molhma كتب:
ُرقية:
******
الرقية تعويذة يستعاذ بها من الشر وقد تكون الرقية من عين حاسدة، ولهم في
ذلك طرق كثرة ؛ من ذلك أن تؤخذ قطعة من طرف ثوب صاحب العني وتحرق في
النار، وتتلى عليها التعويذة.
ومن الرقى المستعملة كلمات تقال بعد وضع قليل من الملح في كيس صغير ويعلق في رقبة الأطفال، وهناك رقية خاصة تقال في أيام عاشوراء، وهي في العشرة
الأولى من المحرم ، فتعدد الأشياء التي في البيت، وتضاف إليها التعويذة، حتى لا تحسد وهناك رقيات كثرة لا داعي للإطالة بذكرها، ومن ذلك تسميتهم «رقيَّة»، وهي تصغير رقية.
الرقيق:
*******
كان الرقيق منتشر ً ا في مصر، وكان أنواعا، منه ما هو أسود وهو أقل قيمة، ومنه ما هو أبيض، وكان يستعمل في الطبقات الراقية، وأذكر أن والدي كان قد اشترى
جارية سوداء ب «خمسة ونتو» ولكن لم تطق والدتي بقاءها لغيرتها، فاضطر والدي أن يبيعها.
وكان قصر عابدين في عهد الخديو إسماعيل مملوءًا بالجواري البيض، لكل زوجة من زوجاته عدد كبري من هؤلاء الجواري، ولهن ألقاب وأعمال، فطائفة منهن كانت
تسمى القلفاوات، ومنهن من وظيفتهن تنظيف البيت أو تدبيره ، أو تقديم القهوة عند غياب الخصيان ونحو ذلك، وكانت السراي ترسل إلى إستامبول من يختار هذه
الجواري وفي آخر عهد إسماعيل وزعت الجواري التي في السراي على كبار الموظفين والأغنياء، وكان الخديو يمنح كل جارية تتزوج مقدارا من المال تتجهز به في حدود
خمسمائة جنيه ذهبًا، وبعض النسل من البيوتات الكبيرة اليوم من هؤلاء الجواري، وفيهن في الغالب العنجهية التركية والأرستقراطية التي عهدناها.
وكل أزواجهن يلاقون عذابا شديدا بسبب طلاقهن، وأعرف حادثة غريبة في هذا الباب، وهي أن شابٍّا جميلا ُمنح أمرأة شركسية من هذا القبيل، فلما كشف عن وجهها وجدها عجوزا شمطاء شوهاء مسلولة، فخطر له في الحال خاطر غريب، وقبل يدها بدل أن يقبلها،
وجلس أمامها باحترام، فاندهشت وسألته عن السبب، فقال: إن أبي كان تركيٍّا، وقد وصف لي عمة تركية وصفا دقيقا ينطبق عليك، ولذلك أحترمك كعمتي، فقالت: إنه
ليس لها أخ، ولكنه أصر، وما زالت تكذب هذا الخبر وهو يصر حتى يئست منه ودعت الأغا فأخذها وذهب بها إلى السراي، فغضب الخديو واستدعاه وما زال يلح
عليه في قوله الحقيقة حتى قالها، فضحك الخديو وأعجب بذكائه، واختار له جارية أخرى شابة من شباب القصر جميلة.
وكان في القاهرة أسواق كثيرة لبيع الرقيق بنوعيه، من أشهرها دار قريبة من باب الخلق يشرف على كل بيت منها نخاس وله مساعدون، ولكن والحق يقال
ّ كانت معاملة الملاك للرقيق معاملة حسنة، فكانوا يعتبرون كأحد أفراد البيت، وهن من جانبهن كن يخلصن لأسيادهن، ولكن لا ننسى أنهن كن أحيانًا سببًا لشقاء البيت،
ً وكثيرًا ما ينسل من الحرة ومن الجواري فيكون العداء بين الأولاد، وبذلك يكون البيت شعلة من نار.
وأخيراً أبطل الإنجليز عادة الاسترقاق وحرروا العبيد، والإماء وقاوموا الرق بعنف، حتى إنهم انتقموا من شريف باشا انتقام شديدا، وقادوه إلى المحاكمة بسبب شرائه
لبعض الجواري بعد صدور القانون بإلغاء الرقيق، وأهانوه إهانات كبيرة ظاهرها أنهم يحافظون على الحرية، وباطنها أنهم يشفون غليلهم من موقفه السياسي الذي
كان يناهض به سياسة رياض باشا، فقد كان رياض باشا يتهم بممالأة الإنجليز، أما شريف باشا فكان لا يمالئهم ويطالب بالدستور ونحو ذلك.
فكانت هذه الحادثة فرصة للانتقام منه ... ومع هذا فقد خوفت كبار المصرين ومتوسطيهم من امتلاك الرقيق.
ويسمي المصريون تجار البيض «الياسرجي» وتجار السود «الجلابني»
يتبع
معلومات أول مرة الواحد يسمع عنها تستحق المشاركة
تسلم ايد حضرتك وجزاكم الله خيرا على المجهود