موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أعاصير الخليج نادرة... لكن مدمرة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 09, 2015 1:08 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13668
مكان: مصر
بعد إعصار اليمن ...هل تعرضت المنطقة العربية قديما لأعاصير مماثلة؟؟؟

هذا المقال قد يفيد حيث يلقى نظرة على الموضوع


تعد الأعاصير، من ظواهر غضب الطبيعة التي تصاعدت وتيرتها في العقود القليلة الماضية، في ظل اضطرابات المناخ، والاحتباس الحراري، الذي تسبب في ذوبان كتل ضخمة من جليد القطبين.. وتأتي السواحل الأمريكية، ومناطق جنوب شرق آسيا، في طليعة المناطق الأكثر تعرضـًا للأعاصير العنيفة، كإعصار كاترينا، وإعصار ريتا، وإعصار دين، وإعصار سيبات.. وتصنف منطقة الخليج العربية، ضمن المناطق التي قليلاً ما تضربها الأعاصير، ولكن على قلتها، أو بالأحرى ندرتها، قياســـًا بالمناطق الأُخرى، فإن الأعاصير التي تضرب الخليج العربي، وفي مُقدمها إعصار جونو، تكون من القوَّة والعنف، بحيث تتسبب في خسائر كبيرة.
فماذا عن أعاصير الخليج، النادرة، والمُدمرة.. ؟!

جدير بالإشارة، بادئ ذي بدء، أن الإعصار هو عاصفة هوائية شديدة القوَّة، تنشأ فوق المُسطَّحات المائية، وتتحرَّك باتجاه اليابسة، ومن ثم تكون المناطق الساحلية، هي الأكثر تضررًا، من المناطق الداخلية، وهي تتألف من ثلاثة أجزاء رئيســة:

1 - العين: مركز الدوران، وبه ضغط منخفض وهادئ.
2 - جدار العين، وتُمثله المنطقة حول العين، وعادة تكون بها الرياح الأسرع والأعنف.
3- موجات المطـر، وتكون مصحوبـة بالبرق، والعواصف الـرعـديــة، التي تدور نحو الاتجاه الخارجي للعين، وهي جُزء من دورة التبخُّر والتكثيف، التي تُغذِّي العاصفة. والأعاصير تدور في نصف الكرة الشمالي، عكس اتجاه عقارب الساعة، بينما في نصف الكرة الجنوبي، تدور وفقاً لدوران عقارب الساعة.. ومع دورانها حول نفسها رأسيــًا، بالشكل الحلزوني المُميَّز، تتفلطح أُفقيــًا، بسُرعة قد تصل إلى 73 ميلاً في الساعة.. وقد تقطع الأعاصير يومـيــًا، مسافة تتراوح بين 480 إلى 640 كم، وقبل أن تتلاشى، تقطع خلال دورة نشاطها، نحو 4800 كم.

وتصنَّف الأعاصير إلى:

- أعاصير مدارية Hurricanes، وسبب تسميتها، موقـع نشــأتها في المنطقة الواقعة بين مداري السرطان والجدي، وتحديدًا بين درجتي 5 و30 شمال خط الاستواء، ومثلهما في جنوبه. وتتكوَّن هذه الأعاصير نتيجة لمُنخفض جوِّي عميق وشاسع، يندرج ضمن عملية التبادل الحراري، بين المُسطَّحات المائية والغُلاف الجوِّي، ويكون فيه الهواء سريع التصاعد، والرياح حوله شديدة السُرعة، وينتقل من موطن نشأته، في الأجزاء الغربية للمُحيطات، نحو اليابس المُجاور ببطء، مصحوبـــًا بالرياح القوية، والأمطار الغزيرة، وموجات المد البحري المُصاحبة أو التابعة.. وبالرصد والمُتابعة العلمية، تبيَّن أن الأعاصير المدارية، لها سبعة أحواض رئيسة، أوَّلها في شمال المحيط الأطلسي، وثانيها في شمال شرق المحيط الهادي، وثالثها شمال غرب المحيط الهادي، ورابعها شمال المحيط الهندي، بما فيه بحر العرب وخليج البنغال، هذا في شمال خط الاستواء.. أما في جنوبه، فهناك حوض شمال استراليـا، وحوض جنوب المحيط الهندي.. ومن أمثلة الأعاصير المدارية، إعصار جونو، الذي يصل إلي الخليج العربي، وسنأتي على ذكره لاحقـــــًا.

- أعاصير استوائية Tropical cyclones، وسبب تسميتها أنها تتشكَّل فوق المُسطحات المائية، بالقُرب من خط الاستواء، ويطلق عليها البعض اسم «زوابع»، وهي من الأعاصير الدوَّارة الكبيرة.. وبحسب تعريف المُنظَّمة العالمية للرصد الجوي، فهي «اضطراب شامل، مصحوب بنظام الجبهة، الذي ينشأ فوق المياه الاستوائية، أو شبه الاستوائية، وله نشاط حراري، وحركة زوبعية، تكون أكثر شدة في السطح، مُقارنة بالأعلى».

ولكي يتكوَّن الإعصار الاستوائي، يجب توافر عِدَّة ظروف بيئية ومناخية، أهمها:
1 - «تكون درجة حرارته، أعلى من 27 درجة مئوية على الأقل، بعُمق 60 مترًا».
2- «رطوبة جوِّية عالية، وعدم استقرار في حالة الجو، وتقاطع ضعيف للرياح العمودية».
3 - «خط العرض يكون أعلى من 5 درجات، وهو شرط لازم لتتكون قوة كوريوليس »«1».
«4» «انعدام الجو الرطب الدافئ، حيث تزيد الحرارة عن الــ 26,5 درجة مئوية».

وبحسب الإحصاءات، فإن المُتوسط السنوي، لتعداد الأعاصير الاستوائية، يصل إلى 15 إعصارًا، كثيرها ضعيف جُزئيــًا، وقليلها عنيف كُليـــًا.. وتمثل الفترة من يونيو/ حزيران إلى نوفمبر/ تشرين الثاني، فصل الأعاصير بشمال الأطلسي، وما بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار في منطقة المحيط الهندي، وما بين نوفمبر/ تشرين الثاني وإبريل/ نيسان في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.

- أعاصير النينوEl Nino، وهي عواصف ثلجية، يتساقط خلالها البَرد بدون انقطاع، وتهب رياح شديدة، ويسود الظلام، وتنتشر السيول الطينية.. ومن أكثر المناطق، التي تتضرر من أعاصير النينو، السواحل الغربية للولايات المتحدة الأمريكية، ودول شرق آسيا.

- أعـاصير الدوَّامـة أو القُمعيـة Tornadoes، وهي عبارة عن عمود من الهواء العنيف، يلتف حول محور
مُعلَّق، من قاعدة سحابية كثيفة مُتجمِّعة، ويُشاهد على هيئة قُمع سحابي، واسع من أعلى، وضيِّق مُتمدد من أسفل، يبدأ لونه رماديـــًا، ثم يصير أسود اللون.. ويتحرك الإعصار بسُرعة كبيرة، مُصدرًا صوتــًا شبيها بصوت أزير الطائرات.

مـواســم أعـاصـيـر الـخـلـيــج
وموسم الأعاصير، التي تضرب منطقة بحر العرب، يبدأ من مايو/ أيار، وينتهي في ديسمبر/ كانون الأول، وذروته تنقسم إلى فترتين:

- الأولى: تبدأ من 21 إبريل/ نيسان، وتنتهي في 21 يونيو/ حزيران، وتُسمى الفترة من 5 مايو/ أيار إلى 5 يونيو/ حزيران، بالفترة الحمراء.
- الثانية: تبدأ من 21 ديسمبر/ كانون الأول، وتنتهي في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، وتُسـمى الفترة من 25 سبتمبر/ أيلول إلى 25 أكـتـوبـر/ تشرين الأول، بالفترة الحمراء.

ومن أسوأ الأعاصير، التي ضربت المنطقة، إعصار عام 1925م، الذي وصل إلى سواحل الخليج العربي، في الأوُّل من أكتوبر/ تشرين الأول، وتسبب في وفاة المئات، وإغراق مُعظم السُفن والمراكب، التي كانت مُتواجدة، قُبالة سواحل البحرين وقطر والدمام السعودية، ثم توغَّل عبر أراضي شبه الجزيرة العربية، ليضرب في العُمق.. وإعصار عام 1948م، الذي وصل إلي صلالة، بسلطنة عمان، في أكتوبر/ تشرين الأول، مصحوبــًا بأمطار غزيرة، استمرت عِدَّة أيام، وتسبب في خسائر كبيرة، الأرواح والمُمتلكات.. وإعصار عام 1959م، الذي ضرب بقوَّة سواحل سلطنة عمان، في صبيحة 22 مايو/ أيار، ووصلت تداعياته إلى الشواطئ الإماراتية، وتسبب في غرق عشرات السُفن، من بينها سفينة كان على متنها المئات من أبناء ظفار.. وفي يونيو/ حزيران 1977م، اخترق إعصار قوي، بحر العرب، باتجاه الخليج، وترك أضرارًا كبيرة، في الأرواح والمُمتلكات.. وفي مايو/ أيار 2002م، وصل الخليج، إعصار استوائي قوي، تمادت تداعياته في العُمق، بعيدًا عن الشواطئ، وقُدِّرت الخسائر المادية، بمئات الملايين من الدولارات، ناهيك عن الأرواح التي أُزهقت.

مـن جـونـو إلـى بانــدو

وخلال الفترة من 1ــ 7 يونيو/ حزيران 2007م، كان بحر العرب، على موعد مع إعصار جونو Gonu، الذي صُنِّف كأقوى وأعنف الأعاصير، التي شهدتها المنطقة، في العصر الحديث، حيث توغَّل إلى الخليج.. وبلغت ذروته بعد التكوين، أي سرعة دورانه، 260 كيلو متر في الساعة، في 3 أيام.. وصاحبه ارتفاع في أمواج البحر، على سواحل سلطنة عمان، وصل إلي 12 مترًا، مع ظهور تشكيلات من السُحب المُتوسطة والعالية.. وبرغم أن هذا الإعصار المداري. يضرب الخليج مرة كُل ثلاث سنوات تقريبــًا، وسُرعان ما يتلاشى، إلاَّ أنه في هذه المرة، لم يكن كأي مرة سابقة، من حيث القوَّة التدميرية، ولم تبدأ سُرعته في التراجع، إلاَّ في اليوم الخامس، حيث وصلت إلى 175 كيلو مترا في الساعة، تاركـــًا خليج عمان، والسواحل الشرقية للسلطنة، باتجاه الشمال نحو الإمارات الشرقية، ثم عرج شرقـــًا ناحية السواحل الإيرانية، ليتلاشى في الداخل، بعيدًا عن السواحل.
وطبقـــًا للمقاييس، فإن هذا الإعصار، دخل ضِمن الفئة القصوى، على التدرُّج العالمي لقياس قوة الأعاصير، والمُقسَّم إلى خمس درجات، أو بالأحرى مُستويات.. وفي نقاط، يُمكن تحديد أبرز تداعيات إعصار جونو هذا، على النحو التالي: عدد القتلى زاد عن الــ 70 قتيلاً، ومئات المصابين.. وتم إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص، معظمهم من جزيرة مصيرة، في سلطنة عمان.

- تدمير يتراوح بين الجُزئي والكُلِّي، لأكثر من ألف قرية وتجمع سكني.
- اقتلاع عدد كبير من أشجار المانغروف/ القرم، وتضرر مساحات واسعة من الشعاب المرجانية، والأحياء البحرية.
- قُدِّرت الخسائر المادية، بما يتجاوز الــ 1,5 مليار دولار.
وفي مايو/ أيار من عام «2010م »، تعرَّض المُسطَّح المائي، في جنوب شبه الجزيرة العربية، لإعصار مداري قوي، يُدعى باندو Bandu، نتجت عنه عواصف رعدية قوية، وأمطار غزيرة، وأمواج بحرية عالية، تجاوزت الــ 5 أمتار، مع اضطراب في حركة الملاحة البحرية، ببحر العرب، وخليج عدن.. ووصلت تداعيات هذا الإعصار، إلى الداخل، نحو منطقة نجران، التي تضررت مناطقها، نتيجة السيول والرياح القوية.

خاتمة

من حيث القوَّة والعُنف، فإن الأعاصير التي تضرب بحر العرب، وتنتقل تداعياتها إلى الخليج العربي، هي من منظور التأريخ العلمي نادرة، إلاَّ أنه لوحظ في السنوات الأخيرة، ونتيجة التأثر بالمُتغيِّرات المناخية والبيئية، التي طرأت على كوكب الأرض، تكوُّن بؤر في الحوض الشمالي الغربي للمحيط الهندي، تُهيئ لنشأة الأعاصير، وإرسالها نحو السواحل المُحيطة به، من الهند مرورًا بباكستان، وإيران، وصولاً إلى جنوب شبه الجزيرة العربية.
وبحسب خُبراء البيئة والأرصاد الجوية، فإن منطقة الخليج، صارت مُرشَّحه لتكرار أعاصير قوية، تشبه نمط إعصار جونو، عام 2007م، وأن ثمة ظاهرة حديثة تُعرف باسم «الـنـيـنــا»، وهي الحالة العكسية للظاهرة الأقدم، المعروفة باسم النينو، ومن تداعيات ذلك، التوسُّع الجغرافي لنطاق تراكم المياه الحارة، ومن ثم زيادة نشاط الأعاصير أُفقيــًا، وتصاعد مُعدَّل قوتها.
وفي ضوء ذلك، يجب الارتقاء بمُستوى البحث العلمي، فيما يتعلَّق بدراسة المُتغيِّرات. التي طرأت ومازالت، على المُسطَّحات المائية، من جَّراء الاحتباس الحراري، وكذا دراسة دورات الرياح، وانقلاباتها، وأيضـــًـا تطوير مراكز الرصد، وتزويدها بالمُعدَّات والأجهزة ذات التقنية المُتقدِّمة.. فهذا من شأنه إمكانية أخذ كافة التدابير، لمواجهة خطر الأعاصير، والحد من الخسائر البشرية والمادية..

http://www.kuwaitmag.com/index.jsp?inc= ... ersion=256

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 46 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط