بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل قلوب أوليائه قببا للتجلي الأتم،وقبورا لأسراره ولطائف إشاراته،وراثة من سيد ولد آدم،أكرم من أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار،النبي المختار،صلى الله عليه وآله وسلم،...وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أتكلم معتذرا عن قلة ما أقوله،إلا أنه ما لا يدرك كله لا يترك جله
فلكم سررت سيدي المتصوف بمقالكم وتجربتكم وفقك الله لكل خير..
أما عما ذكرته وأبديته عن ملاحظتك اتجاه بعض ما رأيته في الطرق فتقريره يكون:
أولا واجب عليك أن تعلم بأن المربي الكامل من تحقق وذاق وعلم سلوكا وتربية وفهما من إذا رأيته هزّك إطراقه وإذا تكلم أخذك حاله فالمربي مجتهد ولابد من المجتهد أن تكمل له آليات الاجتهاد سواء في الظاهر أم الباطن فالمجتهد في الظاهر شرط العلماء ممن لهم ذلك الوصف شروطا عدّة ومعاني جمة بها يصح التكلم في الشريعة ومن لا تحقق له بما ذكروه فهو مطرود ومبعد،وكذا هو الحال في التسليك والتربية فهم قدس الله أسرارهم مجتهدون لا شك في ذلك،فلهم اختيار ما يكون المريد له أهلا تربية وتسليكا لجمعه بالله سبحانه وتعالى وصدق أحد مشايخي لما أن سألته عن حالي وكنت إذ ذاك أعاني من بعض الأمور فقال الشيخ لا نية له إلا أن يدخلك لرسول الله صلى الله عليه وآله جمعا وتحققا!!
فهذا هو الأصل التي بنيت عليه الطرق الصوفية، فاختلف المشايخ لاختلاف الاستمداد والوارد والاستنباط والمشارب فاختلافهم يدل بأنها مسألة ظنية يختلف فيها فهي غير مبينة على القواطع.
فالوسائل التربوية:ظنية في غالبها من حيث الدلالة.
ومن ذلك الذي ذكرته أخي الفاضل من مسألة الاهتزاز والرجفة والحال والقبض والذكر باسم آه والتحليق ومسك اليدين أما عن المسائل المذكورة آنفا ما عدا آه ففيها مؤلفات خاصة ذكرت الأدلة بشواهد النقل وقواطع العقل..
أما عن أه الذكر الصدري ففيه تفصيل اختاره البعض من السادة الصوفية كطريقة مشايخنا الشاذلية الدرقاوية ولم يقبل البعض وروجعا ندرك بأنها من الخلاف الجائز لأنها ظنية في غالبها أي الوسائل من حيث دلالتها.
لكن يقال إيجازا بأن السادة القادة قدس الله أسرارهم ذكروا لما ذهبوا إليه بعض الأدلة فيها منها ما أنقله لك:
أولا- ظاهر قوله سبحانه وتعالى
:"إن إبراهيم لأواه حليم" وقوله:"إن إبراهيم لحليم أواه منيب".
وأقوله المفسرين في تأويلها باب واسع ارجع للمظان منها الطبري ففيه تفصيل جيّد
ثانيا
الذي أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي ذر رضي الله عنه قال:كان رجل يطوف بالبيت ويقول في دعائه (أوّه،أوّه) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إنه لأوّاه.
ثالثا- حديث السيدة عائشة الذي رواه الديلمي على ما فيه من علل.
ونصحا وتوجيه/
من طالع كتاب الميزان وغيرها من كتب العارف الشعراني علم سر الخلاف وتوسع الذوق.
هذا وإن كان هنالك ما وهمت فيه فأرجو من الشيخ الفاهم محمود العالم أن يصوّب ما يراه والله أعلم.
_________________ جذبتني بحسن ضوء وجهها سقتني كأسها من عاتق الخمر
غيبتني عني بسر التجلي لكعبة الحق فاسجد وكبري
|