ماذا كُتب عن المرآيا في التراث الصوفي؟؟؟
المرآة "عبارة عن سطح يعكس كل ما يقوم به، فأي شيء يمتلك خاصية السطح العاكس فهو مرآة، وكلما كان أنقى وأصفى كان مرآة أفضل، وهذا الذي يقوم أمام المرآة يعرف باسم الأصل وأما الذي تعكسه فهو يعرف بالصورة أو الانعكاس، وتدور الصورة مع أصلها وجودا وعدما، فإن وجدت كان الأصل موجودا وإن انعدمت أو غابت كان الأصل منعدما أو غائبا.
و لا غرابة ان نعرف ان المرايا هي عنصر أساسي في التراث الصوفي العربي الذي تقترن فيه رمزية المرآة بأحوال الشهود .
حيث يرى فيها العارف الحقائق التي تنزاح عنها الحجب، كما لو كان يتطلع إلى مرآه
ولذلك يقول
مولانا أبو يزيد البسطامي:
(كنت لي كالمرآة فصرت أنا المرآة ) .
ويقول مولانا ابن الفارض:
(أنظر في مرآة حسني كي أرى جمال وجودي في شهودي طلعتي ..
فإن فهت باسمي أصغ نحوي ، تشوّقا
إلى مسمعي ذكري بنطقي وأنصت
وألصق بالأحشاء كفّي عساي أن
أعانقها في وضعها ، عند ضمّتي
رفعت حجاب النفس عنها بكشفي النقاب .. فكانت عن سؤالي مجيبتي ..
وكنت جلاء مرآة ذاتي .. من صدى صفاتي ومني أحدقت بأشعةٍ
أما مولانا ابن عربي
كان (يرى أن العالم مرآة الحق , والحق مرآة العالم) فكان يقول:
قلبُ المحققِ مِرآةٌ فمَن نظرا
يرى الذي أوجد الأرواحَ والصُّورا
إذا أزال صدى الأكوان واتّحدتْ
صفاتُه بصفات الحقُّ فاعتبرا
من شاهد الملأ الأعلى فغايته
النورُ وهو مقامُ القلب إن شكرا
وقال مولانا ابن الرومي
أنا كالمرآةِ ألقى كلَّ وجهٍ بمثالهْ
وفي حضرة من الحضرات كان سؤالي لمولانا الدكتور محمود صبيح عن مقولة لحضرته أردت أن أستوضح معناها وهي
وادعي لي بصدق تجديه في مرآتك بإذن الله
وكان شرح حضرته الممتع كيف ذاب المريد في حب شيخه
msobieh كتب:
الفاضلة ملهمة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله يبارك فيك وشكرا جزيلا على دعائكم الكريم
بعض المريدين عنده كثافة, وبعضهم عنده لطافة, أي روحانيته وطبيعته متغلبة على جثمانيته
النوع الآخير كثير جدا يكون عنده نقاط إما رؤية واضحة حتى لو كان في حال معصية أو بعد
وإما يكون ذائب في المحبة
ماذا يحدث؟
يحدث أنه يتأثر بكل شيء عند من يرتبط به
أصبح كأنه لوح من ألواح الكتابة شفاف
فما يكتب في من يحب ( أو شيخه) يكون لوحه مندمجا في شيخه, فيكتب فيه جزء مما يكتب للشيخ
وهذا من أسباب وجود سيدنا يوشع بن نون مع سيدنا موسى في مقابلة الخضر
بعد المريدين يخرج من ألواح الكتابة إلى أنواع عدم الوجود أساسا فقد اختفى في من يحب
فلا يرى نفسه
غير أن وراءه دنيا صقيلة سوداء
زجاج ورائه أسود أصبح مرآة
هو زجاج, وشيخه ينظر لنفسه, والمرآة لا تدري أن أحدا ينظر فيها
والدنيا وراء الزجاج, وتريد كسر المريد, لتكسر الشيخ ....
فأيما فعل الشيخ فعلا في المرآة يظل في المرآة, فأين حُبست الصورة إذا وفي كل لمحة ونفس تبديل وتغيير وشئون
تذهب إلى البرزخ
فيجده المريد ولو بعد حين
طيب هل للمريد مرآة ... نعم مممكن تكون له مرآة ... لأنه ما زال له إرادة لم يفنى عنها
لو دعا بصدق ... يرى في مرآته ... والتي من المفترض ألا يدري أنه مرآة ...
فمن أين يعرف ... يأتيه حبس ما كان في المرآة من البرزخ
حد فاهم حاجة ؟؟؟؟؟
يتبع