وفي ذلك قصة تدل على أدبها الجم مع أهل البيت عليهم السلام ذكرها البيهقي في كتابه : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب " ذكر أبو حيان التوحيدي" هي ابنة كسرى يزد جرد شهريار ومعها أختها، ف دخلتا على عمر بن الخطاب، فكلمها عمر، فردت إليه الكبرى كلاماً غليظاً، فغضب منها عمر.
فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أشهد من حضر أن حقي وحق أهل بيتي منهما حلال لله ورسوله، فوثب من حضر من الأنصار فقالوا: وحقوقنا منهما لله ورسوله كما قال. فقال عمر لعلي رضي الله عنه: ما أردت بهذا؟ فقال علي رضي الله عنه: لأنهما ابنتا ملك العجم، ومثلهما لا يسترق.
فقال عمر: فما الحكم فيهما؟ فقال من حضر من فقهاء الصحابة: تختاران لأنفسهما زوجان. فقيل لإحداهما: اختاري لنفسك، فقالت:أريد أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله. فقيل: لها: اختاري علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقالت: لا جور من نفسي أن أجلس على مكان قامت منها فاطمة الزهراء رضي الله عنها. فقيل لها: اختاري الحسن رضي الله عنه، فقالت : هو منكاح ومطلاق ونحن بنات الملوك لا نحتمل العترة. فقيل لها: الحسين رضي الله عنه فقالت: أما هذا فنعم. وكان الترجمان بينهم سلمان الفارسي فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسترها بردائه. واختارت الأخرى محمد بن أبي بكر.
فقال للكبرى منهما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما قول أبيك حين انهزم وسلب عنه ملكه؟ فقالت قال أبي يزدجرد: إذا انتهت المدة إلى غايتها كان الحتف في التدبير. وقيل: اسم الكبرى شهربانوية، واسم الصغرى ماه ملك أم القاسم بن محمد بن أبي بكر." انتهى النقل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت : انظر أخي الكريم كيف تحولت السيدة شاهنشاه بنظرة من سيدنا ومولانا الإمام علي كرم الله تعالى وجهه ورضي الله تعالى عنه انظر كيف قذف الله في قلبها حب أهل البيت عليهم السلام فلما خيروها قالت:أريد أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.
انظر إلى أدبها مع بضعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السيدة فاطمة الزهراء؛ لما قيل لها: اختاري علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقالت: لا جور من نفسي أن أجلس على مكان قامت منها فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
كل ذلك الأدب والحب بنظرة واحدة . وقد قيل محبة وأدب وصول بلا تعب نعم أخي الكريم لا تتعجب, إذا وجدت قلبك متعلق بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعلم أنهم أرادوا ذلك ابتداءً, ثم شعرت أنت بأثره في قلبك وعلى جوارحك.
وانظر لله درك إلى قول عقيلة الطالبيين ورئيسة ديوان العلم سيدتنا زينب رضي الله تعالى عنها:
أيها المعرض عنا ....... إنما إعراضك منا لو أردناك جعلنا ....... كل ما فيك يردنا
يتبع.......
_________________ قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب على ورق من خط أحسن من كتب وأن تنهض الأشراف عند سماعـه قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب
|