيّارة آنذاك بشأن تلك المرحلة وعن شطط ما سمّي المدرسة الإصلاحيّة حيث اتفقت جميع الصحف على منع نشر مقالات علّامة الدّنيا آنذاك لمخالفته الخط العام الذي يراد رسمه لصورة المنطقة ولفكر الشّباب الناشئ آنذاك؛مما اضطرّ الشّيخ الجليل أن يجمع هذه المقالات في كتابه الماتع:"موقف العقل والعلم والعالم من ربّ العالمين وعباده المرسلين"الذي يعدّ بحق أفضل كتاب دوّن في تلك الحقبة على ما سمعته شفاها وقرأته من عدد من كبار أهل العلم في أكثر من قطر.
وكذلك من معاناة شيخ شيوخنا علاّمة الدّنيا محمد زاهد الكوثري الذي ربّما فارق الدّنيا بسبب الجوع حيث لم يجدوا في بيته شيئا يباع ليكفّن به الشّيخ سوى قروش خمسة وجدت في جيبه غريبا عن أوطانه على ما أخبرني به شيخنا الدكتور نور الدين عتر نقلا عمّن جهّز وحضر جنازته من الشّيوخ،وهو الذي كان يقبض أربعين ليرة ذهبيّة شهريا قبل أن يعزل من منصبه على أيدي العلمانيّين على ما أخبرني به تلميذه شيخنا وهبي سليمان غاوجي الألباني حفظه الله.
وها أنا أعطي بعض الخطوط العريضة وهي حصيلة جهد فردي طويل وشاق فمن ذلك:
1ـ تولي الشّيخ محمد عبده لمنصب الإفتاء في مصر بمباركة وتأييد من بريطانيا؛حيث قال اللورد «كرومر»(Cromer) ، أوّل معتمد بريطاني في مصر الإسلاميّة، لنحو ربع قرن من السنين العجاف (1883-1907م) في مذكراته:سيظل محمد عبده مفتيا لمصر ما دامت بريطانيا العظمى!
والإشادة بمدرسته والإيحاء للناّشئة بأنه المنهج الأوحد الذي يجب سلوكه إذا ما أرادت الأمة سبيل الرشّاد كان هو المنهج الملحّ الذي يقرع أذهان الناّشئة من طنجة إلى جاكرتا ومن غانة إلى فرغانة حدود العالم الإسلاميّ!حيث لا تزال أقواله معلّقة في كبرى المعاهد والجامعات المصرية لتبقى عالقة في أذهان الطّلاب،وجعلوا كلمة الإمام لقبا لا يفهم منه إلا هو عند الإطلاق،وقد بيّن معاصروه ما لديه من خلل وشطط في الفكر والتّصور؛بل حتى العمل بحدود الشّريعة وما كتابات العلامة شيخ الإسلام مصطفى صبري وشهادة الشيخ الجليل المعاصر له الذي حاوره وناقشه ورصد أعماله يوسف النّبهاني إلا شاهد لتمرّد ذلك الشّيخ الإمام على حدود الشّارع،هذا مع الأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر بعض الشّيوخ الأجلّاء منهم شيخنا العلّامة الدّكتور علي جمعة مفتي الدّيار المصرية،وفضيلة شيخنا العلّامة المحدّث المفسّر الشّيخ الدّكتور نور الدّين عتر حفظه الله؛حيث وافقني كل منهما في اعتقادي في زغل الشّيخ عبده وإن كانوا لا يصرّحون بذلك أمام العامّة خشية على دينهم؛لأن الإعلام صنّم ذلك الشّيخ ومدرسته فإذا ما طعنّا فيه وجرحناه أمام العامة ربّما انسحب هذا على تعظيم الدّين وهانت رموزه في أعين الشباب وسهّل لهم المروق منه،وغاية ما في الأمر أن يلتمس العذر لهؤلاء بالانبهار بالغرب ونحو ذلك ،مع رد أقوالهم الفاسدة الكاسدة وهذه وجهة نظر أحترمها وأخالفها؛لأننا نودّ إظهار الحقائق ولاسيما للنّخبة ولا نتوجّه بهذا الكلام للعامّة خشية المحذور الّذي فرّ منه الشيوخ الكرام.
2ـ تولي تلاميذ الشيخ محمد عبده لقيادة الأزهر الشّريف من بعده وتنفيذهم لأفكاره التي سميت إصلاحيّة،وعلى رأسها تطوير الأزهر الشّريف ومن أبرز من تولّى ذلك الشّيخ المراغي حيث غيّر كثيرا في الأزهر شكلا ومضمونا،فمن الناحية الشّكلية لم تكن السّنوات الأربع التي حدّدها الشّيخ المراغي سقفا لمدّة الدّراسة للطّالب كافية لتأهيله العلمي؛بل كان حسب المدرسة الإسلاميّة القديمة مراعيا للفروق الفرديّة فيدرس الطالب ما شاء أن يدرس من السّنوات حتّى تشهد له الهيئة العلميّة بالإجازة،ولم يكن الاختبار جماعيّا ملزما تحدّده الجامعة بل كان فرديا يحدده الطّالب،أما من ناحية المضمون فقد أدخلت تعديلات كثيرة على المناهج وأرسلت بعثات كثيرة إلى أوربا؛لفرنجة التعليم الشّرعي ولا نزال نعاني من ذلك؛حيث أدخل الفقه المقارن بديلا عن الفقه المذهبي؛حيث يخرج الطّالب بأفكار مشوّشة عن الفقه،ولطالما سألت طلّاب الدّراسات العليا عن مسائل درست في السنة الأولى أو الثانية فقلّما وجدت طالبا يشفي الغليل،بينما كان الطلاب في الزمان الماضي يدرسون مذهبا واحدا حتى يتقنوه ثم ينتقلون إلى المقارنة بعد ذلك.
3ـ تعيين «مستر دنلوب»(Dunlop) القسيس الانكليزي، مستشاراً لوزارة المعارف؛حيث تولّى صياغة المناهج بطريقة تخدم الأهداف الاستعماريّة والتّبشيرية التّنصيرية؛بإبعاد المسلمين عن مواطن القوّة في تراثهم وإيجاد أجيال منضبعة للاستعمار منبهرة بالشّيوخ الذين نصّبهم الاستعمار،وقد نجحوا بإيجاد هوّة سحيقة بين الشّاب المسلم وبين حضارته وقيمه العليا بالشّعور الظاهري أو بالاستبطان لذلك ولو بحسن نيّة!
4ـ تولّي المستشرقين بشكل مباشر للتّدريس في الجامعة المصرية أو بصعود أعلى المنابر الإعلامية والثقافية،وبعض من يدين لهم بالولاء ويجعلهم النموذج الأعلى مثل الدكتور لويس عوض والدكتور طه حسين وجرجي زيدان وغيرهم حيث صرنا نرى أفكار المستشرقين أو المبشرين تلبس ثيابا عربية أو إسلامية!فجميع المناصب العلمية والفكرية والثقافية ينبغي أن تكون لجيل مطموس الهويّة ممسوخ الثقافة وما قصة عميل الأدب العربي بخافية على المثقّفين!وهل يصلح من ينادي جهارا نهارا بإلغاء العربية الفصحى وجعلها حبيسة للمعابد الدّينية وإبدالها بالعاميّة وكتابتها بأحرف لاتينية لعمادة الأدب العربي طيلة حياته لولا أنه قدّم فروض الطاّعة والولاء..في الوقت الذي يعيش فيه أديب بمستوى مصطفى صادق الرافعي في نفس البلد ونفس المرحلة!سامحوني فأنا لا أزال أفكر بعقلية المؤامرة ولم تطوّرني بعد قناة الجزيرة لأتحرر من هذا النوع من التفكير!
4ـ أنشأت مدارس عديدة ضرارا بالأزهر الشّريف؛حيث كان يفرّغ بالقوة من الكفاءات حيث كان هناك مثلا قانون يلزم الأوائل من الأزهريين أن يسجلوا في تلك المدارس المضارّة للأزهر،وقد أدركنا هذا الجيل وتلقينا عن بعضهم!فهل كان هذا يجري عبثا أو ضمن خطة محكمة؟!
5 ـ أما في سوريا فمن الطّرائف أن يصنّم شخص من أمثال عبد الرّحمن الكواكبي وقد قرأت له بتمعّن بنيّة الاستفادة دونما أسبقيات فكريّة؛بل ربّما كنت منبهرا وقتها به لكثرة الإشادة به في المناهج المدرسيّة ولكني فوجئت أنّي أمام خطيب من الدرجة الثّالثة أو الرّابعة يصرّح بالهجوم على السّلاطين وهذا الصنف مرغوب جدا عند العوام وهو الذي لا يخاف في الله لومة لائم كما يحلو له أن يصوّر نفسه! ويعزف على نفس الوتر الأوربي المطالب بعزل الدّين عن الدولة وهو على حد علمي أول شيخ معمم يطالب جهارا نهارا بهذا في بلاد الشام!في وقت تقاطعت فيه المصلحة الأوربية مع القوميين العرب ومع جماعة الاتحاد والتّرقي التّركية الطّورانية الغالية في علمانيتها على إسقاط الخلافة وإثارة الفتنة بين العرب والتّرك لتمزيق كيان الدّولة الإسلاميّة التي صمدت قرونا عديدة في وجه أطماع الغرب الأوربي في بلاد المسلمين!
6ـ أما بالنسبة للوطنيين الأحرار الذين آل إليهم الحلّ والعقد ظاهرا في بلاد الشّام فقد علمت على ما أخبرني به بعض علماء الشّام أن وفدا من الشّيوخ ذهب إلى سعد الله الجابري وطلب منه اعتماد شهادات المدارس الإسلاميّة وهي قويّة جدا في تأصيلها العلمي آنذاك! فكان جواب ذلك الزعيم الوطني المرموق:أتريدوني أن أملأ الجامعة بالعمائم؟!
7ـ ثم أليس غريبا أن يتولى وزارة المعارف في سوريا بعد سقوط العثمانيّين رجل من غلاة العلمانيين تحوم حوله شكوك كثيرة،أولها غلواؤه في مقتبل عمره نحو القوميّة الطّورانية التّركية ثم يتحول بقدرة قادر إلى قومي عربي غال في عروبته،وهو الذي لا يستقيم لسانه على نطق العربية!وذلك في حكومة الملك فيصل في سوريا؟!ثم يسقط فيصل مع جحافل "غورو" الفرنسيّة ويذهب إلى العراق مصطحبا معه هذه الجوهرة النفيسة ليفسد مناهج التعليم العراقي كما فعل في سوريا،ثم ينتقل من بلد عربي إلى آخر متمما المهمّة المنوطة به في تكوين مناهج دراسية خالية من كل قيمة دينية حتى من الله تعالى أو النبي عليه الصّلاة والسّلام!
ما رأيكم أتوافقوني في أنّ وراء الأكمة ما وراءها،أم أنّي مجرد شيخ تقليدي لم يتطوّر بعد ولم يتثقّف بثقافة القنوات الفضائيّة التي ألغت نظرية المؤامرة من الحسبان؟!
كتبه الدكتور عبد القادر محمد الحسين الحنفي الأشعري
مدرس علوم التفسير والحديث في جامعات دمشق والفرات ومعهد الشام العالي للدراسات الإسلامية والعربية.
ظهيرة الأربعاء18جمادى الآخرة سنة 1433للهجرة 9أيار 2012 م


https://m.facebook.com/story.php?story_ ... 0808281758



_________________
صورة

الفقير(AHMED SALEM)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 65 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط