موقع د. محمود صبيح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله الكرام الطيبين

أحببت أن أشارككم ما استفدته من هذا الكتاب الرائع الذي ليس له مثيل في المحتوى وفي الهدف وفي طريقة العرض والتقديم

فجزيل الشكر وعميق الامتنان وجوامع الدعوات الطيبات المباركات لدكتور محمود صبيح حفظه الله

الكتاب يخاطب أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

يخاطب العقل أحيانا والضمير أحيانا والقلب أحيانا والروح أحيانا ...بل وكيان المخاطب بأكمله في أحيان أخرى

يجاوب على تساؤلات عديدة جالت في الصدر لم أجد لها إجابة من قبل :

مثل لماذا أرادوا قتل مولانا الحسين؟ ما دوافعهم وكيف طاوعتهم نفوسهم لقتله؟

الكتاب يوضح التركيب النفسي وعقيدة القتلة

يعرض خطة الشيطان منذ معرفته خصوصية ابن آدم وحقده الدفين على بني آدم

فتخيل كم حقد الشيطان على حضرة سيدنا النبي لخصوصيته عند الله
أن المقصود من محاولات التصفية العرقية لسادتنا آل البيت هو رسول الله نفسه صلى الله عليه وآله وسلم
فكانت قمة الخبث والشر ان يؤذوا حضرة سيدنا النبي (في أهله) (وبيد أمته)
بيد أمته
أعداء مولانا الحسين لم يكونوا من غير المسلمين بل كانوا منهم
والأدهى أن الأمة لم تخرج معه!!
وكأن فشل محاولاتهم لقتل حضرة سيدنا النبي لم توقفهم عن محاولات قتل حضرته على مر الزمان بالتطاول على العترة الشريفة أو على أقل تقدير محاولات إذلال!!!
وتعرض حضرته في الكتاب لنقطة في شدة الخطورة وهي النفس البشرية وكيف أنها لا تقبل أن يكون لبشري مثلها خصوصية
وكيف أن اكتشاف مكائد النفس والشيطان والهوى لا يقدر عليه الا أهل الله...تتمكن النفس وتتسلل كالحية بدون أن يشعر صاحبها...وتبث سمومها في عقله وروحه...نسأل الله أن يتولانا وينصرنا على أنفسنا
قتلة مولانا الحسين لم يروا فيه أنه امتداد لحضرة سيدنا النبي فيه دمه وريقه الشريف ونظره...لأنهم أساسا لا يروا حضرة سيدنا النبي الا بشر لا يروا ان حضرته بشر ليس كالبشر بل كالياقوت بين الحجر
لم يفهموا معنى قوله صلى الله عليه وسلم أنا من حسين وحسين مني
وهنا يشرح دكتور محمود أكثر من معنى لهذا القول الشريف من خلال الكلام على تسليم حضرة سيدنا الحسين
ومنه الاقتباس التالي ص 95:
(كان لسان التسليم لسان حال مولانا الحسين يدعو ربه بسره وعلنه : يارب قم بأمري وجميع شئوني
ماذا أفعل لكي يقوم الله بأمري وجميع شئوني؟
أخرج من صفاتي ومن نفسي وأسكن في حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى يسكن هو في ( أنا من حسين والحسين مني...وفاطمة بضعة مني) حالاً وحقيقة ومقاماً.
سكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحسين والحسين سكن فيه صلى الله عليه وآله وسلم. (الفناء في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)
في الاقتباس السابق الأكثر في قمة الروعة وهوة وحده يكفي أن يكون ملخصا للكتاب بأكمله
لأنه تناول مقام التسليم ، والخروج، والفناء في رسول الله
وتناول حضرته الأمور السابقة بتفصيل أكثر
كيف كان تسليم سيدنا الإمام الأعظم سيدنا الحسين وتسليم آل بيته من خرجوا معه
كيف صار سيدنا الحسين على أقدام الأنبياء فهو محمديا اسماعيليا وصار على قدم سيدنا موسى وعلى قدم سيدنا يحيى وسيدنا زكريا
كيف أن تطبيق سيدنا ابراهيم للتسليم لله كان بذبح ابنه وان تطبيق سيدنا الحسين للتسليم لله كان على نفسه هو
كيف أن سيدنا يحيى قدمت رأسه لعدم موافقته من يريد أن يغير شرع الله وكذلك سيدنا الحسين قتلوه لرفضه الخروج على شرع الله في نسب معاوية لابن زنا لأبيه
دكتور محمود خلال الكتاب يسمح لنا بإطلالة على أخلاق سادتنا آل البيت
هم نسيج آخر تماما
السلالة الشريفة النقية
كيف أن سيدنا الحسين أعفى الجميع من الخروج معه، من أراد أن يرجع فليرجع
من عليه دين لا يقاتل معي...
لا يحب التضييق على الخلق كجده صلى الله عليه وآله وسلم
لم يجبر أحد على القتال
لم يدعو على من غادروه ورجعوا
لم يعتب على من لم يخرج معه
سيدنا الحسين كان التسليم لله مجسدا للناظرين
في موقع آخر في الكتاب يلفت دكتور محمود نظرنا لسيدنا الحسن وسيدنا الحسين كيف أنهما كالليل والنهار
يعلمونا متى نتنازل عن الحق ومتى نطلبه وأن كل شيء بميزان وله وقته ومكانه
ويؤكد دكتور محمود في بداية الكتاب بالأدلة على أن مولانا الحسين خرج وهو يعلم أنه مقتول
النزول تحت قدر الله عدم الاعتراض على القدر...
ويضعنا حضرته أمام المرآة ...
القتلة اختاروا أنفسهم اختاروا حقدهم واختاروا المناصب والتزكية عند بني أمية قتلة آل البيت
ومن اصحاب مولانا الحسين من جعله نفسه فداء لمولانا الحسين
لم يفتنوا عند صليل السيوف وحاربوا معه ومن أجله
حتى أن السيدة أم وهب وزوجها لم يكن لهم في أمور السياسة يعيشون في خيمتهم في الصحراء سمعوا بأن ذرية سيدنا النبي تتعرض لجيش لم يترددوا هو أو زوجته وسارعوا لسيدنا الحسين
موقف لا يكون معك ما تقدمه غير نفسك أتتردد؟
والأصعب اذا كنت تعلم ان حضرته مقتول وتريد أن تقاتل معه فتقتل أم تقول ما فائدة أن أقتل والأمر محسوم منذ البداية؟
الكتاب يساعدك على أن تعرف نفسك
على أن تحدد عقيدتك
أن تحذر من ادعاءات نفسك وغدرها وخيانتها
أتكون في صف مولانا الحسين أم تكون مع من يقتلون الحسين إلى الآن؟

قبل أن أنسى هناك هذا الدعاء لحضرة سيدنا الحسين في كربلاء دعاء في غاية العمق وكأني أقرأه لأول مرة في حياتي:
اللهم أنت ثِقتي في كلّ كَرب، ورجائي في كلّ شِدّة، وأنت لي من كل أمرٍ نَزلَ ثقةٌ وعُدّة،
فكم من هَمّ يَضعف فيه الفؤاد،
وتقلُّ فيه الحيلة،
ويَخذلُ فيه الصديق،
ويشمت فيه العدو،
فأنزلْتُهُ بِكَ وشكوتُهُ إليك؛ رغبةً فيهِ إليك عمّن سِواك، ففرّجتَه وكشفتَه وكَفَيْتَنِيه، فأنت لي وَليُّ كلِّ نعمة، وصاحبُ كلِّ حسنة، ومُنتهى كلِّ غاية.
لابد أن يكون سيدنا الحسين وحده
ليس معه أحد إلا الله
هو مع الله خير رفيق في السفر ومولانا الحسين في سفر دائم بالله ولله
الأمة لم تخرج مع مولانا الحسين
سيدنا الحسين خرج لطلب الحق من أجل الأمة
ومن أجل الأمة لم يطلب الحق في المدينة حتى لا يستباح حرم الله بمقتله وحتى لا يقتل أمام مقام حضرة سيدنا النبي
...
مدد يا سيدنا الحسين وألف مدد
واللهم أنعم على دكتور محمود واجعله في ضمان نبيك وعينه وقلبه وأفض عليه من الأمداد المحمدية فينال من الترقي والقرب والخير ما لم ينله أحد من خاصة الحضرة الشريفة...تسلم ايد حضرتك

وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

_________________
"يس" يا روح الفؤاد

الله...الله...الله
حفظكم الله مولانا الشريف وسلمت يمينك

جزاكي الله خيرا اختي الفاضله خلف الظلال وحفظكي الله من كل سوء

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم

أعزك الله الفاضلة خلف الظلال ..

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ

حفظكم الله يا سيدنا الكريم ولا حرمنا الله من حضرتك
وشكرا جزيلا الفاضلة حليمة ربنا يكرمك

_________________
"يس" يا روح الفؤاد