1_خليليّ عُوجا بالكَثِيبِ، وَعَرِّجَا على لَعْلَعِ، واطلب مياهَ يَلَمْلَمِ 2_فإنّ بها مَن قَدْ عَلِمْتَ، ومن لهم صِيامي وحجّي واعتماري ومَوسمي 3_فلا أنسَ يَوْماً بالمحصَّبِ مِن منّى وبالمَنْحرِ الأعلى أموراً، وَزَمزَمِ
1_يخاطب عقله وإيمانه أن يعوجا بالكثيب :الذي هو محل المشاهدة التي نص عليها الشرع، وعرجا قبل الوصول على "لعلع" : موضع حال دهش وحيرة وتولع لتقع الرؤية عن محبة وشوق، واطلب مياه :"يلملم": جهة كائنة، أي رد على موطن الحياة إذ كان من الماء كل شئ حي. ولما كانت الأنفاس يمنية فلتكن الحياة أيضاً من مناسبة هذه الجهة للمشاكلة. 3,2_أفرد الخطاب، يريد الإيمان دون العقل، فإن العلم بالذات وما تستحقه من النعوت إنما هو من طريق الإيمان لا من طريق العقل، فلهذا قال : "من قد علمت" ، ولم يقل : علمتها، والضمير في "بها" يعود علي المياة فإنها التي تعلم لا علي الذات إذ الذات ترى ولا تعلم لأنها لو علمت أحيط بها، وهو سبحانه لا يحيط به علم، تقدس وتعالى عن أن يحيط به علم الممكن، أو تكون ذاته تعطي الإحاطة فهو المحيط ولا يحيط به شئ إذ لو أحاط به شئ لحصره ذلك الشئ . ثم قال : "ومن لهم"، خطاباً لنعوت الإلهية. وقوله : صيامي، يريد صفة الصمدانية، كما قال تعالي : "الصوم لي" أي الصمدانية للعبد لا تصح ولا يستحقها والصوم له مدخل فيها لأنه إمساك عن الطعام والغذاء . وقوله : وحجى، يريد تكرار القصد بالتوجه إلى هذه الذات المنزهة من أجل دعاء الأسماء الإلهية في كل نفس وحين . وقوله : واعتماري، يريد فزياراتي إليها في وقت شوقي وطلبي والعلة دائمة والزيارة دائمة لا يزال العبد مع الأنفاس حاجاً ومعتمراً لأنه في كل نفس في انتقال من اسم إلهي إلي اسم إلهي . وقوله : موسمي، كما قال الآخر حين جعله عيده. ولما كان الموسم عبارة عن محل مكاني وزماني تجتمع فيه قبائل مختلفة لمقصد واحد بلغات مختلفة جعله عيده تدل علي معنى واحد كذلك مقامات هذا العبد وأحواله والحقائق الإلهية إذا حصل القلب في محل الجمع لما ذكرناه كان ذلك موسمه وعيده.... يتبع....
_________________ أيا ساقيا على غرة أتى يُحدثني وبالري يملؤني ، فهلا ترفقت بى ، فمازلت في دهشة الوصف ابحث عن وصف لما ذُقته ....
|