موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 180 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7 ... 12  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 31, 2018 10:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
مريم وعيسى بن مريم عليهم السلام

قال ابن إسحاق: هو عمران بن باسهم بن أمون بن منسى بن حزقيا بن أحزيق بن يوثام بن عزاريا بن أنصيا بن ناوش بن يارم بن يهفاشاط بن أنبا بن لبنا بن رحبعم بن سليمان بن داود.
وكان زكريا وعمران متزوجين بأختين، فامرأة زكريا أسباع، وقيل بليشفع بنت فاقود وهي أم يحيى. وامرأة عمران حنة بنت فاقود وهي أم مريم بنة عمران.
قالوا: وكان زكريا نجارا قبل أن يبعث نبيا، وكان كثير العبادة، وكان بيت المقدس قد خلا من الأنبياء، فبينا زكريا في محراب جده داود - ع - وقد انفتل عن صلاه إذ هبط عليه جبريل بوحي الله تعالى ونبوته، وأعلمه أن الله تعالى بعثه رسولا إلى بني إسرائيل. فخر زكريا ساجدا لله تعالى على ذلك، وخرج إلى بني إسرائيل ودعاهم، فكذبه بعضهم وصدقه آخرون. فأقام زكريا في بني إسرائيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وعمران يعبد الله. وكان زكريا وعمران لم يرزقا الولد. فبينا حنة ذات يوم جالسة إلى جانب عمران إذ رأت حمامة تزق فرخا لها، فبكت شوقا منها إلى الولد، وذكرت ذلك لزوجها عمران فقال: قومي ندعوا الله ربنا في ذلك، فقاما جميعا وصليا ودعوا الله تعالى أن يرزقهما ولدا، فرأى عمران في منامه إن الله قد استجاب دعاءك. فقام إلى زوجته فواقعها فحملت منه، وقالت ما أخبر الله تعالى عنها. قال الله تعالى: " إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم " . قال: وكان الناس في ذلك الزمان يتقربون إلى الله عز وجل بتحرير أولادهم، وكانوا يخدمون بيت المقدس في صغرهم إذا بلغوا، فمن أحب أن يقيم على الخدمة أقام، ومن اختار الانصراف انصراف.
ميلاد مريم

قال الكسائي: ولما حررتها أمها لله تعالى قال لها زوجها: إنك حررت ما في بطنك، فإن كان أنثى كيف يكون محررا؟ فاغتمت لذلك حتى وضعت مريم. قال الله تعالى: " فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " ثم قالت: رب أن كنت نذرت لك ما في بطني محررا فتقبلها مني. قال الله تعالى: " فتقبلها ربها منها وأنبتها نباتا حسنا " . قال: ثم حملتها حتى دخلت بيت المقدس وزكريا هناك في نفر من عباد بني إسرائيل، فقال لها: ما هذه يا حنة؟ قالت: هذه ابنتي مريم، قد جعلتها محررة وقد قبلها الله مني فاقبلوها ولا تردوها، فأقبل بنو إسرائيل على زكريا وقالوا: ما تقول في هذه؟ قال: لا بد لها من مكفل إلى أن تبلغ مبلغ الخدمة ثم تكون خادمة في المسجد. قالوا: أينا يكفلها؟ قال زكريا: أنا أولى بها لأني زوج خالتها، ولكنا نقترع، فأخذوا أقلامهم وصاروا إلى عين سلوان وقالوا: نرمي بأقلامنا فيها فأينا وقف قلمه فهو الذي يكفلها؛ فألقوا فرسيت أقلامهم جميعا إلا قلم زكريا فإنه طفا وغالب الجرية، فأخذها واسترضع لها بعض نساء بني إسرائيل. ثم مات عمران والد مريم. قال: وبنى لها زكريا بيتا لا يصعد إليه إلا بسلم، وكان لا يصعد إليها إلا زكريا يحمل إليها الطعام، وابن خال لها يقال له يوسف بن يعقوب النجار، وكان من العباد المحررين، وكان زكريا إذا صعد إليها وجد عندها في الصيف فواكه الشتاء، وفي الشتاء فواكه الصيف، فيعجب من ذلك. قال الله تعالى: " وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " .
دعاء زكريا
أن يرزقه الله عز وجل الولد
مولد يحيى بن زكريا
قال الكسائي: فلما نظر ذكريا إلى ما رزق الله عز وجل من الفاكهة في غير وقتها قال: إن الذي رزق هذه الفواكه لقادر على أن يرزق من العجوز العقيم والشيخ الكبير الولد. قال الله تعالى: " هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء " . قال: ولما أراد زكريا أن يدعو استحيا من الله تعالى، فجلس سبعة أيام ثم قام إلى المحراب ووافق ذلك يوم عاشوراء، فكلمه المحراب بإذن الله تعالى وقال: يا زكريا، أوجدت ربك بخيلا! يا زكريا إن ربك أبدا رحيم. فعند ذلك عزم على الدعاء واجتهد في العبادة، ثم رفع يديه " ونادى ربه نداء خفيا " معناه أخفاه عن قومه " قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا " يعني غلب بياضه على سواده " ولم أكن بدعائك رب شقيا " معناه لم تخيبني في الدعاء " وإني خفت الموالي من ورائي " يعني الذرية من بعدي أن تصير الحبورية في غير أولاد الأنبياء " فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " يعني مكاني وحبوريتي والتابوت الذي فيه وأقلام المحررين ومفاتيح القربان، ثم قال: " واجعله رب رضيا " في بني إسرائيل. فاستجاب الله تعالى دعاءه وأمر جبريل أن ينزل عليه بالبشرى فأتاه وأتته الملائكة وأحدقوا بالمحراب. قال الله تعالى: " فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى " الآية. وقال تعالى: " يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا، قال رب إنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا، قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا " . " قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تلكم الناس ثلاث أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار " . قال الكلبي: كان زكريا يوم بشر بالولد ابن اثنتين وتسعين سنة. وروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان ابن مائة وعشرين سنة. وكانت امرأته بنت ثمان وتسعين.
قالوا: ولما جامع زكريا امرأته اغتسل وعاد إلى محرابه، فجاءته نساء بني إسرائيل وقالوا له: نرى أمرك أعجب من امرأتك، فذهب زكريا ليتكلم فلم يقدر على الكلام، فعلم أن امرأته قد حملت فكتب لهم في الأرض، إني لا أقدر على الكلام ثلاث أيام.

قال الثعلبي رحمه الله. فإن قيل: لم أنكر زكريا ذلك وسأل الآية بعد ما بشرته الملائكة؟ أكان ذلك شكا في وحيه؟، أم إنكارا لقدرته، وهذا لا يجوز أن يوصف به أهل الإيمان فكيف الأنبياء؟! فالجواب عنه ما قال عكرمة والسدي: إن زكريا لما سمع نداء الملائكة جاءه الشيطان فقال: يا زكريا إن الصوت الذي سمعت ليس من الله إنما هو من الشيطان سخر بك، ولو كان من الله لأوحاه إليك خفيا كما ناديته خفيا وكما يوحى إليك في سائر الأمور؛ فقال ذلك دفعا للوسوسة. قال: وفيه جواب آخر، وهو أنه لم يشك في الولد وإنما شك في كيفيته والوجه الذي يكون منه الولد فقال: " أنى يكون لي " أي كيف يكون لي ولد؟ أتجعلني وامرأتي شابين أو ترزقنا على كبرنا، أو ترزقني من امرأة عاقر، أم من غيرها من النساء؟ فقال ذلك مستخبرا لا مستنكرا. وهذا قول الحسن. " قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس " تكف عن الكلام ثلاثة أيام وتقبل بكليتك على عبادتي وطاعتي؛ لأنه ما حبس لسانه عن الكلام ولكنه نهى عنه؛ ويدل عليه قوله: " واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار " . هذا قول قوم من أهل المعاني. وقال آخرون: عقل لسانه عقوبة له لسؤاله الآية بعد مشافهة الملائكة إياه، فلم يقدر على الكلام ثلاثة أيام، لأنهم كانوا إذا صاموا لم يتكلموا إلا رمزا.
قال: وفي بعض الأخبار أنه لما ولد يحيى رفع إلى السماء فغدى بأنهار الجنة حتى فطم ثم أنزل إلى أبيه، فكان يضيء البيت لنوره.

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 03, 2018 9:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب

واختلفوا في تسميته بيحيى ولم يسمى بذلك؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما: لأن الله تعالى أحيا به عقر أمه. وقال قتادة وغيره: لأن الله تعالى أحيا قلبه بالإيمان والنبوة. وقال الحسين بن الفضل: لأن الله تعالى أحياه بالطاعة حتى لم يعص ولم يهم بمعصية. وقيل: سمي بذلك لأنه استشهد والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
ويحيى أول من أقر بعيسى - عليه السلام - وصدقه؛ وذلك أنه لما كان في بطن أمه استقبلتها مريم وقد حملت بعيسى، فقالت لها أم يحيى: يا مريم، أحامل أنت؟ فقالت: لماذا تقولين؟ قالت: إني أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك؛ فذلك تصديقه وإيمانه. وكان يحيى أكبر من عيسى بستة أشهر، وقتل قبل رفع عيسى. وقوله تعالى فيه: " وسيدا وحصورا " قال ابن جبير: السيد الذي يطبع ربه عز وجل. وقال الضحاك: السيد الحسن الخلق. وقال عكرمة: السيد الذي لا يغضب. وقال سفيان: السيد الذي لا يجسد. وحصورا، قال ابن مسعود وابن عباس وغيرهما: هو الذي لا يأتي النساء ولا يقربهن، فعول بمعنى فاعل، يعني أنه حصر نفسه عن الشهوات
حمل مريم بعيسى (عليه السلام ) قال الكسائي رحمه الله تعالى: وكانت مريم تنمو وتزيد في كل يوم وتعبد الله تعالى حتى برزت في العبادة على نساء بني إسرائيل. فلما بلغت مبلغ النساء أتت منزل زكريا، فقال لها: كيف خرجت من بيتك ومفتاحه معي؟ قالت: إني رأيت أمرا قبيحا - أرادت بذلك الحيض - فجئتك بإذن الله. فأمرها زكريا أن تكون عند خالتها حتى تطهر، ففعلت ذلك. فلما طهرت واغتسلت عادت إلى عبادتها. فكان ذلك عادتها وشأنها إذا حاضت. فذلك قوله تعالى: " واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا، فاتخذت من دونهم حجابا " أي سترا " فأرسلنا إليها روحنا " يعني جبريل " فتمثل لها بشرا سويا " أي في صورة رجل " قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا " أي مطيعا لربك " قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا، قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا، قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا " ثم نفخ في جيبها فوصلت النفخة إلى جوفها فحملت بعيسى لوقتها. ويقال: إن زكريا في ذلك الوقت أفضى إلى امرأته فحملت بيحيى. وقيل: إن امرأة زكريا حملت قبل مريم بثلاثة أشهر، وقيل ستة أشهر. وكانت مريم إذ ذاك بنت خمس عشرة سنة، وقيل ثلاث عشرة سنة.

وحكى الثعلبي في قصة حمل مريم أنه كان معها في المسجد ابن عم لها من المحررين يقال له يوسف ين يعقوب النجار، وكان رجلا حكيما نجارا، يتصدق بعمل يديه، وكان يوسف ومريم إذا نفد ماؤهما أخذ كل واحد منهما قلته وانطلق إلى المغارة التي فيها الماء يستقيان منه ثم يرجعان إلى الكنيسة. فلما كان اليوم الذي لقيها في جبريل، وكان أطول يوم في السنة وأشد حرا، ونفد ماؤها، فقالت: يا يوسف، ألا تذهب بنا نستقي؟ فقال لها: إن عندي لفضلا من ماء أكتفي به في يومي هذا إلى غد. قالت: لكني والله ما عندي ماء، فأخذت قلتها ثم انطلقت وحدها حتى دخلت المغارة، فوجدت عندها جبريل - ع - ، قد مثله الله عز وجل بشرا سويا؛ فقال لها: يا مريم، إن الله قد بعثني إليك لأهب لك غلاما زكيا. قالت: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا. قال عكرمة: وكان جبريل قد عرض لها في صورة شاب أمرد وضيء الوجه، جعد الشعر، سوي الخلق. قال الحكماء: وإنما أرسله الله تعالى في صورة البشر لتثبت مريم عليها السلام وتقدر على استماع كلامه، ولو أتاها على صورته التي هو عليها لفزعت ونفرت عنه، ولم تقدر على استماع كلامه. فلما استعاذت مريم منه قال: " إنما أنا رسول ربك " الآية. فما قال ذلك استسلمت لقضاء الله تعالى. فنفخ جبريل في جيب درعها، وكانت قد وضعته، ثم انصرف عنها. فلما لبست مريم درعها حملت بعيسى - ع - ، ثم ملأت قلتها وانصرفت إلى المسجد. وقال السدي وعكرمة: إن مريم عليها السلام كانت تكون في المسجد ما دامت طاهرة فإذا حاضت تحولت إلى بيت خالتها حتى إذا طهرت عادت إلى المسجد. فبينما هي تغتسل من الحيض وقد أخذت مكانا شرقيا - قال الحسن: إنما اتخذت النصارى الشرق قبلة لأن مريم انتبذت مكانا شرقيا - فاتخذت، فضربت من دونهم حجابا، أي سترا. وقال مقاتل: جعلت الجبل بينها وبين قومها، فبينما هي كذلك إذ عرض لها جبريل وبشرها ونفخ في جيب درعها.

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 05, 2018 11:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
قالوا: فلما اشتملت على عيسى وتبين حملها داخلها الغم علمت أن بني إسرائيل سوف يقذفونها، فنادتها الملائكة: " يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك " أي من الحيض " واصطفاك على نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين " . قال: وبشرها الله تعالى بعيسى فقال: " إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين " . " ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، ورسولا إلى بني إسرائيل " الآية فطابت نفسها. قال وهب: فلما اشتملت على عيسى وكان معها يوسف النجار، وكانا منطلقين إلى المسجد الذي بجبل صهيون - وجبل صهيون على باب بيت المقدس - وكان ذلك المسجد يومئذ من أعظم مساجدهم، وكانت مريم ويوسف يخدمان ذلك المسجد، وكان لخدمته فضل عظيم، فكانا يليان معالجته بأنفسهما وتطهيره، وكان لا يعلم أحد من أهل زمانهما أشد اجتهادا وعبادة منهما. فكان أول من أنكر حمل مريم يوسف النجار. فلما رأى ما بها استعظمه وقطع به ولم يدر على ماذا يضع أمرها. فكان إذا أراد أن يتهمها ذكر صلاحها وعبادتها وبراءتها وأنها لم تغب عنه، وإذا أراد أن يبرئها رأى الذي ظهر بها من الحمل. فلما اشتد ذلك عليه كلمها، فكان أول من كلمها به أن قال لها: إنه قد وقع في نفسي منك ومن أمرك شيء، وقد حرصت على أن أكتمه فغلبني ذلك ورأيت أن الكلام فيه أشفى لصدري. فقالت: قل قولا جميلا. قال: خبريني يا مريم، هل ينبت زرع بغير بذر؟ قالت نعم. قال: فهل تنبت شجرة بغير غيث يصيبها؟ قالت نعم. قال: فهل يكون ولد من غير فحل؟ قالت: ألم تعلم أن الله عز وجل أنبت الزرع يوم خلقه من غير بذر، والبذار إنما تكون من الزرع الذي كان أنبته من غير بذر! ألم تعلم أن الله عز وجل أنبت الشجرة من غير غيث، وبالقدر جعل الغيث حياة الشجر بعد ما خلق كل واحدة على حدة!. أو تقول إن الله لا يقدر على إنباته!. قال يوسف لها: لا أقول هذا، ولكني أعلم أن الله تبارك وتعالى يقدر على ما يشاء، يقول لذلك: كن فيكون. فقالت له مريم: أو لم تعلم أن الله تبارك وتعالى خلق آدم وامرأته حواء من غير ذكر ولا أنثى! قال بلى فلا قالت له ذلك وقع في نفسه أن الذي بها شيء من أمر الله، وأنه لا يسعه أن يسألها عنه، وذلك لما رأى من كتمانها. وقال الكسائي: لما قال يوسف لمريم: هل يكون ولد من غير فحل؟ قالت: نعم، آدم من غير أب وأم. قال صدقت. ثم قال: هذا الولد الذي في بطنك من أبوه؟ قالت: هذا هبة ربي لي، ومثله كمثل آدم خلقه من تراب. فنطق عيسى في بطنها وقال: يا يوسف ما هذه الأمثال التي تضربها! قم فاشتغل بصلاتك واستغفر لذنبك مما قد وقع في قلبك. فقام يوسف وجاء إلى زكريا وأخبره، فاغتم وقال لامرأته: إن مريم حامل، وأخاف من فساق بني إسرائيل أن يتهموا يوسف بها. قالت: توكل على الله واستعن به فإنه يرد عنها مقالة الفساق.
قالوا: ثم تولى يوسف خدمة المسجد وكفاها كل عمل كانت تعمل فيه لما رأى من رقة جسمها، واصفرار لونها، وكلف وجهها، ونتوء بطنها، وضعف قوتها. والله أعلم.
ميلاد عيسى بن مريم قال الكسائي رحمه الله: فلما دنا وقت الولادة خرجت مريم في جوف الليل من منزل زكريا حتى صارت إلى خارج بيت المقدس؛ فذلك قوله تعالى: " فحملته فانتبذت به مكانا قصيا " . قال: وأخذها الطلق. فنظرت إلى نخلة يابسة فجلست تحتها فاخضرت النخلة من ساعتها وصار لها سعفا وخوصا وحملت الرطب لوقتها، وأنبع الله في اصل النخلة عينا من الماء. قال: وعن وهب أنه لما دنت ولادة مريم عليها السلام أوحى الله تعالى إليها أن تخرج من المحراب فتبوأ منزلا تلد فيه، فتحولت إلى بيت خالتها أم يحيى بن زكريا لتلد في بيتها. قال: فلما دخلت عليها استقبلتها أم يحيى وسلمت عليها. فلما التقيا أحست أم يحيى بسجود من في بطنها، فقالت: يا مريم، إن الذي في بطني يسجد لما في بطنك.
قالوا: ثم أوحى الله تعالى إلى مريم أن تخرج من أرض بيت لحم إلى جهة من الأرض تلد فيها، فحملها يوسف النجار إلى حمار بأكاف ليس بينها وبين الأكاف غير ثوبها وهي مثقلة لا تكاد تقوم. فانطلقا في سواد الليل من بيت لحم يؤمان الجبال، حتى إذا كانا ببعض الطريق بين نخلات ينزلها الركبان، بينهن أواري مبنية بناها السفر ليعلقوا فيها دوابها. فنزلا المنزل، فأدركها المخاض، فالتجأت إلى بعض تلك الأواري وهو في أصل جذع نخلة يابس قحل ليس فيه عراجين ولا غيرها، فأنبته الله تعالى وأثمره حتى أظلها وأكنها وتدلت عليها غصونه من كل جانب حتى سترها السعف والعراجين. واشتد بها الطلق وداومها سبع ليال، وأشرفت على الموت، فقالت ما أخبر الله تعالى به عنها، قال الله تعالى: " فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " . قال: واشتد عليها البرد، فعمد يوسف إلى حطب فجعله حولها كالحظيرة، ثم أشعل فيه النار فأدفأها، وكسر لها سبع جوزات فأكلتها فمن أجل ذلك توقد النصارى النار ليلة الميلاد وتلعب بالجوز. قال وقال كعب: إنها خرجت منفردة، فلما فقدها زكريا أهمه ذلك، وبعث يوسف النجار في طلبها، فجاء حتى نظر إليها تحت النخلة. قال: ولما شكت من ألم الولادة ما شكت وقالت: " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " أي لا تعرف ولا تذكر " فناداها من تحتها " - قيل: إن الذي ناداها عيسى. وقيل: جبريل - " أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا " وهو الجدول الصغير. قالوا: كان نهرا من ماء عذب، يكون باردا إذا شربت منه، وفاترا إذا استعملته " وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " أي نضيجا " فكلي واشربي وقري عينا " أي كلي واشربي من الماء الذي أنبعه الله لك وقري عينا بهذا الولد " فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما " أي صمتا " فلن أكلم اليوم إنسيا " قال: فلما جاء يوسف النجار كلمها فلم تتكلم، فتكلم عيسى في حجرها وقال: يا يوسف، أبشر وقر عينا وطب نفسا، فقد أخرجني ربي من ظلمة الرحم إلى ضوء الدنيا، وسآتي بني إسرائيل وأدعوهم إلى طاعة الله.
واختلف العلماء في مدة حمل مريم عليها السلام بعيسى ووقت وضعها إياه، فقال بعضهم: كان تسعة أشهر كحمل سائر النساء، وقيل: ثمانية أشهر، وكان ذلك آية أخرى لأنه لم يعش مولود يوضع لثمانية أشهر غير عيسى، وقيل: ستة أشهر، وقيل: ثلاثة ساعات، وقيل ساعة واحدة. وقال ابن عباس: ما هو إلا أن حملت فوضعت، ولم يكن بين الحمل والانتباذ إلا ساعة واحدة؛ لأن الله تعالى لم يذكر بينها فصلا. وقال مقاتل: حملته في ساعة وصور في ساعة ووضعته في ساعة حين زالت الشمس من يومها وهي بنت عشر سنين، وقد كانت حاضت حيضتين قبل أن تحمل بعيسى - ع - . قال: فانصرف يوسف إلى زكريا وأخبره بولادة مريم وكلام عيسى، فازداد زكريا غما لما يقوله الناس
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 11, 2018 10:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
قال الثعلبي قال وهب: فلما ولد عيسى - عليه السلام - أصبحت الأصنام كلها بكل أرض منكوسة على رءوسها، ففزعت الشياطين ولم يدروا لم ذلك، فساروا مسرعين حتى جاءوا إبليس وهو على عرش له في لجة خضراء يتمثل بالعرش يوم كان على الماء، فأتوه وقد خلت ست ساعات من النهار. فلما رأى إبليس جماعته فزع من ذلك ولم يرهم جميعا منذ فرقهم قبل تلك الساعة إنما كان يراهم أشتاتا، فسألهم، فاخبروه أنه حدث في الأرض حادث أصبحت الأصنام كلها منكوسة على رءوسها، ولم يكن شيء أعون على هلاك بني آدم منها لما يدخل في أجوافها فتكلمهم وتدبر أمرهم، فيظنون أنها هي التي تكلمهم، فلما أصابها هذا الحادث صغرها في أعين بني آدم وأذلها. وقد خشينا ألا يعبدوها بعد هذا. واعلم إنا لم نأتك حتى أحصينا الأرض وقلبنا البحار وكل شيء، فلم تزدد بما أردنا إلا جهلا. فقال لهم إبليس: إن هذا لأمر عظيم، فكونوا على مكانكم. وطار إبليس عند ذلك ولبث عنهم ثلاث ساعات، فمر بالمكان الذي ولد فيه عيسى - عليه السلام - . فلما رأى الملائكة محدقين بذلك المكان علم أن ذلك الحادث فيه، فأراد إبليس أن يأتيه من فوقه فإذا فوقه رءوس الملائكة ومناكبهم إلى السماء، ثم أراد أن يأتيه من تحت الأرض فإذا أقدام الملائكة راسية، فأراد أن يدخل من بينهم فنحوه عن ذلك، فرجع إبليس إلى أصحابه فقال: ما جئتكم حتى أحصيت الأرض كلها شرقها وغربها وبرها وبحرها والخافقين والجو الأعلى، وكل هذا بلغته في ثلاث ساعات، وأخبرهم بمولد عيسى - عليه السلام - وقال: ما أشتملت قبله أم على ولد إلا بعلمي، ولا وضعته قط إلا وأنا حاضرها. وإني لأرجو أن أضل به كثيرا ممن يهتدي، وما كان نبي قبله أشد علي وعليكم من هذا المولود.
قال: ثم خرج من تلك الليلة قوم يؤمونه من أجل نجم طلع، وكانوا قبل ذلك يتحدثون أن مطلع ذلك النجم من علامات مولود في كتاب دانيال، فخرجوا يريدونه ومعهم الذهب والمر واللبان، فمروا بملك من ملوك الشام، فسألهم أين تريدون؟ فأخبروه بخبرهم. قال: فما بال الذهب والمر واللبان أهديتموه له من بين الأشياء كلها؟ قالوا: تلك أمثاله؛ لأن الذهب سيد المتاع كله، وكذلك هذا النبي سيد أهل زمانه. ولأن المر يجبر به الكسر والجرح، وكذلك هذا النبي يشفي الله تعالى به كل سقيم ومريض. ولأن اللبان يبلغ دخانه إلى السماء ولا يبلغها دخان غيره، وكذلك هذا النبي يرفعه الله تعالى إلى السماء ولا يرفع في زمانه أحدا غيره.
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 19, 2018 11:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
فلما قالوا ذلك للملك حدث نفسه بقتله فقال: اذهبوا، فإذا علمتم مكانه فاعلموني ذلك فإني راغب في مثل ما رغبتم فيه من أمره. فانطلقوا حتى دفعوا ما كان معهم من تلك الهدية إلى مريم، وأرادوا أن يرجعوا إلى الملك ليعلموه بمكان عيسى، فلقيهم ملك فقال لهم: لا ترجعوا إليه ولا تعلموه بمكانه فإنه إنما أراد بذلك ليقتله، فانصرفوا في طريق آخر. وقال مجاهد: قالت مريم عليها السلام: كنت إذا خلوت أنا وعيسى حدثني وحدثته، فإذا شغلني عنه شيء سبح في بطني وأنا أسمع.
قالوا: وكان مولد عيسى - عليه السلام - بعد مضي اثنتين وأربعين سنة من ملك أغوسطوس، وخمسين سنة مضت من ملك الأشغانين ملوك الطوائف. وكانت المملكة لملوك الطوائف، والرياسة بالشام ونواحيها لقيصر ملك الروم، والملك عليها من قبل قيصر هيرودس، وقيل في اسمه هرادوس.
رجوعها به إلى قومها
****************
قال الكسائي: ثم قامت مريم بعد الولادة وحملت عيسى على صدرها حتى أشرفت به على بني إسرائيل وزكريا بينهم. وقال الثعلبي قال الكلبي: احتمل يوسف مريم وعيسى إلى غار فأدخلهما فيه أربعين يوما حتى تعالت مريم من نفاسها، ثم جاء بهما فكلمها عيسى في الطريق فقال: يا أماه، أبشري فإني عبد الله ومسيحه. قال الله تعالى: " فأتت به قومها تحمله " . فلما نظروا إليها بكوا و " قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا " أي عظيما فظيعا لا يعرف منك ولا من أهل بيتك، وكانوا أهل بيت صالحين. " يا أخت هارون " واختلف في سبب قولهم لها " يا أخت هارون " ، فقال الكسائي: ناداها هارون وكان أخاها من أمها، وهو من أحبار بني إسرائيل وعبادهم، وقال لها: " ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا " ، فمن أين لك هذا الولد! وقال الثعلبي قال قتادة: كان هارون من أفسق بني إسرائيل وأظهرهم فسادا، فشبهوها به. " فأشارت إليه " أي كلموه. " قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا " !، وضربوا بأيديهم على جباههم تعجبا، فتنحنح عيسى و " قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا " . قالوا: فلما سمع ذلك أحبار بني إسرائيل علموا أنه لا أب له وأن الله تعالى خلقه كما خلق آدم. فقال زكريا: الحمد لله الذي برأنا بقول عيسى من فساق بني إسرائيل. قالوا: ثم لم يتكلم عيسى بعدها حتى كان بمنزلة غيره من الصبيان. وقيل غير هذا. والله أعلم.
خروج مريم وعيسى إلى مصر وما ظهر له من المعجزات في مسيره ومدة مقامه إلى أن عاد قال الله تعالى: " وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " . اختلف العلماء في الربوة فقال عبد الله بن سلام: هي دمشق. وقال أبو هريرة: هي الرملة. وقال قتادة وكعب: هي بيت المقدس. وقال كعب: هي أقرب الأرض إلى السماء. وقال أبو زيد: هي مصر. وقال الضحاك: هي غوطة دمشق. وقال أبو العالية: هي أيلة. وقال بعض المفسرين: هي قرية من قرى مصر تسمى سدمنت. وسدمنت: بلد من بلاد إقليم الفيوم معروفة مشهورة. وقوله تعالى: " ذات قرار ومعين " القرار: الأرض المستوية. والمعين: الماء الظاهر. وكان سبب خروج مريم إلى مصر ما حكاه الكسائي وغيره من أهل السير قالوا: وبلغ الملك هيرودس خبر عيسى فهم بقتل مريم وابنها، فخاف زكريا والمؤمنون عليهما من القتل، وذلك بعد مولد عيسى بأيام قلائل، فقال زكريا لمريم: إني أخاف عليك وعلى ابنك من هذا الملك، وأمر يوسف النجار أن ينقلهما إلى أرض مصر، وأعطاهما أتانا وزودهم، فسار يوسف بهما نحو مصر.
وكان من المعجزات التي ظهرت على يد عيسى - عليه السلام - في مسيره ومقامه بمصر أنه بينما هم سائرون إلى أرض مصر رأى يوسف النجار في بعض الطريق أسدا ففزع منه، فقال عيسى: قرباني إلى الأسد ولا تقرباه أنتم، فقربوه؛ فلما صار بين يدي الأسد قال عيسى: أيها الوحش، ما وقوفك على قارعة الطريق؟ قال: لثور يمر علي لا بدل لي منه. قال عيسى: هذا الثور لقوم مساكين ليس لهم سواءه، ولكن انطلق إلى برية كذا وكذا، فإنك سترى جملا ميتا فكله، واترك هذا الثور لأصحابه، فمضى الأسد نحو الميتة وتركهم. والله أعلم بالصواب.
معجزة أخرى: قال: ثم ساروا، فرأوا قوما قد اجتمعوا بالقرب من دار ملك من الملوك. فقال لهم عيسى: ما وقوفكم هاهنا؟. قالوا: امض أيها الصبي لشأنك. قال: أتحبون أن أخبركم بوقوفكم؟ قالوا نعم. قال: إنكم تريدون دخول هذا الدار إذا جن الليل فتأخذون مال هذا الملك، فلا تفعلوا فإنه مؤمن، ودلهم على كنز وقال: إنه كان لقوم ماتوا، فسار أولئك إليه واقتسموا منه مالا عظيما.
معجزة أخرى:
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 23, 2018 11:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
.
معجزة أخرى:

قال: ثم ساروا حتى دخلوا قرية عامرة وقد اجتمع الناس على باب ملكها ومعهم صنم من حجر وهم يبكون ويسجدون لذلك الصنم. فقال عيسى: ما شأنكم أيها القوم؟ فقالوا: إن امرأة هذا الملك قد عسر عليها وضع الولد، وقد أمرنا الملك أن نسجد لهذا الصنم ونسأله أن يخفف عنها ما هي فيه. قال عيسى: اذهبوا إلى الملك وقولوا له: لو وضعت يدي على بطنها يخرج الولد عاجلا. فأخبروا الملك فقال: ائتوني به، فأدخلت مريم وعيسى على الملك، فعجب من نطقه وهو صغير، وأدخل على المرأة، فقال عيسى: إن أخبرتك بما في بطنها وخرج كما أقول أتؤمن بربي الذي خلقني من روحه؟. قال نعم. قال عيسى: في بطنها غلام على خده خال أسود، وعلى ظهره شامة بيضاء، ثم وضع يده على بطن المرأة وقال: أيها الجنين، بالذي خلق الخلق وأسبغ عليهم سعة الرزق اخرج. فخرج الولد على ما وصفه عيسى فهم الملك أن يؤمن، فقال وزراؤه: إن هذه المرأة ساحرة، وهذا الصبي مثلها، وقد طردوهما من بيت المقدس، ولم يزالوا به حتى ردوه عن الإيمان. فأرسل الله تعالى على الملك وقومه صاعقة فأهلكتهم. ثم مضى يوسف بها حتى دخلوا مصر، ونزلت مريم دار دهقان هناك، ولم يكن لها ما تعيش منه إلا الغزل، فكانت تغزل الكتان والصوف بالأجرة لأهل مصر، ويوسف يحتطب ويبع الحطب مدة ليس لهم رزق إلا من ذلك.
معجزة أخرى:
قال الثعلبي قال وهب: كان أول آية رآها الناس من عيسى أن أمه كانت نازلة في دار دهقان من أهل مصر أنزلها به يوسف النجار حين ذهب بها إلى مصر وكانت داره يأوي إليها المساكين، فسرق للدهقان مال من خزانته فلم يتهم المساكين، فحزنت مريم لمصيبة الدهقان. فلما رأى عيسى حزن أمه بمصيبة صاحب ضيافتها قال لها: يا أماه، أتحبين أن أدله على ماله؟ قالت: نعم يا بني. قال: قولي له يجمع لي مساكين داره. فقالت مريم ذلك للدهقان، فجمع له المساكين. فلما اجتمعوا عمد إلى رجلين منهم أحدهما أعمى والآخر مقعد، فحمل المقعد على عاتق الأعمى وقال له: قم به. فقال الأعمى: أنا أضعف من ذلك. فقال عيسى: وكيف قويت على ذلك البارحة!. فلما سمعوه يقول ذلك ضربوا الأعمى حتى قام. فلما استقل قائما هو المقعد إلى كوة الخزانة. فقال عيسى - ع - : هكذا احتالا على مالك البارحة، لأن الأعمى استعان بقوته والمقعد بعينيه. فقال المقعد والأعمى: صدق، فردا على الدهقان ماله. فقال الدهقان لمريم: خذي نصف المال. فقالت: إني لم أخلق لهذا. قال: فأعطه ابنك. قالت: هو أعظم مني شأنا. والله أعلم بالصواب.
معجزة أخرى:
قال: ثم لم يلبث الدهقان أن أعرس ابنا له، فصنع له عيدا فجمع عليه أهل. مصر وكان يطعمهم شهرين. فلما انقضى ذلك زاره قوم من أهل الشام ولم يعلم الدهقان بهم حتى نزلوا به وليس عنده يومئذ شراب. فلما رأى عيسى اهتمامه بذلك دخل بيتا من بيوت الدهقان فيه جرار، فأمر عيسى يده على أفواهها وهو يمشي، فكلما مر بيده على جرة امتلأت شرابا حتى أتى على آخرها، وهو يومئذ ابن اثنتي عشرة سنة.
معجزة أخرى:
قال: وبينا عيسى يلعب مع الصبيان بأرض مصر، إذ وثب غلام منهم على غلام آخر فقتله. فجاء أهله وتعلقوا بجميع الصبيان وفيهم عيسى وأتوا بهم إلى القاضي. فقال القاضي: من قتل هذا؟ قالوا: هذا، وأشاروا إلى عيسى. فقال له القاضي: لم قتلت هذا الغلام؟ قال: أراك حاكما جاهلا، كان يجب أن تسألني: أقتلته أم لا! قال القاضي: أراك ذا عقل، فما اسمك؟ قال عيسى بن مريم. قال: يا عيسى، لم قتلته؟ قال: يا جاهل، أبهذا أمرتك؟ ثم دنا عيسى من الغلام وقال: قم بإذن الله الذي يحيى العظام وهي رميم، فاستوى جالسا وقال له: من قتلك؟ قال: قتلني فلان بن فلان، وهذا عيسى بن مريم بريء من دمي. فعجب الناس من ذلك وقتلوا قاتل الغلام، وأخذت مريم بيد عيسى وانطلقت.
معجزة أخرى:

يتبع


_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 29, 2018 10:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

قال: وأتت به أمه إلى معلم ليعلمه، فقال: إن ربي قد أغناني عن تعليم المعلمين وقد علمني التوارة والإنجيل. قالت: صدقت، ولكن تكون عند معلم خير من أن تلعب مع الصبيان. فأتت به إلى معلم يعلمه، فعلمه عيسى. قال الثعلبي: وروى محمد الباقر رحمه الله قال: لما ولد عيسى - ع - كان ابن يوم كأنه ابن شهر، فلما كان ابن تسعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى كتاب وأقعدته بين يدي المؤدب. فقال له المؤدب: قل: " بسم الله الرحمن الرحيم " فقالها عيسى - ع - . فقال المؤدب: قل: أبجد، فرفع عيسى رأسه وقال للمؤدب: هل تدري ما أبجد؟ فعلاه ليضربه. فقال: يا مؤدب، لا تضربني، إن كنت تدري وإلا فسلني حتى أفسر لك. فقال: فسره لي. فقال عيسى - ع - : الهاء هي جهنم وهي الهاوية، والواو ويل لأهل النار، والزاي زفير جهنم. حطى، حطت الخطايا عن المستغفرين. كلمن، كلام الله غير مخلوق لا مبدل لكماته. سعفص، صاع بصاع والجزاء بالجزاء. قرشت تقرشهم حين تحشرهم، أي تجمعهم. فقال المؤدب لأمه: أيتها المرأة، خذي بيد ابنك فقد علم ولا حاجة له إلى مؤدب. وقال سعيد بن جبير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن عيسى - ع - أرسلته أمه إلى الكتاب ليتعلم، فقال له المعلم قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال وما باسم الله. قال لا أدري. قال الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مملكته " . والله أعلم الموفق.
معجزة أخرى: قال الكسائي: وانطلقت به أمه إلى صباغ ليعلمه صنعة الصباغة. فأخذه الصباغ وأمره أن يملأ التيغارات من تيغار كبير، وناوله أصباغا وأمره أن يجعل في كل تيغار صبغا، وأن يصبغ الثياب في تلك التيغارات على اختلاف ألوانها، وفارقه الصباغ وخرج إلى منزله. فعمد عيسى إلى تيغار واحد وملأه ماء وأخذ جميع تلك الأصباغ فجعلها فيه. ووضع جميع تلك الثياب فيه وانصرف إلى أمه. فلما كان من الغد جاء الصباغ إلى الحانوت فنظر إلى ما فعله عيسى، فقال له: يا عيسى أهلكتني وأفسدت ثياب الناس. قال عيسى: يا صباغ، ما دينك؟ قال: دين اليهود. قال: قل: لا إله إلا الله وأني عيسى روح الله، وأدخل يدك في هذا التيغار وأخرج كل ثوب على ما تريد. فآمن الصباغ بالله وبعيسى - ع - وأدخل يده فأخرج كل ثوب على ما أراده أصحابه. قال: وظهر لعيسى بمصر معجزات كثيرة.
ذكر خبر زكريا - ع - زكريا مع هيرودس الملك وما كان من أمره قال الكسائي: ولما كان من أمر عيسى - ع - وكلامه ما قدمناه وتنكست الأصنام ليلة مولده، جاء إبليس لعنه الله إلى الملك في صورة شيخ وقال له: أيها الملك، إن لك عندي نصيحة فاخل معي. فخلا به وقال: ما نصيحتك؟ قال: قد بلغك ما كان من شأن المولود الذي تكلم في المهد. قال نعم. قال: وقد رأيت ما حل بالأصنام من شؤم مولده، وإنه لخلق أن يشمل الأرض كلها بشؤمه، وأنت فلا يمكنك قتله الآن لخروجه من بلادك، وأرى أن تفعل أمرا يتشاءم الناس بسببه بهذا المولود يعينونك على قتله، وأنت مع ذلك تطلبه. فإن ظفرت به ذبحته. قال الملك: فما الذي رأيت؟ فلعمري لقد وقع في نفسي إنك لخليق أن يكون عندك رأي ومكيدة. قال: تذبح الولدان، فإن ذلك يبغضه إلى الناس ويتشاءمون به فيكفوك أمره. قال: لقد أتيت بالأمر على وجهه، وأمر بذبح الولدان من سنتين فما دونهما، فوقع الذبح في صبيان بني إسرائيل. قال: ثم انطلق إبليس إلى مجلس بني إسرائيل وموادبهم يقول: الفاحشة في مريم ويقذفها بزكريا، يعرض بذلك لخيارهم، ويبوح به ويصرح لشرارهم، حتى شاعت الفاحشة على زكريا. فلما رأى زكريا ذلك هرب واتبعه سفهاؤهم وشرارهم، وسلك في واد كثير النبت، حتى إذا تواسط الوادي انفرجت له شجرة فدخلها وأقبل القوم في طلبه، وإبليس يقدمهم حتى أوقفهم عليه وهو في الشجرة وقد التحمت عليه، فأشار عليهم بقطعها، فقطعت. ثم قال لهم: أي العقوبة والنكال أبلغ في هذا الذي أورث آباءكم الطيبين إبراهيم وإسحاق ويعقوب وذريتهم من بعدهم الفضيحة والعار؟!. قالوا: القتل أو النشر. فأشار عليهم بنشره، فنشروه نصفين ثم انصرفوا عنوه، وغاب عنهم إبليس لعنه الله. وبعث الله تعالى الملائكة فغسلوا زكريا وصلوا عليه ثلاثة أيام ثم دفنوه. وقد قيل في مقتل زكريا غير هذا، وقد تقدم في أخباره. والله أعلم.

رجوع عيسى ومريم من مصر

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 09, 2018 11:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
رجوع سيدنا عيسى و السيدة مريم من مصر
قال الكسائي قال وهب: وأقامت مريم وابنها عيسى بمصر اثنتي عشرة سنة حتى أهلك الله الملك هيرودس. قال: وأوحى الله تعالى إلى مريم بوفاة الملك وأمرها أن ترجع إلى بلادها بالشام، فجاء يوسف النجار فرجع بها. فلم تزل هي وابنها يسكنان بجبل الخليل بقرية يقال لها الناصرة، وبها سميت النصارى، وبها ابتدعت النصرانية. قال: ثم أوحى الله تعالى إلى عيسى بعد أن تمت له ثلاثون سنة أن يبرز إلى الناس ويدعوهم إلى الله تعالى، وأنزل عليه الإنجيل. فكان يسير في البلاد ويدعو الناس إلى الله عز وجل ويرغبهم فيما عنده، ويزهدهم في الدنيا ويضرب لهم أمثالا، ويداوي المرضى والزمنى، ويبرئ الأكمه والأبرص. فأحبه الناس وسكنوا إليه، وكثرت أتباعه حتى امتنع وعلا أمره. ثم أحيا الموتى بإذن الله تعالى.
قالوا: وربما اجتمع عليه من المرضى والزمنى في الساعة الواحدة خمسون ألفا، فمن أطاق منهم أن يبلغه بلغه، ومن لم يقدر على ذلك أتاه عيسى يمشي إليه. وإنما كان يداويهم بالدعاء بشرط الإيمان.
خبر الحواريين حين اتبعوا عيسى - ع - وآمنوا به قال الكسائي رحمه الله: ومر عيسى على قوم يصيدون السمك وهم أربعة: شمعون، وأخ له اسمه أندريوس، ويعقوب، ويوحنا. فوعظهم وزهدهم في الدنيا ووعدهم الجنة ونعيمها فآمنوا به واتبعوه. قال: ومر بطائفة أخرى فوجدهم على نهر يغسلون الثياب، منهم لوقا، وتوما، ومرقوس، ويوحنا، وأخوان لهم صبيان لم يبلغا الحلم، أحدهما شمعون والآخر يعقوب، وقيل في أسمائهم غير هذا. والله أعلم. فقال لهم عيسى: يا قوم، إنكم تقصرون هذه الثياب وتنظفونها من أوساخها، فلم لا تفعلون ذلك مع قلوبكم!. ثم قال لهم: إني رسول الله إليكم جميعا، وبشرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " قال: فأمنوا به واتبعوه، وكانوا كلهم اثني عشر رجلا، أربعة منهم كانوا يصيدون السمك، وثمانية يقصرون الثياب. وكان من القصارين رجل أسفل النهر يقال له يوذا لم يسمع كلام عيسى. فلما رأى أصحابه اتبعوه لحق بهم، وهو الذي ارتد بعد ذلك ودل اليهود على عيسى، فصاروا به قبل ارتداده ثلاثة عشر.
الآيات والمعجزات التي أظهرها الله تعالى على يد عيسى - عليه السلام - بعد مبعثه

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 12, 2018 11:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
قالوا: ومر عيسى - عليه السلام - برجل جالس على قبر وكان يكثر المرور به فيجده جالسا عنده، فقال له: يا عبد الله، أراك تكثر القعود على هذا القبر. فقال: يا روح الله، امرأة كانت لي وكان من جمالها وموافقتها كيت وكيت ولي عندها وديعة. فقال عيسى: أتحب أن أدعوا الله تعالى فيحييها؟ قال نعم. فتوضأ عيسى وصلى ركعتين ودعا الله عز وجل فإذا أسود قد خرج من القبر كأنه جذع محترق. فقال له: ما أنت؟ قال: يا رسول الله أنا في عذاب منذ أربعمائة سنة، فلما كانت هذه الساعة قيل لي أجب فأجبت. ثم قال: يا رسول الله، قد مر علي من أليم العذاب ما إن ردني الله إلى الدنيا أعطيته عهدا ألا أعصيه، فادع الله لي. فرق له عيسى ودعا الله عز وجل ثم قال له: امض، فمضى. فقال صاحب القبر: يا رسول الله، لقد غلطت بالقبر، إنما قبرها هذا. فدعا عيسى - عليه السلام - ، فخرج من ذلك القبر امرأة شابة جميلة. فقال له عيسى: أتعرفها؟ قال: نعم هذه امرأتي. فدعا عيسى حتى ردها الله عليه. فأخذ الرجل بيدها حتى انتهيا إلى شجرة فنام تحتها ووضع رأسه في حجر المرأة. فمر بهما ابن ملك فنظر إليها ونظرت إليه وأعجب كل واحد منهما بصاحبه، فأشار إليها فوضع رأس زوجها على الشجرة واتبعت ابن الملك. فاستيقظ زوجها ففقدها وطلبها فدل عليها، فأدركها وتعلق بها وقال: امرأتي، وقال الفتى: جاريتي. فبينما هم كذلك إذ طلع عيسى فقال الرجل: هذا عيسى وقص عليه القصة. فقال لها عيسى: ردي علينا ما أعطيناك. قالت: قد فعلت. فسقطت مكانها ميتة. فقال عيسى: هل رأيتم رجلا أماته الله كافرا ثم بعثه فآمن!. وهل رأيتم امرأة أماتها الله مؤمنة ثم أحياها فكفرت!.
قالوا: ومروا بميت على سرير، فدعا عيسى الله تعالى، فجلس على السرير ونزل عن أعناق الرجال ولبس الثياب وحمل السرير على عنقه ورجع إلى أهله وبقي وولد له.
وممن أحياه عيسى بإذن الله تعالى ابنة العازر، قيل له: أتحييها وقد ماتت بالأمس! فدعا الله عز وجل، فعاشت وبقيت وولدت.
قال الكسائي: وسال بنو إسرائيل عيس - عليه السلام - أن يحيى لهم عزيرا، فقال: التمسوا قبره فالتمسوه، فوجدوه في صندوق من حجر، فعالجوه ليفتحوا بابه فلم يستطيعوا ذلك. فرجعوا إلى عيسى وأخبروه أنهم عجزوا أن يخرجوه من قبره، فأعطاهم ماء في إناء وقال: انضحوه بهذا الماء فإنه ينفتح. فانطلقوا ونضحوه بالماء فانفتح طابقه. فأقامه عيسى في أكفانه فنزعها عنه، ثم جعل ينضح جسده بالماء ولحمه ينبت وشعره وهم ينظرون. ثم قال عيسى: يا عزير احي بإذن الله، فإذا هو جالس. فقالوا: ما شهادتك على هذا الرجل؟ فقال عزير: أشهد أنه روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وأنه عبد الله ونبيه وابن أمته. قالوا: يا عيسى، ادع ربك يحييه لنا فيكون بين أظهرنا. فقال عيسى: ردوه إلى قبره فإنه انقطع رزقه وانقضى أجله، فردوه إلى قبره.


يتبع


_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 17, 2018 7:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
الآيات والمعجزات التي أظهرها الله تعالى على يد عيسى - عليه السلام - بعد مبعثه
قال الله تعالى: " إذ قال يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني " الآيات. قوله تعالى: " اذكر نعمتي عليك " قال الحسن: ذكر النعمة: شكرها، وأراد بقوله: " نعمتي " نعمى، كقوله تعالى: " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " . ثم ذكر تعالى النعم فقال: " إذ أيدتك بروح القدس " وقال: " وأيدناه بروح القدس " . واختلفوا في روح القدس ما هو؟ فقال الربيع بن أنس: هو الروح الذي نفخ فيه، أضاف سبحانه إلى نفسه تكرما وتخصيصا، نحو: بيت الله، وناقة الله. والقدس: هو الله تعالى يدل عليه قوله: " وروح منه " وقوله تعالى: " فنفخنا فيه من روحنا " . وقال آخرون أراد الله تعالى بالقدس: الطهارة، يعني الروح الطاهرة، سمي روحه قدسا لأنه لم تتضمنه أصلاب الفحولة إنما كان أمرا من الله تعالى. وقال السدي وكعب: روح القدس هو جبريل، وتأييد عيسى بجبريل عليها السلام هو أنه كان رفيقه وقرينه يوحي إليه ويعينه ويسير معه حيثما سار إلى أن صعد به إلى السماء. وقال سعيد بن جبير وعبيد بن عمير: هو اسم الله الأعظم، وبه كان يحيي الموتى ويرى الناس تلك العجائب. وقوله: " وإذ علمنك الكتاب " يعني الخط، " والحكمة " يعني العلم والفهم. " والتوراة والإنجيل " كان يقرؤهما من حفظه. وقوله: " وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني " . قوله: " تخلق " أي تجعل وتصور وتقدر " من الطين كهيئة الطير " أي كصورة الطير. فكان عيسى يصور من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيصير طيرا بإذن الله تعالى. قالوا: ولم يخلق غير الخفاش. وإنما خص بالخفاش لأنها أكمل الطير خلقا، فتكون أبلغ في القدرة، لأن لها ثديا وأسنانا، وهي تلد وتحيض وتطهر. قال وهب: كان يطير ما دام الناس ينظرون إليه، فإذا غاب عن أعينهم سقط ميتا ليتميز فعل الخلق من فعل الله تعالى، وليعلم أن الكمال لله عز وجل. وقوله تعالى: " وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني " . الأكمه: الذي ولد أعمى ولم ير الضوء قط. قالوا: ولم يكن في الإسلام أكمه غير قتادة. والأبرص: الذي به وضح، وكان الغالب على زمن عيسى الطب، فأراهم الله تعالى المعجزة من جنس ذلك.
قال أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله: يروى أن عيسى - ع - مر بدير فيه عميان، فقال: ما هؤلاء فقيل قوم طلبوا للقضاء فطمسوا أعينهم بأيدهم. فقال لهم: ما دعاكم إلى هذا؟ فقالوا: خفنا عاقبة القضاء فصنعنا بأنفسنا ما ترى. فقال: أنتم العلماء والحكماء والأحبار والأفاضل، امسحوا بأيديكم أعينكم وقولوا: باسم الله. ففعلوا ذلك فإذا هم جميعا يبصرون.
إحياء سام بن نوح

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 18, 2018 8:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

إحياء سام بن نوح
وغيره الذين أحياهم عيسى بإذن الله عز وجل قال الكسائي قال وهب: سألت طائفة من بني إسرائيل عيسى بن مريم - ع - أن يحيى لهم سام بن نوح وقالوا: أحي لنا سام بن نوح ليكلمنا وإلا قتلناك، وإن فعلت آمنا بك واتبعناك. فأوحى الله تعالى إليه: ناده ثلاث مرات فإنه سيجيبك. فقام عيسى على قبره وناداه ثلاث مرات: يا سام بن نوح قم بإذن الله، فقام في الثالثة وهو أشمط الرأس واللحية. فقال له عيسى: أهكذا مت أبيض الرأس واللحية؟ قال: لا، ولكني سمعت نداءك فخفت أن تكون القيامة فشمطت، وأخبر القوم بما أرادوه وكلمهم، ثم رده عيسى إلى قبره، وما آمن بعيسى منهم إلا قليل.
إخباره عن الغيوب
قال الله عز وجل إخبارا عنه: " وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين " . قالوا: لما أبرأ عيسى - عليه السلام - الأكمه والأبرص وأحيا الموتى بإذن الله قالوا له: إنك تزعم أنك تخبرنا بما نأكل في بيوتنا وما ندخر. قال نعم. قالوا: فإنا نجمع خيارنا وأحبارنا ورهباننا فنأمرهم أن يأكلوا ويدخروا في بيوتهم ثم نأتيك فتخبرنا. قال نعم. فانطلقوا إلى بيوتهم وأكلوا وادخروا وأقبلوا إليه من الغد، وسأله كل رجل منهم وهو يخبره بما أكل وادخر.
ومما أخبر به عيسى - عليه السلام - من المغيبات قصة ابن العجوز. وكان من خبره ما حكاه أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله أن عيسى - عليه السلام - مر في سياحته بمدينة ومعه الحواريون، فقال: إن في هذه المدينة كنزا، فمن يذهب فيستخرجه؟. قالوا: يا روح الله، لا يدخل هذه القرية غريب إلا قتلوه. فقال لهم: مكانكم حتى أعود إليكم، ومضى حتى دخل المدينة فوقف بباب فقال: السلام عليكم يأهل الدار، غريب أطعموه. فقالت له امرأة عجوز: أما ترضى أن أدعك لا أذهب بك إلى الوالي حتى تقول أطعموني شيئا!. فبينا عيسى بالباب إذ أقبل ابن العجوز فقال له عيسى: يا عبد الله، أضفني ليلتك هذه. فقال له الفتى مثل مقالة العجوز. فقال له عيسى: أما إنك لو فعلت ذلك زوجتك بنت الملك. فقال له الفتى: إما أن تكون مجنونا، وإما أن تكون عيسى بن مريم. قال: أنا عيسى. فأضافه وبات عنده. فلما أصبح قال له: اغد وادخل على الملك وقل له: جئت أخطب ابنتك فإنه سيأمر بضربك وإخراجك. فمضى الفتى حتى دخل على الملك وقال له: جئت أخطب إليك ابنتك، فأمر به فضرب وأخرج. ورجع الفتى إلى عيسى فأخبره، فقال له: إذا كان الغد فاذهب إليه واخطب إليه فإنه ينالك بدون ذلك. ففعل ما أمر عيسى، فضربه الملك دون ذلك. فرجع إلى عيسى فأخبره، فقال: إرجع إليه واخطبها فإنه سوف يقول لك: إني أزوجك إياها على حكمى، وحكمى قصر من ذهب وفضة، وما فيه من فضة وزبرجد، فقل له: أفعل ذلك. فإذا بعث معك فاخرج فإنك سوف تجده فلا تحدث فيه شيئا. فدخل عليه فخطب إليه، فقال: تصدقها حكمى؟ فقال: وما حكمك؟ فحكم الذي سمي له عيسى. فقال له: نعم، ابعث من يقبض ذلك. فبعث معه قوما، فدفع إليهم ما سأله الملك. فعجب الملك من ذلك وسلم إليه ابنته. فتعجب الفتى وقال لعيسى: يا روح الله، تقدر على مثل هذا وأنت على مثل هذه الحال!. قال عيسى: لأنني آثرت ما يبقى على هذا الفاني. فقال الفتى: وأنا أدعه وأصحبك. فتخلى من الدنيا واتبع عيسى. فأخذ بيده وأتى أصحابه وقال: هذا هو الكنز الذي قلت لكم. فكان ابن العجوز مع عيسى حتى مات. والله أعلم.
عدة معجزات له
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 21, 2018 1:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

عدة معجزات له

حكى أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله قال وهب: خرج عيسى - عليه السلام - يسيح في الأرض، فصحبه يهودي، وكان مع اليهودي رغيفان، ومع عيسى رغيف. فقال له عيسى: تشاركني في طعامك؟ قال اليهودي نعم. فلما رأى اليهودي أن عيسى ليس معه إلا رغيف واحد ندم. فقام عيسى إلى الصلاة فأكل اليهودي رغيفا. فلما قضى عيسى صلاته قدما طعامهما، فقال عيسى لليهودي: أين الرغيف الآخر؟ فقال: ما كان إلا رغيف واحد، فأكل عيسى رغيفا وصاحبه رغيفا، ثم انطلقا فجاءا إلى شجرة، فقال عيسى لصاحبه: لو أننا بتنا تحت هذه الشجرة!. فناما ثم أصبحا. فانطلقا فلقيا أعمى، فقال له عيسى: أرأيت إن عالجتك حتى رد الله عليك بصرك هل تشكره؟ قال نعم. فمس عيسى - عليه السلام - بصره ودعا الله تعالى فإذا هو صحيح. فقال عيسى لليهودي: بالذي أراك الأعمى بصيرا كم كان معك من رغيف؟ فقال: والله ما كان إلا رغيف واحد، فسكت عيسى عنه. ومرا فإذا هما بمقعد، فقال له عيسى: أرأيت إن عالجتك فعافاك الله تعالى هل تشكره؟ قال بلى. فدعا الله عيسى فإذا هو صحيح قائم على رجليه. فقال صاحب عيسى: ما رأيت مثل هذا قط!. فقال عيسى: بالذي أراك الأعمى بصيرا والمقعد صحيحا، من صاحب الرغيف الثالث؟ فحلف له اليهودي ما كان معه إلا رغيف واحد، فسكت عيسى. وانطلقا حتى انتهيا إلى نهر عجاج جرار، فقال عيسى: لا أرى جسرا ولا سفينة، فخذ بحجزتي من ورائي وضع قدمك موضع قدمي، ففعل ومشيا على الماء. فقال له عيسى: بالذي أراك الأعمى بصيرا والمقعد صحيحا وسخر لك هذا البحر حتى مشيت عليه، من صاحب الرغيف الآخر؟ فقال: لا والله ما كان إلا رغيف واحد، فسكت عيسى. وانطلقا فإذا هما بظباء يرعين، فدعا عيسى بظبي فأتاه فذبحه وشوى منه بعضا وأكلاه، ثم ضرب عيسى بقية الظبي بعصاه وقال: قم بإذن الله عز وجل فإذا الظبي يعدو. فقال الرجل: سبحان الله!. فقال عيسى: بالذي أراك هذه الآية، من صاحب الرغيف الآخر؟ فقال: ما كان إلا رغيف واحد. فانطلقا فمرا بصاحب بقر، فنادى عيسى: يا صاحب البقر، اجزر لنا من بقرك هذه عجلا. قال: ابعث صاحبك يأخذه. فانطلق اليهودي فجاء به، فذبحه وشواه وصاحب البقر ينظر إليه. فقال له عيسى: كل ولا تكسر له عظما، ففعل. فلما فرغ قذف بعظامه في جلده وضربه بعصاه وقال: قم بإذن الله تعالى، فقام العجل وله خوار. فقال: يا صاحب البقر خذ عجلك. قال: ويحك! من أنت؟ قال: أنا عيسى بن مريم. قال: عيسى السحار! ثم فر منه. فقال عيسى لصاحبه: بالذي أحيا لك العجل، كم كان معك من رغيف؟ قال: ما كان معي إلا رغيف واحد، فسكت عيسى. ومضيا حتى دخلا قرية، فنزل عيسى في أسفلها واليهودي في أعلاها، فأخذ اليهودي عصا عيسى وقال: أنا الآن أبرئ المرضى وأحيي الموتى. قال: وكان ملك تلك المدينة مريضا مدنفا. فانطلق اليهودي ينادي: من يبتغي طبيبا، حتى أتى قصر الملك، فأخبر بوجعه، فقال: أدخلوني عليه فأنا ابرئه، وإن لقيتموه قد مات فأنا أحييه. فقيل له: إن وجع الملك قد أعيا الأطباء قبلك، فليس من طبيب يداويه ولا يشفيه إلا صلبه. فقال: أدخلوني عليه، فأدخلوه فضرب الملك بعصاه فمات. فعجل يضربه بالعصا وهو ميت ويقول: قم بإذن الله. فأخذ ليصلب. فبلغ ذلك عيسى، فأقبل إليه وقد رفع على الخشبة، فقال لهم: أرأيتم إن أحييت لكم الملك أتتركون لي صاحبي؟ قالوا نعم. فدعا الله تعالى - ع - فأحياه وقام وأنزل اليهودي من الخشبة، فقال: يا عيسى، أنت أعظم الناس علي منة، والله لا أفارقك أبدا. فقال له عيسى: أنشدك الله الذي أحيا الظبي والعجل بعد ما أكلناهما، وأحيا هذا بعد ما مات، وأنزلك من الجذع بعد ما صلبت، كم كان معك من رغيف؟ قال: والله ما كان معي إلا رغيف واحد، قال: لا بأس. ثم انطلقا حتى أتيا قرية عظيمة خربة فيها كنز وفيها ثلاث لبنات من ذهب. فقال الرجل لعيسى: هذا المال لك؟ فقال: أجل! واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة للذي أكل الرغيف الثالث. فقال اليهودي: أنا والله أكلته وأنت تصلي. فقال عيسى: هي لك كلها. فانطلق عيسى وتركه قائما ينظر وهو لا يستطيع أن يحمل واحدة منهن، وكلما أراد أن يحمل واحدة ثقلت عليه. فقال له عيسى: دعه فإن له أهلا يهلكون عليه. فجعلت نفس اليهودي تطلع إلى المال ويكره أن يعصى عيسى ويعجز عن حمله. فانطلق مع عيسى، فبينما هما كذلك إذ مر بالمال ثلاثة نفر فأقاموا عليه.
فقال اثنان منها لصاحبهما: انطلق إلى أهل هذه القرية فأتنا بطعام وشراب ودواب وحمل هذا المال عليها. فلما ذهب صاحبهما قال أحدهما للآخر: هل لك أن نقتله إذا رجع ونقتسم المال فيما بيننا؟ قال نعم. وقال الذي ذهب في نفسه: هو ذا أجعل في الطعام سما فإذا أكلاه ماتا ويصير المال كله إلي، ففعل ذلك. فلما رجع إليهما قتلاه، ثم أكلا الطعام فماتا. ومر - عليه وآله السلام - بهم وهم موتى حوله، فقال: هكذا تصنع الدنيا بأهلها، فأحياهم بإذن الله عز وجل، فاعتبروا ومروا ولم يأخذوا من المال شيئا. فتطلعت نفسي اليهودي صاحب عيسى إلى المال فقال: أعطني المال. فقال له عيسى: خذه فهو حظك من الدنيا والآخرة. فلما ذهب اليهودي ليحمله خسف الله تعالى به الأرض، وانطلق عيسى - عليه السلام - . اثنان منها لصاحبهما: انطلق إلى أهل هذه القرية فأتنا بطعام وشراب ودواب وحمل هذا المال عليها. فلما ذهب صاحبهما قال أحدهما للآخر: هل لك أن نقتله إذا رجع ونقتسم المال فيما بيننا؟ قال نعم. وقال الذي ذهب في نفسه: هو ذا أجعل في الطعام سما فإذا أكلاه ماتا ويصير المال كله إلي، ففعل ذلك. فلما رجع إليهما قتلاه، ثم أكلا الطعام فماتا. ومر - عليه السلام - بهم وهم موتى حوله، فقال: هكذا تصنع الدنيا بأهلها، فأحياهم بإذن الله عز وجل، فاعتبروا ومروا ولم يأخذوا من المال شيئا. فتطلعت نفسي اليهودي صاحب عيسى إلى المال فقال: أعطني المال. فقال له عيسى: خذه فهو حظك من الدنيا والآخرة. فلما ذهب اليهودي ليحمله خسف الله تعالى به الأرض
المائدة من السماء
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 23, 2018 5:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المائدة من السماء
***************
قال وهب: وسأل بنو إسرائيل عيسى بن مريم - عليه السلام - أن ينزل عليهم مائدة من السماء. قال الله تعالى: " إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين، قالوا نريد أن نأكل منهما وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين " . وقرأ علي وعائشة وسعيد بن جبير ومجاهد رضي الله عنهم " هل تستطيع ربك " بالتاء المثناة من أعلاها ونصب الباء الموحدة في ربك واختاره الكسائي فأبو عبيد على معنى هل تستطيع أن تدعو ربك وتسأل ربك. قالوا: لأن الحواريين لم يكونوا شاكين في قدرة الله تعالى. وقرأ الباقون " يستطيع ربك " بالياء المثناة من تحتها ورفع الباء وقالوا: إنهم لم يشكوا في قدرة الله تعالى وإنما معناها هل ينزل أم لا، كما يقول الرجل لصاحبه: هل تستطيع أن تنهض معي وهو يعلم أنه يستطيع، وإنما يريد هل يفعل أم لا، وأجراه بعضهم على الظاهر فقالوا: غلط القوم وكانوا بشرا، فقال لهم عيسى - عليه السلام - استعظاما لقولهم: " اتقوا الله إن كنتم مؤمنين " معناه أن تشكوا في قدرة الله أو تنسبوه إلى عجز أو نقصان. وقيل: قال لهم: اتقوا الله أن تسألوه شيئا لم تسأله الأمم قبلكم. قالوا: إنما سألنا لأنا نريد أن نأكل منها فتستيقن قدرته وتطمئن وتسكن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا بأنك رسول الله، ونكون عليها من الشاهدين، فنقر لله بالوحدانية والقدرة، ولك بالرسالة والنبوة، وقيل: ونكون عليها من الشاهدين لك عند بني إسرائيل إذا رجعنا إليهم. قال الكسائي: فأمرهم عيسى بصيام ثلاثين يوما وأن الله بعد ذلك يطعمهم وينزلها عليهم. فصاموا حتى تم الأجل، فقام عيسى وصلى وسأل الله تعالى وقال: " اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين " . قال قوله: " عيدا " أي عائدة من الله علينا وحجة وبرهانا. والعيد اسم لما أعدته وعاد إليك من كل شيء؛ ومنه قيل ليوم الفطر ويوم الأضحى عيد، لأنهما يعودان كل سنة. وقوله: " لأولنا وآخرنا " . قال الثعلبي: يعني لأهل زماننا ولمن يجيء من بعدنا. وقرأ زيد بن ثابت: " لأولانا وأخرانا " وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني يأكل منها آخر الناس كما يأكل أولهم. " وآية منك " دلالة وحجة. قال الله عز وجل مجيبا لعيسى - عليه السلام - : " إني منزلها عليكم " . وقرأ أهل الشام وقتادة وعاصم " منزلها " بالتشديد لأنها نزلت مرات، والتفعيل يدل على التكثير مرة بعد مرة. وقال تعالى: " فمن يكفر بعد منك " أي يكفر بعد نزول المائدة " فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين " أي عالمي زمانهم. قال: فجحد القوم وكفروا بعد نزول المائدة فمسخوا قردة وخنازير.
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 25, 2018 10:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
قال الثعلبي: واختلف العلماء في المائدة، هل نزلت أم لا؟
فقال مجاهد: ما نزلت مائدة، وهذا مثل ضرب.
وقال الحسن: والله ما نزلت المائدة، إن القوم لما سمعوا الشرط وقيل لهم: " فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين " . استعفوا وقالوا: لا نريدها ولا حاجة لنا فيها، فلم تنزل. قال أبو إسحاق الثعلبي: والصواب أنها نزلت، لقوله عز وجل: " إني منزلها عليكم " ولا يقع في خبره الخلف ولتواتر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين رضوان الله عليهم وغيرهم من علماء الدين في نزولها. قال كعب: أنزلت يوم الأحد، فلذلك اتخذه النصارى عيدا.
واختلفوا في صفتها وكيفية نزولها، فحكى الكسائي عن وهب قال: أنزل الله تعالى على عيسى مكتلا فيه ثلاث سمكات مشويات ليس لها شوك ولا قشر وثلاثة أرغفة، والملائكة تحملها حتى وضعوها بين يدي عيسى.
قال: وقد قيل: إن المائدة كانت سفرة من الأدم الأحمر، وكان فيها سمكة واحدة مشوية وحولها الخضر والبقول، وعند رأسها خل، وعند ذنبها ملح وخمسة أرغفة على كل منها زيتون، وخمس رمانات وممرات.
وقال الثعلبي في تفسيره: روى قتادة عن خلاس بن عمرو عن عمار بن ياسرعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نزلت المائدة خبزا ولحما " وذلك أنهم سألوا عيسى طعاما يأكلون منه لا ينفد، فقيل لهم: إنها مقيمة لكم ما لم تخونوا أو تخبوا أو ترفعوا، فإن فعلتم ذلك عذبتم. قال: فما مضى يومهم حتى خبئوا ورفعوا وخانوا. وقال إسحاق بن عبد الله: إن بعضهم سرق منها وقال: لعلها لا تنزل أبدا، فرفعت ومسخوا قردة وخنازير.

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 29, 2018 1:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب


وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن عيسى بن مريم - عليه السلام - قال لبني إسرائيل: " صوموا ثلاثين يوما ثم سلوا الله تعالى ما شئتم يعطكم " . فصاموا ثلاثين يوما، فلما فرغوا قالوا: يا عيسى، إنا لو عملنا لأحد فقضينا عمله لأطعمنا طعاما، وإنا قد صمنا وجعنا، فادع الله أن ينزل علينا مائدة من السماء ففعل. فأقبلت الملائكة بمائدة يحملونها، عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات حتى وضعتها بين أيديهم، فأكل منها آخر الناس كما أكل أولهم. وروي عطاء بن السائب عن راذان وميسرة قالا: كانت المائدة إذا وضعت لبني إسرائيل اختلفت عليهم الأيدي من السماء بكل طعام إلا اللحم. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم: أنزل على المائدة كل شيء إلا الخبز واللحم. قال عطاء: أنزل عليها كل شيء. وقال عمار وقتادة: كانت مائدة تنزل من السماء وعليها ثمر من ثمار الجنة. وقال وهب بن منبه: أنزل الله تعالى أقرصة من شعير وحيتانا. فقيل لوهب: ما كان ذلك يغني عنهم؟ قال: لا شيء، ولكن الله أضعف لهم البركة، فكان قوم يأكلون ويخرجون ويجيء الآخرون فيأكلون ويخرجون، حتى أكلوا بأجمعهم وفضل. وقال الكلبي ومقاتل: استجاب الله تعالى لعيسى عليه السلام فقال: إني منزلها عليكم كما سألتم، فمن أكل من ذلك الطعام ثم لم يؤمن جعلته مثلا ولعنة لمن بعدهم، قالوا: قد رضينا. فدعا شمعون الصفا وكان أفضل الحواريين فقال: هل معك طعام؟ قال: نعم معي سمكتان وسبعة أرغفة. قال: قدمها. فقطعهن عيسى - عليه السلام - قطعا صغارا ثم قال: اقعدوا في روضة وترفقوا رفاقا، كل رفقة عشرة. ثم قام عيسى - عليه السلام - ودعا الله تعالى فاستجاب الله له ونزل فيها البركة، فصار خبزا صحاحا وسمكا صحاحا. ثم قام عيسى فجعل يلقى في كل رفقة ما حملت أصابعه، ثم قال: كلوا باسم الله، فجعل الطعام يكثر حتى بلغ ركبهم، فأكلوا ما شاء الله وفضل منه، والناس خمسة آلاف ونيف. فقال الناس جميعا: نشهد أنك عبد لله ورسوله. ثم سألوه مرة أخرى، فدعا الله تعالى، فأنزل الله خبزا وسمكا، خمسة أرغفة وسمكتين، فصنع بها ما صنع في المرة الأولى. فلما رجعوا إلى قراهم ونشروا هذا الحديث ضحك منهم من لم يشهدها، وقالوا لهم: ويحكم! إنما سحر أعينكم، فمن أراد الله تعالى به الخير ثبته على بصيرته، ومن أراد فتنته رجع إلى كفره. فمسخوا خنازير وليس فيهم صبي ولا امرأة. فمكثوا بذلك ثلاثة أيام ثم هلكوا، ولم يتوالدوا ولم يأكلوا ولم يشربوا. وقال كعب: نزلت مائدة منكوسة من السماء تطير بها الملائكة بين السماء والأرض عليها كل طعام إلا اللحم.

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 180 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7 ... 12  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 34 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط