وفد أعرابيٌّ على الإمام الحسين عليه السلام ، فقرع الباب وأنشأ يقول :
لم يخبِ اليوم مَن رجاك ومَن حرّك مــن خلفِ بابك الحلقة
أنت جــــــوادٌ وأنت معتـــمدٌ أبوك قد كـان قاتلَ الفســقة
لولا الذي كان مــن أوائلــكم كانت عليـنا الجحيم منطبقة
وكان الإمام واقفاً يصلّي فخفّ من صلاته , وخرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر الفاقة , فرجع ونادى غلامه ، فلمّا مَثل عنده قال له :
ما تبقّى من نفقتنا ؟ ..
قال : مئتا درهم أمرتني بتفرقتها في أهل بيتك ..
فقال : هاتها فقد أتى مَن هو أحقّ بها منهم ..
فأخذها ودفعها إلى الأعرابي معتذراً منه ، وهو ينشد هذه الأبيات :
خـذها فـإنّي إلـيك مـعتذرٌ ... واعـلم بـأني عليك ذو شفـــــقة
لو كان في سيرنا عصاً تُمدّ إذاً ... كـانت سـمانا عـليك مندفـقة
لـكنّ ريـبَ الـمنونِ ذو نكدٍ ... والـكـــفّ مـنّا قـليلة الـنفــــــــقهْ
فأخذها الأعرابي شاكراً وداعياً له بالخير , وانبرى مادحاً له :
مـطـهّرون نـقيـــاتٌ جـيوبهــــمُ تجري الصلاةُ عليهم أينما ذُكروا
وأنـتمُ أنـتــــمُ الأعـلونَ عـندكُمُ علمُ الكتابِ وما جاءت بهِ السُّـورُ
مَـن لـم يكن علوياً حين تنسبهُ فما له في جميع الناسِ مفتخـرُ
ياولى النعم ياسبط النبى شئ لله مدد يامد المدد مدد