موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: اسبوع الخلق بين التوراة والقرآن الكريم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 14, 2009 5:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4039
مكان: الديار المحروسة
مقدمة :

سأحاول جاهداً أن أوضح مسألة واحد التي تسع مقدار هذا البحث الصغير الحيز ، حيث إني ركزت على مسألة التفاصل فى قصة الخلق والتي يتضح فيها الفرق بين العنصر البشري والوحي الإلهي من ناحية الترتيب العلمي ، واستوضحت هذا من خلال الأسلوب المقارن فى الاتفاق والاختلاف بين النصين .


الموضوع :

قصة الخلق يجب ان تقسم من عدد من النواحي النقيضة ليس فقط من جانب اللفظ المستخدم لدلاله على التغير القائم في أساس النص وتحويره من سياقه الرباني إلى الشكل البشري العاجز .
سنبتعد عن قضية خلق الإنسان في مبحثنا هذا ونتفرغ فقط فيما انفرد فيه القرآن عن النص التوراتي ونتكلم عن الفروق فى عملية الخلق .

النص التوراتي لقصة الخلق :

قصة الخلق حسب سفر التكوين للرواية العبرية عن خلق السماوات والأرض في الإصحاحين الأول والثاني من سفر التكوين أول أسفار الكتاب المقدس.
"أسبوع الخلق"
تتألف قصة أسبوع الخلق من ثمانية أوامر إلهية نفذت في ستة أيام وتبعها يوم سابع للراحة حسب تعبير النص :
مقتطفات من النص العبر ي :
א בְּרֵאשִׁית בָּרָא אֱלֹהִים אֵת הַשָּׁמַיִם וְאֵת הָאָרֶץ׃ ב וְהָאָרֶץ הָיְתָה תֹהוּ וָבֹהוּ וְחֹשֶׁךְ עַל־פְּנֵי תְהֹום וְרוּחַ אֱלֹהִים מְרַחֶפֶת עַל־פְּנֵי הַמָּיִם׃ ג וַיֹּאמֶר אֱלֹהִים יְהִי אֹור וַיְהִי־אֹור׃ ד וַיַּרְא אֱלֹהִים אֶת־הָאֹור כִּי־טֹוב וַיַּבְדֵּל אֱלֹהִים בֵּין הָאֹור וּבֵין הַחֹשֶׁךְ׃ ה וַיִּקְרָא אֱלֹהִים לָאֹור יֹום וְלַחֹשֶׁךְ קָרָא לָיְלָה וַיְהִי־עֶרֶב וַיְהִי־בֹקֶר יֹום אֶחָד׃
1: 1 في البدء خلق الله السموات والأرض 1: 2 وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه 3 وقال الله ليكن نور فكان نور 4 وراى الله النور انه حسن.وفصل الله بين النور والظلمة. 5 ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا 6وقال الله ليكن جلد في وسط المياه.وليكن فاصلا بين مياه ومياه. 7 فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. وكان كذلك. 8 ودعا الله الجلد سماء.وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا 9وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد ولتظهر اليابسة.وكان كذلك. 10 ودعا الله اليابسة ارضا.ومجتمع المياه دعاه بحارا.ورأى الله ذلك انه حسن. 11 وقال الله لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض.وكان كذلك. 12 فاخرجت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا كجنسه وشجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه.ورأى الله ذلك انه حسن. 13 وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا 14وقال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل.وتكون لآيات واوقات وايام وسنين. 15 وتكون انوارا في جلد السماء لتنير على الارض.وكان كذلك. 16 فعمل الله النورين العظيمين.النور الاكبر لحكم النهار والنور الاصغر لحكم الليل.والنجوم. 17 وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الارض 18 ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة.ورأى الله ذلك انه حسن. 19 وكان مساء وكان صباح يوما رابعا 20وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الارض على وجه جلد السماء. 21 فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الانفس الحية الدبّابة التي فاضت بها المياه كاجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه.ورأى الله ذلك انه حسن. 22 وباركها الله قائلا اثمري واكثري واملإي المياه في البحار.وليكثر الطير على الارض. 23 وكان مساء وكان صباح يوما خامسا 24 وقال الله لتخرج الارض ذوات انفس حية كجنسها.بهائم ودبابات ووحوش ارض كاجناسها.وكان كذلك. 25 فعمل الله وحوش الارض كاجناسها والبهائم كاجناسها وجميع دبابات الارض كاجناسها.ورأى الله ذلك انه حسن. 26 وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض. 27 فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم. 28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض. 29 وقال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا.لكم يكون طعاما. 30 ولكل حيوان الارض وكل طير السماء وكل دبّابة على الارض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاما.وكان كذلك 31 ورأى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا.وكان مساء وكان صباح يوما سادسا
الاصحاح الثاني
1فأكملت السموات والارض وكل جندها. 2 وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل.فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. 3 وبارك الله اليوم السابع وقدسه.لانه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا 4 هذه مبادئ السموات والارض حين خلقت.يوم عمل الرب الاله الارض والسموات 5 كل شجر البرية لم يكن بعد في الارض وكل عشب البرية لم ينبت بعد.لان الرب الاله لم يكن قد امطر على الارض.ولا كان انسان ليعمل الارض. 6 ثم كان ضباب يطلع من الارض ويسقي كل وجه الارض. 7 وجبل الرب الاله آدم ترابا من الارض.ونفخ في انفه نسمة حياة.فصار آدم نفسا حيّة. 8 وغرس الرب الاله جنّة في عدن شرقا.ووضع هناك آدم الذي جبله. 9 وأنبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل.وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر. 10 وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة.ومن هناك ينقسم فيصير اربعة رؤوس. 11 اسم الواحد فيشون.وهو المحيط بجميع ارض الحويلة حيث الذهب. 12 وذهب تلك الارض جيد.هناك المقل وحجر الجزع. 13 واسم النهر الثاني جيحون.وهو المحيط بجميع ارض كوش. 14 واسم النهر الثالث حدّاقل.وهو الجاري شرقي اشور.والنهر الرابع الفرات " تك الاصحاح الاول والثاني حتى 14 .



- تتحدث بخلاصة عن ثمانية أعمال للرب حسب الترتيب في تلك الأيام السبعة نوجزها في :
• اليوم الأول: خلق الله النور وهذا أول أمر إلهي (ليكن نور). وفصل النور عن الظلمة فسمى "النهار" و"الليل".
• اليوم الثاني: خلق الله الجلد وهذا ثاني أمر (ليكن جلد) ليفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. سمى الجلد "السماء".
• اليوم الثالث: أمر الله المياه التي تحت السماء أن تجتمع في مكان واحد وأن تظهر اليابسة، وهذا الأمر الثالث. سمى "الأرض" و"البحر"، والأمر الرابع عندما أمر الأرض أن تنتج عشبا وبقلا وأشجار ثمر.
• اليوم الرابع: خلق الله الأنوار أي الشمس والقمر في جلد السماء (الأمر الخامس) ليفصل النور عن الظلمة وتكون علامات للأيام والفصول والسنين.
• اليوم الخامس: أمر الله البحار أن "تفيض بزحافات حية" وأن تطير الطيور في جلد السماء (الأمر السادس)، أي خلق الطيور ومخلوقات البحر وأمرها بالتكاثر.
• اليوم السادس: أمر الله اليابسة أن تخرج مخلوقات حية (الأمر السابع)، أي خلق البهائم والوحوش والدبابات. ثم خلق الإنسان ذكرا وأنثى على صورته وشبهه (الأمر الثامن). وقال لهم "اثمروا و اكثروا و املأوا الأرض و أخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الأرض".
• اليوم السابع: بعد إكمال خلق السماوات والأرض "فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. و بارك الله اليوم السابع و قدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل".
• هكذا آتي الإصحاحيين الأول والثاني بالترتيب ووصف عملية الخلق التي تمت في أسبوع ، وان السبت هو راحة الرب (حاشا لله ) ويوم مقدس لليهود من أجل ذلك فان الرب قدوة شعبه المختار .

النص القرآني لقصة الخلق :

لم يتم الترتيب الآيات بقدر ترتيب الأحداث في كل ايه وحسب الزمن لكل خلق :

تبدأ قصة خلق الكون فى القرآن الكريم بقول الحق :

مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً [الكهف : 51]
فلم يشهد أحد منا نحن بنى البشر خلق الله، ولا سبيل أمامنا كي نعلم عنها شيئا إلا من كتبه المنزلة على رسله
- فى الآيات التالية يقص علينا الخالق مراحل الخلق:
 قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوكَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ , فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت : 9 - 12]
بدء الخلق جميعا جاء من الماء:
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ، وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ، وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ، وَهُوالَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء :30 - 33]
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54]
الآية التالية تبين لنا أن عرش الله كان على الماء، وليست روحه التى كانت ترفرف عليه، كما تبين الحكمة من الخلق:
وَهُوالَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ [هود : 7]
الآيات التالية يبين لنا الخالق كيف أعد لنا الأرض بانبساطها ومائها ومطرها وزرعهـا:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة : 21 - 22]
الآيات التالية يبين لنا الخالق كيف أعد لنا الأرض بانبساطها ومائها ومطرها وزرعهـا:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة : 21 - 22]
الآيات التى تبين عدد السموات وانتظامها وما قدر الله للأرض من رزق ونبات :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ، وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ، فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ، [المؤمنون : 17 - 19]
- الآيات التالية تصف تتابع الخلق وصفا علميا يليق بجلاله، ويصف بيضاوية الأرض وحركتها فى أفلاك بيضاوية قال الله تعالى:  وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴿30﴾ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ﴿31﴾ • سورة النازعات
- الدحو في اللغة هو المد والبسط والإلقاء، وصف دقيق لشكل الجبال البركانية، ودحو النعامة هو موضع بيضها وليست البيضة نفسها.
أخرج منها ماءها: سُئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى كلمة دحاها فقال : فسرها ما جاء بعدها، أخرج منها ماءها ومرعاها والضمير يعود إلى الأرض أخرج منها ماءها، وقد أثبت العلم أن كل الماء على سطح الأرض قد خرج من جوفها .



"قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِين(9)"فصلت

خَلَقَ الزمانَ ولم يكن قبله زمان، وخَلَقَ المكان، ولم يكن قبله مكان؛ فالحقُّ -سبحانه- كان ولا مكان ولا زمان، فهو عزيزٌ لايُدْرِكُه المكانُ، ولا يَمْلِكُه الزمان (تفسير القشيري ).
{ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً }...وكيف يكون الذي لم يكن ثم حصل نِدًّا للذي لم يَزَلْ... ولا يزال كما لم يزل؟! ذلك ربُّ العالمين.
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ(190)"آل عمران
خلق السموات والارض (فى ستة أيام) ذُكر فى سبع ايات: الاعراف54, يونس3, هود7, الفرقان59, السجدة4, ق38, الحديد4.
"الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا(59)"الفرقان
يقول الحق عزّ وجلّ:
"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ(30)"الأنبياء

يقول الحق عزّ وجلّ:
"وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ(10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12)"فصلت

" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء" هذا يعني إنه الى اليوم الرابع كانت هناك سماء واحدة وتم تسويتها الى سبع سموات من بداية اليوم الرابع الى نهاية اليوم السادس. لحظة بداية التسوية الى سبع سموات و كانت السماء فى حالة دخان.

يقول الحق عزّ وجلّ:
"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(29)"البقرة

بهذه الآيات الكريمات يصف الحق عزّ وجلّ مراحل تكون السماء يقول الحق عزّ وجلّ:
"أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا(27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)"النازعات

يقول الحق عزّ وجلّ:
"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(29)"البقرة
وكذلك
"ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(11) "فصلت).
إن هذه الآية الكريمة تعطينا مفهوماً واضحاً وتصوراً دقيقاً للمادة الأولى التي تفجّر الكون منها بأسره، وتعرض لنا ماهية المادة الخام التي منها تصمم الكون، بعد الملابسات التي اعترته والأطوار التي تقلب في عوالمها .
إن هذه المادة هي الدخان، سحب الدخان التي كانت متخلخلةً خفيفة الوزن والكثافة، معتمة حارَّة، قد امتدت في آفاق الكون فملأت الفراغ بغازها المنتشر .

"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُون(4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون(5)"السجدة.

قال الأقليشي: جاء في حديث: " إن بُعد ما بين السماء والأرض، وما بين سماء إلى سماء، مسيرة خمسمائة سنة ".

وفي حديث آخر: " إن بين ذلك نَيِّفاً وسبعين سنة " ، وإنما وقع الاختلاف في ذلك بالنسبة إلى سير الملائكة. وإن سرعة بعضها أكثر من سرعة بعض. كما يقول القائل: من موضع كذا إلى كذا مسيرة شهر للفارس وشهرين للراجل، وعليه يخرج قوله تعالى: { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ }. وقال في آية أخرى:
{ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }


- ملحوظه لقد وجدت الكثير من الآيات التي تتناول بالتفصيل عن آيات الخلق وكيفية كانت مشيئة رب العزه سبحان ولكن اختصارا للقارئ أوجزت في عدد قليل .

 الاتفاق بين النصين :

قصة الخلق فى التوراة مشابه إلي حد كبير ومتفقه مع النص القرآني من حيث :
1- الخلق تم في ست أيام .
2- خلق الله عز وجل الأرض والسموات والليل والنهار وحده والكون وما فيهما .
3- ان السموات والأرض كانت ملتصقين .
4- أن بدء الخلق جاء من الماء .
5- خلق النباتات والحيوان كان سابق عن خلق أدم عليه السلام.


 الخلاف بين النصين :

- هناك تفاصيل اغني في القرآن الكريم عن التواره مع قدم النص التوراتي وان دل ذلك على عبث يد بشرية في نص التوراه الأصلية مما أخرجه من سياقه وهو كما يقول علماء مقارنه الأديان إن هناك مصدر يسمي "الكهنوتي " أي الكهنة الذين أعادوا كتابة النص في بابل ويدل على ذلك الأستاذ الدكتور محمد حسن خليفة في كتابه مدخل علم مقارنة الأديان على لفظ العبري يهوه אֱלֹהִים وهو دلاله على عصر الكهنة فى السبي البابلي .
- عدم الاستشعار فى النص التوراتي بعظمة الوصف الذي نجده فى القرآن الكريم ومما يفقد النص قدسيته مثل ان روح الله ترفرف على الماء واستراح في اليوم ا لسابع كلها تشبيهات أسطورية بها تأثير وثني ان صح القول من العصور البائنة لعصر تدوين التوراه .
- يدلل النص التوراتي مقابل القرآن الكريم انه نص كان في الأساس من عند الله ولكن يبدو ان المدونين لم يستوعبوا كلام الوحي فحرفوا فيه ليلائم عقولهم القاصرة .
- القرآن الكريم مليء بالآيات التي تقص علينا التفاصيل وترتيب خلق الكون مثل في سورة الأنبياء 30-33 والأعراف 54 وهود 7 وعلى سبيل المثال لا الحصر البقره 21 – 22 { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }.

 الحقائق التي تفرد بها القرآن الكريم عن النص بالتوراة :

هو خلق الله عز وجل السموات والأرض في يومين اثنين " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِين" (9)"فصلت
- التفاصيل والتدقيق الوصفي لكيفية نشأة الخلق .
- الترتيب الكوني للخلق والدقة في وصف العناصر .
- الوصف الزمني فى القرآن يتوافق مع تطور النشأة من حيث المساحة الزمنية ﴿أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾(السجدة:5)
- من الطبيعي ان أول ما يشكل في تضاريس الأرض هو الجبال مصداقاً لقول عز وجل "
﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ (النبأ:7) وقال تعالى ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ﴾ (لقمان:10) وقال أيضاً﴿ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾(الأنبياء:31)" بمعني ان تلك الجبال كما هو واضح بالايه الكريمة مثبتات للارض من الانجذاب .

الخلاصة :

- الخلق كما يقول فضيلة الشيخ العلامة محمد متولى الشعراوي رحمه الله هو الدليل المادي الأول على وجود الله سبحانه وتعالي لأنه الدليل الذى نراه بأعيننا ، فالبدايه ان هذا الكون وجد اولا قبل الانسان وهذا امر لا يستطيع احد ان يجادل فيها .
- ان نتاج التراث الادبي المنقول فى التوراه يؤكد على قصة الخلق بأمر الله عز وجل ولكن القرآن الكريم نزه الله سبحانه وتعالى لأنه وحى منه يحمل صفات الربويه والتنزية عن الذات إلهية واسراره اوامره، فاختلاف التوراه عن كتاب الله الحكيم المحفوظ يفضح عبث الكهنه اليهود الذين اعادوا صياغه النص بعد قرون وأثناء السبي البابلي، فخرج علينا دوت تريث كوني او اعجاز مجرد سرد دون الفهم .
- لقد وفر الله شروط الحياة في الأرض ، و أولها استقرار الأرض بالجبال الراسيات ، التي تتصل ببعضها و تمنع الميلان ، الناشئ من الرياح الهوج أو الغازات المتجمعة في مركز الأرض والتي تسبب الزلازل فكانت الحكمه الالهيه واضحه فى نشأة الخلق اجمعين .
- وفى النهاية بعد العرض الموجز جدا للفروق بين القرآن الكريم والتوراه في قضية نشأة الخلق نجد ان الاعجاز اللفظي للمعاني والازمنه فى القرآن الكريم يدلل على شيئ واحد ان هذا ليس بكلام بشر فصدق رب العزه فى قوله :{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (9) الحجر)
- الان يوجد علماء غربيين ومسلمين يثبتون بالعلم الفيزيائي صحتة ترتيب القرآن وإعجازه وهذا ليس إنكارا بل إثبات آيات الله للذين كفروا .
- ومن المعلوم ان المصدر الطاغي فى رواية الخلق هو المصدر الكهنوتي المتاخر تقريبا في 450 ق م بعصر السبي البابلي .



المصادر :
1. ^ سفر التكوين 1: 28 النسخه العبرية
2. ^ سفر التكوين 1:1 – 2: 3 النسخه العربية
3. القرآن الكريم
4. تفسير القشيري
5. فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي " الأدلة المادية لوجود الله "
6. تفسير ابن عجيبه
7. المعجم الوسيط
8. مدخل مقارنة الاديان . دكتور محمد حسن خليفة – القاهرة
• - ملحوظة :
المصدر P الكهنوتي، كتبه الكهنة الهارونيون في 450 ق م المصدر الكهنوي أو ك أو P أحدث المصادر الرئيسية الأربعة للتوراة حسب الفرضية الوثائقية المعيارية لفلهاوزن، ويعتبر من تأليف كاهن هاروني ولذا من مميزاته التي تنسب للكهنة التركيز الشديد على الإحصاءات والأنساب يعتقد أنه يصف ظروفا خلال النفي البابلي (بين 550 إلى 400 ق م تقريبا) ولذا فقد أدخل في التوراة حوالي 400 ق م.

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 24 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط